عيونهم تعزلني عنهم
الأخوة الأطباء / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد / لدى سؤال......
أنا أعاني كثيرا من الكلام أمام الآخرين وذلك من فترة طويلة تزيد عن عشرين عام، وبداية الأمر كان في الصف الثانى أو الثالث الابتدائي عندما قرأت بعض الآيات فى الإذاعة المدرسية وكان الأداء في بداية الإذاعة جميلا جدا حتى أن جميع الطلاب والمدرّسين بدأوا يتسآلون عن من الذي قرأ، بعد ذلك نزلت إلى الساحة وفوجئت بإعجاب الطلاب جميعا بالقراءة وكانت أول مشاركة لي في الإذاعة وفي نهاية الفسحة اسْتُدْعيتُ مرة أخرى لأختم الإذاعة بقراءة بعض الأيات؛ فبدأتُ القراءة ثم انتابني شعور بالخوف وارتبكت وتلعثمت ولم أستطع إكمال القراءة.
ثم بدأت معي المشكلة من ذلك الوقت ومن يومها لم أعد إلى الإذاعة وأخذت في التهرب من حصص القرآن وحصص المطالعة وجميع الحصص التي قيها قراءة أو مواجهة مع الطلاب أوالمعلم وتأثر بذلك مستوايَ الدراسي مع العلم أنني كنت من أوائل الطلبة.
والمشكلة مستمرة معي إلى تاريخ كتابتي لهذه الكلمات..... ترددت كثيرا فى عرض مشكلتي على أي شخص وذلك لأني لا أعلم ما هي مشكلتي!! هل هي نفسية أم أنها عين أم أنها خوف وجبن؟؟؟ مع العلم أنني من أسرة امتازت بالشجاعة، وأخيرا وقبل سنوات ذهبت إلى شيخ ليقرأ عليّ ولم أجد أي تحسن ثم ذهبت إلى العيادة النفسية وقال لي الطبيب النفسي أن مشكلتي تسمى الرهاب الاجتماعي وأعطانى علاج إلا أنني لم أرتح لذلك العلاج كثيرا حيث زاد من خمولي وكثرة نومي ثم تركت الذهاب إلى تلك العيادة وأخذت فترة ثم زرت عيادة أخرى فذكر لي الطبيب أن مشكلتي هي الرهاب الاجتماعى وذكر لي أن العلاج نوعين علاج سلوكي وعلاج عقاري ثم بدأت مع تلك العيادة بالعلاج السلوكي وأخذت معهم جلستين فقط ولم أجد أي نتيجة.
ثم رفضت العلاج السلوكي وذلك بسبب لم أذكره في أول الرسالة وهو أن مشكلتي تزيد إذا كانت المواجهة أمام أناس أعرفهم أما إذا كانت القراءة أو المواجهة أمام أناس لا أعرفهم أو أناس يعلمون عن مشكلتي فإن الارتباك والخوف يخف كثيرا إلا أنه موجود، بعد ذلك زرت عيادة أخرى وذكر لي أن مشكلتي هي الرهاب الاجتماعى كما ذكر الأخرين من قبل ورفضت العلاج السلوكي لاعتقادي أنه لا يفيدني ثم أعطاني الطبيب علاج اسمه "سيروكسات 20 ملى جرام" كل يوم حبة وكذلك أعطاني علاج اسمه "اندرال" وقال لي خذه _أقصد العلاج الأخير_ عندما يكون هناك مواجهة مع الأخرين وفي المواقف التي أخاف منها، الآن العلاج الأول "سيروكسات" سبب لي ضَعف في الرغبة إلى العلاقة الزوجية بينى وبين زوجتي وأصبحت أقلل كثيرا من جماع زوجتى لعدم رغبتى فى ذلك؟
والسؤال هنا هو ماهي في نظركم مشكلتي بالتفصيل وما هو موقع مرض الرهاب فى الرأس وفي أي جزء من الرأس؟؟ وما هى أسبابه؟؟ وهل هناك علاج لحالتي وما هو؟؟ وهل علاج "السيروكسات" له تأثير على الرغبة فى الجماع؟؟ وهل له تأثير في الإنجاب وغيره..... مع العلم أن الطبيب يقول أن مدة العلاج قد تطول إلى أربع سنوات أو أكثر، آمل منكم التكرم بالإجابة على سؤالي هذا بإجابة شافية ومفصلة وأؤكد على كلمة مفصلة؟؟ جزاكم الله خير الجزاء على كل جهودكم،
ولكم مني فائق التقدير والإحترام.
