تهنئة رمضان :القبول & الرحيل
مساء الخير ...
هو المفروض أنا "لولو" بس لأني نسيت الإيميل أساسا وبعدين افتكرت الاسم بتاعي ...لقيت إن الاسم الأصح هو "الغريبة" ... نعم .. فقد اكتشفت أني أطوف بلاد الله من هنا وهناك ...أتعلم لغتهم، وأحيانا لهجاتهم ، عادتهم ، ملابسهم ، أحب أكلاتهم ، وأكون علاقات أصدقاء وصديقات ..
ومن ثم ...تبقى الحقيقة أو يبقى ذات الشيء "غريبة" أتركهم وأرحل وأبدأ من جديد وبلد جديد ...وهكذا ....
أصبح لدي 4 السنة:) أحيانا أتمكن من الكلام معهم وأحيانا أختار الصمت ..مؤلم جداً جداً أن يكون بداخلك حياة والحياة ترفض أحيانا رغبتك ..
لي فترة هجرت جيراني وصديقاتي فقدت القدرة ع التواصل والإيصال ...فبداخلي خوف من أشياء ...مع بقية التفاصيل ستفهمون ..
إلا _ مجانين _ مازلت هي كما هي ..غيرت أوطاني وتبدل لساني ..وهي بقيت محتفظة بلغتها الأم ولغتي "العربية" ولعلي عندما فكرت برغبة في الحديث فكرت بمجانين ...ومازلت محتفظة بجهازي ذو الكيبورد العربي بعد أن فقدت واحداً .. وستكون كارثة أن ألجأ لشراء لاب غير عربي فأعرف أتكلم لغتهم لكن لا أعرف أكتب بلغتهم ... المهم ...
ما حدث يا سادة إنه في رمضان الماضي انتقلت عمتي إلى رحمة الله ..وطبعاً لم أراها ..لم أودعها ..لم أرد جميلهم علي .. لم أرعهم كما رعوني ...لم ....ولم.. توفت وفي آخر اتصال كانت تبكي مشتاقة لي ولأولادي ... وكان جواز سفرها يلزمه تجديد ..فكانت تجوب البيت وتحمل جواز السفر وتقول أريد تجديده ..! يبدو أنها كانت تشعر أن الرحيل قد آن ...
ولأني تعودت أن أفرح وأحزن وأعيش طقوسي اليومية لوحدي ...وعلاقتي مع أهلي كانت عبر "الجوال" وفقط...
فكان قد بقي على رمضان أيام ويأتي وكالعادة سأتصل بأهلي أهنئهم على رمضان ..اتصلت ..وهنئت الجميع إلا عمة ...أسأل عنها ويتحججون مرة نائمة ...ومرة خارج المنزل ...ومرة ..ومرة ...حتى بقي يوم واحد على رمضان ...اتصلت فكانت في كل مرة ترد من جوال جدتي أحد أقاربنا وكنت أستغرب ولأني كنت مشغولة قبل رمضان وكان ابني يستعد لبطولة فكنت أذهب معه وأقوم ببقية أموري وأمور عائلتي ...اتصلت وأنا على عجلة ...
مازلت أتذكر الأمر كأنه الأمس ...مازلت أتذكر وقع الخبر علي ..مازلت أتذكر نبرة صوت قريبتي وهي تخبرني ...
ألو ..مرحبا يا خالة ..أين عمة ؟؟
صمتت قليلاً ..ثم قالت : رددت اسمي مرتين وقالت لي كوني قوية اسمعي حبيبتي ...عمة سميرة توفت ...................................................
آه ...انهرت تماما وصرخت وصرخت ...وجاء زوجي يركض فقلت له عمة ...عمة ...
من ربتني وأنا صغيرة فقد تربيت في بيت جدي رحمه الله ووالدتي كانت مشغولة في حياتها العلمية .. هي من درستني من كانت تشجعني وتدعمني بالكلام الطيب والحسن ..رغم أنها لم تكن أماً وهبت حياتها لنا " الأحفاد والأولاد" هي أساسا أخت جدي وليست أخت أبي .. كانت تساعدني مادياً ومعنويا ...وتساعد الناس جميعا فكنت أندهش أنها ترسل معونات للفقراء إفريقيا وسوريا ومن ببلدي ..فكنت أندهش ...وأشعر بالفخر بهم ..
