FATWA
أنا شابة في الأربعين من عمري وغير متزوجة. حصلت على منحة لدراسة الدكتوراه في ماليزيا وهي منحة مميزة ولم يحصل لي من قبل فرصة كهذه أبدا وستفيدني كثيرا في مجال عملي.
المشكلة أني أعيش مع والدتي وقد توفي أبي منذ سنوات وأخوتي بنات متزوجات. لدينا شقة وجيران وأقارب في نفس المدينة التي نعيش فيها وجميع الخدمات موجودة ومؤمنة لها وهي بصحة تامة وممتازة لله الحمد.
هل يجوز لي أستأذنها في السفر لإكمال دراستي على أن أزورها سنويا في فترات الإجازات مع صعوبة ذلك؟
29/5/2017
رد المستشار
بارك الله بك على برك ورعايتك لأمك
طبعا عليك استئذانها في سفرك، والتباحث معها بشأن بقائها لوحدها، ومدى حاجتها إليك
فإن أذنت لك فذاك، ووفقك الله في دراستك.
وإلا -بأن كانت بحاجة إليك- ومنعتك من السفر، ولم يستطع أحد أن يغير رأيها؛ فبرها واجب، ورعايتها أحق، وبركة البر تفوق فائدة الشهادات والدرجات، وكم من صاحب شهادة عالية لم يستفد منها شيئاً، وأعرف عدداً منهم.
أما البر فقد جعله الله تعالى سبباً لزيادة الرزق وإطالة العمر، ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم: ((من سَرّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه)) والوالدان أقرب الأرحام وآكدها في الصلة.
وقد ترك سيدنا أويس القرني رضي الله تعالى عنه الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم –مع عظيم أجرها- ليبقى عند أمه ويبرها، فنال درجة عالية عند الله تعالى، وقد أوصى سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، سيدَنَا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يطلب من أويس القرني الاستغفار له إذا قدم إليه من اليمن، وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يسأل عنه كلما قدمت وفود الحجيج إلى أن قابله وطلب منه أن يستغفر له كما أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم....
أسأل الله تعالى أن يعطيك من خيري الدنيا والآخرة ما يسعدك وتقر به عينك.