اكتئاب وحياة مشوشة، هل من أمل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا طالبة بكلية طب الأسنان سنة أولى، بدأ كل شيء قبل ثلاث سنوات دون علمي بالأسباب لحد اليوم، وأعاني من الأعراض التي سأذكرها طوال هذه المدة .
كنت فتاة متفوقة دراسياً ومن الأوائل ولله الحمد هذا من فضله سبحانه، محبة لهواية التصميم والرسم وكل ما هو ألوان وإبداع، دائماً مبتسمة راضية بما أنعمه علي ربي وأحب إسعاد الآخرين إلى حد كبير، وكان لي طموحات كبيرة، فجأة في سنتي الثانية بالثانوية انقلبت حياتي رأساً على عقب، صرت أميل إلى العزلة وأبتعد عن الناس ولا أرتاح معهم حتى مع صديقاتي وأهلي، ذهبت تلك الابتسامة وصارت شيئاً متعباً لأفعله، وطاقتي تضاءلت وكأنها تمتص من جسدي مصاً، ولا أقدر على الدراسة، بل وأن قراءة صفحة من كتاب أصبح تحدياً كبيراً علي، سواء من ضياع رغبتي في ذلك أم في صعوبتي الكبيرة على التركيز والاستيعاب، حتى أثناء تكلمي مع أحد أطلب منه إعادة ما قاله عدة مرات، وذلك لصعوبة تركيزي مع الحديث أو مع أي وضع، وتنتابني آلام برأسي ويصبح ثقيلاً إلى حد ضرورة استلقائي وأخذ غفوة،
كرهت كل شيء وضاعت المتعة وابتعدت عن كل ما كان مصدر شغف لي سابقاً، أنا فارغة، لا معنى من وجودي، صرت أكره نفسي لدرجة بكائي أحياناً عند النظر إلى المرآة، وأحس أنني السبب في أي حزن يحصل في البيت خاصة بعد تراجعي في مستواي الدراسي.
بعد سقوطي الكبير في الدراسة، خاصمني أهلي وكان كل يوم شجار يدب بالبيت، لم أستطع إخبارهم بما يحصل لي فقد تعودت على إبقاء مشاكلي في داخلي، لكنهم خيبوا ظني لأنهم لم يفكروا ولو للحظة أن خطباً ما بي، بل قالوا أنني تغيرت واعتبروني فاسدة خاصة بعد نوبات العصبية التي كانت تمر بي، وقد تلقين إهانات، فأصبحت أحتقر نفسي أكثر وفي نفس الوقت أشفق عليها، كرهت الناس وكل شيء وأبكي كل يوم بحرقة، هذا كان حالي للعامين الأولين.
بعد هذا لجأت إلى ربي وكنت أصلي وأقرأ القرآن أحياناً، فقط لاحتياجي للقوة على التحمل ولأن لا داعم لدي إلا الله، ولوحدتي الشديدة في معاناتي، وبالفعل قد أعطاني الله صبراً كبيراً،
هذا العام لا زلت أعاني من نفس الحال، ولكن أصبحت لا أبكي أبداً ونقصت لدي العصبية، ربما لأنني تعبت أو أنني استسلمت لحالي، أتظاهر دائماً بحسن مزاجي حتى أتجنب انزعاج أهلي والآخرين مني، تعبت حقاً.
أستغفر الله
ونقطة أخرى، لقد زاد وزني كثيراً بما يقارب 15 كلغ، لإفراطي في الأكل خصوصاً الحلويات، ليس جوعاً مني ولكن لأنها تريحني في تلك اللحظة. إنني لا أقوى على فعل أبسط الأشياء حتى ترتيب سريري صباحاً يعتبر متعباً جداً جداً، ضاعت الألوان من حياتي وبالكاد أتذكرها، لم أفكر أبداً بزيارة الطبيب لكن الآن قد آن الأوان لذلك فقد طال بي الحال وضاعت سنين مهمة من حياتي.
وأريد أيضاً التحدث عن مشكلة أخرى لا أعلم إن كان لها علاقة بالاكتئاب، لكنها صارت واضحة جداً بعد إصابتي به، لقد أصبحت أصاب بالرجفة والتوتر وضيق في صدري كلما أكون في مكان به أشخاص، أو عند تحدثي مع الآخرين سواء غرباء أم لا، ويصيبني التوتر حتى عند تفكيري بالذهاب إلى البقالة التي قرب المنزل، أو حتى إجابة مكالمة هاتفية.
أستغفر الله العلي العظيم
أنا مستعدة لبدء علاج دوائي، ومستعدة لتلقي علاجي لديكم، أم هل زيارتي لطبيب مختص بصورة فعلية وجهاً لوجه شيء ضروري؟
شكراً لكم وبارك الله فيكم
24/2/2017
رد المستشار
عزيزتي "صوفي" أهنئك على حذاقتك في التشخيص واستعدادك للعلاج
ففعلاً ما ذكرته من :
عدم القدرة على الاستمتاع من الحياة
الشعور بالفراغ
الحزن والبكاء
الإفراط في الأكل
الشعور بالذنب وتأنيب الضمير
كلها من أعراض الاكتئاب
وأما ما قلته من أعراض حين تريدين لقاء أشخاص أو الذهاب إلى أماكن معينة فهي أعراض حملات الهلع مع الرهاب الاجتماعي
لعلاج هذه الحالة الأفضل مراجعة إما الطبيب النفسي لأخذ العلاج الدوائي أو المعالج النفسي للعلاج النفسي والمعرفي والسلوكي
أو كليهما معاً حيث تكون النتيجة أفضل.
أتمنى لك الشفاء العاجل