تعلقت بالطبيب (باطني) والحل
السلام عليكم... أنا بنت، عمري 25سنة أعيش مع عائلتي وعلاقتي ممتازة مع أهلي
- لم أتناول أي علاج نفسي
- شخصيتي قلقة بنسبة متوسطة - عندي تأنيب ضمير عالي -نومي طبيعي أحياناً أُعاني من - - الكوابيس -لَدَيَّ قَلَقٌ من المستقبل وخوفٌ من الموتِ
- واثقة من نفسي واجتماعية جداً وعلاقاتي رائعة مع الأهل والأصدقاء
- لدي وسواس المرض عالي جداً ووسواس الموت خفيف
- لدي توهم مرضي
- لا يوجد أحد من أفراد عائلتي مريض نفسياً
- لدي مشكلة صحية بسيطة أتحفظ عن ذكرها
- لا أريد علاج دوائي
(ذكرت هذه التفاصيل لأنها مطلوبة ومشكلتي هي تأنيب الضمير من مشاعري)
نص المشكلة : أنا متفوقة في دراستي وحالياً أبحث عن وظيفة خلال السنتين القادمتين تعرضت لمشكلة صحية أتحفظ عن ذكرها
(أخبرتني الطبيبة بأسوأ الاحتمالات فسببت لي ضغطاً نفسياً)، بعدها راجعت طبيباً (باطني) طمأنني كثيراً عن حالتي الصحية، وينصحني كي أنتبه لنفسي، ويسألني عن أسباب قلقي، وكيف أتغلب عليه، وأني يجب أن أكون هادئة حتى لا تتأثر صحتي، لأني أعاني من القولون، وأحياناً من الإسهال، وأحياناً يسألني عن دراستي ويثني علي؛ (لأنَّه في أول زيارة كان أخي الكبير يشرح للطبيب بأني مجتهدة، ولا يريد شيئاً يؤثر عليَّ)، وكان أسلوبه هادئاً ومُطَمْئِنَاً، وأتابع معه إلى الآن.
لست مثل باقي البنات متحمسة للزواج، بل على العكس أنا متخوفة منه، ولا أفرح بالخطبة؛ لأن عندي شروطاً معينة تكون بشخصية الرجل، من أهمها: اللين، واحترام المرأة، وعدم منعها من العمل.(رأيي هنا لا علاقة له بمشاعري مع الطبيب أتكلم بشكل عام)
صحيح أني أرغب بتكوين أسرة وأستقر، وقد تمت خطبتي عدة مرات ولكني لم أجد الشخص المناسب.ومع ميلي للرجال إلاَّ أنني محافظة، ولم أضعف عند أي رجل، لأنه بغض النظر عن الحرام أعتبر المشاعر بين الرجل والمرأة يجب أن تكون بإطارها الصحيح، فالمشاعر غالية على كل إنسان.
لكن مشكلتي أني تعلقت بالطبيب (الباطني) الذي أُعَالَجْ عنده، على الرغم من أني محترمة ومحتشمة في لبسي، ودائماً ما أذهب بصحبة مرافق في المراجعات الدورية، ولكني دائمة التفكير فيه، وأقدره كثيراً، مع أنه كبير يعني عمره بالأربعينيات، ومحترم جداً، ورسمي جداً جداً.
تعبت من نفسي، لماذا مشاعري انجرفت معه؟ أنا لست كذلك، فقد مر عليَّ الكثير من الشباب الوسيم وكنت أتعامل معهم برسمية خالية من المشاعر تماماً أُحسُّ بالذنب، وأدعو الله أن يزيله من تفكيري، لدرجة أني كلما فكرت به ضربت يدي لأقطع تفكيري به، فأصبح يظهر لي بالأحلام (أقصد أحلام عادية)، مع أن شغلي يملأ وقت فراغي، حيث أني أدرس بمعهد انجليزي، وأمارس الرياضة، وأراجع دروسي.
صرت أنظر لنفسي بالدونية، كيف أنَّ ربي سهل أمر علاجي وتفكيري بهذا الشكل؟ كيف أُضيِّع الساعات وهو في بالي؟ أُحِسُّ أنَّي مثيرةٌ للشفقة.