كانت مزيجا من قوة وضعف فأشعر أنها بديل عن جدي ومرة أراها المرأة الحنونة ..
رحلت من كنت أشعر معها بالأمان بعد ربي ...ضاقت دنياي وصرت أسأل نفسي حتى الآن ...هل ماتت حقاً ؟؟حقاً ؟؟؟كم نحن ضعفاء وكم نحن حمقى نعلم يقناً أن النهاية هي نهاية الحياة وقتما يشاء الله أو كلٌ حسب أجله ...ونتناسى حقيقة الرحيل ...ونؤمن بحقيقة البقاء رغم زيفها
ولجئت له أسأله لماذا ...لماذا يا ربي أخذتها ...لماذا ..وبعدها ربي ألهمني الصبر والسلوان وهرعت أفكر بأن أفعل ما يفيد ابن آدم عندما ينقطع عمله وأسأل الله أن يعيني على برٍّهم في حياتهم وبعد مماتهم ويجمعني بهم في الفردوس الأعلى ..آمين ..
هذا ما حصل في رمضان الماضي ...والآن رمضان له أيام أيضا وسيأتي طاردتني مخاوف وشكوك من فكرة أن أفقد أحداً آخر وهذه المرة لا أعلم هل سأفقد صوابي ..أم أصبح لدي تجريب للأمر ...!! قررت...
أن أكتب لكم لعلي أنفض غبار تلك الأفكار المخيفة وخصوصا أني عندما أكتب أصمت فأنقل أفكاري بصمت تام ...وعندما أحكي بصوت عالٍ أخشى أن تحدث ...وعسى أن أرتاح من ثقل الكتمان وخصوصاً أنكم أكيد ستفهمون لغتي ..
الغريب أيضا عندما توفى جدي رحمه الله سافرت لأحد الدول وعندما رجعت أخبروني أنه قد توفى ..لا أعلم ماذا ترتب عليها من واقع نفسية على شخصيتي ولا أعلم إن استطاع عقلي برمجتها بشكل صحيح ...لكن لنقل أن الزمن كان كفيلا بذلك ..
ومع الوقت تطورت علاقتي مع ربي ... فأنا أحكي له كما أحكي معكم الآن ... مع الوقت لا أدري إن كان ترتيب رباني بأن جعل حياتي غربة في غربة فلا أرى كيف يرحل أهلي عني وكنت أرجوه أن لا تأخذهم أبدا ...أو يكون تدريب على معنى الفراق وأن أكون لوحدي وأكون قوية مع أحد أو بدونه ...
فلا أراهم وهم نائمون بهدوء ..يمضون ...ويرحلون تاركون قيمهم ونصائحهم ودعواتهم الطيبة لي ....
أعتذر لو أطلت لكن التمسوا لي العذر والسموحة ...فأنا لا أتحدث مع أحد عربي غيركم ...
آه ...كل سنة وأنتم مجانين ...أقصد طيبين ...
وأرجو من يقرأ كلماتي ..أن يقرأ الفاتحة لعمة سميرة ..رحمها الله وجعل قبرها روضة من رياض الجنة وطيب ثراها وأكرم مثواها وآنس وحشتها ونور ظلمتها وجعل من فوقها وتحتها وعن يسارها وعن شمالها نورا من نوره وهو نور السموات والأرض ..آمين
...تخيلوا إن الحياة مهما طالت ومهما قصرت هي ليست إلا تلك الدعوات الطيبة بظهر الغيب ...أو في الحال ...
رمضان كريم .
