دمشق
السلام عليكم من صغري كنت خجولة جدا ولا أحب معاشرة الناس كثيرا وكان عندي شك بشعور الناس تجاهي ومن صغري أعاني من الوزن كنت ممتلئة ولست زائدة الوزن ولكن هذا الموضوع سبب لي خجلا
أمي كانت مشغولة أشرف على تربيتي أخواتي أنا أصغر بنت بينهم لطالما كنت محور اهتمام الجميع الكل يحبني والكل يريد أن يصلحني مدللة ومخنوقة، أنهيت دراسة الجامعة تزوجت ورزقني الله صبيا وبعد فترة عانيت من الوسواس القهري وإن كان خفيفا اقتصر عل التأكد من الباب والفرن
وبعد فترة رزقت بفتاة أحببتها كثيرا كانت مميزة جدا تركت الدنيا والناس وركزت على أولادي وحين أصبح عمر ابنتي 4 سنوات أصيبت بالرشح أخذتها إلى أطباء كثر أعطوني ودواء وقالوا لي رشح طبيعي تدهورت حالتها ودخلت المشفى وعلمت أن عندها إنفلونزا وجسمها لم يعد يقاوم دخلت العناية المشددة لأسبوع ثم ماتت
الحمد لله ألهمني ربي الصبر ابني عمره 8 سنوات كان حزينا جدا وواعيا ومن البداية طلب أخوة بعد3 أشهر حملت ودخلت في حالة اكتئاب كبيرة جدا كرهت نفسي والجنين زوجي عائلتي حتى أستغفر الله شككت في حب الله لي لم أتعلق في هذه الفترة إلا بابني تعبت جدا حانت الولادة رزقني الله بطفلة جديدة رأيتها أحببتها جدا جدا كان معها مشاكل واحتاجت دخول الحضانة انهرت جدا خفت أن تعيد الأيام نفسها أن أفقد ابنة أخرى ولكن الله أكرمني وخرجت بعد10 أيام معافاة سليمة
مر الآن على وفاة ابنتي الكبيرة سنة ونصف لم أنسها دقيقة ولكن أشعر أني لا أتذكر شيئا عن حياتها حتى أمر بموقف يذكرني أحزن أياما وأياما أشعر أن قلبي لم يعد يحتمل أتناساها أياما ثم يعود الحزن ليظهر أعرف أنها في الجنة وأن حالها أفضل هناك ورضيت بقضاء الله ولكني أشتاق لها الآن مشكلتي أن وسواسي القهري زاد كثيرا أخاف على ابني وابنتي الصغيرة من كل شيء
أشعر أن الدنيا كلها تحوي جراثيم الإنفلونزا مع العلم أني أعطيتهم تطعيمات لهذا المرض أخاف من البيض الدجاج العصافير الناس المصابين بالرشح مجرد كتابتي لهذه الأشياء أشعر أني أصبحت قذرة لا ألمس البيض والدجاج والآن لا أريد أن أذهب مع أولادي الى الحديقة أقرف من كل الناس أعود للبيت أغسل كل ملابسي وملابس أولادي بالمعقم
أعقم كل شيء ولكن أشعر أن كل شيء مازال قذرا إذا توسوست من أمر ببيتي رغم أني عقمته لا ألمسه مرة أخرى وأخاف منه، أنسى أمورا كثيرة وتفاصيل لا أدع أحدا يحضر طعام ابنتي، مع العلم أن أهلي نظيفين جدا جدا أهلي يساندونني زوجي يساندني أخاف أن يتعبوا مني
تعبت جدا أشعر دائما بألم بصدري وقلبي ووهن وتعب، نحفت أكثر من 30 كيلو أشعر أن أولادي سوف يصابون بشيء ويموتون لا قدر الله طبعا أنا خائفة جدا أصبحت حياتي لا تطاق تعبت تعبت أكره هذا الشعور أكره نفسي آخر فكرة أتتني فكرت بالانتحار ، أنا خجلة من نفسي لأني فكرت بالأمر لا أحد من عائلتي يؤمن بالذهاب إلى الطبيب النفسي يخافون لأن الأطباء يعتمدون فقط على الأدوية يظنون أن الطبيب النفسي لن يفيدني ولكنه سيزيد حالتي سوءًا
يطلبون مني التخلي عن الأفكار لا يعرفون أني حتى لو أردت التخلي عن الفكرة فإنها لا تتركني وتبقي تلح وتلح وتلح
أرجوكم ساعدوني أرجوكم
20/5/2017
رد المستشار
أيتها السائلة الكريمة نشكر لك ثقتك بالموقع ونتمنى أن نفيدك.
من الملاحظ برسالتك أن لديك أعراضا وسواسية شديدة وعنيفة وميولا انتحارية والأخيرة حقيقة لا يمكن تجاهلها أو السكوت عليها. هناك أيضا ما يستلفت الانتباه الإكلينيكي في حالتك وهو نقص الوزن الشديد والمتسارع ؛ هذا العرض الجسماني يحتاج إلى فحص وتحليل أيضا.
هل فقدان 30 كيلوجرام من وزنك مرتبط بحالتك النفسية السيئة أو أعراضك الاكتئابية التي أدت بك إلى التفكير في الانتحار؟ أم هو نتيجة مباشرة لأفكار وسواسية متعلقة بالأكل كنفورك من البيض والدجاج؟ وهل هذه الأفكار الوسواسية لها طبيعة وهامية (ضلالية) Delusional ؟ أم وراءه سبب عضوي يستلزم الفحص الطبي وإجراء بعض الفحوصات والتحاليل؟
أيتها السائلة الكريمة لقد طلبت المساعدة. لكن لا يمكن أن يساعدك إلا الطبيب النفسي، ولن يساعدك الطبيب إلا إذا آمنت بدوره وأهميته. ساعدي نفسك بألا تلتفتي لكلام عائلتك التي تعامت عن نحافتك الشديدة ومعاناتك النفسية. أنت بالغة وراشدة ولست بحاجة لإذن من عائلتك كي تراجعي الطبيب النفسي. حقيقة لست أدري ما العيب – من وجهة نظر أهلك - في أن يعتمد الطبيب على العقاقير النفسية في علاج مرضاه إلا إذا كانوا يتبنون معتقدات العامة الشائعة بأن العقاقير النفسية ما هي إلا مخدرات يدمنها المرضى وهو اعتقاد خاطيء بالطبع.
من الممكن أن يحولك الطبيب إلى معالج نفسي من أجل جلسات علاج نفسي أيضا وبعض الأطباء يقومون بها بأنفسهم، ولكن بالنسبة لحالتك فلا غنى عن البدء بالعقاقير النفسية.حادث وفاة ابنتك الأولى يطل عليك ولم تستطيعي تجاوزه حتى الآن، ولم تسلمي بالقضاء والقدر بالقلب والعقل أو انك بصورة خفية تشعرين بمسئوليتك عن وفاتها، وقد يكون الشعور بالذنب جزءا من أعراضك الاكتئابية.
اذهبي للطبيب النفسي من فورك وتابعينا بأخبارك.