استشارة نفسية
أنا بدي أستشير الدكتور محمد عبد العليم إبراهيم
مرحبا دكتور... يعطيكن ألف عافية
هلأ أنا عمري 26 وبشتغل مدرسة بس مشكلتي حارتبها لعدة أمور
-أول شيء هي كثرة التفكير بشكل عام بحس إني بحلل الأمور كتيير وبدقق كتير أو بالأحرى تفكيري صاير صعب ومعقد... سلسلة من الأفكار السلبية برأسي وصعب وقفها....
كمان عندي قلة تركيز ما عم أقدر أفكر وأقرر بهدوء ووضوح... بالإضافة لأني ما بقدر أسترخي بسهولة......
-بفكر زيادة بكل شيء عم أعمله وبأدق الأشياء بفكر بكلشي بوقت واحد فبتوتر
-متسرعة أحيانا حتى أني عم آكل بسرعة حتى لو ماني جوعانة
-لما بطلع على حدا أنا وعم حاكيه بتظل عيوني متيبسة وشاذة وبركز على نقطة واحدة صعبة كتير أحرك عيوني بكل الاتجاهات وعالشخص ككل
كمان مثلا لما بتعرف على أي أحد جديد دوما أول شيء بفكر فيه هو أكيد ماحيحبني وحيمل مني لأني ماعدت أثق بحالي أو بالأحرى ماعدت أعرف أحب حالي لحتى حبب الناس فيني, فمشان هيك بصير بتوتر كتير وبقلق كتير ومابقدر أتصرف على طبيعتي وراحتي وببين جامدة وبضل بمزح لأني حزينة من جوا وما بقدر ركز بكلام هالشخص الجديد وبحكي بسرعة وحتى قلبي بيخفق وبضيق نفسي ونظري بيزيغ, مابقدر ركز بعيوني ومابركز بحكي الشخص اللي قدامي بالإضافة أني بعرق وأحيانا بيوجعني رأسي,
ولهيك مابقدر أعبر عن اللي جواتي وأعطي رأي وبالأخير بيتاخد عني هالانطباع الأول الضعيف ولما برجع بقابل نفس هالشخص على أساس أني عم حاول أأسس صداقة بصير براقب أي كلمة بقولها للي عني, ولما بشوف أني مثل مافكرت بالأول أني ماحاكون مميزة بالنسبة له بزعل وبتضايق وبصير بدي أقطع علاقتي معه لأني ما قدرت أعبر عن حالي مثل الصورة اللي راسمتها بخيالي عن نفسي... وهذا هو الصراع اللي عم عيشه مشان هيك عم أتجنب أي صداقة وأي جمعة ناس لأني ماعم أتصرف مثل مابتمنى وعم أكون تحت ضغط وقلق وتوتر كبير ماعم أقدر أتحمله أو مليت منه,
بأتمنى أو عم أحاول أكون عفوية أكتر مع الناس ويصير عندي رفقات وأقدر أكون على طبيعتي معهن من دون ما أفكر كتير وأحسبها قبل ما أحكي أي كلمة وأتوتر....
-صرت علطول أغفي بالليل وأتأخر بالفيقة الصبح لأني ماله من كلشي أو بالأحرى عندي فكرة مسبقة عن كلشي بدو يصير لأني سبق وقضيت كل أيامي تفكير وتفكير, هلأ أنا كمان عملت تحاليل عامة وكانت سليمة بس كان عندي نقص بفيتامين د وكلسيوم فلوسمحت شو ممكن أعمل ...
علما أني أحاول أغير من نمط حياتي... وغذائي صحي وبلعب رياضة بس لسا مو قادرة أوازن حياتي وأركز أكتر صارلي مدة طويلة حياتي ملخبطة وأغلب أوقاتي حزينة بسبب هالشيء....
23/1/2017
رد المستشار
أشكرك "دانيا" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
تناولت في استعراض مشكلتك أنك تعانين من أمور كثيرة تؤرقك أحصرها معك حتى تكون مساعدتي لك محددة بالنقاط التي تناولتها، فأنت أشرت أنك تعانين من كثرة التفكير وتحليل الأمور، والأفكار السلبية، وقلة التركيز، وعدم قدرتك على الاسترخاء، والتسرع ، وأشرت إلى بعض الأمور التي تشير إلى أنك تعانين من عدم الثقة بالنفس.