19/05/2017
رد المستشار
أشكرك يا "غريبة" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، بداية أوضح لكي نقطة هامة إذا كانت لديك الرغبة الصادقة في مواجهة مشاعرك وترغبين في مساعدة ومؤازرة وتوجيه وإرشاد نفسي عبر موقعنا أنه لابد أن تمدينا بمزيد من المعلومات التي تكون عوناً لنا في مساعدتك بعون الله، فأنتي حتى لم توضحي جنسك ذكر أم أنثى واستنتجته من طريقة تعبيرك عن نفسك (غريبة –مسلمة)، نحن لا نعرف مستوى تعليمك وظروف تنقلك وسفرك المستمر هل عمل أم مع زوجك، ولا نعرف تفاصيل عن تنشئتك الاجتماعية ولا طبيعة المشكلة التي تؤرقك.
أشعر أن مشكلتك هي الشعور بالاغتراب وفقدان أي شخص عزيز عليك وأنتي بالغربة، وسأساعدك في مواجهة هذه الأحاسيس إذا صدقك حدسي في تحديد مشكلتك لأنكِ لم توضحي مشكلتك صراحة وتحديداً، فظاهرة الإحساس بالاغتراب ظاهرة إنسانية عامة, تحمل في طياتها الجانب الإيجابي والجانب السلبي, شائعة في كثير من المجتمعات بغض النظر عن النظم والأيديولوجيات والمستوى الاقتصادي والتقدم المادي والتكنولوجي , قديمة قدم الوجود الإنساني،
فمن صفات الشخص المغترب :
1-الشعور بالانفصال النسبي عن الذات أو عن المجتمع أو عن كليهما .
2-الشعور بالعجز .
3-الشعور بحالة من الرفض وعدم الرضا التي قد يعيشها الفرد في علاقته بمجتمعه .
4-ضعف شديد في الثقة بالنفس .
5-الشعور بعدم جدوى الحياة ومعناها .
6-الشعور بالعزلة وعدم الانتماء والسخط والقلق والعدوانية .
7-الشعور باغتراب الذات عن هويتها وعن الواقع .
8-الشعور برفض القيم والمعايير الاجتماعية .
فالاغتراب النفسي مفهوم عام وشامل يشير إلى الحالات التي تتعرض فيها وحدة الشخصية للانشطار أو للضعف والانهيار, بتأثير العمليات الثقافية والاجتماعية التي تتم داخل المجتمع, مما يعني أن الاغتراب يشير إلى النمو المشوه للشخصية الإنسانية, حيث تفقد فيه الشخصية مقومات الإحساس المتكامل بالوجود والديمومة.
كما يعد الاغتراب النفسي الحصيلة النهائية للاغتراب في أي شكل من أشكاله, إنه انتقال الصراع بين الذات والموضوع من المسرح الخارجي إلى المسرح الداخلي في النفس الإنسانية, فالاغتراب النفسي لا ينفصل عن الاغتراب الديني أو السياسي أو الاغتراب الاقتصادي في الإنتاج والتوزيع والاستهلاك, ذلك لأن شخصية الإنسان وحدة متكاملة في جوانبها البيولوجية والنفسية والاجتماعية, كما هي وحدة مع العالم الذي يعيش فيه الإنسان بكل أبعاده المختلفة,
وبالرغم من شيوع مفهوم الاغتراب النفسي إلا أنه من الصعب فصل هذا المفهوم عن جوانب الاغتراب الأخرى, وذلك نظراً لتداخل الاغتراب النفسي وارتباطه بعدد من جوانب الاغتراب الأخرى .
ومن مظاهر الاغتراب النفسي :
1-فقدان القوة: يتمثل في شعور الفرد بأنه لا يستطيع التأثير في المواقف الاجتماعية التي يتفاعل معها, وفقدان الشعور بأهميتها, وأن الفرد لا يستطيع توقع ما سيحدث له مستقلاً, ولا يجد تفسيراً مقنعاً لما يحدث من تغيرات في حاضره ,
2-اللامعنى: الاغتراب هو اللامعنى, وهكذا فإن الاغتراب يظهر عند الفرد الذي لا يكون لديه وضوح فيما يعتقد, وكذلك عدم توفر المستويات الدنيا من الوضوح في اتخاذ القرار, فالشخص المغترب يتسم بالتوقع المنخفض لإمكانية القيام بأي نشاطات وسلوكيات.
