السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بنتي الصغرى في الصف الرابع الابتدائي.. عندي الكبرى في نهائي طب بعدها ولد في أولى هندسة والثالثة أولى ثانوي والرابعة موضوع الرسالة.
أنا بكالوريوس تجارة وأمها بكالوريوس علوم.
البنت دائما بلا أصدقاء مع الجيران وفي المدرسة... البنت دلوعتنا وكلنا بنهتم بطلباتها ومعتدلة دراسيًا.. في مدرسة تجريبي مثل كل إخوتها... من كلامها ومما لاحظناه في البيت ونحن نسكن في منطقة مستواها سيء من وجهة نظري فتجد بنت تتزعم الأطفال لمقاطعة ابنتي وكذلك يحدث في المدرسة.
دائما تحب مصاحبة الأصغر منها سنا، في البيت أو النادي، لو غابت البنت الزعيمة تجد البقية يتعاملون مع بنتي بشكل جيد، حتى أنه في يوم قالت إحدى زميلاتها في المدرسة لو فلانة جت بكرة هاعمل مخاصماكي علشان مزعلهاش.
دائمآ تتعرض للضرب من الأطفال في المدرسة لدرجة رحت المدرسة يوم للفصل سألت عن ولد ضربها قام وقال مش أنا اللي ضربتها النهاردة، رد فعلها من أي خطأ بعمد أو بغير عمد عنيف تجاه من تلعب معهم أو أخوتها .
النهارده قالت مش عاوزة أروح المدرسة ومصممة، الأخصائية في المدرسة قالت هتحل لكن مؤقتا ورجع الوضع سيء، ونصحتنا بالذهاب لطبيب نفسي لو الوضع ما اتحلش.
ساعات بفهم من كلامها إن في وقت بتلعب مع حد منهم، يعني مش طول الوقت خناقات، كمان قالت أن لها أصدقاء بأحلام اليقظة يعني، بتتخيل وجودهم وتتكلم معاهم، شايفه ده أفضل، بتحب تشوف الكرتون طول اليوم، حاسة بفرق سن كبير بينها وبين إخوتها، تصرفاتهم كتير بتبينها هايفة وكون كلنا بندلعها وبنلبي معظم طلباتها بيخلي في شيء من الغيرة.... لكنهم بيخافوا عليها وبيدافعوا عنها لو حصلت مشكلة،
أعمل إيه، ولو لازم طبيب نفسي ممكن تنصحوني بمركز محترم لحل المشكلة.
2/11/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
المشكلة التي يصفها السائل باستشارته هي غالبا راجعة إلى ضعف بالمهارات الاجتماعية عند الطفلة، وهي من المشكلات التي لا تلاقي الاهتمام الواجب وعدد المختصين بتشخيصها.
علاجها للأسف قليل جدا، ويتميز الطفل المصاب بها بضعف قدرته على فهم مشاعر الآخرين ومواقفهم ودوافعهم، كما يفشل غالبا في توقع ردود أفعال الآخرين على تصرفاته سواء أكانت إيجابية أو سلبية، وهو خلل في النمو المعرفي في جانب الذكاء الاجتماعي وما يسمى بنظرية العقل (Theory of Mind)، وليس من الضروري أن يكون هذا الخلل مصحوبا بخلل في أنواع الذكاء الأخرى كالذكاء الدراسي، وتسمى هذه المشكلة "اضطراب التواصل الاجتماعي" وإذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الصعوبات اللغوية والاهتمامات المحدودة (مثل الاهتمام بشئ معين بشكل مبالغ فيه والحديث عنه طوال الوقت) فقد ترقى إلى مستوى السمات التوحدية البسيطة عالية الكفاءة (أي المصحوبة بذكاء طبيعي).
وللأسف غالبا ما تتعرض هذه الفئة من الأطفال لمخاطر التنمر والسخرية من الأطفال الآخرين كما يتعرض الطفل لظاهرة الإقصاء من المجموعة (الشلة) التي يتحدث عنها السائل تحت تأثير (الزعيم) الذي يتمتع غالبا بمهارات اجتماعية مرتفعة و لكنه يفتقر إلى الحس التعاطفي مع الآخر الأقل مهارة.
وللأخصائي الاجتماعي بالمدرسة دور أساسي في معالجة هذه الظاهرة، فإذا لم ينجح وحده فمن الممكن اللجوء إلى أحد المراكز المتخصصة لتشخيص الحالة من قبل استشاري في الطب النفسي لدى الأطفال والذي غالبا ما ينصح بضم الحالة إلى برنامج من برامج تنمية المهارات الاجتماعية والذكاء الاجتماعي عند الأطفال، وهي برامج غالبا ما تتم في صورة علاج جماعي يضم مجموعة من الأطفال الذين يعانون من ضعف بالمهارات الاجتماعية، وللأسف لا توجد أدوية قادرة على علاج هذه المشكلة تحديدا بشكل فعال ولكن يمكن استخدام الأدوية في بعض الحالات لعلاج الآثار المترتبة على المشكلة مثل الاكتئاب الطفولي إن وجد.