إدمان التفكير والنعاس والخمول المفرطين والانفصال عن الواقع
أعاني من التشويش وكثرة السرحان منذ طفولتي وكان الأمر ممتعا حين ذاك لكن مع الأيام صار الأمر بمثابة مشكلة عصية على التخلص منها دائما هنالك عالم آخر أو قصة معينة أعيش أحداثها وأتفاعل معها أكثر من حياتي الواقعية حتى صرت مؤخرا إنسانة فاشلة واقعيا بسبب كثرة تفكيري في الأشياء أو الأحداث والأمور فلابد أن يجد عقلي حدثا ما كل يوم لكي يكرره ولكي أتأثر به أكثر من تأثري في الواقع حتى أني أبدو عديمة الاهتمام للآخرين لكن في داخلي فإن عقلي يهتم ويفكر بكل شيء وكل موقف بتفاصيله! بل ويكرر ذلك مرة ومرتين وثلاث و.......إلى أن صرت أحفظ بعض المواقف والقصص التي دارت في مخيلتي فقط
أنا في الحياة الواقعية دوما شاردة الذهن كما وأتصرف بحماقة لانعدام تركيزي على الأشياء خيالي المفرط يوحي لي بأني قادرة على القيام بأي عمل مهما كان صعبا والإبداع فيه ..لكن طبعا ينقصني التركيز والإرادة كنت حين أركز على شيء أبدع فيه حقا سواء أكان ذلك على صعيد الدراسة أو الهوايات الشخصية كالرسم والشعر والكتابة والفنون التشكيلية .....الخ لكن شاكلتي أني أمل بسرعة فقد أفكر في قصيدة ما لكنني أتكاسل عن كتابتها وترتيبها أو أمل من آمال لوحة فأعمد إلى إتلافها ذوقي غريب جدا وأفكاري أشد غرابة!
أفكر كثيرا وكثيرا وكثيرا بحيث أكون مجهدة أحيانا من التفكير فقط! لا غير....كنت ولازلت شغوفة بقراءة الكتب خاصة التي أمنع من قراءتها والتي لست مجبرة على قراءتها كالكتب الخارجية كما وأذكر كل معلومة قراءتها فيها كما أحفظ أي قصيدة مهما بلغ طولها بعد قراءتها لمرتين أو ثلاث. ..وأشعر بالغباء الشديد في حياتي الشخصية، بسبب عدم قدرتي على التركيز على الدراسة حتى أني رغم تفوقي بتميز فيها أحيانا إلا أني كنت أفشل بشكل ذريع في أحيان أخرى، بالإضافة إلى رغبتي في إدِّعاء الغباء!
إذ وبسبب فضولي القوي فإن لي باعا في مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية والثقافية، وبشكل عميق جدا ومتعدد النواحي، فحين يبدأ خطاب بيني وبين أي شخص فإني أشعر بقلة معرفته وسطحية معلوماته، وأنني لو بدأت مناقشته فإن نقاشنا سيطول كثيرا (وهذا ما كان يحصل فعلا أحيانا )لذا أكتفي بالصمت أو تتظاهر بعدم امتلاك أي معلومة بخصوص موضوع الحديث كما أنني أشعر بحاجتي للمزيد من المعلومات لذا أمنح من أتحدث إليه فرصة إخباري كل ما يعرف...من خلال إدعاء الغباء والجهل، فيصفني الآخرون بالبلادة والحمق وقلة الحيلة، إلا الذين دخلت في نقاشات معهم فهم فوجئوا بمعرفتي وثقافتي الواسعة وزاد فضولهم بشكل رهيب تجاهي !ولأن العزلة اللاإرادية جزء من طبعي فإني وبدون أن أشعر وجدت نفسي أهرب منهم !وبشكل واضح في الأماكن العامة وكم أحرجني هذا التصرف...
أشعر بأني مؤذية جدا وسيئة وأستحق شتى أنواع العقاب، أفكر كثيرا في الآخرين وفي معاناتهم وكيف لي التخفيف عنهم وأحب الاستماع لشكواهم، وأبكي لأجلهم أحيانا. ...فيما قلما أفكر في نفسي، تفكيري في معاناة كل الناس في هذا العالم جلب لي التعاسة والكآبة الشديدة وصرت أكره نفسي بشدة. ...يضاف إلى ذلك عدم رضاي أسلوبي في الحديث وهربي من الآخرين بدون سبب ومظهري الغير جذاب بل المنفر أحيانا وضعف شخصيتي، ورغبتي القاتلة في إسعاد الآخرين دائما ما أصف نفسي بالغباء فاقترحت علي صديقة إجراء اختبار IQ وكانت نتيجته هي درجة العبقرية مع أنني سيئة جدا في الجامعة أتمنى أن أتمكن من التركيز على الأشياء، وأن تتوقف أفكاري ووساوسي الغريبة وأن لا أؤذي أحداً بعد الآن
26/7/2017
رد المستشار
أرى أنك شخص منطو بالأساس. أنت تسمينها (العزلة اللاإرادية جزء من طبعي) وأنا أسميها الانطوائية فالشخص المنطوي introvert هو شخص دائم التفكير وعقله ثائر من الداخل. تلفت انتباهه التفاصيل كلها سواء كانت أشخاص أو غيرها. ويعتقد بأن الدوائر العصبية أطول لدى هؤلاء ويحتاجون إلى أقل القليل من المثيرات من العالم الخارجي كي يتنبّه عقلهم ويستيقظ ويبدأ في التفكير "الكثير". يجد هؤلاء الأشخاص متعتهم في الأنشطة التي تتطلب خلوتهم بأنفسهم مثل القراءة أو الرسم.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة علينا أن نفرق في حالتك بين الخجل shyness والعزوف المرضي عن الناسlack of sociability والرهاب الاجتماعي social phobia . أنت تتمنين الاختلاط بالناس، فماذا يمنعك؟ خجلك؟ خوفك من أن يحكموا على كلامك ؟ خوفك من أن يضعوا تصرفاتك تحت المجهر؟ هل ترهبين الناس والمجتمع، وتتحاشين المواقف التي تضطرك للمواجهة معهم؟ إذا كانت إجاباتك بنعم فأنت بحاجة لرؤية الطبيب النفسي وأيضا لفحص مزاجك العام وتفنيد التاريخ المرضي كاملا. لم تتحدثي عن خلفيتك الأسرية وعن بداية تلك الأعراض من خمول وانعدام تركيز وعن أي مشكلة عضوية إذا وجدت.
الكلام عن غبائك (وفي مواضع أخرى عن ثقافتك العظيمة وسعة إطلاعك) وأنك خضعت لاختبار ذكاء (أثبت عبقريتك في النهاية!) غريب في الحقيقة على طالبة طب، لكنه يبدو نتيجة لانعدام تقدير الذات أو وجود "الكمالية" والتي تنعكس أيضا في إحساسك الدائم بنقص معلوماتك أو شعورك بالخزي من جسدكBody Shame ومظهرك وأسلوب كلامك. ونحن بحاجة لوضع هذه الشكاوي في خيط ناظم وإطار (يأخذ في الاعتبار مرحلة المراهقة التي تنتمين إليها) متكامل وخصوصا وأنك في مواضع أخرى من رسالتك تقرين بشعور غير مبرر بالذنب وكراهية للذات. ربما تستفيدين من إجراء بعض اختبارات الشخصية أو مراجعة أخصائي نفسي وجها لوجه.
وفقك الله وتابعينا بأخبارك.