السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن أقول أنني تعبت جدا حتى عثرت على هذا الموقع الذي أتمنى أن يحل مشكلتي، منذ أن كنت في 13 من عمري وأنا أتاثر بالرسوم المتحركة وأتخيل أنني جزء منها...عاما بعد عام تطورت مشكلتي حتى أصبحت أقفل باب غرفتي كل يوم لساعات وساعات متواصلة وكل ما أفعله في الغرفة هو أنني أقوم بالتخيل والتخيل..... حياة أخرى وبعيدة عن واقعي.. أشخاص لا أعرفهم والكثير من الأشياء وأقوم بالتكلم مع نفسي والقفز وكلما أحاول أن أوقظ نفسي ...لا أستطيع!!
أنا أضيع ساعات وساعات من حياتي في هذا حتى أنني أشعر بالعزلة وكثيرا ما أصابتني حالات اكتئاب وانهيار بسبب هذا... فأنا أحس أنني لست كالآخرين أنني مجنونة ولست طبيعية.... حاولت البحث عن مشكلتي واكتشفت عبر الإنترنت أنني ربما مصابة بأحلام اليقظة المفرطة حاولت فيما بعد اكتشاف أسباب اللجوء لهذه الأحلام... فتوقفت عن سماع الأغاني ومشاهدة التلفاز وحاولت التقرب من الله وتغيير كل شيء لكن لم أستطع!! لم أستطع!! بالكاد توقفت عنها لمدة 3 أيام ثم أعود للتخيل لساعات وسرعان ما تنتهي أحلامي... أشعر بتعب نفسي كبييير لا أقوى حتى على الوقوف.....
مع العلم أن حياتي مستقرة في المنزل وفي المدرسة أيضا ليست لدي مشاكل ورغم أنني أضحك وأمرح مع عائلتي وصديقاتي إلا أنني أصاب بنفس الحالة كل يوم من أحلام يقظة وبكاء بلا سبب..... وبالمناسبة من الأسباب التي تدفعني لأحلام اليقظة.... كوني أريد أن أكون ثرية ناجحة جميلة وأن أمتلك سيارة ولكن كل هذا لا يزال بعيدا جدا فأنا لم أنهي حتى دراستي....
رجاء رجاء أريد المساعدة فانقذوني.
10/11/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكراً لاختيارك شبكتنا وثقتك بنا، لقد وصفتِ بعض السلوكيات التي تعانين منها، وهي تدور في محور أحلام اليقظة، حيث أنك تعانين من سيطرة أحلام اليقظة على ذهنك وبدرجة قهرية أحياناً.
إن أحلام اليقظة هي من السلوكيات التابعة لبعض التشخيصات للإضطراب النفسي، لكننا عادة نحتاج للتأكد من أمور عدة لمعرفة طبيعة هذا السلوك وتشخيصة، حيث نهتم بمعرفة النظام الذهني الذي تحدث خلاله هذه الأحلام، فهي قد تكون من نوع الشرود الذهني، أو قد تكون سلوك تشتتي للذهن، أو قد تكون عبارة عن عملية اضطرب معرفي، لذلك سنعرض رأينا لكننا نفضل مراجعة طبيب نفساني بشكل مباشر وذلك للوقوف على التشخيص بدقة.
ويتبادر لنا مما وصفته أن هذا السلوك بين احتمالين:
ـ الاحتمال الأول: إما أنه سلوك قهري كفعل قهري ذهني، أي أنه يحصل بشكل يستحوذ على تفكيرك ويكون كأنه إجباري لا تستطيعين الفكاك منه بسهولة، وهذا يعني أن بداية هذه الأحلام كانت خلال شعور من القلق والضيق مما كان يساعدك في الابتعاد عن الواقع لكنها ومع مرور مدة أصبحت كأنها حالة ذهنية مرتبطة مع الضيق والقلق بحيث صارت تحصل بشكل غير مقصود كشكل من الارتباط السلوكي بين الضيق والتخلص منه لكنها اتخذت شكلاً قهرياً بعد ذلك بحيث لم تعد ضمن سيطرتك.
ـ الإحتمال الثاني: فهي ظاهرة أصبحنا نراها رغم ندرتها، وقد اقترحت تسميتها من الناحية العلمية باسم (التقمص الوسواسي) حيث يظهر سلوك تقمص لشخصيات مختلفة قد تكون من التلفاز أو متخيلة أو في الواقع، وللحظة فإن الشخص يتصرف إما ذهنًا أو حقيقة كأنه متقمص لطبيعة هذه الشخصية، مثلاً مر بي فقط حالات قليلة إلى الآن من هذا الشكل منها شابة كانت تتقمص شخصية (سنان) وهو برنامج للأطفال حيث كانت دون أن تشعر وخاصة عند تعرضها للضيق تشعر بدافع قهري وملح أن تتصرف كشخصية سنان بالضبط من ناحية التعامل مع الأصدقاء والمقربين، ثم بعد ذلك تشكو من أنها تعبت من هذا الذي يحصل معها لأنه يمنعها من أن تكون على طبيعتها، وشخص آخر كان لديه في خياله نموذج لعدة شخصيات يتقمص إحداها بحسب الموقف الذي يتعرض له، فهنالك شخصية القوي، وشخصية الرومانسي، وشخصية الحنون وقد كان يحصل ذلك بشكل قهري مع وعي هؤلاء الأشخاص لعدم ضرورة فعل ذلك وضيقهم منه لأنه صار قهريا.
فهنالك فرق بين أن تكون هذه الأحلام تحصل بشكل قهري، أو أنك تتقمصين شخصيات معينة أو حتى أدوار معينة بشكل قهري، لذلك وعند تحديدك لطبيعة ما يحصل معكِ برجاء مراسلتنا لنقوم بإرشادك لما يجب عمله، وإذا كان غير ذلك برجاء التوضيح أكثر لطبيعة العملية الذهنية للأحلام، أي كيف تحدث ومتى وما الذي يسبقها وما الذي يتبعها؟؟.
شكرا لمراسلتنا، ونتمنى لك حياة هانئة..... وفي انتظار متابعتك.