هل أحتاج مراجعة طبيب نفسي أم لا؟
السلام عليكم
ـ أنا طالبة طب سنة ثانية مغتربة.
ـ هناك تغيرات تحدث معي لأول مرة وهي.
قبل يومين كنت في المحاضرة كنت أشعر بدقة قلبي قوية جدًا وكأن قلبي يخرج من مكانه... أول مرة بحياتي أشعر هكذا، حاولت أن أسيطر على الوضع وأهدئ نفسي لحتى راحت.
وقبل 8 أشهر نفس الشيء حدث معي في محاضرة أخرى لكن كانت أقل شدة من ذلك، ولا أدري لماذا يحدث هذا معي وصرت خائفة أن يحدث معي هذا الشيء مرة أخرى، إضافة إلى ذلك، شيء أسويه لأول مرة بحياتي كي أتصل استفسر عن دورة علمية أشعر بخوف وبرودة في أطرف قدمي أخبر نفسي لا داعي لك من هذا الخوف لكن لا استطيع التحكم فيه دائما يحدث معي.
أي شخص أتناقش معه لأول مرة أو أحدثه حتى وإن كان على مستوى شراء الأغراض _قبل شهرين كنت أشتري ملابس ولا أدري لماذا اللعب في يدي حتى لاحظ عليا البائع وأخبريني مالك هكذا قلق_ وعلى الرغم من ذلك لا يوجد شيء في بالي قلقة منه؟!
ساعدوني في الرد بليز
4/11/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكراً لاختيارك شبكتنا لطرح إستشارتك.
يبدو أن الأعراض التي تتحدثين عنها من أعراض استجابة الجهاز العصبي التلقائي في حالات القلق، وهي ما نصفه بنوبات القلق، وهي استجابات تلقائية تحصل للجهاز العصبي التلقائي عند مواجهة أمور محددة (الإمتحان، الناس، التجمعات...) وهذه الاستجابة الجسدية تكون أعلى من الحد الطبيعي بشكل يلحظه الشخص، لأجل ذلك تصبيه حالة (التوتر من العوارض) فهو حين يستشعر عوارض الجهاز العصبي التلقائي بشكل أعلى من المتوقع في الموقف الذي يواجهه، فإنه يصبح متوتراً من هذه الأعراض، ويرافق ذلك درجة من الخوف من التوقعات السلبية حول سبب حصول هذه العوارض، أو خوف من ملاحظة الآخرين لها مما يسبب له الإحراج في المواقف الاجتماعية في حال واجه الشخص هذه العوارض، ورغم أن هذه العوارض شديدة التسبب بالازعاج لكنها ليست بالخطيرة أو ذات أثر جسدي سيء، لكن من الأمور التي تسبب استمرار المعاناة من المشكلة ما يسمى في العلاج المعرفي (أسباب الاستدامة) أي المتسببة باستمرار المشكلة ومنها البدء بسلوك تجنبي للمواقف التي يواجه الشخص فيها مثل هذه العوارض، القلق الزائد حيال هذه العوارض، الخوف الزائد من هذه العوارض، سلوكيات أمان حتى لا يصاب بالعوارض مثل تناول أدوية معينة مسبقًا أو حملها دون أن تكون موصوفة طبيًا....
لا يمكن لهذه العوارض أن تؤدي إلى أمر سيء على صعيد الجسم رغم شدة تسببها بالإزعاج، لكنها تغير من سلوك الشخص، بحيث تؤثر عليه بشكل كبير على الصعيد النفسي، ولذلك من المفيد الحصول على (عينة سلوكية) لتحليل هذا السلوك من خلال تمرين بسيط كما يلي:
- قم بتسجيل المواقف التي حصلت معك به مثل هذه الحالة، ويجب أن يتم وصف موقف واحد لا مواقف عامة (مثلاً: أثناء المحاضرة الثالثة مع بداية دخول دكتور المادة الغرفة أحسست بتسارع نبض قلبي عوارض متعددة).
- قم بتسجيل المشاعر التي انتابتك (شعرت بالخوف، بالقلق، بالحزن...)، كما قم بتسجيل العوارض الجسدية (أحسست بتعرق راحتي اليد، إرتجاف، هبوب ساخن..).
ثم قم بتقدير شدة كل شعور وكل إحساس جسدي من درجة 1----100 مثلاً الخوف كان 90
- ثم قم بتسجيل ما هي أهم الأفكار التي طرأت على بالك في تلك اللحظة، عايش اللحظة بخيالك وحاول تذكر ما الذي دار في ذهنك خلال تلك اللحظة، (مثلاً: خطر ببالي..ما الذي يحصل لي؟؟، لماذا أنا متوتر؟؟، ما الذي تسبب بتسارع قلبي؟؟، هل سيلاحظون علي ذلك؟؟؟)، وغيرها من الأفكار، مع الانتباه إلى أفكار جانبية تخطر ببالك رغم أنها ليست متعلقة بالموضوع مباشرة مثل (كل السبب من ...، أنا شخص ضعيف)
وبعد ذلك قم بتحديد قوة أو مدى كون الأفكار التي يتم تسجيلها مزعجة من 1----100.
بهذه الطريقة يتم تحديد أهم ما يدور في ذهنك في لحظة نوبة القلق، لكن ما يجب بعدها هو الاستفادة من هذه المعلومات لتعديل الأفكار غير المنطقية، إضافة لعمل برنامج لمواجهة المواقف المثيرة للقلق بدلاً من تجنبها أو الهرب منها.
وذكّري نفسك بالتساؤل كلما أحسست بالعوارض (قولي لنفسك: كم مرة واجهت مثل هذه العوارض في الفترة الأخيرة؟؟ كم مرة أصبح الوضع خطيراً فعلاً؟؟، أو أدى إلى أمر خطير؟؟ ما هو إذاً أسوء ما قد يحصل لو واجهت الأعراض مرة أخرى؟؟)، ستتنبهين إلى أنك عانيتِ من العوارض أكثر من مرة لكنها كانت تزول في النهاية، ولا تتعرضين لأي خطر، وما يحصل أنها في حالة أنك لم تقلقي منها ستزول بعد 10 دقائق تقريباً.
هذه توجيهات سريعة بما يسمح به مقام الاستشارات المكتوبة، نتمنى لك السلامة، وننصحك بقراءة كتاب مرض القلق من سلسلة عالم المعرفة من صفحة 27 حتى صفحة 102، وستتعرفين حينها أكثر على مشكلتك المزعجة البسيطة غير الخطيرة، فهي كما حالة الرشح، تزعجك لكنك في أمان.