أولا أود أن أذكرك بقول الله تعالى: {...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...} ( الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقومي بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك ان تبحثي عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأين بنفسك وتغيرين وتطورين من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟؟؟ هل ستقررين أن تخرجي من غرفتك المظلمة ومعاتبة نفسك يوميا ؟؟؟ هل ستضعين لحياتك هدفا وتسعين لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟.
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرجي من الدائرة المفرغة التي تعيشين فيها، وتزيدين من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة وتوسيع دائرة علاقاتك مع الآخرين.
بالنسبة للمشكلة التي تعانين منها وهي كثرة التفكير وتحليل الأمور ومواجهة الأفكار السلبية:
تقول الحكمة العربية "الشيء إذا زاد عن حده ينقلب ضده". ضعي هذه العبارة نصب عينيك دائماً كلما وقعت في دائرة التفكير الزائد.
العقل البشري قادر على التفكير بأكثر من فكرة في نفس اللحظة، ولكن كيفية قيامه بعملية التفكير هي التي تفرق بين شخص لديه سلام داخلي ومتصالح مع أفكاره، وأخر يعاني دوماً من صراعات داخلية مع أفكاره.
شن حرب مع أفكارك لن يوصلك لشيء بل سينقلب عليك، التفكير الزائد هو شكل من أشكال القلق ولكن لنفرق هنا بين القلق الصحي والقلق المرضي.
التفكير الزائد عادة يأتي عندما تطاردنا فكرة معينة ونحتاج للوصول إلى قرار معين حولها لنجد أنفسنا نقوم بالأتي:
التحليل الزائد للفكرة ومناقشة مع الذات حول كيفية الوصول للقرار السليم وربما طرح عدة حلول للوصول لما تريد، ثم يدخل الشخص بعد ذلك في مرحلة التشكيك في الحلول المطروحة ومراجعة كل حل ونتائجه على حدا، المشكلة الكبرى التي تنتج من التفكير الزائد هو أنه يدخلك في حلقة لا متناهية من التفكير في أمور فرعية تبعد كل البعد عن المشكلة الأصلية وقد تصيبك بالاكتئاب والقلق الدائم.
ما هي أضرار التفكير الزائد؟
توقف إنتاجية الفرد: كثرة التفكير في شيء يأخذ وقتاً طويلاً يبعدك عن الفكرة الرئيسية، فكلما تظن أنك وجدت حلاً لمشكلة ما سرعان ما تجد فكرة أخرى تأتي لتشكك بذلك الحل وتقوم بطرح حلول جديدة.
عدم القدره على التوصل لقرار خاصة في المواقف التي تحتاج لسرعة رد الفعل، تصيب الشخص بالإحباط وتجعله ييأس من الفكرة كلها ولا يقوم بفعل شيء أو يقوم بأخذ رد فعل متأخر، وغالباً ما يكون رد الفعل ذلك نتيجة السأم والضجر من كثرة التفكير مما لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة.
الاكتئاب: كثرة التفكير تؤدي لإصابة الفرد بمرض الاكتئاب حيث يتولد لديه إحساس بالعجز وعدم القدرة على التفكير أو اتخاذ قرار، فتصبح الفكرة وقتها هي ما تذكره بضعفه وقلة حيلته وعجزه أمامها ما يرميه في فجوة الاكتئاب.
تعقيد الأمور: قد يكون الأمر بسيطاً ولكن كثرة التفكير به تقوم بتعقيد الأمور حيث من العادات المصاحبة للتفكير الزائد هو استرجاع الماضي وربطه بالواقع، أو كما ذكرنا سابقاً التفكير في أمور فرعية قد تبدو ذات صلة للموضوع الأصلي وقد يصعب على الفرد التفرقة بين الفرعي والأساسي مما يصعب عملية اتخاذ قرار أو التفكير بشكل عام.
التخطيط الزائد: التفكير الزائد يجعل الشخص مهتماً بالوصول للنتيجه بدلاً من التركيز في كيفية الوصول مما يجعله يضع حلولاً بديلة وخططاً مستقبلية والتفكير في أكثر من سيناريو حال وقوعه في أي عقبات بدلاً من التركيز فيما يقوم بفعله الآن، وذلك في أغلب الأمر يؤدي إلى تعطل إنتاجية الفرد أو الوصول لنتيجة أسوأ من المتوقع.
