أشعر بخوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع وأرجو أن تفيدوني وتساعدوني، أنا أعاني من التوتر والقلق طول اليوم عندما أكون موجود في المكتب وأشعر أن كل شيء سيحدث كارثة من الكوراث,
أنا أعمل مدير للموارد البشرية وأعاني من عدم الإلمام الجيد وعدم قدرتي على تطبيق الطرق العلمية الصحيحة وهذا جعلني أعاني من ضغط في العمل وتوتر وهذا الشعور يجعلني أشعر بضيق شديد لدرجة أني أفكر في تركها ولكن يأتي إلى حاجز الخوف من نظرة الناس لي عند ترك الوظيفة فأكثر شيء أخافه هو نظرة الناس
لدي خوف مبالغ به في بعض الأحيان وخصوصاً عندما يطلب أحد مني أن أفعل أمر لم أفعله من قبل وحتى وإن كان بسيطا مثل شراء شيء عادي أشعر أن الشخص سينتقد ما فعلته وذلك ربما هو السبب
لقد فكرت كثيرا في الانتحار وإنهاء هذا القلق الذي لا يفارقني وربما أستطيع أن أفعل ذلك واتخذت خطوات عديدة في هذا كتعليق حبل لأشنق نفسي أو إحضار دواء أو شيء من هذا القبيل لكني أتراجع عن ذلك خوف أن يقال أني مت منتحر ومنظر أمي وهي تبكي علي وإخوتي وأخواتي ثم أقول في نفسي السبب مهما كان لا يستحق الموت من أجله فمعظم أسباب تفكيري في الانتحار مشاكل بسيطة عادية كخسارة بعض المال وإن لم يكن كثيرا فخوفي الأساسي هو من انتقاد الناس لي
أجد صعوبة في التعامل مع الناس مثل اتصالي بالمشرف الجامعي الذي يشرف على رسالة الماجستير الخاصة بي وأفكر كثيرا قبل أن أتصل ولا يحدث شيء من الأفكار التي تأتي في خاطري
ربما يرجع السبب في هذا الخوف لانتقاد والدي المتكرر لي منذ الصغر فما زلت أتذكر توجيهاته أمام الناس وانتقاده لي كقوله سلم كويس سلم على فلان سلم بصوت عالي .عندما يأتي ضيف ليزورنا في المنزل أكون في استقباله في الخارج وذلك لأتخلص من السلام عليه أمام والدي
لا أعرف وأنا أكتب هذه الرسالة بماذا أفكر لكني شعرت بالراحة بعد كتبتها . فكرت كثيرا في الذهاب لطبيب نفسي لكن يتملكني الخوف بأن يعلم أحد بالأمر فيسخر مني أمام الناس.
ليس لدي في حياتي صديق أو شخص أشتكي له كل الذين أعرفهم لا يعرفون عني شيء أنا أعاني في حياتي ولا أستطيع أن أختار ولو أتفه الأشياء أخاف من كل شيء إلا إذا فعلته بسرية ودون علم أحد
اليوم حدثت إحدى مخاوفي الكبيرة وهي زيارة جار لنا مريض فقد ذاكرة الكل قبل أن أعلم ولما علمت لم أستطع ذهبت وقفت أمام بابه مدة دون جدوى أراقب الطريق ليأتي أحد ويكون في المقدمة لأكون من بعده لكن لم يأت هذا هو يومه الثالث وهو مريض ولم أستطع زيارته
أما الشيء الذي أخافه بشدة هو التحدث مع فتاة ولو في الأمور العادية, فلا أستطيع أن أعزي بنت خالتي في وفاة أقرب الناس لديها لذلك ارتديت عباية التدين ربيت ذقني وقصرت ملابسي وأظن أن السبب الرئيسي في ذلك أن الشركة التي أعمل بها يقودها شخص متدين وربما وجه بعض الملاحظات رغم وجود كثير من الموظفين الذين لا يربون ذقونهم ولا يصلون ولكن أشعر أن هذا الأمر سيحميني من نقده رغم عدم اقتناعي به
قبل أن أكتب هذه الرسالة فكرت كثيراً إذا كنت ما أفعله صحيحا فربما تعرف علي أحد بعد قرأتها وفضحني بين الناس
أشكركم وأرجو أن تسامحوني على عدم ترتيب الأفكار والأخطاء اللغوية
ولكم جزيل الشكر
2/7/2017
رد المستشار
أشكرك يا "عبد الله" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
أولا أذكرك بقول الله تعالى: {...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...}( الرعد: 11، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك هل ستبدأ بممارسة رياضة جماعية محببة إلى نفسك؟؟ هل ستشترك في أنشطة جماعية ؟؟؟ هل ستبدأ بزيارة أقاربك وتوطيد صلة الرحم معهم؟؟؟ هل ستضع لحياتك هدف وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟.
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرج من الدائرة المفرغة التي تعيش فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين.
مشكلتك يمكن تناولها من خلال شقين الشق الأول أنك تعاني من اضطراب الشخصية المتجنبة يتميز هذا النوع من اضطراب الشخصية بالإحساس المفرط بعدم الكفاءة والخوف من التقييم السلبي مما يؤدي إلى معاناته من الكف الاجتماعي، ولذلك فالشخص المريض باضطراب الشخصية المتجنبة تجده دائماً خجول، منعزل اجتماعياً، يبدي كبحاً في العلاقات بسب الخوف من أن يكون موضع سخرية. ويعاني المريض من القلق، غالباً ما تكون طريقته في الكلام بعصبية وتوتر ويُمثل خوفه من عدم الاستحسان أو النقد قلب المشكلة لدى مثل هؤلاء المرضى، فالمريض يريد أن يشعر بالدفء والأمان مع الآخرين ولكن فرط الحساسية من خوفه من عدم الاستحسان أو الرفض يفسر تجنبه لمثل هذه المواقف، ولخوفه الشديد من عدم الاستحسان فهو لا يتكلم أمام الناس ولا يطلب شيئاً من أشخاص لا يعرفهم، وغالباً ما يعمل بوظائف جانبية ودائماً ما تكون ليلاً، لا يدخل في علاقات مع أحد إلا في وجود ضمان قوي بعدم الرفض لتلك العلاقة، يفتقر دائماً إلى وجود أصدقاء حميمين لديه يبدأ في فترة مبكرة من البلوغ.
