وسواس شديد
بدأت مشكلتي في فترة المراهقة عند بلوغي 14 عام وجدت عقلي يكرر أرقام وكلمات لا إرادية فأصبح عقلي مثل الآلة التي لا تتوقف عن الدوران حتى وأنا نائم، حتى أنني من كثرة التفكير كنت أستيقظ أجد نفسي أتصبب عرقا في جبهتي، وكأن عقلي توقف قليلا ثم يعاود الدوران والتفكير ثانية، فذهبت للطبيب وعلمت أنه مرض الوسواس القهري لكني لم أسترح للعلاج، حيث شعرت أنني مختنق منه، ولم أكمل العلاج وساءت الظنون كثيرا بالله سبحانه وتعالى،
وكنت أتطاول بالكلام في نفسي حتى وصل للاستهزاء، وكلما تذكرت ذلك أندم وأستغفر الله كثيرا والآن وجدت كلمات سب في نفسي وتخيلات وصور كفرية فظيعة وشك في الدين والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أفيق وأقتنع حتى وقعت في الكفر والسب بإرادتي قليلا وغصبا عني مرات كثيرة، وبدأت تأتي في عقلي أسئلة لا حصر لها وكيف ولماذا،
وبدأت أحسد غيري ممن لا يفكر في هذه الأفكار والأسئلة فهو مؤمن ومطمئن النفس وإن استطاع الشيطان الرجيم أن يوقع بي في الكفر، ولا أعرف ماهو مصيري أنا خائف جدا من السؤال في القبر، وكيف أقف أمام رب العالمين على الرغم من الصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم، فأنا أشعر أني لست مريض وأني مطرود من رحمة الله، ولا أعرف كيف سأواجه حياتي المقبلة، إن قدر لي الحياة.
وأخاف من الزاواج لأنني لا أريد أن أرى في ذريتي إن قدر لي أيضا ذلك المرض المؤلم، فأنا أشعر أن نظرتي للحياة والأشياء من حولي مختلفة،
ولا أستطيع تقدير الأمور بطريقة صحيحة وأريد العودة إلى ماكنت عليه قبل مرضي وأعود إلى الله سبحانه وتعالى وأنال رضاه.
7/11/2016
رد المستشار
عمرك 26 عاما الآن!، ورغم أنك تمكنت من ملاحظة وجود أمر غير طبيعي يحدث معك منذ مراهقتك، وذهبت فعلا للطبيب، وعرف الطبيب ما عندك حين عرضت عليه ما تفكر فيه؛ فوجد الرجل ما تعلمه، وتعلمته أنا أيضا في كتب الطب وذاكرناه، ودرسناه، وفهمناه، وقال لك نعم هذا مرض نفسي اسمه "الوسواس القهري"، إلا أنك اختنقت من العلاج فتركته!!...
تركته 12 عاما يمتص طاقتك النفسية، ويمتص طاقتك الذهنية؛ لأنك اختنقت!!، والآن تتصور وحدك أنك كافر وستذهب للجحيم بلا أدنى شك!!؛ فهل هناك كافر يتألم لكفره؟، هل هناك كافر يخاف من النار؟، هل هناك كافر يرى نفسه كافرا أصلا؟؛ فلترفق بنفسك أخي الكريم وتكف عذابها لأنك لازلت مريضا بالوسواس القهري؛ فالوسواس القهري مرض نفسي بجدارة؛ يحدث للبشر بسبب ضغوط نفسية تتضاعف على صاحبها سواء مدرك لها كلها، أو لا، وفيه جزء وراثي يرثه الإنسان من أهله.
والوسواس القهري أفكار تخرج من رأس صاحبها تظل في حالة "زن" مستمر لا تهدأ، فتقهره، والوسواس القهري مرض يتم الشفاء منه بنسبة تصل لـ 100% لبعض الحالات!، وهو مرض متقنع يغير وجهه كل فترة؛ فيظن صاحبه أنه شفي منه، إلا أنه في الحقيقة كمن في مساحة ليبدأ بنفس الأسلوب ولكن في مساحة أخرى!؛ فقد تقف فكرة العد، وتبدأ مساحة. "سب الذات الإلهية"، ثم تكمن تلك المساحة؛ فتبدأ في مساحة "نقل عدوى الأمراض"، أو تنتقل لمساحة "الموت"، أو "النظافة"، الخ؛
والوسواس القهري مرض منتشر جدا فوق ما تتصور، ولو قمت بعمل بحث بسيط جدا في موقعنا عن الوسواس القهري ستجد بحرا من الاستشارات، والمقالات، وستجد وسواس سب الذات الإلهية فيهم؛ فلتكف عن التكيف مع ذلك العذاب، ولتكف عن إدارة ظهرك للعلم، والتمسك الأخرق بوسواس الشيطان الذي يذهب بالاستعاذة، ولتكف عن اتهام نفسك بالكفر فأنت بريء منه، ولتكف عن "عتاب" الله سبحانه؛ فهو بريء من تركك للعلم والأخذ بالأسباب؛ فلترفق بذاتك وتبدأ رحلة العلاج وتتحملها بشجاعة لتتخلص من حملك الثقيل، وراجع مع طبيبك الأعراض، وتحمل فترة ضبط الجرعة، ونوع العلاج؛ إنك تستحق حياة طبيعية، وزواجا، وبناء أسرة طبيعية، هيا كفاك تأخرا.