سقف غرفتي ينقصه شيء
مرحباً!!
أنا محمد عمري 28 سنة، أنا أعيش في السويد منذ سنتين.
لا أعرف ما هو الفائدة من الحياة, أن أعمل؟؟ ها أنا أعمل وأجني مبلغ لا بأس به شهرياً ومعي مبلغ لا بأس به في رصيدي, لماذا لا أشعر بالسعادة. لماذا فقط أكدس النقود دون أن أصرفها. دون أن أعرف لماذا هي معي. ما الفائدة منها. ليست هي السعادة
.
أن أعبد الله؟؟ منذ طفولتي وأنا كثير التعلق بالله, كنت أصلي كثيراً ولكن لم أشعر أبداً بالسعادة. ها أنا الآن على مقربة من الإلحاد. كنت أصلي لربي وأعبده على أمل أن يوفر لي مستقبلاً حياة سعيدة. ولكن لا لست سعيداً أبداً, أنا الآن لا أعبد الله, لا أثق به. أعرف أنه موجود - حتى الآن - ولكن لا أفهمه إطلاقاً.
أن أتزوج؟؟ لماذا وأنا أرى كل من حولي تعيس بحياته الزوجية. ابتدئاً بوالدي. كيل الشتائم والمعاملة السيئة لبعضهم البعض جعلني أكرههم, أتمنى لو انفصلوا منذ زمن طويل, أتمنى لو لم يتزوجوا أصلاً ويجلبوني لهذه الحياة. الآن أنا لا أفهم شيء. هل أنا مع والدتي التي يهينها أبي؟ أم أنا مع والدي الذي تهينه أمي. في آخر مشاجرة كان أبي سينتحر وأمي كانت تقول لأخي أن يتركه ليرمي نفسه, وبعد أن انتهت المشاجرة أصبحت "تصارحني وتكلمني" وتقول لو ترك أخي أبي ليرمي نفسه سنرى أنه جبان ولن يرمي نفسه!!! إذا رمى نفسه ما الذي كان سيحدث؟؟؟ لا أعلم...
الأصدقاء؟؟ ليس لدي أصدقاء حالياً. لدي أصدقاء ولكن ليس بمعنى الصداقة. ولماذا أريد الأصدقاء؟ لا أحد يفهمني. أنا أشعر أن لا أحد يطيقني أو يرغب بمعرفتي خارج حدود العمل أو الدراسة. ليسو بحاجه لشخصيتي المريضة. ليسو بحاجة لبؤسي وحزني. دائماً ما أظهر نفسي مرح ومضحك و"كول" ولكن لا أرى الحاجة لمعرفة الأشخاص خارج حدود العمل أو الدراسة.
أنا لا أعلم لماذا أنا تعيس، حزين، انطوائي، أكلم نفسي، أضرب نفسي أحياناً، أمضي كامل يومي وحيداً في العطلة، لا آكل أي شيء، أعيش وحيداً في بيتي. كنت سابقاً أستمع لموسيقى، أرسم، أخطط لطبخ شيء, الآن أنا أمضي وقتي في صمت مطبق, هدوء. لا يوجد أي صوت. تراجعت في عملي، في دراستي، أصبحت أكلم نفسي,
أنا الذي اخترت هذا، لماذا أنا تعيس, أنا اخترت أن أبقى وحيداً, أنا اخترت أن لا أرد على أحد, أنا اخترت أن أضع الحدود - ليس دائماً -
هل السعادة في أن أجد حبيبية؟؟ لقد وجدتها, أمضيت بعض الوقت مها, ولكن الآن أنا على يقين أنها ليست سعيدة أبداً بصحبتي. تكره شخصيتي, تكره إمضاء وقتها معي. ربما فقط تحب شكلي ولكن ليس صحبتي. أنا الآن على يقين تام بأنها فقط أرادت العلاقة الجسدية بيني وبينها. آخر مرة أتت إلي منذ شهرين, خلال هذين الشهرين حاولت بشدة أن أتواصل معها, ولكن دائماً ما تقول "ليس لدي وقت، كامل وقتي بالعمل" وهل لا تستطيع تجد دقيقة واحدة في هذين الشهرين لترد علي وتقول أي شيء. ليس الآن فقط من قبل أيضاً, كانت دائماً تقابلني عندما تريد العلاقة الجسدية ولكن لا تقضي أي من وقتها بصحبتي أو تتحدث معي. ولكن آخر فترة هي أطول فترة، شهرين كاملين من التحجج. انتهت العلاقة, كانت فقط تستمع لي لتمضي الوقت. ليس لأنها مهتمة.
أنا شخص مليء بالعقد. مليء بالتعاسة. لا أحد يعرف ذلك إلا أنا. أبدو دائماً بمنظر السعيد. المرح. ولكن لست كذلك. أي شخص سيسألني عن حالي. حتى حبيبتي السابقة. أي شخص سأقول أنا بأفضل حال. أنا سعيد بوحدتي بعزلتي.
