خطيبي طمعان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا طبيبة عندي 37 سنة مخطوبة تعرفت على خطيبي من 2012واتخطبنا فقط من 9 شهور هو أكبر مني في السن بـ 17 سنة سبق له الجواز من إنجليزية وعنده 3 أولاد وعايش في بريطانيا معاه الجنسية وله عمل حكومي هناك بالإضافة لأعمال حرة في مصر. في الأول ماكنش عنده نية للزواج كان دائماً يقول شوفي حد تاني لكن بعد ما سافرت السعودية للعمل ورجعت معايا مبلغ الحمدلله عليه حسيت أنه طمعان في, خصوصاً أنه يوم الخطوبة أخد مني 6000 دولار لأنه مزنوق في الفترة دي عشان كان بيسدد ثمن قرض لبيت اشتراه في بريطانيا.
وبعد 9 شهور من الخطوبة طلب مني ١٠٠ جنية عشان أعماله في مصر. لكن المشكلة مش إنه إحساسي أنه طمعان المشكلة أنه مش بيراضيني أبدا وبيتعامل بطريقة جافة. واتفق مع الوالد أنه مش عاوز منه فلوس وفي كتب الكتاب مش هيحضر حد من أهله لأنهم في أمريكا ووالدي وافق. أنا قلتله صراحة أنا بالنسبه لك رصيد في البنك. أنا صعبان عليّ نفسي لو كملت هبقى فريسة ولو ماكملتش مفيش فرص للجواز في السن دا كتير. أعمل إيه عاوزة رأيكم.
شكراً
13/12/2016
رد المستشار
أرحب بك على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لك لحيرتك هذه تنم عن وعي منك وحرص على مستقبلك، إن اختيار الزوج المناسب هو أول خطوة من الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، فعادة ما يتقدم للفتاة عدد من الشباب الخاطبين، تختار من بينهم مَن تعتقد بأنه الأنسب لها طالما أمكنها ذلك، وخير ما تختار هنا، هو ما أشار إليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، والحياة بتجاربها الواسعة التي نراها أمام أعيننا يومياً، أثبتت أهمية
عامل الدين في اختيار الزوجة للزوج، والزوج للزوجة؛ إذ إن صاحب الدين والخلق يحافظ على زوجته ويحسن معاملتها ولا يظلمها، فالدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهو أمر تستقيم معه معظم الأمور الحياتية، ومن الأمور المهمة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوج المناسب، توفر التكافؤ بين الطرفين والذي يتمثل بالتوافق والتقارب الاجتماعي والتقارب العلمي والثقافي والنفسي أيضاً، الانسجام الفكري مهم كذلك، ويمكن اكتشاف مدى توافق الزوجين الفكري خلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بحياتهما المستقبلية (الأمور المالية – إنجاب الأطفال – العلاقات الأسرية والاجتماعية – قضايا العمل وغيرها) كما أن هذه النقاشات تفسح المجال للتعرف على مدى تقبل كل منهما لآراء الآخر، خاصة مع وجود اختلاف في وجهات النظر، عنصر آخر مهم رغم تهميش الكثيرين له إلا أنه أساسي، وهو الجانب المادي، وهو من الأمور التي يجب أن تلتفت لها الفتاة عند اختيارها الزوج المناسب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة نفقات الزواج وإمكانية إعاشة الرجل للمرأة، والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة
الرجل على الإنفاق، فليس محموداً أن تقبل الفتاة بأي شاب يتقدم لها مجرد اقتناعها بفكرة الزواج، أو وجود مزايا جانبية أخرى، فيجب أن يكون لديه على الأقل ما يكفيه ويكفي زوجته، وهو ما يوفّر الكثير من الخلافات التي قد تنشأ بعد الزواج، ولا نقصد على أية حال أن يكون الزوج ميسوراً وغنياً، فيكفي القدرة على النفقة ليكون كفؤاً للزواج، ولنا في الآية الكريمة موثقاً من الله في ذلك، حيث يقول _تبارك وتعالى_: " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (النور/32)، فالزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر مصيره في كثير من الأحيان الفشل؛ لأن الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي،
وعند النظر إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية المحافظة، نعلم أن الفتاة - غالبا - لا تتمكن من التعرف على خطيبها بشكل مباشرة أو الاستعلام عن سلبياته وإيجابية، ولهذا فهي تحتاج إلى أن يقف معها أهلها ويساعدوها في ذلك وخاصة والدها وإخوانها، فهم يستطيعون أن يجالسوا الخطيب ويخرجوا معه ويتحدثوا وإياه بحرية، فيسمعون منه ويسألونه عن علاقاته وزمالاته ومحيطه، كما أنهم يستطيعون زيارته في مقر عمله مثلاً والتعرف على منطقة سكنه وما إلى ذلك من الجوانب التي تعطي فكرة واضحة عن طبيعة الشخص ونمط حياته وسلوكياته ومستوى تفكيره وإدراكه.
