ماذا أفعل أحتاج للراحة
في سن الطفولة
أسرتي مكونة من أربع أشخاص أنا وأبي وأمي وأخي الأصغر مني وحالتنا المادية متوسطة إلى حد ما أعتقد المشكلة تبدأ من أبي فقد كان سيء المعشر كنت كثيراً ما أراه يضرب أمي بشكل مبرح أمامي وأراها تجهش بالبكاء, وإذا ما اقتربت منهم كان ينال مني بقسوة شديدة كل ما أذكره بطفولتي قسوته علي وعلى الأسرة فمن دون مبالغة ربما لم يمضي يوم دون ضربه لي سواء عندما يريد إطعامي بالغصب أو من أجل النوم والاستيقاظ مبكراً من أجل المدرسة الابتدائية لذا كرهته منذ الصغر وأمي دائماً كانت برأيي بدور المظلومة التي بقيت معه من أجلي أنا وأخي, وفي الحقيقة منذ الصغر أذكر معاناتي من الوسواس القهري في ذلك الوقت كان الاضطراب متعلق بكثرة غسلي لليدين وتشككي الدائم بالنظافة وكأن الموت سيأتيني إن لم أستجيب لهذه الأفكار بالإضافة إلى لمس الأشياء لعدد معين وشعوري أني أنطق بالكفر في عقلي دون أن أنطقه بلساني حيث لطالما ما كنت أسمع أبي ينطقه عند الغضب، على الرغم من زوال صور الوسواس هذه كلها عند الكبر والانشغال بشيء مختلف تماماً
وقد لاحظت في سن العاشرة أو أكبر قليلاً أني كنت أتلذذ جنسياً بالتخيل أني مظلوم أتعذب من قبل فتاة جميلة, وأعتقد الآن أن السبب وراء ذلك هو أبي ويجب أن أذكر في تلك الفترة أني كنت أعاني في تكوين الصداقات ودخولي بالمشاجرات ومع ذلك كنت متفوق في دراستي, فقد كان أبي من يعلمني بالتخويف والضرب إنه أسلوبه الوحيد
في سن المراهقة 14-18
لقد شعرت بالنضوج وبدأت أفكر بمستقبلي لكن الكثير من الاضطرابات لازالت تلاحقني وأهمها المازوخية الجنسية فقد تطورت خيالاتي تجاه المرأة من الفتشية وغيرها من أشكال الإذلال على الرغم من كرهي لهذا ومحاولتي تغيير الأمر لأنه لا يتفق مع شخصيتي, حيث كنت أرغب دائماً أن أكون الرجل المحترم لكن كنت أتأقلم مع الأمر حيث لم أكن أشعر بهذا الشعور إلا عند الرغبة بالتلذذ الجنسي والشعور بالضغط والضيق لكن اضطراب الوسواس هو ما كان شديد ومؤلم فقد تمحور في هذه الفترة حول خوفي من الدين والعذاب والخطأ وحبي الصارم للقواعد والترتيب ودائماً أولي الدين الأولوية القصوى والتفكير أكثر من الدراسة, ربما في تلك الفترة بسبب طمعي بالآخرة والخلود في أفضل سن والكلام الذي توارثته الأجيال وطبعاً تمكنت من التغلب على أفكار العدد والنظافة ربما بسبب انشغال عقلي بشيء أكثر عمقاً
لابد من ذكر أني فشلت في هذه الفترة في تكوين علاقات صداقة سواء مع الفتيات والشباب ربما كان لدي بعض الأصدقاء الشباب القدامى, لكن لا علاقات جديدة فقد كنت منعزل بسبب الشعور الكبير بالخجل وربما ضعف الشخصية وبالتأكيد للأسف ظهور حب الشباب بشكل كثيف مما زاد الطين بلة
في هذه الفترة كنت شديد الخوف على نفسي بشكل مبالغ طبعاً ذهبت لعدة دكاترة نفسيين بمساعدة والدتي, وتناولت عدة أدوية منها السيروكسات لكن لم يكن هناك أية فائدة من ناحية الوسواس ولكن ربما قلل عدد حالات الاستمناء بسبب إضعافه لجسدي لكن الاكتئاب ازداد مع تمني الموت في كل يوم
على الرغم من ذلك تمكنت من النجاح في الثانوية بمعدل أقل من الجيد وسجلت في الجامعة, مع أني بدأت أشعر بعدم تمكني من التركيز بشكل جيد في الدراسة بسبب عوامل الوسواس ونتائج الاستمناء المبالغ فيه وكان تسجيلي لأتمكن من تأجيل خدمة العلم فلا أتصور نفسي وأنا بهذه الحالة المزرية في الجيش لأني لطالما ما أكون مشتت الذهن فسأكون كالقمة السائغة
بعد هذه الفترة وحتى الآن
في هذه الفترة كان أكثر ما يزعجني ويأخذ تفكيري هو الأديان والوسواس بها حيث كنت متشكك كيف يجب أن أعيش لذا قضيت عدة شهور مهمل كل شيء ومركز في جانب الأديان وقد قرأت عن مئات منها, حتى بدأ يكبر تشككي الذي لطالما كان موجود حيث بدت لي ذات أشكال متشابهة وتتمحور كلها حول المجهولات ورغبة البشر بالعيش بعد الموت وقد عرفت الكثير من الأفكار الدينية على اختلاف أصحابها في أصقاع العالم وأوصافهم للمجهولات ودائماً ما لديهم كان المقدس والصحيح وهم المفضلون وباقي البشر زيادة عدد, وهنا كنت أشعر بالخوف والقلق لكن كان لابد من الاستمرار