التشبث بطريق واحد: الشخص المفكر بكثرة دائماً يعتقد أنه لا يوجد سوى طريق واحد للوصول لما يرغب، وإذا لم تتم الأمور بالشكل المتوقع سيصاب بالعجز والشلل وربما يتراجع عن القيام بالفعل كله.
يعتقد العديد أن التفكير قد يحل محل الفعل وذلك خطأ فادح إذ أن التفكير لا ينبغي أن يشغل تلك المساحة الكبيرة من حياتك، بل لابد من وضع وقت لعملية التفكير وتنظيمه ثم القيام بأخذ الفعل.
ودعيني أقوم بتوضيح شيء هنا، مهما كنت بارعة في التخطيط والتفكير، لن تقدري على حساب كل شيء مسبقاً إذ أن العقبات تأتي على غرة ودون توقع، ولذلك يجب التعامل معها بالشكل السليم فور حدوثها لضمان الاستمرار وعدم التوقف.
كيف يمكنك التخلص من عادة التفكير الزائد؟
"كثرة الممارسة تجعلك محترفا"، الخطوة الأولى للنجاح في شيء هي أن تجعله عادة وذلك لن يأتي سوى بالمحاولة والممارسة.
1- تقبلي أن لديك مشكلة والوعي بها:-
أول طرق التخلص من عادة سيئة هي أن تتقبلي وجود تلك العادة وإلا لن تجدي أنها مشكلة وأنه أمر طبيعي. والوعي بأنه لديك نزعة للتفكير الزائد سيجعلك مدركةً لها وتستطيعين أن تكوني الرقيب على نفسك حال وقوعك في دائرة التفكير الزائد وإيقاف تسلسل الفكرة داخل عقلك والقيام بفعل شيء مفيد يشغلك قليلاً ويريح عقلك.
مع الوقت ستجدين نفسك قادرة على التحكم في خط سير الفكرة بل ستجدين نفسك قادرة أيضاً على استرجاعها في أي وقت تريدين، ومواصلة التفكير. أنت من تضغط زر التشغيل والإيقاف للفكرة.
2- وضع وقت لعملية التفكير:
كما ذكرنا بالأعلى، لابد من أن تكون عملية التفكير منظمة ولها بداية ونهاية حتى لا تقع في سلسله الأفكار الهائمة التي لا تنتهي.
وضع وقت محدد للتفكير(لنقل ساعتين) سيجعلك أكثر تركيزاً في الفكرة نفسها وليس ملحقاتها، حيث ستجدين نفسك تلقائياً تقومين باستبعاد ما يقوم بتشتيت ذهنك عن الفكرة الأصلية من أفكار سلبية أو غيرها.
3- إخراج الفكرة من رأسك:-
وذلك عن طريق كتابة ما يدور بخلدك في ورقة أو مناقشته مع شخص ذي ثقة. في أغلب الأحيان يبالغ العقل في طرح الفكرة وإخراجها عن طريق الكتابة أو التحدث مع شخص معين يساعد على رؤية الموضوع المطروح بشكل أوضح وأبسط وسيصبح من السهل رؤية الفكرة ولمسها والتوصل للنتيجة المثلى.
4- تجنب كل ما يثير عقلك للتفكير الزائد:
الابتعاد عن الأشخاص أو الأماكن التي تجعلك تفكرين كثيراً أو التي تسبب لك الإحباط أو الاكتئاب. مع مرور الوقت ستصبحين أكثر خبرة بالأماكن أو الأشخاص أو نوع المناقشات التي تدفعك للدخول في حلقة لا متناهية من التفكير الزائد وسيصبح من السهل تجنبها.
5- تحدي الخوف:
الشخص الذي يفكر كثيراً يتولد بداخله إحساس الخوف من الفشل ولذلك يؤجل قرار اتخاذ الفعل ويقوم بإرهاق نفسه وذهنه في التفكير محاولاً إيجاد الحل الأمثل. ولذلك ينصح هنا بتحدي شعور الخوف من المجهول حيث إنك لن تستطيع التحكم في كل شيء حولك. فلتأخذ الفعل وكن مستعداً.
محاولة التحكم في عادة التفكير الزائد لا يعني اتخاذ قرار سريع دون التفكير به، وإنما الغرض هنا هو أن تقومي بجمع أكبر قدر من المعلومات حول ما تريدين أن تقومي به ثم اتخاذ قرار بناء على المعلومات المتوافرة لديك وباستخدام الطرق المذكورة بالأعلى.