توقف!! لماذا تكتب هذا الشيء؟؟ أنت سعيد, أنت الذي اخترت كل شيء. لماذا تتكلم. لا أحد سيفهمك
أنظر مرة أخرى لسقف غرفتك الأبيض. تخيل ذلك الحبل. هل إذا وضعته على الحائط سيكون أفضل؟؟ أم السقف؟ ولكن يجب أن تنتظر قليلاً, يجب أن أتأكد أنهم بعيدين... لا لا, أنت جبان مثل أبوك. لن تستطيع أن تفعلها.
أنظر إلى النافذة. الشمس جميلة. هل تريد أن تأكل؟ لماذا؟؟؟
لا تنم. أحلامك أصبحت مزعجة لي...
لا أفهمها أنا أيضاً
سأحاول التأقلم معك ولكن لا تنم
ربما إذا شربت المزيد من القهوة
أنت فاشل
سأحاول أن أعود للرسم
أنت فاشل
سأحاول أن أكتب مزيد من قصصي
مثير للشفقة
لماذا؟؟ لا تريد مني أن أفعل أي شيء؟؟
ومن سيهتم؟؟؟؟
لا أحد. أقنعتني. سأبدأ بالتفكير قليلاً
لا تنم
لا لا
7/5/2017
ثم أرسل مرة أخرى يقول:
حائط غرفتي ما زال فارغاً
لا أعرف لماذا أعود وأزور موقعكم على الأغلب لأنه عندي أمل أن أحد ما سيقرأ كلماتي سيحاول أن يفهم، سيحاول على الأقل
ها قد مر يومي
مر كما تمر امرأة عجوز، تمشي ببطء شديد، بصمت مطبق، تحاول أن تجد ابتسامة، ولكن لا أجوبة، تنتظر الأيام، تعدها ليومها الموعود
ها قد مر يومي
يومي الذي أكرهه، بدأت أكره نفسي، شكلي، تفكيري، بدأت أتلافى أن أنظر لنفسي في المرآة، سأكسر مرآتي
لست بحاجة للنظر لذلك الأبله، ما زال يكلمني
عيناي الآن تدمع، لا أعرف لماذا، ربما لأني أيقن أني لن أجد الضوء الذي يتبع الظلام, لن أرى شروق شمسي التي انتظرتها طويلاً
وهل بعد الليل فجر؟؟ لا أعتقد ذلك، بدأت أعشق الظلام، أو بالأحرى تأقلمت معه
أجلس دائماً في ظلامي، في مقعدي المهترئ
استسلمت للنوم البارحة، أعلم، لا أريد أن أنظر للمرآة، أنا آسف، نمت لساعتين
لماذا؟؟ لقد حلمت مجدداً، أحلامي الفوضوية، أنا لا أريدها
آسف جداً، لا أريد أن أراك
لماذا تريد أن تهرب؟؟
أنا جبان
نعم
لا أحب الهدوء
لا أحبه
وهل الرجفة في قلبي لها أي أمل لتنتهي؟
لا أريد أن أشعر بشيء
قهوتي بردت
يومي قد مر
يومي السابع والثمانون
يومي قد مر
سأبدؤه مجدداً
في مقعدي المهترئ
سأجلس
ستدمع عيناي
سنضل الرجفة في قلبي
أغلقت كل الستائر
لن يراني أحد
ليس فقط أنت
أضحكتني... ومتى رآك أحد، أنا الوحيد الذي أراك هنا، أنا الوحيد الذي أراك دائماً
لا أريدك إذاً
ومع من ستتكلم؟؟ مع من ستتشاجر؟ مع من ستبكي؟ مع من ستأكل؟ مع من ستعيش يومك الثامن والثمانون على مقعدك المهترئ
سأكون وحدي، كما كنت دائماً
أضحكتني
سأحاول أن أنسى نفسي في عملي، سأعمل اليوم أكثر
لن تنساني، أنا هنا
سأنساك
حقاً؟؟
نعم
ومن الذي يكتب
أنا
لا، أنا
يومي قد مر
وأنا ما زال في عقلي
إذهب، إبتعد، لا أريد أحداً حولي، يوماً ما... سأتخلص منك، أعلم ما هي الطريقة. لكني ما زلت أنتظر. ربما سأشرب قهوتي قبل أن تبرد يوماً ما، ربما ستنظر إلي المرأة العجوز وتبتسم، يوماً ما، ربما سأستطيع أن أكسر مرآتي، ربما... أشك بذلك
أعلم ذلك
أعلم
ولكنك لا تملك الشجاعة لذلك، أنت جبان
حائطك سيبقى فارغاً
ويومي قد مر
أنتظر الرد من فضلكم
ولكم كل آيات الشكر
7/5/2017
رد المستشار
نعم...حائطك سيبقى فارغا!، ولكن ليس لأنك جبان، فأنت لست أبوك، والفتيات لسن والدتك التي تأخذ لذتها ثم تتركك تتجرع الوحدة، والألم والتعاسة، وفعلاً أنت تختار الوحدة بمحض أرادتك وهي ذاتها ما يعذبك؛ فأنت تفعل عكس ما تحتاجه، وكل إنسان يفعل عكس ما يحتاجه لن يجني سوى الألم والحرمان!؛ فأنت تحتاج للونس جدا جدا، وتحتاج أن يراك ولو شخص واحد كما أنت بلا قناع، بلا ابتسامة كاذبة جدا،
وتحتاج أن تحب فتاة جدا، وتحتاج أن تحبك فتاة جدا جدا ورغم كل تلك الاحتياجات التي تصرخ بها كل خلية فيك؛ تمزقها، وتدفنها حية لتؤدها وهي تتنفس فتتأبى عليك!!.... فما تفعله بنفسك، واحتياجاتك المشروعة جدا تلك لي، ولك، ولكل إنسان هو "إجرام محترف"!، وهو انتقام أحمق من والديك فيك أنت يا صاحب الكرسي المهترىء، فالخاسر دوما في تلك المعركة التي لن تنتهي أبدأ مادمت "ترفض" قبول ما حدث لك منذ صرخت صرخة الولادة حتى تقوقعت في السويد هو أنت وحدك فكفاك انتقاما! فقبولك لكل ما حدث معك من، ولك بجهل نفسي وتربوي عن عمد، أو غير عمد هل يعني أن توافق عليه؟، أو يعني أن تستسلم له كما تفعل الآن، أو يعني أن تتشاجر معه دون أن تدري أحيانا؟؟....