والله يحفظكم.
24/10/2017
رد المستشار
الأخ العزيز "أبو علي" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك.
الحقيقة أن أسئلتك كثيرة رغم أن الاستشارة معقولة الطول وهذا يدل على تزاحم أفكار القلق داخلك عافاك الله، ولكنه في الوقت نفسه يستلزم منا تغطية نقاطٍ كثيرة في الرد لأنها كلها مهمة.
أهم نقطة هو ما اخترته أنت عنوانا لاستشارتك وهو هل هو مرض أم عين؟؟ أي أنك تفتح قضية الحسد وعلاقته بالأمراض النفسية، أهلا إذن بتلك القضية الشائكة وأرد عليك بمنتهى البساطة بأن أقول لك أن ما ظهرت عليك أعراضه ورأيتها في نفسك ورآها آخرون ربما في عالم الشهادة الذي نتفق عليه هو مرض أو اضطرابٌ نفسي اسمه : الرهاب الاجتماعي.
وأما الموقف الذي تعرضت له بعد إحسانك التلاوة في إذاعة المدرسة وفسر بأنه حسد فإنه قد يكون بالفعل أنك حسدت في ذلك الوقت ولكن المهم هو الانتباه إلى أن الحسد مفهوم غيبي لا ينتمي إلى عالم الشهادة وإنما إلى عالم الغيب، ولا أحسب حال أمة المسلمين سيصلح ما لم يفصلوا بين معطيات العالمين علم الغيب وعالم الشهادة، وقد يكون ما حدث معك فعلا في بدايته حسدا ولكن ما تلا ذلك على مضي السنوات له علاقة بك وبمحيطك وظروفك وربما تاريخك العائلي الوراثي أكثر بكثير من أن تكون له علاقة بالحسد الذي حدث وأنت طفل في المدرسة بينما أنت الآن في العقد الرابع من عمرك!.
بصورة أوضح أقول لك هب أن ما حدث لك من جراء ذلك الموقف كان التهابا في الحلق هل كان تفسيرك أو تفسير غيرك له بأنه حسد سيمنعك من طلب العلاج في عالم الشهادة لدى طبيب متخصص؟ ماذا يعني بالنسبة لنا أن ما أصابك كان ناتجا عن الحسد أو هو مرض؟؟؟ أنت في جميع الأحوال مطالب بأن تطلب العلاج من معطيات عالم الشهادة بغض النظر عن تفسيرك أو تفسير من هم مثل ثقافتك ودينك، والعلاج لمثل حالتك ينقسم فعلا مثلما قال طبيبك المعالج إلى قسمين عقَّاري، ومعرفي سلوكي، والثاني أهم وأجدى من الأول.
واقرأ عن برامج العلاج السلوكي للرهاب الاجتماعي ما تأخذك إليه الروابط التالية:
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي : خبرة المرض والتعافي .
الرهاب الاجتماعي : الاسترخاء ثم المواجهة .
مشاركة في الرهاب : عالجت نفسي بنفسي !
أقول أو لا أقول : علاج الرهاب لا يطول.
الخجل .. الرهاب . .أرشيف حافل مشاركة.
احتياطات - سلوكيات التأمين والعلاج بالتعرُّض
أما وقد رفضت أكرمك الله وهداك أن تتعب مخالفا الحكمة التي علمها لنا "علي بن أبي طالب_ رضي الله عنه_ " حين قال: إذا هبت أمرًا فقع فيه!، فإن عليك باستخدام أحد عقاقير الم.ا.س.ا لفترة طويلة فعلا وربما باستمرار وعليك أن تتحمل آثارها الجانبية وهي آثار منها الجنسية على المدى البعيد ومنها غير الجنسية،
واقرأ في ذلك:
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا؟ الآثار الجانبية
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا: علاج الآثار الجنسية
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا: الآثار الجنسية(2)
حكاية الم..ا.س والم.ا.س.ا أعراض الانسحاب(2)
أتمنى إذن أن تراجع نفسك في مسألة رفض العلاج السلوكي، وأنت تتعلم أن المواجهة هي السبيل الأصح والأنجح للعلاج، وأنه في حال استخدامها مع ألماسا تقصر جدا فترة استخدامك لتلك العقاقير، ويكون بمقدورك أن تحيا حياة طبيعية ونحن في انتظار متابعتك.