تركت عقار الترمادول
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة إلى جميع العاملين على هذا الموقع الممتاز حقاً والمفيد لجميع المسلمين وأهل الكتاب إن شاء الله.
أما بعد:
أنا أدمنت على عقار الترمادول لمدة عشر سنوات وبجرعة 200 غم يومياً ، وهذا حصل لي بسبب خطأ طبي، ولله الحمد.
أنا الآن تركت هذا العقار الترمادول منذ حوالي 10 أيام فقط، بعد تركي للعقار أصابني ألم وشد وضيقة نفس في الصدر من جهة اليسار وأحسست بشيء عالق في حلقي على شكل كتلة.
طبعاً ذهبت إلى جميع الاختصاصات ولم يجدوا أي مرض عضوي، حيث ذهبت إلى الأنف والأذن والحنجرة، الصدرية، الباطني، القلب، الاأعصاب، وعملت جميع التحاليل التي في العلم حوالي 222 تحليل دم وبول وبراز، حيث عملت أيضا جميع الصور لمنطقة صدري جهة اليسار رنين، محوري، وإيكوا وفحص الجهد، وكان كل شيء ممتاز ولا يوجد شيء عضوي.
حينها أجمع جميع الأطباء الاستشاريين إلى أن أذهب إلى طبيب نفسي، أنا لا أقدر أن أذهب إلى طبيب نفسي بسبب أشياء كثيرة.هذه حالتي وماذا فعلت مع جميع الاختصاصات.
أرجو منك أن تزودني بالعلاج والنصائح
شكراً جزيلاً وأطيب التمنيات.
محمد الزعبي
9/4/2017
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد الزعبي" حفظه الله،،،
مرحباً بك على موقع مجانين
أخي الكريم: قد لا يخفى عليك أن الترامادول رغم أنه دواء طبي، وله فوائد لبعض المرضى لما له من تأثير فعال في تخفيف الآلام الجسدية حيث يُعطى عادة بجرعات صغيرة لمدة قصيرة بعد العمليات الجراحية؛أو بعد الولادة القيصرية لتسكين الألم، كما يوصف لمرضى المغص الكلوي، ومرضى الآلام المزمنة مثل مرضى السرطان للتخفيف من أوجاع وآلام السرطان ،إلا أنه يحمل صفات ومميزات إدمانية كثيرة خاصة إذا أسيئ استخدامه...وهنا تكمن الخطورة...فقد ذكرت في رسالتك أن إدمانك عليه حدث بسبب خطأ طبي أدى إلى استمرارك في تعاطيه لمدة 10 سنوات بجرعة 200 ملجم يومياً.
الآن أخي الكريم.. وقد عقدت العزم على الإقلاع عن الترامادول فهذا أمر رائع ، وهو ليس بالمستحيل، خاصة إذا كنت تمتلك الإرادة والقوة للتوقف عنه، وقد ذكرت في رسالتك أنك تركته بالفعل منذ حوالي 10 أيام، ولكن نظراً لما للعقار من خواص إدمانية تؤدي لظهور أعراض انسحابية عند التوقف عن تعاطيه حيث يؤدي التوقف عن تعاطي الترامادول للشعور بآلام شديدة في الجسم والإحساس بالتوتر، فقد بدأت تشعر ببعض هذه الأعراض مثل الشعور بالألم،والشد ،وضيقة النفس ،والشعور بشيء عالق في الحلق.
الأعراض الانسحابية عادةً لا تتعدَّى الأسبوعين على أكثر تقدير، ويمكن خلال هذه الفترة استعمال بعض العقاقير لمساعدتك على تحمل الأعراض الانسحابية واجتياز هذه الفترة بنجاح حيث يمكنك استعمال المسكنات مثل الأسبيجك، أو أيبوبروفين 400 ملجم، أو الفولتارين 50 ملجم... يمكنك استعمال أيا منها ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، للتخفيف من الشعور بالألم شرط أن لا يكون لديك تاريخ مرضي للقرحة؛ لأن استعمال المسكنات عند الأشخاص المعرَّضين للقرحة قد يُحدثُ قُرحاً في المعدة أو في الإثنى عشر .
