هل أنا مريض في القلب أم أنه القلق التوجسي؟
أنا اسمي أيوب 20 طالب جامعي . بدأت حالتي المرضية منذ كنت أدرس في الصف الإعدادي أي قبل 7 سنوات من الآن . لكن لم أكترث للموضوع لأني اعتقدت أنها مجرد حالة عابرة وتزول مع الوقت .
في سنة 2010 قبل عيد الأضحى كانت هي أول مرة أحس فيها باضطراب في نبضات القلب مع ألم أسفل القلب ويتغير موضع الألم في أنحاء متفرقة من القلب كأنها صعقات كهربائية مع ضيق في تنفس . عندها تبادر لذهني مباشرة أنني مصاب بمرض في القلب وخفت كثيراً حتى أنني لم أخبر أحداً بذلك.
بعد مرور شهر لم أعد أتحمل الوضع فاتجهت صوب الطبيب. الذي قام بفحص نبضات القلب وطمأنني أن قلبي سليم واكتفى بإعطائي بعض الفيتامينات أحسست براحة والطمأنينة لأني قلبي كان سليماً. فتحسنت حالتي. لكن كان يفاجئني في بعض المرات ألم في القلب لكنني لم أكترث لأنها كانت تأتي في فترات متباعدة. ولاحظت أن لياقتي البدنية تراجعت بشكل ملحوظ عن السابق.
مرت السنوات وكانت حالتي جيدة في العموم. بعد حصولي على شهادة البكالوريا سنة 2014 تابعت الدراسة في الجامعة. لكنني توقفت عن الدراسة بعد مرور السنة الأولى. أي أصبحت حياتي كلها عبارة عن فراغ تام. لا شيء في حياتي سوى السهر لساعات متأخرة حتى السادسة صباحاً وأستيقظ في ساعات متأخرة. هنا بدأت حالتي تزداد سوءاً .كانت الأعراض تتزايد. كنت أحس نبضات القلب غير منتظمة وصعوبة في التنفس وأحس كأن شيئاً عالقاً في حلقي وأتعرق كثيراً وفي بعض الأحيان أشعر بتنميل اليدين والأقدام. استمرت حالتي لمدة أسبوع فذهبت لطبيب. قام بالفحص فقط مجرد السماعات وشرحت له حالتي. وقال لي أن قلبي سليم وأن السبب في هذا هو الأعصاب والتوتر.أعطاني أيضاً بعض الفيتامنيات وحبوب مهدئة. أحسست بتحسن طفيف بعد أخذي لدواء لكن لم تكن النتيجة التي أنتظرها. بعدما أكملت الدواء بدأت الأعراض من جديد فأصبت بخيبة أمل وكان عندي شك أن الغدة الدرقية هي سبب في ذلك.
أجريت بحثاً في جوجل عن أمراض الغدة الدرقية فوجدت أن الأعراض متشابهة للأعراض التي أعاني منها عندها ذهبت لطبيب مختص في أمراض الغدة الدرقية فطلب مني القيام بتحليل TSH . وقمت به فكانت النتائج جيدة الحمد لله. كانت الغدة سليمة بعدها قام بتصوير الغدة ليرى شكلها فكانت سليمة وأيضاً قمت بتخطيط للقلب وأكد أن قلبي سليم وأن القلق هو الذي يتسبب في الأعراض المذكورة فاكتفى بإعطائي مهدئ.
لم أكن مقتنعاً أن مجرد مهدئ سيكون حلاً لمشكلتي لكنني أخذته لمدة شهر وأيضاً تحسن طفيف وليست النتيجة المرجوة. بدأت الوساوس الشيطانية تكتسح مخيلتي وعندما تراودني هذه الأعراض لا أفكر بشيء سوى أنني أحتضر وأن الموت اقترب عندما تخف الأعراض أخاف أن تأتيني من جديد.
أصبحت في دوامة من الأفكار السلبية والوساوس لا أعرف ما الذي ألمَّ بي. وهل سأظل حياتي كلها على نفس المنوال؟ وفي بعض المرات أفكر أنني موسوس من جن وفي بعض المرات أنني مسحور وفي بعض الأحيان أن شرايين القلب هي السبب. أصبت باكتئاب لأني زرت 3 أطباء دون نتيجة. قبل 3 شهور ازدادت حالتي سوءاً فقمت بزيارة طبيب آخر. أيضا أكد لي أن قلبي سليم وأن الأعصاب والقلق والتوتر هو السبب. أكملت الدواء وأيضاً نفس السيناريو .