وبالنسبة للمشكلة الأخرى التي تواجهك وهي قلة التركيز:
يعتبر عدم التركيز من المشاكل الشائعة التي تواجه البعض من الناس، حيث يشعر بعض الناس بمشكلة في تشتت الفكر والذهن لديه بسبب ضغوط الحياة بالاضافة إلى القلق والتوتر النفسي حيث يعد هو السبب الرئيسي لمشكلة عدم التركيز، فعدم التركيز من مؤشرات وجود قلق نفسي، من هنا سوف نتناول في هذا الرد أسباب عدم التركيز، وطرق علاج عدم التركيز.
أسباب عدم التركيز
1. من أسباب عدم التركيز وجود خلل في النظام الغذائي لدى البعض من الناس، بالإضافة إلى عدم الانتظام في الوجبات الرئيسية.
2. ومن أسبابه قلة عنصر الحديد لدى الشخص المصاب بعدم التركيز والنسيان..
3. قد يكون بسبب نقص في سكر الدم.
4. وجود خلل في الهرمونات أو اضطرابات في إفراز الغدد، وخاصَّةً وجود نقصَ في إفراز الغدة الدرقية، أو الغدَة فوق الكلوية.
5. وجود نقص في حامض الفوليك أسيد.
6. وجود نقص في “الثيامين” وهو ”فيتامين الأعصاب”، لأن أي نقص حتى لو كان بسيطا فيها يؤدي الى اضطراب في نشاط المخ.
7. قد يكون السبب هو نقص في فيتامين (بي 12)
8. قد يكون عدم التركيز بسبب التوتر والقلق وأسباب اجتماعية أو عاطفيَة سواء مشاكل مادية أو شخصية أو في العمل.
9. قد يكون بسبب مرض نفسي: مثل القلق المرضي، أو مرض الوسواس القهري، أو مرض الاكتئاب.
10. أو بسبب تحكم أحلام اليقظة على التفكير الواقعي.
11. بسبب حدوث إرهاق شديد.
12. في بعض الاحيان يكون بسبب الارتفاع في درجة الحرارة في المكان المتواجد به.
13. بسبب التغير نوع الإضاءة.
14. قلة النوم تسبب عدم التركيز.
15. التواجد في مكان به الضوضاء الشديد وأصوات عالية في الحوار.
طرق علاج عدم التركيز
1. يتم العلاج من خلال ممارسة التمارين الرياضية أو القيام بالتمشي في الهواء الطلق البعيد عن الضوضاء.
2. قراءة القرآن الكريم بتمعن وترتيل لها دور مهم في إزالة التوتر والقلق المسبب للتشتت.
3. فيما يتعلق بالعلاج الدوائي من خلال تناول بعض الأدوية بعد استشارة الطبيب.
4. هناك عشبة تسمى (إكليل الجبل ) موجودة عند العطارين، يشرب منها مرتين يومياً صباحاً ومساءً، من خلال وضع ملعقة منه على كوب ماء مغلي ويترك لمدّة ربع ساعة ثم يصفّى ويشرب منه.
وبالنسبة لمشكلتك مع عدم قدرتك على الاسترخاء والتسرع يمكن مواجهتها باتباع الاتي:
الاسترخاء يعني إرخاء التوترات العضلية وإيقاف انقباضاتها مما يؤدي إلى التقليل من الانفعالات المصاحبة لفترة التوترات، والاسترخاء له فاعليته ونجاحه في التخفيف من الاضطرابات الانفعالية والقلق.
فالاسترخاء هو أسلوب للتخلص من التوتر والقلق والخوف ولاكتساب خبرات السيطرة على التوترات وعلى أعضاء الجسم الانسيابي وعمل الواجبات اليومية على نحو مريح والنظر إليها بصور إيجابية.
عندما يتعرض الشخص لموقف من المواقف الاجتماعية المخيفة يستجيب لها بثلاثة محاور رئيسية:
• فسيولوجية: زيادة ضربات القلب ومعدل التنفس، العرق.
• سلوكية: محاولة الهرب من الموقف المخيف.
• شخصية: أفكار سلبية وتقييم سلبي عن نفسه.