كما أنصحك باستخدام بعض الأدوية البسيطة من مضادات القلق والاكتئاب بجرعات صغيرة للتخفيف من حدة القلق والتوتر لاسيما الاضطرابات النفس جسدية التي تشعر بها الآن، مثل عقار سيروكسات سي آر 25 ملجم (قرص واحد يوميا) لمدة 6 أشهر .... كما يمكنك استعمال عقار ميرتازيبين 30 ملجم مساء قبل النوم بحوالي ساعة ونصف بجرعة 15 مليجراماً (نصف قرص) لمدة أسبوعين، حيث يُساعدك على النوم وتقليل التوتر كثيراً....بالإضافة إلى استخدام عقار سيركويل والذي يعرف باسم كواتبين حيث وجد أنه مفيد جداً لتحسين المزاج والمساعدة على الإقلاع والجرعة هي 50 ملجم ليلاً لمدة أسبوع ثم ترفع إلى 100 ملجم ليلاً لمدة أربعة أشهر ثم 50 ملجم ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.
كما أنصحك خلال هذه الفترة بالإكثار من شرب السوائل التي تساعد على سحب السموم من الجسم، مع متابعة وظائف الكبد بعمل تحاليل طبية لأن الترامادول يؤثر على الكبد بشكل سلبي ويؤدي إلى كسل الكبد، واستعمال بعض الملينات الطبيعية لأن الترامادول قد يسبب الإصابة بالإمساك الشديد.
وأرجع وأقول لك: أنه من الأفضل لك أن تقابل الطبيب النفسي المختص الملم بعلاج الإدمان فقد ذكرت في رسالتك أنك لا تستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي، ولا أعتقد أنه توجد استحالة حقيقية في هذا الأمر، طالما تملك شأن نفسك، وتتمتع بالحرية الكاملة في الذهاب إلى مرافق العلاج، حيث سيشرف الطبيب على علاجك الدوائي، كما سيقوم بتوجيهك إلى البرامج التأهيلية المناسبة إذا لزم الأمر.
أيضا أنصحك بالاهتمام بالمرحلة التالية، وهو ما يُعرف بمنع الانتكاسة، أي عدم العودة لتعاطي الترامادول والسقوط في هذه الهوة السحيقة مرة أخرى، فهنا يجب عليك إتباع النصائح الآتية:
-أجمع قُواك النفسية لعدم العودة لتعاطي الترامادول ثانية ، مهما كلفك الأمر.
-تتجنب كل الأماكن التي تُذكرك بتعاطي الترامادول ( الصيدليات أو الأماكن التي تجلب الترامادول منها).
-أشغل نفسك بأشياء مفيدة تغيِّر بها من نمط حياتك مثل ممارسة الرياضة (خاصة رياضة المشي)...مارسها بكثرة في هذه الفترة.
- ممارسة الهوايات المفيدة مثل القراءة، والاطلاع.
-احرص على الاجتهاد في العمل واستثمار الوقت بصورة صحيحة كالاهتمام بأمر الأسرة مثلا.
–اللجوء إلى الله والحرص على الصلاة بانتظام في المسجد.
-إذا كنت تُقيم في منطقة يتوفر فيها مراكز وبرامج علاجية للتعافي من الإدمان أنصحك بالانضمام إلى أحد هذه البرامج، وسوف يُفيدك هذا كثيراً على التوقف من الترامادول، كما أنصحك بالانضمام إلى جمعيات المتعافين من الإدمان، وهي جمعيات معروفة وموجودة في كل الدول، وتساعد كثيراً في التخلص من عملية التشوق للمخدر.
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد....
واقرأ أيضًا:
سحر الترامادول وغدره
استشارات عن عقار ترامادول