طلب نصيحة واستفسار
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في مقتبل العمر 25 سنة أحببت فتاة جارتي لكنني فشلت في كيفية إيصال حبي لها فبعثت لها رسائل عبر الفيسبوك فلم ترد علي فغضبت فبعثت لها رسائل قاسية وجرحتها بهم فإذا بها ترد علي وقالت أن هذه هي أول وآخر مرة سترد علي فقالت ابتعد عني واتركني لأنك ليست لك قيمة عندي وبعدها أتت أمها عند جاري وتركت عنده رسالة وهددتني, فاحتراماً لمبادئي ابتعدت عنها
وبعد مرور 9 أشهر على الحادثة سمعت أخبار أن من يستقصي في أمرها تقول له أنا من بعثته وأنني أخرج فيها الإشاعات وأنني خطبتها ولم تقبل وووو فأردت أن أتأكد بذلك ففتحت حساب مزيف في فيسبوك وتحدث معها به فوجدت ما قيل حقيقة
لكن المفاجأة وجدت أن صاحبي هو من كان يوصل لها بالأخبار الكاذبة ويحدث الفتنة بيننا فلعنة الله عليه فصارحتها بأنني أنا وقلت لها حقيقة لم أتوقع أن تحكي قصتي لشخص لا تعرفينه ربما بسبب ...... فهذه هي المرة 2 لكن استفدت من المحادثة كثير .... وشكرا عل غبائك فردت بأنني إنسان جاهل ومتخلف وهذه النقطة ستقبل بأي إنسان ماعدا أنا وقالت أخطينييييييي
وقالت أنها لا تعطيني قيمة لا أنا ولا فهامتي وبأنني مريض فبعثت لها برسالة أنني سأخطبها في يوم ميلادها فقالت مستحيل أقبل ولا عائلتي أيضا فبعثت لها برسائل أعتذار وتبرير واعترفت لها أنني مخطأ لكنها لم ترد علي ومازالت كذلك أردت منها فرصة فقالت مستحيل والحلال لا يأتي هكذا قلت لها أنك في علاقة مع شخص وأنا كنت أتبعك منذ مدة فقالت لي اسمع الإشاعات وصدقهم الله يسهل عليك
ثم بعثت لي رسالة قالت لي أنهم خطبوها أناس واصلين ومتربين لكن والديها رفضوا لأنها صغيرة ولم تكمل دراستها تقصد بها أن تحتقرني ومنه أعلم سيدي المستشار أنني أحبها حباً جما وأريد خطبتها وأعلم أنها تكرهني بسبب ما حدث قل لي هل هناك أمل بيننا أو أن شيئا انكسر لا يمكن ان يصلح دلني إن كان لك رأي آخر مع العلم أنني إنسان متعلم متحصل على شهادة دراسات عليا في السياحة وجيد ماديا ولا يعيبني شيء
أرجووك انصحني
2/8/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله" ami" وأهلا بك في موقع مجانين، ونشكر لك ثقتك واستشارتك. فما ندم من استشار.
شدّ انتباهي آخر جملة قلتها (ولا يعيبني شيء) وتبسّمتُ وقلت بل سيتعبك البشر كما أتعب من قبلك. والتعليم والشهادات والمال لا يملكون قلوب البشر ولا يشترون كل شيء.
من الأول تظهر علاقتكما غير صحية تماما. فهي بين احتقار لك واتهام لك بسبب صديقك، فكيف تتصور نفسك مع امرأة تحتقرك وتحتقر مستواك وأهلك؟! وهل ترضى بأن تكون محلّ إهانة أو احتقار، أو أن تسمع (رضيتُ بك وأنت الحقير) ؟!
على الأقل يجب أن نتفق أن الحبّ مثله مثل أي عاطفة، لا يعني وجودَه أننا يجب أن نلبي طلباته ونسير معه لآخر الخط. قد أعطانا الله عقلا نقيّم به الأمور ونقوّم به علاقاتنا.
وهذا ما يجب أن تفعل، فكل الدلائل والعلامات واضحة على أنّ الجمع بينكم لن ينجح إلا بتدخل الشرطة والعسكر! وأي عيشة هذه التي تريد أن تخطبها رغم رفضها لك مع التحقير والإهانات. فحتى إن كانت لك بقدرة قادر فلن تطوّع قلبها ولن تعيش معها ذلك الحب الذي تتخيّله. ويجب عليك أن تعقلنه وتحاربه إلى أن يزول أو يبقى أثره لكن دون أن يؤثر على قراراتك. فليس كل ما يحب الإنسانُ يدرُكه.
