حافة النهاية
السلام عليكم عذراً على الإطالة مقدماً..
أنا شابة عمري 27 سنة. كنت متفوقة وشخصيتي قوية خلال السنوات الماضية. قبل سنتين تغير كل شيء. تمت خطبتي لشخص ووثقت فيه ثقة عمياء لكن للأسف تم فسخ الخطبة وذلك لخيانته حيث سافر وتزوج من أخرى.
ليست المشكلة في فسخ الخطبة فقط لكن في أني خالفت الشرع والدين في ارتكاب أفعال جنسية سطحية معه، مع العلم أنه كانت لي تجربة جنسية أيضاً في بداية مراهقتي ولكن مع فتاة ولست فخورة بذلك.
منذ ستة أشهر تقريباً وأنا أعاني من ألم لا يطاق في المعدة تحول في الشهرين الآخرين إلى تشنجات هستيرية مع عدم القدرة على التفكير أو وزن الأمور.
راودتني فكرة الانتحار والموت بشدة ثم ذهبت لطبيب نفسي قبل ثلاثة أسابيع تقريباً وتم تشخيص حالتي بالاكتئاب وأعطاني Valtec. هناك تحسن بسيط لكني لا أحس أني أتعافى بالشكل المطلوب، لأنني حتى الآن تأتيني نوبات هلع وبكاء وألم في المعدة وإسهال متكرر وعدم القدرة على الأكل ورعب حول مستقبلي وطموحاتي وماذا سيحصل لي في حال عدم الزواج.
تعبت جداً لذلك أطلب منكم النصيحة.
وعذراً على الإطالة.
20/2/2017
رد المستشار
صديقتي
يبدو أنك قاسية على نفسك أكثر من اللازم وفي نفس الوقت تظنين أن ما تعلمتيه من المجتمع هو الحقيقة المطلقة.
من الوارد أن تكون لك تجربة جنسية في الصغر من باب الفضول العادي الممزوج بالجهل والكبت والأفكار السلبية نحو كل ما له علاقة بالجسد وخصوصاً الجنس.. هذه ليست دعوة للإنحلال أو الانفلات الجنسي ولكنها دعوة لرؤية الأشياء والتجارب بنوع من التعقل...
ما حدث في بداية مراهقتك لا يجب أن تعاقبي نفسك عليه أو أن تحسي ناحيته بأحاسيس مدمرة الآن بعد نحو عشرة سنوات أو أكثر، خصوصاً أنه غير مستمر للآن.. وإن تكرر عدة مرات في هذا الوقت، فالمهم هو أنك لا تفعلين ذلك الآن.. ما هو مهم هو من الآن فصاعداً.. الماضي هو الماضي ويجب أن يظل كذلك وإلا فلا أمل في الحاضر أو المستقبل.
من ناحية خطبتك وممارستك السطحية مع من اتضح أنه خائن وكاذب:
أولاً: خوفك من الفكرة البالية التي تقول أن السعادة والقيمة الحقيقية للمرأة تكمن في الزواج والإنجاب هو ما جعلك تصدقين هذا الإنسان الخادع.. وخوفك من فقدانه هو ما جعلك تمارسين الجنس السطحي معه.. ولكن فكري الآن فيما حدث.. كيف كنت تعتقدين أنه هو شريك الحياة المنتظر؟
من الواضح أنك لم تعرفي من هو حقيقة قبل أن تقولي لنفسك أنك تحبينه وتثقين فيه؟؟ على أي أساس أحببتيه ووثقت فيه؟؟ الحب يحتاج إلى معرفة واهتمام واحترام ومسؤولية بالتبادل بين الطرفين..هذا يحتاج إلى وقت وتجارب قبل أن يحدث.. الانجذاب والإعجاب الشديدين لا يساويان الحب.
من ناحية مخاوفك وأعراضك الحالية:
إنك تربطين مستقبلك بفكرة الزواج (والإنجاب) فقط..ماذا عنك كإنسانة قبل أن تكوني زوجة أو أم؟؟ من أنت ومن تريدين أن تكوني؟ ماذا لو كان لديك قرار بعدم الزواج؟ أو بعدم الإنجاب؟ ماذا ستفعلين بحياتك؟
نوبات الهلع معناها النفسي أنك لا تعيشين الحياة التي تتوق إليها روحك ومن الأكيد أن روحك تتوق إلى أشياء تؤدي للارتقاء الروحاني والإنساني وليس فقط التزاوج والإنجاب وهما وظيفتان بيولوجيتان حيوانيتان إلا لو انتبهنا للنفس والروح والارتقاء الإنساني..هناك من العظيمات في تاريخ البشرية من لم ينجبن ومن لم يتزوجن..الراهبة التي لقبت بالأم تيريسا إحدى هذه الأمثلة.. وهناك العديدات من المشهورات الناجحات اللاتي لم يتزوجن أو لم ينجبن أو كلاهما، سواء باختيارهن أم لا.
أنصحك بالاستمرار في العلاج النفسي الدوائي وأيضاً أن تناقشي معنى حياتك والزواج والإنجاب والحب والنجاح والإنجاز مع طبيبك أو معالج نفسي
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب