كولسترول عالي
أبلغ من العمر مشارف الأربعين وكان عندي مشكلة بعد الطلاق بالنسبة للجنس الآخر اشمئزاز قرف سمِّه ما شئت الآن بعد مرور ست سنوات على الطلاق لم أعد آبه ..... فقط أريد الحياة بهدوء بعد أن تخطيت حدوداً حمراء كثيرة مع صديقة لي لم تصل للمعاشرة لأني مازلت محتفظة ببعض من الالتزام الديني مشكلتي بعد أن تركتها أصبحت شاردة الذهن تتعثر الكلمات في فمي فقدت قدرتي على الاتصال بشكل مناسب فالتزمت العزلة ما هي المشكلة؟؟
صحتي جيدة ولكن كولسترولي عالي جداً أصبحت نباتية علَّ وعسى تتحسن صحتي قليلاً دائماً أشعر بالانفصال عن الواقع أشعر أني في عالم مختلف لا أهتم بالمشاعر والحب والكراهية أشعر بجمود وأحياناً خوف علاقاتي أصبحت كلها عبارة عن واجبات فقط صديقاتي ابتعدت عنهن إلى حد ما هل المسألة اكتئاب أم بداية خرف ؟؟!
أرجو الرد المفصل....
شكراً
6/4/2017
رد المستشار
أي خرف تتحدثين عنه وأنت لم تتمي الأربعين بعد؟! فالخرف أمر آخر تماماً عما تعانيه الآن، وما تحتاجينه الآن هو أن تسمي الأمور بمسمياتها حتى يتوقف ارتباكك الذي يعطلك عن الحياة، وعن التواصل مع نفسك، والآخرين، وكنت أتمنى أن تحدثيني عن نفسك أكثر، وعن تجربة زواجك، وطلاقك، وعلاقتك الغير سوية مع تلك الصديقة لتتأكد لدي الاحتمالات، وأقترب أكثر مما ينغص عليك، ولكن حين تمرين بتجربة طلاق في الثالثة والثلاثين من عمرك، ويتكون لديك شعور بالاشمئزاز، والقرف من العلاقة الجنسية مع الرجل مع ما تورطت فيه مع صديقتك تلك يشير بشكل كبير لوجود أزمة نفسية تتعلق بعلاقتك بالرجل كرجل في العموم، وأدق تفاصيل تلك الأزمة تظهر في العلاقة الجنسية؛ فالعلاقة الجنسية رمز حقيقي للحميمية عموماً في حياتنا؛ فهي تكشف مدى سماحنا للقرب من الآخر، والسماح له بالقرب منا، وهي تعبر عن المشاعر التي تقبع في أعماقنا دون ندري تجاه الحميمية في حياتنا العامة تجاه البشر، وتجاه الجنس الآخر!
ورغم ما حدث منك مع صديقتك على خطورته على مستوى النفس، والشرع، وقيم المجتمع إلا أنه يبدد فكرة اشمئزازك من القرب الجسدي، والجنس! إذاً قصتك ليست مع الجنس كفطرة، وغريزة، واحتياج مشروع، ولكن قصتك ترتبط أكثر بعلاقتك بالرجل، أما ما تعانينه الآن من جمود في المشاعر، وعزلة، إلخ.... فهو يشير لوجود درجة من الاكتئاب والقلق وهما مرضان نفسيان جديران تماماً بإشعارك بالدونية، وفقدان طعم الحياة، والرغبة في التقوقع، وعدم قدرتك على الإحساس، وشعورك بانفصالك عن الواقع؛ لأنك ترفضينه كما هو،
لذا الاقتراح الأصلي هو تواصلك الفوري مع متخصص نفساني يساعدك على إدراك، وفهم حقيقية رؤيتك للرجل بداخلك، ووضع يديه على بداية تلك المشكلة التي قد تعود لفترات طفولتك ومراهقتك بما فيهم من تجارب مؤلمة، أو إساءات تربوية، وسيساعدك على تجاوز جمود مشاعرك بعلاج دوائي، وسلوكي، ونفسي، ومعرفي تحتاجينه، فلا تبخلي على نفسك بتلك الخطوة الهامة.
وحتى تصلي لمتخصص نفساني يعالج علاجاً تكاملياً يمكنني أن اقترح عليكِ الآتي:
1- الواقع مهما كان مؤلما، أو ثقيل. الظل، أو مؤذيا؛ فاستسلامنا له، أو شجارنا معه ليس هو الطريق الصحي السليم، ولكن قبول حدوثه، مع عدم موافقتنا عليه بصدق شديد هو ما يجعلنا نتجاوزه، ونتمكن من وضع ترتيب لتجاوزه بشكل صحي دون تعطيل كما تفعلين.
2- الاكتئاب رغم أنه مرض؛ لكنه في الحقيقة اختيار غير واعي يختاره أصحابه حتى لا يشعرون!! لأنهم حين يشعرون يتألمون جداً! ولكنه اختيار غبي وأكثر إيذائاً!! فقبولنا لألمنا، ومخاوفنا، وضعفنا، وفشلنا، وأخطائنا دون الموافقة عليها يجعلنا بمرور الوقت نتجاوزها بصدق، ويجعلنا مسؤولون بعد ذلك عن اختياراتنا؛ فتتحول من اختيارات لاواعية لاختيارات مسؤولة واعية.
3- الجنس ليس دونية، ولا إهانة، ولا وضاعة.... الجنس ممتع، ونعمة من نعم الله علينا، ولكن التشوهات التي زرعت بداخلنا عن عمد، أو جهل؛ جعلتنا نراه كما تخيلناه، وليس كما هو؛ فالجنس ليس لقاء أجساد بلا روح، ولا مشاعر، فالجنس تعبير من ضمن طرق التعبير عن الحب، والتفاهم، والتناغم والرضا، والقبول، .... إلخ.... وكلما نقص منه معنى من المعاني تلك كلما نقص جزء من قوة وجوده، وحقيقة لذته، وكل حسب رزقه في علاقته مع شريكه.
4-العزلة لن تأتي بخير أبداً؛ فهي مرتع مناسب جداً للمرض النفسي، والخلل النفسي، وغيره، وليس حلاً لأي مشكلة؛ فكوني شجاعة ومدي يدك لنفسك حتى تتمكني من شجاعة الاقتران بالحياة بكل ما فيها...... وكفاك هروباً.