ويتم تشخيص الشق الأول من معاناتك بوجود خمس سياقات من السياقات التالية:
1-يتجنب النشاطات المهنية التي تتطلب احتكاكاً مهنياً مهماً مع الآخرين بسبب الخوف من الانتقاد أو عدم الاستحسان أو الرفض.
2-يرفض الانخراط مع الناس مالم يكن متيقناً من أنه سيكون محبوباً.
3-الانسحاب الاجتماعي بالرغم من الرغبة في الحب والقبول.
4-يبدي كبحًا في العلاقات الحميمة بسبب الخوف من أن يكون موضع سخرية أو نقد.
5-منشغل بكونه موضع انتقاد أو رفض في المواقف الاجتماعية.
6-يكون في حالة كف أو تثبيط في المواقف الجديدة مع الناس بسب الخوف من عدم الكفاءة
7-ينظر إلى نفسه على أنه أخرق اجتماعيًا أو أدنى من الآخرين أو لا يمتلك جاذبية شخصية.
8-لا يعرض نفسه بصورة غير عادية للمجازفات أو الانخراط في أنشطة جديدة لأنها قد تظهر الارتباك أو الخجل.
والكثير من مرضى اضطراب الشخصية المتجنبة لديهم القدرة على العمل في البيئة المنغلقة المحمية ( أمين مخزن – باحث في المختبر – رجل أمن مسائي) البعض منهم يتزوجون وينجبون ويعيشون حياتهم محاطين فقط بأفراد عائلاتهم ولكن لو فقدوا الدعم والحماية من المحيطين support system fail فهم معرضون إلى الاكتئاب، القلق، أحياناً يصيبهم الغضب، تمتلئ حياتهم بفترات كثيرة من المعاناة من الفويبا الاجتماعية.
وسأتناول معك بعض من العلاجات التي قد تكون مفيدة في مثل حالتك:
أولاً: العلاج السلوكي:
ويعتمد العلاج النفسي لهؤلاء المرضى على تنشئة اتفاق قوي بين المصاب والمعالج وعندما تنمو الثقة بينهما فلابد للمعالج أن يتقبل مخاوف المريض من الرفض بمواقفه تجاهه.
ولابد للمعالج أن يقوم بتشجيع المريض على النزول خارجا وليُجرِّب بنفسه الأشياء التي تحمل له معاني الرفض والفشل ويعلمه كيف يُعبر عن احتياجاته بحرية وليرفع من إحساسه بثقته بنفسه.
ولابد له وأن يكون واعيًا ومدركًا لخطورة إضافة مهام اجتماعية جديدة للمصاب أثناء فترات العلاج قد تنتهي بالفشل مما يُزيد من عدم الثقة والإحساس بالخوف لديه.
ثانيًا: العلاج العقاقيري:
ويأتي دور العلاج العقاقيري فقط في علاج الأعراض المصاحبة لهؤلاء المرضى من مضادات الاكتئاب أو الأدوية المستخدمة لعلاج القلق ولابد أن تكون تحت إشراف طبيب نفسي متخصص.
الشق الثاني من مشكلتك يتمثل في أزمة الثقة بالنفس إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. اكتسبوا كل ذرة فيها.
يقودنا النقص الزائد في الثقة بالنفس مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل يشبه البنك كثيرا، إنك تودع يوميا أفكارا جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِن ذاكرتك.
حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما فإنك في الواقع الأمر تسأل بنك ذاكرتك: ما الذي أعرفه عن هذه القضية ؟ ويزودك بنك ذاكرتك أوتوماتيكيا بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب .. بالتالي مخزون ذاكرتك هو المادة الخام لأفكارك الجديدة ..
أي أنك عندما تواجه موقف ما ..صعبا…فكر بالنجاح، لا تفكر بالفشل استدعي الأفكار الإيجابية.. المواقف التي حققت فيها نجاح من قبل …لا تقل: قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني..نعم أنا سأفشل…بذلك تتسلل الأفكار السلبية إلى بنكك …وتصبح جزء من المادة الخام لأفكارك.
حين تدخل في منافسة مع آخر، قل: أنا كفؤ لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل. لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
• عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. مهما كانت صغيرة تلك الأهداف.
• اقبل تحمل المسؤولية.. فهي تجعلك تشعرك بأهميتك.. تقدم ولا تخف.. اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها.. أفعل ما تخشاه يختفي الخوف.. كن إنسانا نشيطا.. اشغل نفسك بأشياء مختلفة..استخدم العمل لمعالجة خوفك.. تكتسب ثقة أكبر.
• حدث نفسك حديثا إيجابيا.. في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرن على الكلام أولا.
• حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات.. كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
• اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
• اهتم في مظهرك و لا تهمله.. ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
• لا تنسى.. الصلاة وقراءة القرآن الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. وتذهب الخوف من المستقبل.. تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء.
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديق دائم على موقعنا
اقرأ على موقعنا:
استغاثة وحيد
أحمد عايش وحيد م3
عايش وحيد: تعال لمجانين- م. مستشار
للتخلص من القلق أحب نفسك
مشاركة عن الصداقة والدراسة والمراهقة