فقد برهنَت لك بشكل قاطع ومرّتين بأنها ترفضك وتحتقرك. إضافة إلى ردّة فعلك بالإساءة لها والكلام الجارح وبما عبرتَ عنه ب (وأن شيئا انكسر لا يمكن أن يصلح) فهو كذلك. مع استعداد مسبق عندها لرفضك أصلا. لأنّها لو كانت تميل إليك لصُدمت وعانت بين ميولها وتصرفك معها. لكن لا يظهر شيء من هذا. إضافة إلى ضياع الثقة بك لما انفجرت عليها ولم تضبط نفسك.
فصديقك أخطأ صحيح، لكن الرفض منها ونفورها كان قبل ذلك على ما أظن، وحتى إن كان بعد إفساد سمعتك، فإنّك لم تترك انطباعا جيدا لتذيب كل تلك الأفكار المغلوطة. هذا على افتراض أنها كانت مستعدة للقبول بك.
وهناك ملاحظة أخرى، أنها هي نفسها ليست راقية في التعامل، بغض النظر عمّا قلتَ لها (فلن تقول لنا بأريحية ما قصفتَها به) لكن تبقى ردّة فعلها انفعالية وغير ناضجة، ويكفي أن تقول أنها لا تريدك ولن ترتبط بك بحزم وأدب. لا أن تتهم أهلك وتسبّ أصلك وأطرافا لا علاقة لها بالموضوع.
وأخيرا، أظنّ أن المعركة انتقلت من "الفوز بالمحبوب" إلى "استرجاع كرامتك" في معركة انتقامية لإثبات ذاتك. فقد شعرتَ بالرفض والإهانة، ومع ذلك تريد أن تخطبها وتعيش معها. إن أخذ الصراع هذا المنحى فقد يغيب عنك هذا الجانب، للتتزوجها (افتراضا) فتكتشف بعدها أنك لا تحبها ولكن أردت ترويضها وإذلالها وإثبات أنّك رجل لا يُرفض. وهذا غير صحي البتّة.
فإن علمت أنها تكرهك من الأول، وتعلم ما للانطباع الأول من أثر على القلوب، فانسحب وحافظ على كرامتك ولا تقحم نفسك وأطفالا بريئين في معمعة لن تتحمّلها ولن يحلو لك معها حبّ ولا عشق إلا في إطار مرضيّ وتوتر نفسي.
ويبقى ذلك الحب وكيفية التعامل معها. أظنّ أنّه لو كانت كرامتك كرجل شيئا مهما عندك، سيسهل عليك التخلي عن ذلك الحب، وأن اكتشاف صفات سيئة في محبوبتك تخبرك أن اختيارك في الحب لم يكن موفقا، ولا بأس بذلك، لكن البأس هو أن نستمر حتى بعد ظهور جرف أمامنا في الطريق ونريد أن نسدّ الهوة ببعض الأماني والخيالات وهي أكبر من ذلك !
ولا تحتاج في نظري لاستشارات أخرى، تحتاج فقط يقظة فكر وعزما وإيمانا بأن الحياة أكثر شساعة باختياراتها واحتمالاتها، وستجد من تُكرمك وتفخر بك، وتُشعرك أنك أفضل مما قيل فيك.
ولا تقيّم نفسك أيضا بما قالته في إطار هذه العلاقة المتوترة
يسّر الله أمرك ورزقك زوجة كريمة وجعلك جديرا بها.
التعليق: لما راجعت الاستشارة بسرعة، لاحظتُ أن كلمة "يعيبني" من العيب، فهمتُها "يعييني" من الإعياء
لذلك قلت أن البشر سيتعبونك... لكن يبقى السياق ممكنا حتى مع كلمة "لا يعيبني" فالقلوب لا تحتكم للكمال دائما... وستتعب في إثبات ذاتك بمنطق "ليس في عيب".. فالناس تحبّ بطريقة أقل تعقيدا من معادلة "الكمال والنقص"
تحيّتي
المستشار "أ. حسن خالدي"