التفكير الزائد
السلام عليكم
أعاني من التفكير بسبب أن شابا قد مال باهتمامه وكنت أعرفه ...وأعرف أنه معاملته كويسة معي ولكني صددته بالأول وأغراني باهتمامه ومن ثم كنت أود أن أعرف هل يوجد حب فسألته عن الكلام الذي قاله أول مرة فقال لي لا تدعي رأسك يروح لمجرى آخر....
وبعد ذلك سألته سؤالا آخر هل أنا لو ما كنت موجودة بالدنيا كنت حتفرق معك فرد علي وقال أنتي حالة نادرة وسكت وسكتت أنا ولكن بعد كم يوم بدأ هو يكلمني ولكني كنت لا أريد ذلك ولكني تشجعت وعاتبته على تصرفه فقال لي أن الكلام هو فعلا مهتم بي ولكني بحواري أخذته على محور أنه إذا كان صادقا معي للآخر فإنه يكلم أهلي فقال بحجة الظروف ألا وهي أنه أصغر مني ومجتمعنا متخلف فقلت لا تهتم بكلام الناس ولكني كلمته وعاتبته
وبعد ذلك يقول لي نخرج فقلت له ما ينفع عشان الأهل ولكن رد وقال قولي لهم أنك خارجة مع أصحابك، وبعد ذلك حكيت لأمي وأختي وقالوا لي هذا شخص مخادع ولكني لم أصدق بالأول فقلت له بنفس اليوم الذي تحدثنا به أننا لن نكمل وأخوات، وعملت له بلوك ورفعته، وشاف الرسالة ورد متأخراً "أمال نكمل أيه" وبعد ذلك عملت بلوك، وأنا من هذه اللحظة بحالة نفسية سيئة، من التفكير هل ظلمته أم لا أم لم أعطه فرصة
بالعلم أنه يجرحني أكثر من مرة لكن كان هذا بالشغل ولكني أتناسى ولم أفكر وهو شخص ذكي لا أعلم مع العلم أنه لم يتصل ولم يبعث أي رسالة فأقول بنفسي ربنا يهديه ويهدينا كلنا
4/7/2017
رد المستشار
السلام عليكم أختنا الكريمة "إلهام"، وأهلا وسهلا بك في موقع مجانين.
رسالتك فهمتها بصعوبة، ولا تزال بعض العبارات وما أردتِ إيصاله غامضا بالنسبة لي. من الأفضل كتابة الرسالة على مراحل (بالفصحى حتى يفهمها الأشقاء) حتى يضيف لها المستشير تفاصيلَ يتذكّرها، ويراجعها ويصحح أخطاءها، فقد لاحظتُ أنّك تخاطبين من تحسبينه يعرف حالتك ووضعك، فبدأت مباشرة بقصتك مع الشاب، واكتفيت ببعض التلميحات وقفزت على تفاصيل كثيرة...
سأحاول إجابتك حسَب ما فهمتُ وعذرا إن فاتني شيء.
أنت تتحدثين عن شاب معاملتُه جيدة معك قد مال إليك، وصدَدْته عنك، ثم أغراك باهتمامه كما أغراك قبل أن تصدّيه، ثم بدأت القصّة. فأنت لمّا لاحظتِ اهتمامَه ومُيوله، شعرتِ بأنّك "معجبة به" ومهتمة بدورك، فبدأت تسألين وتختبرين حبّه لك. فأجابك ألاّ تدعي عقلك يذهب لمنحى آخر! ولا أدري أيّ منحى هذا الذي يترفّع عنه هذا المراوغ !
ثم سألتِه سؤالا آخر: هل إذا غادرتُ أنا الدنيا (يعني "إلهام") هل يفرق معك، فقال لك "مجاملا" أنت حالة نادرة.. فسكتّ من جمال وروعة الموقف، وسكتَ هو بسبب انقطاع وانقضاء صدق وجدانه وعفويّة مشاعره !
بعدها بدأ يكلّمك (وأنت تقصدين الهاتف طبعا أو وسيلة غير مباشرة، لأن فيها بلوك ورسائل ...إلخ، وأتساءل من أعطاه هاتِفك الشخصي !؟ وإن كان بغير إذنِك فيسهُل عليك قمعُه في أوّل مكالمة له !) فأنت لم تُرِدي أن يكلّمك ومع ذلك تشجّعت، أو لنقُل كان تمنّعُك خوفا من شيء جديد، مع إحساسٍ دفين بحاجتك العاطفية للحديث معه. ثمّ عاتبته وكأنّ بينَكُما شيئا وعلاقة ومسؤوليات، وفهم هو عتابَك أنّه تعلّق وتأثر منك من باب "لا تفعل ما فعلتَ فذلك يؤذيني ويؤذيني تصرّفك السيئ كما يُسعدني اهتمامك وتصرّفك اللبق معي" ممّا يعني أنّ تصرّفاته تهمّك، سواء اهتمامُه أو لا مبالاته وقسوتُه وأخطاؤه اتجاهَك !