3-اللامعيارية: هي تلك المرحلة التي يصبح فيها الفرد مفتقراً إلى المعايير الاجتماعية المطلوبة لضبط سلوك الأفراد, وأن معايير المجتمع التي كانت تحظى بالاحترام لم تعد تستأثر بذلك الاحترام الأمر الذي يفقدها سيطرتها على السلوك,
4- العزلة الاجتماعية : هي عبارة عن حالة ينفصل بها الفرد عن المجتمع والثقافة, مع الشعور بالغربة وما يصاحبها من خوف وقلق, وعدم ثقة بالآخرين, وتفرد الذات والإحساس بالدونية تارة وبالتعالي تارة أخرى, ويكون ذلك لانعدام التكيف الاجتماعي, أو لضالة الدفء العاطفي,
5-الغربة عن الذات: يعبر هذا المفهوم عن شعور الفرد بانفصاله عن ذاته لعدم القدرة على إيجاد الأنشطة المكافئة ذاتياً, وشعور بأن ذاته الخاصة وقدراته عبارة عن وسيلة أو أداة, ويعبر الفرد عن ذلك بعدم الانتماء واللامبالاة إلى عدم الاهتمام بمجريات الأحداث الاجتماعية, والعزوف عن المشاركة في النشاطات التي عادة ما تثير اهتمام الآخرين وتفاعلهم
ولعلاج الشعور بالاغتراب :
نفهم أنكِ لا تستطيعين التغلب على الشعور بالوحدة إذا كنتِ تعتقدي بأنك وحيدة، لشغل هذه الأفكار التي تأتي عندما تكوني وحيدة، حاولي العودة إلى الذاكرة للأوقات التي كنتِ فيها سعيدة، إذا لم يكن لديكِ أي الذكريات السعيدة، حاولي أن تتخيلي الوضع الواقعي الذي لن تكوني فيه وحيدة، ثم ما أن يخلق هذا الوضع في هذه الحياة.
الاقتناع بنفسك. حب نفسك، بغض النظر عما إذا كنت وحيدة، فإن العالم يوجد به شخصيات متنوعة، ولابد لك من التمتع بالثقة بالنفس والتي تعطيكِ القوة وسط هذا المجتمع الذي لا يعترف إلا بالأقوياء فأنتي إن لم تري قوتك في نفسك لن يراها أحد آخر
إدخال بعض المرح إلى حياتك من الذهاب إلى الألعاب، أو المشي على بعد مسافة لتذهب إلى متنزه، التحقق من متحف، وما إلى ذلك، ومع ذلك، حاولي الوصول إلى فعل الأشياء الممتعة مع شخص آخر أو مجموعة بدلاً من القيام بها بمفردك، مصلحة ما أو الهوايات، هل يمكن أن تفعل ذلك مع الآخرين؟ تحققي من الأندية المحلية لمعرفة ما إذا كان هناك سوف تحظى باهتمامك.
لا تفكري أنك وحيدة بل عليك البدء بالبحث على ما يحدث حولك، تعرفي على الناس والبيئة التي حولك، حاولي أن تعيشي اللحظة، ولا تفكري في أنك وحيدة.
كسب الأصدقاء. يمكنك أن تبدئي بالقول مرحبًا إلى شخص ما في أي مكان آخر تجد الناس، وفي اليوم التالي يمكنك بدء المحادثة، افعلي هذا مع عدة أشخاص خلال فترة من الوقت. والآن يمكنك كسب الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي حقًا إنها مواقع افتراضية ولكنها أحيانًا تنتج أصدقاء جيدين، كما أن حياتك ليست خالية من الناس بشكل تام ابحثي عمن كنت تعرفينهم وحاولي أن تمدي روابط الصداقة من جديد عن طريق السؤال عليهم
حاولي التفكير في الآخرة: من المفيد أن تشغل وقتك بمساعدة الآخرين فهو ما سيعطيك القوة في الدنيا كما أن الله سوف يعوضك بها ثواباً في الدنيا والآخرة كما أنك سوف تشعر بالكثير من السعادة عند تقديمك العون أو النصح للآخرين
تطوعي، ابحثي عن المجالات التي يمكن أن تساعدي فيها فرد أو جماعة أو أثناء وقت الفراغ من مساعدة الآخرين، سوف تشغل وقتك. بالإضافة إلى أنك ستبقين مع آخرين، يمكنك إنشاء الصداقات.