ثم هم بعد ذلك ينقلون ما يروه بأمانة إلى الفتاة التي يمكنها بعد ذلك - وبمشورة العارفين من أهلها – أن تصل إلى حكم صحيح على الرجل مبني على معلومات صحيحة واختيارات شرعية وجوانب واقعية ومنطقية،
فكثير من حفلات زفاف على أعلى مستوى، وبيوت زوجية مؤثثة على أحدث الطرز وأفخمها، يليها شهر عسل في أعرق المدن الأوروبية وأعلاها تكلفة، صورة قد توحي للوهلة الأولى أمام المدعوين والمعارف بمكانة العروس عند العريس الكريم كامل الأوصاف، في حين تختفي وراء الستار صراعات بين العروس والعريس على من يسدد تلك التكاليف، فهي لن تتنازل عما تريده من دلال في أجمل أيام عمرها، وهو لا يمكنه توفير كل تلك المتطلبات، وبين الموافقة والرفض، يقف العريس حائراً أمام مساعدات من جانب العروس أو أهلها، والتي يخشى في أحد الأيام أن تكون سبب كلمة تُشعل شرارة المشاكل في أول طريق حياتهما الزوجية، وفي الطرف المقابل تبقى تلك العروس قلقة بشأن مدى اعتماد زوج المستقبل عليها مادياً.
أولا: لا تخاطري بالزواج من احتمالات
أكبر خطأ تقع فيه الفتاة عندما تظن أن صفات/عادات شريكها ستتحسن بعد الزواج. تذكري: لا يوجد ضمان أبداً، بل أزيدك من الشعر بيتاً، فالأمور في الغالب ستتحول إلى الأسوأ بعد الزواج!
مفارقة مضحكة: الرجل يضع في اعتباره أن يتزوج من المرأة على أمل أنها لن تتغير والمرأة تتزوج من الرجل على أمل أنها ستغيره
ضعي في اعتبارك الاختلافات الدينية والفكرية والمادية والاجتماعية مع شريك المستقبل. لا تفكري في أفضل الاحتمالات. بل لا تبني زواجك أصلاً على الاحتمالات!
اذا رغبتِ بالموافقة، فتأكدي انه يمكنك أن تعيشي/ تتعايشي مع هذه الصفات الشخصية أو العادات غير المريحة لشريك المستقبل!
تقبلي الشخص الذي أمامك، لأن ما ترينه الآن فهو"على الأغلب" ما ستحصلين عليه بعد الزواج!
تأتيني الكثير من الاستشارات من مخطوبات يتحرجن من بعض الأمور من الخطيب، مثل التدخين أو السمنة أو اللسان اللاذع، وتتساءل هل هناك أمل في تغيره بعد الزواج؟ هل تلمح له في الخطوبة لعله يعدها أو يحاول التغيير قبل الزواج لأجلها؟؟؟ هل وهل؟؟؟ الإجابة ببساطة: لا. لن يتغير. ابلعيه هكذا أو اقلبي الصفحة!
الخلاصة:
إياك أن تظني أن الأمور ستتحسن بعد الزواج.
إذا كنتِ لا تستطيعين قبول الشخص كما هو قبل الزواج فلا تتزوجيه
ثانيا: اختاري الصفات الشخصية قبل شرارة الجاذبية
لا تنبهري بالعيون الخضر أو الشعر المسرسب، لا تغتري بشكله أو جاذبيته ولا تجعليهما الأساس، ضعي خطوطا عريضة لاهم الصفات التي تريدينها في شخصية من أمامك.