أنا لم أفهم مشاعري حقيقةً علماً بأنَّي أنظر له كطبيب يعالج مشكلتي الصحية فقط لكن أشعر بالامتنان والتقدير لا أقل ولا أكثر لكن أُقدره كثيراً لدرجة أني أشعر بالفرح عندما يرسل لي إيميلاً نتيجة لتحاليل الدم أو شرحٍ لعلاجٍ معين !!
ما سبب هذا الاندفاع؟
أرجوكم ساعدوني،
فقد تعبت من تفكيري السيِّئ
7/3/2017
رد المستشار
كلُّ يوم يمرُّ عليَّ في عملي أُصدق أننا قد نتمكن بسهولة رؤية من حولنا، ونتعرف على حقيقة مشكلاتهم، بل ونتمكن من مساعدتهم، ويصعب علينا أن نرى ذلك بنفس السهولة في أنفسنا، وفي علاقاتنا، وفي حقائق مشكلاتنا!، فما بالك أنتِ يا صديقتي وأنتِ لستِ في مجال الصحة النفسية، أو العلاج النفسي!
فأنت تعرفين بداية موقعنا هذا، والذي يحمل معاناة الكثير من متابعيه، وأصحاب المشكلات التي لم تخلو أبداً من الحديث حول الوسواس القهري، والوساوس، ورغم أنك كررت أكثر من مرة أن أكثر ما تعانيه هو الإحساس بالذنب "العالي"، وأنك توسوسين في المرض!، وأنك تخافين الموت، وتقلقين بشأن المستقبل كثيراً، وتشعرين بالدونية، وتفكرين بطبيبك ساعات،وساعات، رغم أنها أبجديات أساسية في أَشْهَر الأمراض النفسية المعروف باسم "الوسواس القهري"!
فلقد بدأت رسالتك بأنك لا تعاني من أي مرض نفسي، ولا أحد من أهلك! وتظلين ساعات، وساعات تفكرين في طبيب يتابع حالتك الصحية يكبرك، ويرسل لك إيميلات يحدثك فيها عن تطور علاجك فقط، فتظلي في دوامة التفكير فيه! فالوسواس القهري يرتبط دوماً بفكرة يَرَى صاحبها نفسه مدى سخافتها، وعدم منطقيتها! وفيه تتكرر الفكرة مع عدم القدرة على تجنبها، ويتميز الأشخاص الذين يعانون منه بأنهم يسعوا للكمال، ويهتمون بالتفاصيل، وأنهم يلتزمون بدرجة كبيرة، ولا يميلون لما يرونه أي درجة من درجات عدم الاستقامة!
وعلى الرغم من عدم تمكني من الحسم التام لدرجة وجود الوساوس لديك، ولا تكفي سطورك لمعرفة ما إن كنت تعانيه هو الوسواس القهري، أم أنك شخصية وسواسية، إلا أن الوساوس موجودة بلا جدال، ومن ضمن ما يميز الوساوس أنها تتقنَّع؛ فمرة تأخذ مساحة المرض، ومرة الموت، ومرة النظافة، ومرة الأفكار، ومرة التفكير في مواقف، أو أشخاص، وأحداث تظل عالقة في الرأس يجترها صاحبها لساعات، ساعات...
والأمانة تقتضي مني أن أقول لك: أنك بالفعل فتاة. مجتهدة جميلة الجوهر، ومتفوقة، ولكن قلقك يتخطى الجرعة المقبولة لدى الشخص؛ فتَحَوَلَ لدرجةٍ من الوساوس التي تحتاج منك متابعة متخصصة حتى لا يتعكر صفو نجاحك، وجمالك الداخلي بمثل تلك الوساوس خاصة وأنها تُعالج بفضل الله دوائياً، أو من خلال تدريبات متخصصة تملأ موقعنا تحت عناوين العلاج المعرفي السلوكي؛ فلتهتمي بعلاجها كما تهتمين بعلاج جسدك؛ لأنك تستحقين راحة البال، والتصالح مع مخاوفك لا الهروب منها بوساوس، أو فوبيا تُعَطِلُكِ... دُمتِ بخير.