أما بالنسبة من مخاوفك من فقدان شخص عزيز أو مقرب إليكِ ففقدان شخص عزيز أمر في غاية الصعوبة، مهما كانت الظروف، والتغلب على مشاعر الخوف من فقدان الأحبة تجربة ذاتية جداً، لكن لحسن الحظ،
فهناك وسائل مبنية على أسس بحثية يمكنها أن تساعدك على ذلك:
مثل التفكير في الموت بواقعية وتجاوز مشاعر الخوف من الفقد وتلقي الدعم الاجتماعي.
المخاوف المرتبطة بالموت طبيعية. يخاف معظم الناس من موت الأقربين والأحبة بالإضافة إلى أن معظم الناس يعيشون هذه التجربة حتماً في وقت ما من حياتهم، وطبقاً لنظرية إدارة الخوف، فقد يصل الخوف من فقد الأحبة إلى نقطة تعيق عن استمرار الحياة بشكل طبيعي، كما أن التفكير في موت الآخرين يلقي بظلاله على مشاعرنا تجاه موتنا نحن أنفسنا. تأكد أنك لست لوحدك، الكثير من الناس سيتعاطفون مع هذا النوع من المشاعر لأنهم مروا بتجارب مشابهة على الأغلب، إذا كنت تشعر بالراحة في مشاركة الآخرين، يمكنك أن تشارك مشاعرك مع آخرين مروا بتجارب مشابهة، وهذا قد يساعدك على الشعور بالدعم والتثبت من مشاعرك.
اعترفي بمشاعرك ومخاوفك، قل لنفسك "لا بأس أن أشعر بالخوف أو الحزن، هذه ردود فعل طبيعية لمثل هذا الموقف".
• يمكن أن تبدئي في ممارسة التقبل عن طريقة كتابة قائمة بكل المشاعر والأفكار الصعبة التي تتقاطع مع خوفك من فقد المقربين، اكتب أكثر الأفكار الحميمة والمخاوف وتقبل كل منها، يمكن أن تقول لنفسك "أنا أتقبل خوفي وألمي، وأتقبل أن أفقد فلان يوماً ما، سيكون ذلك صعباً، لكنه جزء من الحياة".
ذكري نفسك بأن الموت جزء من الحياة، ولسوء الحظ فإن كل الناس تمرّ بتجربة الموت يوماً ما في حياتها.
أحد الطرق التي تساعدك على التفكير في العالم بإيجابية هي أن تتعرف على دائرة الحياة وأن تدرك أن الحياة والموت حتميان ومن سنن الكون، ولكي يكون هناك حياة فلا بد من وجود الموت. حاول أن تعِي الجمال الكامن في كل من الحياة والموت، فدائرة الحياة شيء مذهل يمكننا أن نقدر جماله ونشعر بالامتنان له، فهناك شخص يموت، ليتمكن شخص آخر من أن يحيا.
• تعلمي أن تشعري نفسك بالامتنان، فمثلاً، قد تمر بتجربة فقد لشخص عزيز، لكن في نفس الوقت، يمكنك أن تتأملي في الفرصة التي أمامك الآن بأن تقضي معه المزيد من الوقت، وتشعري بالامتنان لذلك، ويمكنك أن تشعري بالامتنان لأن هذا الشخص العزيز عليك، وأنتي كذلك، كان لديكما الفرصة لكي تختبرا الحياة.
• إذا كان الشخص الذي تخافين من فقده يشعر بالألم، فيمكنك أن تركزي على فكرة أن موته يعني راحته من ذلك الألم، يمكنك أن تركزي على فكرة أنه سيموت ويرقد في سلام، بغض النظر عن معتقداته (ومعتقداتك).
