هل أنا مريض نفسياً
الذي حدث لي هي قصة صارت لي منذ 4 سنوات وكانت نهايته اليوم 19|3|2017
أنا عندي مشكلة الكذب الكثير الذي بدأ منذ الصغر لكن تفاقم معي .صرت لا أحدث إلا كذباً ولا أقول إلا نفاقاً ولا أوعد إلا وأخلف . إلى أن وصل لي الحد بأن أنصب على أقرب الناس إليَّ وأخذت وسرقت منهم المال . حتى من دعمني بتعليمي وفي حياتي كاملة كافأته بالغدر والنصب فأخذت منه مبلغ كبير جداً .ووصل كذبي أن تبليت على نفسي بأمراض وادعيت بأن أهلي ماتوا....
لا أدري فيما كنت أفكر في تلك اللحظات ولكن هذا الذي حصل . إلى أن كُشفتُ على حقيقتي . كنت لا أصدق بمقولة بأن حبل الكذب قصير لأني تماديت بالكذب ولم أنكشف ولكن عاقبتي كانت وخيمة . فقدت الثقة من أهلي ومن أعز أصحابي ومن كل من حوالي وأنا كنت على مشارف الزواج ممن كنت أتمناها رفيقة وشريكة عمري ولكن بعد الذي حدث لا أعتقد بأن شيء من هذا سيحدث . يؤنبني ضميري كثيراً وأتعذب من داخلي ولكن لا أعلم ولا أعرف ماذا أفعل . الآن أنا في الطريق لمقابلة أهلي بعد أن وضعت رأسهم جميعاً بالتراب وهم كانوا كل الفخر بأن ابنهم المغترب للعلم سيأتي لهم بالشهادات العالية والدرجات الحسنة ولكن أتيت لهم بمصيبة ليس لها أول وليس لها آخر . ولكن أدعو الله بأن يغيرني.
سؤالي أخيراً.
كيف أتخلص من هذه العادة ألا وهي الكذب والنصب أو بالأحرى النفاق . من ناحية نفسية.
19/3/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
انتهت قصتك ورحلتك مع النصب والاحتيال قبل يومين فقط. النتيجة هي الآن عدم ثقة الأهل والأصحاب بك.
هذا السلوك ليس قليل الملاحظة ولا علاقة له بالطب النفسي والصحة النفسية ولا يوجد علاج له سوى عزيمة الإنسان على سلوك طريق آخر في الحياة.
بداية الطريق هو اعتراف الإنسان بخطاياه ومن الفضل عدم طلب المغفرة وإطلاق الوعود بالتوبة. بدلاً من ذلك عليك أن تطلب منهم فرصة أخرى لكسب ثقتهم. هذه الرحلة طويلة ولكن ليس هناك ما يمنعك من أن تنضج فكرياً وأخلاقياً. بعد ذلك يتم رمي أخطاء الماضي وتستمر في رحلة هدفها عدم النصب والاحتيال، وتكسب ثقة الغير بك.
لا تضع السلوك في إطار نفسي ولا يجوز تطبيب ما هو أخلاقي بحت، ولا يصلح نفسك غيرك.
ستعطيك الناس فرصة ثانية ولكن ليس أكثر من ذلك.
وفقك الله.
التعليق: يجب أن تعلم بأن هذه الحياة لها قوانين وممسوكة بيد الله، وأن الله عادلٌ ولا يعزب عنه من مثقال ذرة في السموات والأرض . المُشكلة عندك في الإيمانيات ولو كانت بدأت بعرض نفسي بسبب رؤيتك في صغرك لبعض الأشخاص الذين يتعدون على الآخرين لكنك ترى أنهم مازالوا يرتعون في النعمة ، ولذلك تظن أن الحياة ليس لها قانون يحكمها ، ولكن أنت قد رأيت بنفسك في تجربتك أن عواقب الأمور لا تأتى فجأة لكن الله حليم وصبور يُمهل الخلق ليتوبوا ، لكن مهما طال الزمن لابد أن يأتي اليوم الذي يرتد فيه لكل منا ما عمله من شر أو خير ، والآخرة أشدُ عذاباً .
قال صلى الله عليه وسلم : {البرُ لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، ابن آدم اصنع ما شئت فكما تدين تدان}.
فخُذها قاعدة في حياتك القادمة . وما دمت في الحياة فأمامك فرصة للتراجع والتوبة ، لكنك لن تستطيع أن تُغير في نتائج أفعالك شيء إلا أن تبدلها بخير منها مع الوقت والتكرار ، ما يُشعر من حولك بالثقة فيك بأنك تغيرت ، فأتبع السيئة الحسنة تمحها