فهو مهتمّ بك، ولكنّك لما قلتِ له توجّه لأهلي (وكان ذلك جيّدا منك) تحجّج بالظروف وكلام الناس وأهلك وأهله.. وكأنه يعرف قرار أهلك مسبقا ! أو كأنّه لا يعرف نظرة أهله هو مسبقا، وفي كلا الحالتين، فهو راوَغَ مما يعرف بخصوص أهلِه إن كان موقفهم الرّفض، وهرب مما لا يعلم من أهلك لأنّه لا يهمّه أن يقبلوا أو لا يقبلوا ! لأنّه ببساطة لا يُهمّه قبول أهلك ولا أهله لأنّ رفضه واضح ! ثمّ طلب منك الخروج معه رغم الظروف الذي يعلم أنها تُعيق ارتباطَكُما، ولكن لا بأس بالتمتع بصُحبتك إن كانت الظروف غير مناسبة، ولا بأس عنده أن يطلب منك الكذب على أهلك من أجلِه ! ولمّا أخبرتِ أمّك وأختَك (وهذا الشيء الجيد الثاني الذي قُمتِ به) قالوا لك في صفاء ذهنيّ ووضوح استنتاجي أنّه: شخص مخادع.. لكنّك لم تصدّقي وكأنّ الأصل فيه العكس !
فلمّا أخبرتِه بانتهاء ما بينَكُما وأن الأخُوّة تجمعُكما، وحظرتِه، رجعتِ لتتلمّسي كلماتِه مجددا فرفعت الحظر. وقدّر الله فلطَف أنّه أجابك إجابة جارحة وقحة ولكنّها صادقة ! وقال لك: هل بدأ شيء حتى نُكملَه أصلا... بل وحتى بعد حظره للمرة الأخيرة تقولين (مع العلم أنه لم يتصل ولم يبعث أي رسالة ) فأنت لا تزالين تترقبين رسالة منه وتعلمين هل أرسل أو لم يُرسل، يعني لم تبلغي درجة اللامبالاة بعدُ ! ولا زلتِ تُفَكرين بطريقة أو بأخرى في الموضوع.
فأنت يا "إلهام" اعتقدتّ حقا أنّ قصّة غرامك التي طالما انتظرتِها قد بدأتْ، فبنيْتِ قصورا ورديّة وشامخة لهذا الفارس. الذي لم تبدأ معه العلاقة من الهاتف، بل بدأتْ في نظري منذُ زمن في العمل فتقولين عنه (وهو شخص ذكي) فقد أعجبْتِ به، مع أنّه لم يكن لبقا معك، وكان مجرد إبدائه الاهتمام بك تكسيرا لقُفل قلبِك، الذي لم يكُن مُحْكمَ الإقفال !
وكأنّك تخْجلين من الإفصاح عن حبّك له يا "إلهام"، فمن تقول (بالعلم أنه يجرحني أكثر من مرة لكن كان هذا بالشغل ولكني أتناسى ولم أفكر) لا شك أنّها ترى نفسَها في معادلة عاطفية، تُسلّي نفسَها بالتضحيات والصبر على أذى المحبوب. خصوصا أنها أردَفتْ هذا التناسي مباشرة بمَدْح له بالذكاء ! فتناسيك لأخطائه في سياق قصّتك ليس من نوع التناسي "المهني" لكي تسير الأمور بخير في العمل، بل هو تناسٍ ذو بُعد عاطفيّ من مُعجبة... من أنثى تشعُر أنّها تُقدّم من العَفْو والصّفح لمحبوبِها ما يجعلُها تشعر بأنّها تحبّه وتدفعُه لحبّها بذلك التّصرّف ! تناسٍ تحتاجُه هي لنفسها قبل أن يحتاجَه هو، فهي لا تستطيع أن تكرَهَه وتلومه على تصرّفاته اللئيمة لأنّها تشعُر بالضّيق، تشعُر بأنّها ستخسر شيئا أغلى (هو) مما ستربَحُه (كرامَتُها) إن هي غضبت ولامَتِ !
فأنتِ بدأت استشارتك ب (أن شابا قد مال باهتمامه وكنت أعرفه) فجعلت بداية القصّة "اهتمامه هو".. في حين التعبير الصحيح كان: (أني ملتُ واهتممت بشاب وكان يعرفني !)