لذا صرت أبحث عن نظريات العلماء ومنها التطور لا أنكر أني شعرت ببعض الارتياح أن هناك الكثير ممن يشاطرني التفكير
نعم بعد فترة من التفكر لقد أيقنت وارتحت لأفكاري فكان لابد من البحث دائماً عن الدلائل العلمية
في الحقيقة أصبح يقيني أن هناك آلاف الأديان وجميعها لديها ما يقولون أنها دلائل تاريخية ومقدسة ويغضبون ممن يحتج عليهم ويختلف معهم ولا يوجد أي دليل علمي, إن أحدها صحيح لذا اعتقدت أن كلها أفكار بشرية كان هناك حاجة لها وتتطور عبر الأجيال لتكون السلوان في هذه الحياة القاسية والتفسير لكل ما هو مجهول
على الرغم من عدم شمول أية نظرية علمية لحقائق الكون كلها إلا أن في كل جيل بشري يتم اكتشاف حقائق جديدة وفي الحقيقة كانت تتناقض كثيراً مع الأفكار الدينية, لذا نعم أنا لا أعرف حقائق الكون، وأعلم أن في هذا الزمن لا أحد يعرف كامل العلوم والحقائق لكن لست بحاجة لسلوان غير حقيقي أو أنني لم أستطع السكون لهذه الأفكار فقط,
أرغب العيش بسعادة حتى فناء جسدي ولم يعد لي خوف أني عند موتي سيتم إحيائي ليكون لي عذاب أبدي يفوق أي عذاب في الحياة ليس لأني كنت شخص سيء بل فقط لأني لم أؤمن بشيء
هناك الكثير من المؤمنين على اختلاف أديانهم يؤذون الغير لسبب ديني أو لسبب آخر, ومع ذلك يظلون جيدون بحسب أديانهم ويأخذون فرص لا تنتهي وهم مطمئنين أن السعادة من نصيبهم والإله يحبهم
على كل حال لقد أطلت الحديث عن الدين لكن كان لابد من شرح لذلك لأنه لطالما ما كان الألم الأكبر
الآن في الحقيقة تخلصت من الوساوس الدينية ولقد اطمئنيت لما أنا فيه لكن
في هذه الفترة بقيت مشاكل لم أتمكن من التخلص منها وأهمها الاكتئاب الحاد والمازوخية وبعض الوسوسة القهرية المتعلقة بتنظيم الأشياء والتدقيق في أبسط الأمور مما يسبب آلام في رأسي وعلى الرغم من تخفيف الضغط علي بعد وفاة أبي لكن أشعر بالوهن والضغط وأنا في نهاية دراستي الجامعية وأمامي شبح خدمة العلم وأنا غير جاهز لا نفسياً ولا جسدياً
أنا حالياً أرغب بالتخلص من الاكتئاب والانعزالية فأنا قلما أخرج من البيت بسبب عدم شعوري بالارتياح, بالإضافة إلى علاج المازوخية والشعور بضعف شخصيتي والخجل الشديد وربما يجب أن أذكر شربي للمنبهات بكثرة من قهوة ونسكافيه منذ أيام المراهقة إن كان لها علاقة بحالتي
أنا فقط لا أرغب باستمرار حياتي بهذا الشكل
آسف على الإطالة لكن أحببت أن أذكر أهم نقاط مشاكلي على حسب ما استذكرت
12/2/2017
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
يمكن تقسيم رسالتك إلى قسمين:
الأول يتعلق باضطرابات نفسية مزمنة.
الثاني يتعلق بمعتقداتك الفكرية والدينية.
القسم الثاني لا علاقة له بالطب النفسي والموقع يحترم جميع الآراء ولكن من ناحية الوجود النفسي وسعي الإنسان في العثور على معنى لوجوده فإن هذه الأفكار التي وجدتها وتمسكت بها لم تفك عقدتك النفسية ولم تنقلك إلى مرحلة جديدة في الحياة. هذا السعي في مواجهة الأزمات النفسية الوجودية لم ينجح في التخلص من الشعور بالعزلة ولم يدفعك نحو الدخول في علاقة حميمية ولا تزال تخاف من المسؤولية ولا تشعر بالحرية.
القسم الأول هو من اختصاص الموقع ولا شك بأن هناك اضطراباً نفسياً أو أكثر مساره مزمن ولم يستجب للعلاج. العادة السرية ليست باضطراب نفسي عكس الحصار المعرفي أو الوسواس القهري الذي تعاني منه منذ الطفولة. أما المازوشية التي تشير إليها فهي جزء من التوازن الذي تبحث عنه للتخلص من طفولة قاسية واضطراب نفسي مزمن وعزلة اجتماعية.
التوازن الذي عثرت عليه فشل فشلاً ذريعاً في مساعدتك للتخلص من اضطرابك النفسي الذي هو ربما حصيلة عوامل بيئية ووراثية. عليك الآن بمواجهته كما يلي:
أولاً -لا تزال طالباً جامعياً وقد تجاوزت منتصف العقد الثالث من العمر. عليك أن تفكر جيداً في البحث عن عمل بأسرع وقت وإنهاء دراستك الجامعية بأسرع وقت.
ثانياً-أنت بحاجة إلى عقارين: الأول مضاد للاكتئاب والثاني موازن للوجدان.
ثالثاً- تدخل في عملية علاج نفسي كلامي.
رابعاً-تخرج من زنزانتك أنت بنفسك.
وفقك الله.