• إذا شعرت بالذعر أو انتابك قلق شديد لفكرة فقد شخص مقرب، أبدئي في ممارسة تمارين التنفس العميق حتى تساعدك على تقليل رد الفعل النفسي تجاه هذه الفكرة (من ثقل في النفس وسرعة ضربات قلب) وتساعدك على الشعور بالهدوء.
• اجلسي أو استلقِ في مكان ووضع مريح. تنفسي بعمق وبطء من خلال أنفك وأخرج نَفَسَك من خلال فمك، ركز فقط على نمط أنفاسك وحاول أن تستشعري بطنك وحجابك الحاجز وهو يتحرك أثناء تنفسك.
• الثقة العالية في النفس من العوامل الفعالة في وقايتك من الصعوبات التي قد تواجهها فيما يتعلق بموت المقربين إلا أن بعض المشاكل المتعلقة بالعلاقات مثل الصراعات أو الاعتمادية الزائدة على الآخرين، قد تزيد من إمكانية التعرض إلى الحزن المزمن بعد موت أحد الأحبة.
• كوني أكثر استقلالية وخططي لحياة مستقلة عن الآخرين.
• تأكدي أن الأمور ستتحسن وأنك ستتمكن من التعامل مع الأمر.
الإيمان بأن العالم ليس عبثًا يساعد الناس على التعامل مع الموت بطريقة واقعية تساعدهم على تقليل خوفهم من الفقد والشعور بالمغزى يعني أن تعيش لغايات وأهداف محددة، مثل العائلة أو المهنة أو مساعدة العالم وغيرها من الأهداف، بدلاً من التفكير في مجرد البقاء، وإذا كنت تشعر أن لك غاية محددة فحاول أن تركز على ما يمكنك تحقيقه فيها وكيف ستستمر في أداء هذه المهمة بعد فقد من تحب، لأن هذا يطمئنك بأن الحياة لن تفقد معناها مع موت هذا الشخص، وأنك ستشعر بمغزى للحياة بعد وفاته.
تذكري أن لوجودك قيمة في مجتمعك، ركزي على مساهمتك في العالم، هل تساعدي الآخرين؟ هل أنتي لطيفة مع الغرباء؟ هل تتبرعي أو تتطوعي بوقتك؟ الاعتراف بمثل هذه الصفات يساعدك على الإيمان بأن لك قيمة وهدف، وأن هذا الهدف مستمرّ على الرغم من فقدان الأحبة، بل يمكنك أن تهدي بعض هذه الأفعال أو المشروعات إلى ذكرى من فقدت.
حاولي أن تجدي معنى في الموت، من أمثلة ذلك أن تشعر بضرورة الموت لاستمرار الحياة، أو أن الموت هو عبارة عن ممر ينفذ بنا إلى بُعد آخر أو إلى الحقيقة، إذا كنت تؤمن بالحياة الآخرة، ما الذي يعنيه لك الموت؟ هل سيعيش الشخص الذي تحبه بعد الموت؟ هل ستظل ذكراه باقية مع أحبائه؟ هل ستعيش إسهاماته المجتمعية بعد وفاته؟
احتفي بالوقت الذي تقضينه مع حبيبك الذي تخافين عليه. إذا كان هذا الشخص لا زال حيًا، حاولي أن تقضي معه الكثير من الوقت الجيد في أيامه الأخيرة.
تحدثي معه عن ذكرياتكم المشتركة، وما هي الأشياء التي تقدرها فيه.
احرصي على التأكيد على مشاعرك تجاهه وما تشعر به، أخبريه أنك تحبه.
قد تكون الأحاديث الأخيرة بينكما صعبة للغاية، لكن عليك أن تتأكدي أنكِ قد عبرت له عما تريدين حتى لا تشعري بالندم، يمكنك أن تحاولي كتابة ما تريدي أن تقوله قبل أن تخبره به.
وأخيراً وليس آخرا أتمنى أن أكون ساعدتك في مواجهة بعض مخاوفك، ونحن نرحب بكي صديقة دائمة لموقعنا وتابعينا دوما بأخبارك.