قبل 20 يوم من الآن قررت أن أذهب عند أحسن طبيب موجود في المنطقة مختص في أمراض القلب حتى أقطع الشك باليقين أن قلبي سليم. ذهبت إلى طبيب القلب كنت الشاب الوحيد من بين العجائز والكل ينظرون إلي باستغراب. كيف لشاب مثلي في عمر العشرين أن يكون مريضاً في قلبه. المهم قام الطبيب بفحصي وشرحت له حالتي وقام بتخطيط القلب وأكد لي أن القلب سليم 100% . وأعطاني فيتامين. شعرت بسعادة لكن كانت عابرة لأن الدواء لم يأتي بمفعول. ازدادت حالتي النفسية سوءاً حتى أنه أصبح شغلي الشاغل. زرت 5 أطباء وأشعر بتحسن في بعض الأحيان أشعر أنني بدأت أجن وأحس بآلام في الرأس من شدة التفكير والأفكار السلبية التي استحوذت تفكيري ولم أعد أشعر بالمتعة في أي شيء .
قبل بضعة أيام كنت أتصفح بعض المواقع المتعلقة بالصحة والاستشارات الطبية. فوجدت شخصاً يحكي عن تجربته وكانت مطابقة تماماً لحالتي المرضية. فأجابه أحد الأطباء على أن مرضه هو مرض نفسي واسمه القلق التوجسي.
هل أنا أيضاً أعاني من نفس المرض وبماذا تنصحونني حتى أُشفى من الأزمة التي أمر بها؟.
وهل أسلوب الحياة الغير الصحي الذي أتبعه والفراغ يزيد من مشكلتي؟
27/2/2017
رد المستشار
أحدهم قال "الأعصاب والقلق والتوتر" هم سبب ما تعاني؟ والآخر قال "القلق هو السبب" وآخر قال السبب هو "الأعصاب والتوتر".... لم تقتنع أنت بأن مهدئاً قد يحل مشكلتك ؟ كنت صغيراً بين 13 و20 من السنوات ولم تفكر في البحث عن من يعالج القلق أو الأعصاب والتوتر؟ .. لا أستطيع لومك يا "أيوب" وأنا أعلم أن أغلب الناس في مجتمعك كان سيفعل نفس ما فعلته...
لكني أسأل أكنت تزور الأطباء وحيداً ؟ بالتأكيد لا معك مرافق على الأقل من الكبار إذاً هل سماع عبارة أعصاب قلق أو توتر كسبب لكل تلك الأعراض لا يعني للأفراد في بلادنا أن علينا البحث عن من يعالج هذا؟ ... وأتساءل عن كل من زرت من زملائنا الأطباء ألم يقل أحد منهم ابحث عن معالج نفسي أو سلوكي أو طبيب نفسي!؟.......... ربما لو كان حدث -ولم تذكره- أن أحدهم نصحك بمعالج نفسي كنت ستستكمل استنكارك لأن يكون القلق أو السبب النفسي تفسيراً مقبولاً لأعراضك.
تشخيص حالتك هو ما يسمى الآن باضطراب قلق المرض Illness Anxiety Disorder ... وليس القلق التوجسي وإن كان ما تعاني منه هو بالفعل قلقاً توجسياً ... إلا أن استخدام تعبير القلق التوجسي Anticipatory Anxiety في أدبيات الطب النفسي عادة ما يتعلق بذلك النوع من القلق الذي يصيب مرضى اضطراب الهلع بين نوبة وأخرى فيتوجسون من حدوث النوبة التالية.
من المؤكد أنك تحتاج إلى ضبط أسلوب حياتك وتنظيم إيقاعك اليومي لأن أسلوب الحياة غير الصحي الذي تتبعه والفراغ يزيدان من مشكلتك.
فضلاً عن احتياجك إلى طبيب نفساني ومعالج معرفي سلوكي لعلاج اضطراب قلق المرضى وربما قلقاً متعمماً أيضاً ... أهلاً وسهلاً بك وتابعنا بالتطورات.
واقرأ أيضًا:
طيف الوسواس OCDSD وسواس المرض Illness Anxiety Disorder Hypochondriasis