أفهم حياءك وكبرياءك كأنثى تريد أن ترفع عنها تُهمة التعلّق والطلب والمبادرة اتجاه الرجل، ولكن لا بأس بالاعتراف بمشاعر الحبّ اتجاهَه، فهذا من النّضج العاطفيّ، وهو واقع في نهاية المطاف يجب التعامل معه، ولا داعِ للتحرّج منه، فالوعي بالمشاعر ومواجهة النفس بها، هو أكثر فائدة في مواجهة تبعات ذلك الحبّ، أما تجاهل تلك المشاعر وإنكارُها، قد يجرّنا إلى متاهات لم نفكّر يوما أننا سنلِجُها. لكنّها كانت نتيجة طبيعية لعدم الوعي بحدودنا ونحن تحت تأثير "سكرة الحبّ".. فنُنكر ونُنكر. لكن تصرفاتنا ولسان حالنا وازدواجيّتنا تذهب بنا رويدا رويدا نحو ما نُنْكره لكنّنا نسعى لتحقيقه، بوعي أو دون وعي ! لنقول في الأخير الكلام المشهور بعد كلّ فاجعة عاطفيّة أو جنسيّة "كيف وصل بنا الحال لهذا ؟ !" ليكون برهانا آخر على عدم فهم الناس لحدودهم ودوافعهم.
يا "إلهام"... أنت في مرحلة تبحثين فيها عن الحب والعطف والحنان من رجل... وليس عيبا، على أن تختاري من يستحقّك ويريدك ولا يُغني قبولك به، عن قبوله بك، فلا بدّ من اجتماعِهما، فشغلتِ نفسك به بل وجهّزت نفسيّتك لاستقبال أيّ مبادرة منْه. فكان ما كان.
ثم صارت حالتُك النفسية سيئة للغاية، بسبب ماذا؟ بسبب أنك ربما "ظلمتِه أو لم تُعطِه فرصة" ! فحتى لمّا أظهر لك وجهه الحقيقي وتقلّبه وانتهازيّتَه، تشكين في نفسك هل ظلمتِه أو لم تعطه فرصة ! وكأنّك لا تستطيعين لومه من شدة حبّك له، أو أنّ تقديرك لنفسك متدنّ جدا فتلومين نفسَك عوض الناس وهم أحقّ باللوم. أو ربّما لأنّ الرجل في تصوّراتنا يفعل ما يفعل، وعلى الأنثى أن تتحمّل كل حماقاته وعربداتِه وإن تأزّمتِ العلاقة فعلى الأنثى تحمّل كل الحمل فيها !
لقد لطَف الله تعالى بك، أن كان قليل الصبر وانفعاليا، ولو كان حليما طويل النّفَس، لوقعتِ معه فيما لا يُحمد عقباه، وهذا دون أن نصوّره لك ذئبا أو شيطانا في دوافعه، فقد يكون ضحيّة نزواتِه أيضا، ولكنّ النتيجة هنا هي المهمة، والمرأة هي المتضرّرة الأكبر... وتصوّري حالتك النفسية آنذاك وقد نال منك أكثر مما نال منك الآن ! تصوّري فقط.
ولا أعلم أيّ فرصة تتحدثين عنها لإعطائه إياها ؟ ! فقد أعطيتِه فرصة ليأتي بيتك من بابه، فأبى إلا الشّباك، فأي فرصة تقصدين؟ محادثات وتجاوزات أو خروجات أو سهرات أو ماذا ؟
لقد أعطيتِه فرصة ورفضها، وأراد فرصة أخرى منك، وهي أن يتمتّع بك بأقل الأضرار والتّبعات بالنسبة له. فلّما قلتِ له "انتهينا" شعر بالإهانة والإحراج فأراد أن يهينَك ويجرحك ويؤلمك نفسيّا فقال لك: "لم يكُن أصلا شيء بيننا" بكلمات أخرى: "لا تشكلين لي أية أهميّة" ولهذه الحيلة الدفاعية (قد تكون لا شعورية عنده) فائدتان، الأولى أنّها حيلة ترفع عنه الحرج وتأنيب الضمير فيرتاح لأنه هو من رفضك ونبَذك ولستِ أنت.
أما الثانية، إشعارُك بالذّنب والدونية حتى تسعَيْ له تستردين بعض التقدير بالحديث معه والتبرير له أو البكاء بين يديه ربّما، وربّما طلب منك آنذاك أن تتنازلي عن بعض الأمور فتكونين مستعدّة للتنازل في تلك الحالة النفسيّة. لاحظي أنّه قال لك هذا مرّتين بصيغ مختلفة: لا تذهبي بعقلك بعيدا" "ولم يكن شيء أصلا بيننا" ولتعلمي أنّه غير صادق، فقد قال لك لا تفكري أنّه يحبّك، ولكنّه بعد ذلك أبدى اهتمامه وحاجَتَه إليك وطلب منْك الخروج معه ! وهل الذي يريد وضع حدودٍ يطلب مثل هذا بعدها !؟قد هداك الله لأن تحظريه بعد ما قال لك ذلك، ولو لم تفعلي لأعيد المشهد مرّة أخرى وقد تضعفين وتجرّبين ما منعتِ منه نفسَك.