وقد وجد أن هناك أشخاصاً تكون استجابتهم السلوكية أكثر من الفسيولوجية وبالتالي يهربون من الموقف الاجتماعي المخيف بالنسبة لهم ويتجنبونه.. وهؤلاء الأشخاص تكون استجابتهم للعلاج بالتعرض أفضل من العلاج بالاسترخاء.. وبعض الأشخاص تكون الاستجابة الفسيولوجية والتفاعل تجاه الموقف المخيف اجتماعيًا أكبر من الاستجابة السلوكية وبالتالي يدخلون هذا الموقف بدرجة كبيرة من القلق وزيادة ضربات القلب والعرق وغيره من الأعراض وهؤلاء يستفيدون من العلاج بالاسترخاء أكثر من العلاج بالتعرض.
إن درجة شدة هذه المحاور الثلاث الفسيولوجية والسلوكية والشخصية تختلف من مريض إلى آخر ولكن وجد أن أول استجابة وتفاعل تجاه الموقف المخيف في كثير من الدراسات تكون فسيولوجية ثم بعد ذلك يتبعها أفكار سلبية والتي بدورها تزيد من التفاعل الفسيولوجي وبالتالي الدخول في دائرة مفرغة ومن أهم الطرق لكسر هذه الحلقة المفرغة هي التركيز على التفاعل الفسيولوجي وكذلك تعميم الشخص ألا يتفاعل بقوة.. (بمعنى التقبل وتقليل التأثر).
هدف الاسترخاء هو تعلم مهارات الاسترخاء التي يستطيع الشخص أن يطبقها بسرعة في المواقف العملية التي يتعرض لها. وهذه المهارات من المهارات المكتسبة مثل قيادة السيارة وتعليم السباحة فلابد للشخص من التدرب عليها أولاً ثم تطبيقها في الواقع العملي وبالتالي إذا تعلمها الشخص سوف يكون قادرًا على الاسترخاء خلال 20 إلى 30 ثانية وكذلك استخدام هذه المهارة حتى يعادل أو يتخلص من الأعراض الفسيولوجية التي يعانيها عند التعرض لموقف مخيف اجتماعيًا بالنسبة له.
انتبهي
1) على المريض أن يتعلم كيفية الاسترخاء والتدريب عليه كما تعلم من قبل كيف يكون متوتراً، وعلى الطبيب أن يعلم مريضه ذلك بطريق سهلة ومرتبة.
2) على المريض أن يُركز كل تفكيره في لحظة وعملية الاسترخاء وأن يحصل على إحساس عميق به لكي ينجح فعلاً في خفض معدل القلق والتوتر.
3) أثناء لحظات الاسترخاء على المريض أن يتخيل أوقات الهدوء والسعادة ومواقف المشاعر الجميلة مثل ألوان الخضرة والزهور وشفافية الماء الجاري والسماء الصافية والأضواء الخفيفة الحالمة، وعلى الطبيب أن يسأل مريضه عن الطيور والتخيلات التي يفضلها ليدع خياله يذهب إليها وتلك التي تزعجه أو لا تريحه ليبتعد عنها.
4) التأكد من وضع كل عضلات الجسم في حالة من الانبساط والارتخاء مع تغميض العينين لعدم تشتيت العقل والانتباه فيما يمنع حدوث الاسترخاء.
5) من الممكن عمل تسجيل بصوت المريض يحتوي على التدريبات المعطاه من المعالج لتنفيذها ذاتياً.
6) الاسترخاء صورة من صور العلاج الذاتي بهدف ضبط المشاعر وتخفيف القلق وتغيير مفاهيم الحياة القاسية والعنيدة إلى سلوك كامل رقيق مبني على الثقة بالنفس.
7) عند التدريب وممارسة الاسترخاء يحسن استخدام الكلمات التي توحي باستجابة إرادية تلقائية مثل "دعْ".
8) عدم الاستعجال في تعلم الخبرة الاسترخائية مع عمل وقفات لنقل الخبرات الذاتية من الطبيب النفسي إلى المريض وجعلها تتابع بتلقائية مع الإيحاء بالهدوء في وجود فواصل زمنية كافية.
9) الانتباه لعلامات التوتر، فعلى الطبيب أن يُلاحظ علامات التوتر والاسترخاء فالسعال واضطراب التنفس والرعشة والتشنجات العضلية تعتبر دليلاً على وجود صعوبات، وعلى المعالج إعطاء مريضه مهارات أخرى بهدف إضعاف هذا التوتر في عضلات معينة.
