جنسية
السلام عليكم
أحب فتاة واتفقت معها على الزواج ..
ولكن اعترفت لي أنها تعرضت للاغتصاب في دبرها من سائقهم الباكستاني وهي صغيرة وفي عمر الثمان أو التسع سنوات ... حيث اغتصبها من الدبر وأنزل فيها ماءه..
ولم تخبر أحدا من يومها .. وكانت تريد نسيان وإخفاء الموضوع.. ولكنها اعترفت لي بالقصة..
أنا في شك وحيرة شديدين
لأني أحبها كثيرا وبنفس الوقت أشعر بألم وقهر الرجال .. ولا أعرف ماذا أفعل ..
هل أكمل المشوار
أو
أتركها وأمضي في سبيلي
لأني أخاف أن تظل هذه الحادثة حاجزا بيننا
ولا أستطيع نسيانها ..
أرجو المساعدة في هذا الموضوع الذي جعلني في حالة نفسية صعبة جدا ..
11/6/2017
رد المستشار
أخي الكريم حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أهلا وسهلاً بك على شبكتنا
لا شك أنَّ الأمر الذي تعرَّضْت له فتاتك في صِغَرِها أمرٌ صعبٌ جدًّا، ولكنها تعرضت لهذا الأمر منذ سنوات طوال، ولم يكنْ خطأها، وبالتالي فهي لا تتحمل أي جزءٍ مِن المسؤولية، فلو كان الأمرُ بِيَدِها لمنعت حدوثه وقاومتِ، لكنها كانت صغيرةً، لا حول لها ولا قوة، وهو رجلٌ يَفوقها قوةً؛ لذا فأهم قاعدةٍ في الأمر هي أن تتأكَّد وتتيقَّن مِن أنه لا علاقة لها بما حدث، وأنها ليستِ مسؤولة عن حُدوثه، والخطأ خطأ ذلك الرجل بالكامل، والذي سيَلْقَى عقابَه مِن رب العالمين يوم الجَزاء.
أما عن علاقة هذا الأمر بزواجكما، فإنْ كنت تظن أنَّ ما حدَث يُعدُّ من موانع الزواج فقد جانبك الصواب!! لأن الزمنُ كفيلٌ بإصلاح ما فسَد، فهذا الأمر قد حدث منذ زمن بعيد، والجسد له قدرة استشفائية تجعله يُداوي نفسه بنفسه؛ كونه لم يتعرَّض منذ ذلك الوقت لأي شيءٍ، ومِن ثَم فإنَّ الجسم قد عالج نفسه، والتَأَم مجدداً.
وقد أخطأت فتاتك حين أخبرتك بالأمر فالماضي ملك لها وحدها، وحديثها لك قد يؤثر الموضوع في نفسك ويثير شكوكك، فرغم أن الصراحة في الأمور المتعلقة بالزواج مهمة، لكنها في بعض الحالات قد تكون قاتلة للحب، وطالما أن الموضوع كان طفوليا ومن الذكريات فكان من الأفضل أن تحتفظ به لنفسها، وأن تعيه درسا تستفيد منه في تربية أبنائها في المستقبل، ولكن كونها حدثتك بالأمر، فعليكِ أن تقدر لها أنها أخبرتك من باب الفضفضة وإراحة الضمير، لأنها لو أرادت لأخفت عنك الأمر، ولا بد لك مِن التغافُل، ومُحاولة النسيان، باعتبار أن ما حدث يعد من الأخطاء البشَرية التي تتَكرَّر كثيرا.
أخي الفاضل: لا تجعل من الماضي سجن للحاضر تنغص به حياتك، فما حدث مع فتاتك في الصغر ماض قد انتهى بكل تفاصيله، فما الداعي لإحيائه مِن جديد!!؟؟ اجعل الأمرَ يَمُرُّ كما تَمُرُّ الأيام، ويَصْغُر كما يَصْغُر الشيء البعيد، وانظر للحياة بصورة إيجابية مشرقة طيبة، فالماضي ما هو إلا عبرة وتجربة, وليس أكثر من ذلك، فكم مِن فتاة وقعتْ ضحيةً لذئاب وحيَّات مِن أخبث ما يكون، ثم مَنَّ الله عليها وأكرمها بزوْجٍ صالح، بدأت معه حياةً طيبة صافية، وما دمتَ راغباً بها، ولم يصدر عنها ما يقلقك، فتَوَكَّلْ على اللهِ، ولن يكونَ إلا الخير الذي ترجوه إن شاء الله.
عليك بالدعاء والاستخارة حتى يرتاحَ قلبُك، واعلم أن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فرحمة الله واسعة تسع كل من يسعى إليها، وأنت - إن شاء الله تعالى – من الساعين إليها. أسأل المولى عز وجل أن ينعم عليك بالنسيان وراحة البال، أنه ولي ذلك والقادر عليه... وفقك الله وحفظك من كل سوء.
واقرأ أيضًا:
نفسي عائلي: الماضي الجنسي Premarital Sex
التعليق: من الصعب القول أن اغتصاب فتاة في عمر التاسعة مجرد ذكرى من ذكريات الماضي ولا يمكن انتقاد أي أنثى تعرضت لصدمة نفسية تطاردها طوال العمر تكشف عنها وتصرح به لمن تحب أو علانية .
إن كانت قد صرحت بسرها لك فهي لم تجد أحداً يشاركها هذا الألم.
إن كانت قد صرحت بسرها لك فهذا الدليل على تحليها بالوفاء والإخلاص.
إن كانت قد صرحت بسرها لك فإن الكذب والتحايل ليس من صفاتها.
إن كانت قد صرحت لك فهذا الدليل على استعدادها لمواجهة التحديات معك مستقبلاً.
إن تركتها فهي خسارة لك وفوز لها وأنت لا تستحقها. مد يدك لمن تحب ولا تستخر سوى قلبك إن كنت تحبها حقاً. رعاك الله.