أختي "إلهام"، ينبغي أن تكتشفي نفسَك أكثر، تكتشفي ما تريدين حقّا، فأنت لا تعرفين جيدا انتظاراتِك من رجل المستقبل ! وربّما أنت من النّوع الذي يبحث عن التجربة العاطفية والوجدانية بغضّ النظر عن منطقية العلاقة وجدواها ! ولا تُلامين إن كان الوضع كذلك، فقد علّمونا دائما أنّ الحبّ "مقدّس" ولا يُساءَل أبدا، وما كان الحبّ في شيء إلا كان "صوابا" وما غاب عن شيء إلا كان "خطأ" ! لكن لا بدّ من تغيير نظرتِك عن الحبّ، ولن يُلام بعد النّضج وتوفّر وسائل التثقيف إلا من فرّط فيها، خصوصا بالنسبة لجامعية مثقفة مثلك. ويجب عليك تنظيم معاييرك وتطلّعاتك عن نفسك في تلك الثنائية، وأن تتعلمي مهارات التعامل مع مشاعِرِك ومع اهتمام الرجل بك، فليس كلّ من اهتمّ بك تهتمين به، وليس كلّ من أحبّه قلبُك (أو سمحتِ لقلبك بحبّه !) يصلح لك رفيقا وشريكَ حياة. إن لم تغيّري نظرتك وتصوّراتك عن العلاقة بينك وبين "الرجّل المحتمل" ربّما تجدين صعوبة في التأقلم في حياتِك الزوجيّة، فمن الأفضل التعلم والتدرب والاستفادة من التجارب والاعتبار قبل أن يُدرِكك الوقت، وفي العزوبية سَعة في التعلّم.
وإن كنتِ يا "إلهام" تتحدثين إلينا ولا أحد يعرفك شخصيا، ولم تُفصحي بشكل مباشر وناضج عن مشاعرك وحاجياتك العاطفيّة، كيف ستفعلين مع شريكك المنتظر وكيف سترسمين له صورة كاملة جريئة عن حاجياتك ومشاعرك وما يؤملك وما يُسعدك؟ ! وهل سيكفي التشفير معَه كما فعلتِ معنا ؟ وهل ستضعين له اختبارات على استحياء منك، لتختبري حبّه لك، فإن رسَب فيها (لأنه لم يفهم الرسالة المشفّرة) لُمتِه واتهمته بالجفاء وقلّة الرومانسية ؟ ! أسئلة كثيرة ربما تزيدين عليها أسئلة أخرى أنت أعلم بها إن تأملت في نفسك.
فحتى رسالتُك أنهيتِها بقولك (فأقول بنفسي ربنا يهديه ويهدينا كلنا). يعني بدعاء وتعبير ذو طابع "محايَد" ! كأنّك تتعجبين فقط وتدعين له بالهداية. ولم تعبّري حتى عن أملِك وفراغِك العاطفي بعد هذه التجربة، وبأن يتفهّمك ويرجع إليك بصدق وشهامة، وتعبّرين عن حاجتك وآمالك منه ب "ربنا يهديه". يهديه ليتغير من أجلك ويراعي شعورك ويفهمك ؟ أو يهديه كما ندعو لنوع من الناس لا يهمّنا موقعهم منّا !؟ لذا كوني أكثر شجاعة ونُضجا في التعامل مع حاجياتك العاطفية، واشغلي نفسك بمشروع معيّن، أو هواية ما، واعملي على تطوير نفسِك، فالرجل المناسب آت لا محالة، ولكن الأهم هو كيف نضمنُ حُسن اختيارنا له في اللحظة المناسبة.
ولا تفهمي من وصف لك بالتّهرب أنني أتّهمك بالكذب والخداع المقصودين، أبدا. فما تفعلينه هي طريقتُك وسجيّتُك في التعامل مع مشاعرك وحاجياتك، وربما لم تنتبهي لها، لذا قد تُنكرين بعض ما قلتُه لك، بسبب عدم انتباهك له. ولكنّ تأملي بصدق، وبعدها إن كنْتُ مخطئا فأنت أدرى بنفسك.
وأتركك مع بعض الروابط، واقرئي أضعافَها فأنت بحاجة لها:
الصديق الصادق ونواياه الجنسية
طيار على الهاتف : حبٌ أم وقفُ حال ؟
الكائن الافتراضي: الرجل الحلم، والفتاة الطيبة
كيف لي أن أتواصل معه بطريقة شرعية