10) أهمية التقييم المستمر وذلك في نهاية كل جلسة علاجية، فيعبر المريض عن مشاعره وردود أفعاله وأي مقاومة بطريقة العلاج في الجلسة، وعلى الطبيب هنا أن يُبدل من طرق العلاج حتى يحصل مريضه على الاسترخاء الكامل الذي يمكن استخدامه في مواقف الحياة والتوترات اليومية. أو أن هناك أي مجموعة عضلية في أي جزء من الجسم لم يسترخي كاملاً وبعمق.
11) إذا كان ما يتعلمه المريض من طبيبه هو طريقة واحدة فيجب على المريض استحداث طرق يصنعها بنفسه ويتفنن فيها بما يتناسب مع حالته بهدف النجاح والتقدم في الاسترخاء.
12) إذا رأى الطبيب أن التدريب الذي علمه لمريضه غير كاف في حصول الاسترخاء عليه أن ينقل المريض إلى الاسترخاء المتصاعد Progressive Relaxation أو تطبيق طرق الاسترخاء المعتمدة على التخيل والتصور والإيحاء وتوليد الأفكار حسب ما يرى الطبيب أنه يناسب المريض .
13) يجب مراعاة الوقت المناسب للاسترخاء وتجنبه بعد الاستيقاظ أو قبل النوم أو أوقات الإجهاد الشديد واختيار المكان المناسب المريح.
مراحل الاسترخاء:
يبدأ تعليم الشخص الاسترخاء التطبيقي تدريجياً بداية بأن يأمر هذا الشخص بأن يرخي ويقبص مجموعة من العضلات لمدة 15 دقيقة ويمارس ذلك مرتين يومياً.
بعد ذلك يبدأ بالتقليل وذلك بأخذ جزء الإرخاء فقط للعضلات وذلك لمدة 5 – 7 دقائق.
في هذه المرحلة الثالثة يتم ربط مرحلة ارتخاء العضلات بالحالة العامة للجسم من الارتخاء.
وبعد ذلك يعلم الشخص أن يفعل أشياء مختلفة وهو مع ذلك في حالة استرخاء لباقي الجسم.
يمارس ذلك عدة مرات في مواقف غير مخيفة أولاً.
ثم بعد ذلك تدخل مرحلة التطبيق في المواقف المخيفة.
وأخيرا بالنسبة لمشكلتك في عدم الثقة بالنفس أتناول معك بعض الإرشادات التي تفيدك في هذا الشأن:
إن الثقة تكتسب وتتطور ولا تولد الثقة مع إنسان حين يولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفينهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم..اكتسبوا كل ذرة فيها.
تعالي نتفق سوياً أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودون مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيداً عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تدخلين في منافسة مع أخرى، قولي: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقولي لست مؤهلة، اجعلي فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك.
يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وأما التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل.
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تمت برمجتها سلبياً الأمر الذي ترتب عليه احتكار ذاتك والعصبية.
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به هو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصلي عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبعي العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابياً على المحيطين بك، فعليك أن تبحثي داخل نفسك عن نقاط القوة في شخصيتك وتنمينها، فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه يصيب التوقع الأكثر احتمالاً لتصرفاتهم معه.
لذلك احرصي على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرصي على أن تسحبي من أفكارك إيجابية ولا تسمحي لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
- عندما نضع أهدافاً وننفذها تزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. مهما كانت صغيرة تلك الأهداف.
- اقبلي تحمل المسؤولية.. فهي تجعلك تشعرين بأهميتك.. تقدمي ولا تخافي.. اقهري الخوف في كل مرة يظهر فيها.. افعلي ما تخشينه يختفي الخوف.. كوني إنسانا نشيطة.. اشغلي نفسك بأشياء مختلفة.. استخدمي العمل لمعالجة خوفك.. تكتسبين ثقة أكبر.
- حدثي نفسك حديثاً إيجابياً.. في صباح كل يوم وابدئي يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسألي نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلمي! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرني على الكلام أولا.
- حاولي المشاركة بالمناقشات واهتمي بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات.. كلما شاركت في النقاش تضيفين إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسي مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
- اشغلي نفسك بمساعدة الآخرين، تذكري أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماماً يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
- اهتمي في مظهرك ولا تهمليه.. ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
- لا تنسي.. الصلاة وقراءة القرآن الكريم تمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. وتذهب الخوف من المستقبل.. تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء. وتابعينا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديقة دائمة للموقع
واقرئي أيضًا:
الاسترخاء
الاجترار الوسواسي Obsessive Ruminations