أريد أن أعلم ما بي
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة ، عشت طفولة ليست ككل الناس فكنت أحب أن أجلس مع الكبار وحديثي دائماً مع من هم أكبر مني سناً، أحببت شخصاً في عمر 11 سنه وبنيت أحلامي معه وعندما أصبحت في عمر 14 عاماً اكتشفت أنه شخص سيئ فكنت أكلمه وهددني بأنه سينشر محادثاتي، أصبحت في حالة قلق وخوف وهلع ولله الحمد وجدت حلا للمشكلة ،
لكن أصبحت كثيرة الخوف والقلق أصبحت أشك في الجميع ولا أثق في أحد، وعندما أصبح العالم كله في حرب وانفجارات ازداد خوفي وصرت أخاف على أهلي أن يخرجوا من المنزل، أصابني وسواس الموت في رمضان الفائت، وفِي يوم العيد أحسست بغربة في الواقع، أشاهد أهلي وأرى أنهم غريبين عني، أشعر أني كأني فقدت الذاكرة، فعندما أنظر إلى أي شيء أشعر أني أراه لأول مرة، وكأني أستوعب الأشياء لأول مرة، أشعر بخمول، لا أطيق أن أجلس في الأماكن عالية الإضاءة لأني لا أرى جيداً،
أشعر أني مجنونة فلا أشعر بذاتي وأراقب نفسي جداً فلا يمكنني تجاهل ما أنا فيه فعندما أتجاهل أشعر أني أتصرف تصرفات غبية، أحلل جميع تصرفاتي وأشعر أني مجنونة، أشعر بالملل من الذهاب إلى المدرسة، لدي وساوس فكرية كثيرة، أشعر أن حياتي توقفت ولن أصبح مثل السابق، كرهت حياتي، أتمنى الموت لكني أخاف منه، أنظر إلى نفسي في المرآة وأسأل نفسي هل هذه أنا؟.
أما في حياتي بشكل عام
فأنا لا أقدِّر ذاتي وأشعر أني فاشلة في كل شيء في جميع قراراتي عندما أكون في المدرسة تكون خاطئة بعكس عندما أكون في المنزل، جميع أهلي يعتمدون عليَّ في كل الأشياء، عندما أذهب إلى مكان وأشعر بالسعادة أرجع إلى المنزل ولا أريد أن أتذكر المكان ففي بعض الأوقات أشعر باكتئاب لا أعلم لما، فمثلاً عندما أقول لنفسي أنا مجتهدة أو سعيدة دائماً يحدث العكس فدائماً أشعر باكتئاب، مزاجي متقلب، ففي بعض الأحيان أكون متحمسة للذهاب إلى حفلة مثلاً وفجأة أغير رأيي لا أعلم مابي فأنا في حيرة أشعر بهذا الشيء من حوالي أكثر من 7 سنين، هل هذا جزء من شخصيتي أم ماذا ؟
أما بالنسبة لمشكلتي الأولى فأنا استخدم عقار سبرالكس 10mg لمدة ثلاث أشهر ولَم أشعر بتحسن أبداً
6/3/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
الأعراض التي تصفها السائلة هي في معظمها أعراض اكتئاب وقلق، وهما مشكلتان غالباً ما تتواكبان في إصابة مريض أو إنسان واحد، ومن أعراضهما الأفكار السلبية والشعور بالفشل والانتقاص من قدر الذات والتنبؤات المستقبلية السيئة والخوف المبالغ فيه من الأحداث السيئة المتوقعة كالموت وفقدان العقل والأمراض الخطيرة،
وقد يكون مصاحباً لهما في بعض الأحيان حالة الاغتراب عن الواقع وعن الذات، وننصح السائلة بزيادة جرعة السيبرالكس إلى 20 ملجم أو اللجوء لطبيب مختص لدراسة الحالة واختيار عقار آخر إما كبديل عن السيبرالكس أو كعقار مؤازر له، مع اللجوء للعلاج النفسي المعرفي السلوكي للمساعدة في تغيير الأفكار السلبية، أما عن التجربة التي تحكيها السائلة عن حب الطفولة فهذه أمور لا تكاد تخلو حياة إنسان منها ولا خطورة لها إن شاء الله.
وشكراً