الألم النفسي قتلني
بِسْم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم لگم أجمل التحيات أرجو من حضراتكم التفهم بأني لست بضليع في التعبير عن نفسي ولكن سأحاول الاختصار قدر الإمكان.
أنا شخص متزوج ولدي أطفال وقد أذنبت وعصيت الله أكثر من مرة وكانت آخر مرة قبل حوالي شهرين وكنت أعاني من الوحدة والاضطهاد في العمل وبعض المشاكل في المنزل وليس لي أصدقاء ولا أقارب في المكان الذي أتواجد فيه وكنت أمر بمشاكل نفسية وكنت قبل خمس سنين أمر في ظروف قاهرة جعلتني أقدم على الانتحار مرتين وقد تبت إلى الله
وبعدها سافرت أنا وأسرتي إلى أمريكا ولكني لم أشفى تماماً من داخلي، وقبل 10 أيّام ذهبت إلى المستشفى لشعوري بألم في صدري ويدي اليسرى وأنتم تعلمون كيف درجة الطب في أمريكا قد قاموا بعمل تخطيط للقلب وأخذوا عينتين دم وعينة بول وأقاموا بصور أشعة وصورة رنين مغناطيسي, وبعد الجهد قال لي الطبيب أن عندي ألم في العضلات نتائجه التوتر بعدها بيومين تذكرت المعصية التي ارتكبتها وخفت من الأمراض توترت وخفت لدرجة الموت بعدها أصابني ألم في أسفل ظهري وبعدها غازات المعدة وإمساك شديد وأصابني ألم في فكي شديد وبعدها التهاب في أذني اليمنى انتفاخ بسيط تحت الأذن.
أخبرني الطبيب بأن انتفاخ الغدة اللمفاوية شيء طبيعي مع حالة الالتهاب مع العلم بأني قد أصبت بالتهاب بنفس الأذن السنة الماضية ولَم أشفى تماماً من قلة الاهتمام وألم في أسناني مع العلم يوجد تسوس كبير (أنا استغرابي لما كل هذه الأعراض ظهرت مرة واحدة)
آسف على إطالتي في الموضوع
وأرجو من حضراتكم الإفادة وشكراً
4/2/2017
رد المستشار
حين رأيت أول حديثك، مع طول رسالتك النسبي تخيلت أنك ستسهب في الحديث عن نفسك، ولكن سرعان ما وجدت عكس ذلك!، فأنت تحدثت عن وحدة لم تعرفنا سبب وجودها، وتحدثت عن مشكلات في المنزل، وعدم وجود أصدقاء، ومحاولات انتحار سابقة دون أن تحدثنا عن أي شيء يخص علاقتك بنفسك، أو علاقتك بعائلتك، أو أسباب وحدتك، واضطهادك، ولا حتى علاقتك بزوجتك، لم تتحدث إلا عن آلام جسدك، وتطوراتها رغم أنها كلها تصرخ بالألم نيابة عن حالتك النفسية! ولا أعلم لماذا حتى تلك اللحظة لم تتواصل مع متخصص نفسي؟ فماذا تنتظر؟!
فحتى طبيبك المعالج بعد أن أقر بوجود آلام في العضلات بسبب التوتر؛ تركت التوتر وغبت داخل قلقك حتى الموت بعدها بيومين! فأنت تستدعي القلق استدعاءً وأقرب طريقة استدعاء هو الشعور بالذنب، وأسهل طريقة للشعور بالذنب هو تذكر معاصيك!
فلتقف مع نفسك وقفة جادة مما تعاني؛ فمعاناتك الجسدية سببها معاناتك النفسية بلا جدال؛ فجهازنا النفسي حين يتعرض لضغوط نفسية متراكمة دون حلول حقيقية يتسع ليتحمل، وقد يستغرق هذا الاتساع سنوات يتصور فيها الشخص أنه يتخطى آلامه، ولكنه يتحمل دون أن يتخلص من ضغوطه سواء بوعي منه، أو بدون وعي، وكلما تكدس بالتراكمات؛ كلما قلت قدرته على التحمل؛ ليبدأ في طلب نجدة من أقرب صديق له وهو الجسد؛ لذا هناك جزء كبير في المساحة النفسية تعرف بالأمراض النفسجسدية! فأنت تعاني من اضطراب نفسي أوصلك لتنفيذ فكرة الانتحار مرتين، ويجعلك وحيداً قلقاً حزيناً؛ ولأنك لم تتحدث عن تفاصيل تساعدنا
فقد تكون معاناتك هي اضطراب في وجدانك، أو اضطراب في شخصيتك، أو قلق مع الاكتئاب، أو غيره؛ فلا تبخل على نفسك بالطريق الوحيد الصحيح؛ وهو تواصلك مع معالج نفسي؛ إنك تستحق أن تحيا أفضل من ذلك، ولا تختبىء في المعاصي مهما عظمت؛ فالله تعالى يعلم معاناتك بلا أدنى شك، ويعلم مدى حزنك لاقتراف المعاصي، وأخبرنا مراراً وتكراراً أنه الغفور، وأنه التواب؛ فلتصدقه سبحانه، والله يقبلنا حين نعود له، ويعيننا حين يجد منا جدية حقيقية، والجدية في حالتك ليست فقط الاستغفار، أو التوبة! ولكن الجدية التي تبرهن بها لله أنك تريد الأفضل هو تلقي علاج حقيقي؛ فالقلق يعالج، والاكتئاب يعالج، والاضطرابات تعالج بإذن الله؛ فلتمد يدك لنفسك؛ ليمد الله تعالى يده لك.