أبدا يا ولدي؛ فقبولك يعني نضوجك، ويعني أنك تعترف أمام نفسك بما يؤلمك بدلا من الهروب منه في الانتحار الذي يأخذ شكل العمل ثم العمل أكثر، ثم العمل الأكثر!؛ فلتكف عن أذى نفسك باختيار عدم التصالح فيما مضى كل صباح بلا هوادة، أو يأخذ شكل الغضب والانتقام من نفسك وأذاها كما حدث مع تلك الفتاة المستغلة التي سمحت لها باستغلالك؛ فلتبدأ بأهم وأعظم احتياج تحتاجه على الإطلاق وهو قبول أن ما حدث بكل ألمه الذي لا تنكره، وبكل تخويفه لك حتى ضرب أمانك الذاتي في مقتل،
والذي ترك لك فكرة مقدسة بداخلك أن علاقة الرجل بالمرأة علاقة تعيسة مؤذية "قد حدث" فعلا، وأن أثره يحتاج لوقت لينتهي دون استسلام، أو مشاجرة منك معه، فما حدث في الماضي الغبي الذي أفسد عليك الأمان، والانطلاق في الحياة بحماس كنت فيه طفلا، كنت فيه بلا إرادة حقيقية، كنت فيه غير مدرك، كنت فيه لا حيلة لك، كنت فيه غير مسؤول، لكن اليوم..... أنت مسؤول وصاحب قدرة على "لا اختيارات الواعية" المختلفة فأبوك وأمك لم يتمكنا من التواصل الصحي السليم، وكل يوم مر عليهما كانت اختياراتهما حمقاء، تعيسة، متخلفة، وظلا يختاران ذلك بلا وعي حقيقي لما يفعلاه بنفسيهما، أو بك، ولكنك أنت الآن أنضج منهما الاثنين! وتستطيع أن تختار اختيارات أخرى لأنك تستحق.... تستحق أن تحيا بصدق
فهما يختاران الموت كل يوم بما يفعلانه رغم أنهما يأكلان، ويشربان، ويلبسان! ولكنهما ميتان من الداخل، ولا يتمكنا من الحياة بالفعل، فلا تختار اختيارهما بصور، وأشكال مختلفة، فلتعترف بأنهما فشلا بغير عمد في أن يرسلا لك رسالة حقيقية بأنك تستحق الحب الغير مشروط، والرعاية النفسية، والقبول وصدقتها للأسف؛ وصار واجبك الآن أن تترك الرسالة الخطأ لتمارس الرسالة الصواب كما خلقك ربي، وربك فأنت موجود لأنك مهم، وإنسان وليس حجرا، أو عصفورا لأنك فارق في تلك الحياة، فهذه هي الرسالة الأصلية التي شوهها البشر، وغيرها-بسوء فهمهم، أو بتوارثهم لطرق تفكير آبائهم، أو سوء تربيتهم، إلخ
ولم يتمكنوا من ممارستها إلا من رحم؛ والتصقت بالله كذبا وزورا بطرق مختلفة ومزيفة جعلتك الآن لا تفهمه، ولا تثق فيه!؛ فلتبدأ بما ذكرت أولاً؛لأنك تستحق الحياة، والحب، والونس، والقبول، ولا تستنكر عليك الألم، أو الغضب، أو رغبتك المحمومة للبقاء وحيدا وكأنك لا تستحق، ولا أحد يستحق، ولكن اقبل وجودهم دون استسلام لهم، ولا شجار معهم؛ فهذا ما سيجعلك تتجاوز ألمك الذي تعترف به، وتحترمه، وسيجعل غضبك الذي هو حقك لا يتحول لانتقام ذاتي يحطمك، أو تعبر عنه بطريقة غير صحية صبيانية، وسيجعلك "تصدق" "الحقيقة"؛ وهي.... أنك تستحق.