يا فتيات.. أكثر ما يعميكن في فترة الخطوبة هو الانجرار وراء جاذبية الشكل وسحر العاطفة. كفي عن الهبل واعقلي! فكري بمنطق. فكري بما تريدين وليس بما ترين أو تشعرين!
من أهم الصفات الشخصية التي يجب أن تبحثي عنها في شريك حياتك:
التواضع: الشخص المتواضع يضع قيمه ومبادئه قبل ما يناسبه وما يريحه، بطيء الغضب سريع الفيء، وسطي، ويبتعد عن الماديات.
اللطف: الشخص اللطيف هو معطاء في جوهره. لتعرفي مقدار لطف هذا الشخص انظري طريقة تعامله مع أهله: والديه وأخوته وأخواته، هل لديه عرفان بالجميل وتقدير تجاههم؟ إذا لم يكن كذلك فتأكدي أنه لن يقدّر ما ستقدمينه له بالمستقبل. كيف يتعامل مع الآخرين الذين لا يشترط أن يكون لطيفا معهم (مثل الجرسون، الموظف، العامل.. الخ)؟ كيف ينفق ماله؟ كيف يتعامل مع غضبه؟ ما ردة فعله تجاه غضب الآخرين؟
تحمل المسؤولية: الشخص المسؤول هو شخص لديه استقرار في حالته المادية، علاقاته، وظيفته، وكذلك شخصيته. يمكنك الاعتماد على هذه الشخصية والوثوق بما يقوله.
السعادة: الشخص السعيد هو شخص راض بما قسمه الله له في حياته، يشعر برضا نحو ذاته وتركيزه يدور حول ما يملكه وليس ما لا يملكه، وهو شخص قليل الشكوى.
الطموح: الشخص الطموح هو شخص يتجه دائما لتغيير حياته نحو الأفضل. يستغل الفرص التي تمر عليه (بما فيها الزواج) ليجعل نفسه ومن حوله أكثر سعادة وراحة. هذه الشخصية تساعد على تحريك عجلة الزواج وما ينتج عنه من ذرية نحو الأمام وليس الخلف أو محلك سر!
الخلاصة:
الجاذبية هي ما تشعل جذوة الحب
ولكن الشخصية هي ما تبقي الجذوة مشتعلة
ثالثا: تجنبي الزواج بمن خطة حياته تتعارض مع خطة حياتك
هذه النقطة مضحكة لأنها للأسف ليست في اعتبارات أغلب فتياتنا لا اليوم ولا في الماضي إلا من رحم!
ضعيها حلقة في أذنك: في الزواج إما أن تكبرا معاً أو أن تكبرا كلاً على حدة، جمال الزواج هو في الأحلام والأهداف المشتركة التي تكبران بسببها معاً
اسألي خاطبك عن طموحه وأهدافه وأحلامه واسألي نفسك: هل ينسجم ذلك مبدئيا مع طموحي وأهدافي وأحلامي أنا؟ هل يمكنني أن أتقبل وادعم هذه الأحلام والأهداف إلى جوار أهدافي وأحلامي؟
إن تتوافق وتنسجم أهداف وأحلام وطموحات الشريكين قبل الزواج خير من إيماءة الرأس والابتسامة المُجامِلة ثم تتحول الحياة إلى صراع وجود بعد الزواج.
تذكري: إن لم يكن لديك أهداف أو طموح أو خطة حياة واضحة من الأساس فانسي سؤال الخاطب عن ذلك، لان كل الخاطبين لديك سواء
الخلاصة:
قبل أن تقرري مع من سترافقين في رحلتك الطويلة
قرري أولا محطتك النهائية لهذه الرحلة
أتمنى لك التوفيق في اختيار شريك حياتك مستقبلا وأن تستمري في تواصلك معنا . من خلال موقعنا لنطمئن عليك.
واقرئي أيضًا:
فرار العرسان
فوبيا الزواج... يعني أعنس؟
الهبوط إلى الواقع: تزوجي يا ابنتي
الزواج والاختيار العاطفي والعقلاني
قبل أن تختاري حددي معنى الأفضل
محضر شرطة أم تعارفٌ بقصد الزواج؟!
عواطفي تجاهه لم تتغير
بعد الزواج اضربي سوء خلق خطيبك×10