كيف أوقف عقلي عن التفكير عن بعض الأفكار الشاذة
السلام عليكم ..
احمد .. 22 سنة .. كلية ألسن. سأحاول سرد مشكلتي في إيجاز قدر المستطاع ..
أنا ومنذ سن الثانوية وتأتيني أفكار حقيقة تعصف بذهني وبعقلي أولها كانت وساوس دينية ولأني كنت قليل الخبرة وقعت بين مجموعة ملحدين تعرفت عليهم على الإنترنت شتتوني وحصلت مشاكل بيني وبين أهلي بسبب آرائي وسبي وشتمي الله _عز وجل_ ولكن عندما بدأ الموضوع يخرج عن سيطرتي وبدأت المشاكل تحيط بي تراجعت عن كل شيء.. وتركت الموضوع بلا رجعة ولكن وكأن عقلي لا يكف عن إزعاجي وبدأت بعض المشكلات الجنسية التي في الغالب في البداية تكون مزعجة إلى أن تقبلتها؛ فأنا مدمن على الجنس وأصبت ببعض المشاكل بسبب إفراطي في العادة السريع من التهابات البروستاتا والتهابات البربخ والتهابات في الخصية وعندي دوالي من الدرجة الأولى..
أحيانا أفكر تفكيرا شاذا وأشاهد اللواط وأتخيله وأتحدث مع شواذ وأصادقهم ولكن لم أقم بممارسة الشذوذ معهم ..
تأتيني أحيانا شهوة تجاه أمي وأختي وأتخيل أني أجامعهم..
في الفترة الأخيرة أصبحت أميل بشدة لمشاهدة جنس الأطفال وأتخيلهم . وأدخل على التو لأحمل بعض فيديوهات اغتصاب الأطفال وما إلى ذلك .. ولكن في حقيقة الأمر أنا لست شاذا فأنا لا أنظر لأي شاب بشهوة وكذلك أهلي لا أنظر إلى والدتي أو أختي بأي نوع من الشهوة في الواقع ولا حتى الأطفال كذلك..
الموضوع بالنسبة لي مثل تحدي.. شيء يعلم عقلي أنه خاطيء تماما ولكن لا أكف عن التفكير فيه إلى أن يصبح شيئا عاديا لا يمثل بالنسبة لي ذنبا أو شيئا خاطئا مثل إهانة الإله أو زنا المحارم أو الشذوذ، أعرف أن كل ذلك خطأ وأدركه وما أطلبه طريقة أوقف بها نفسي عن التفكير في المزيد من الأفكار الشاذة التي تعصف بعقلي وأحيانا أشعر بالجنون ولا أعرف ما الذي سيؤدي إليه ذلك
ما شجعني للكتابة في هذا الموقع هو أني رأيت العديد من الاستشارات الجريئة من بعض الأشخاص مما شجعني لمراسلتكم لعلي أجد ضالتي.. وشكرا.
13/11/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكراً لك لثقتك بطرح مشكلتك على شبكتنا، وحقيقة فإن أمر التفكير الوسواسي في المواضيع العقائدية والجنسية هي من أكثر الوساوس أزعاجا، حيث يختلط الأمر على الشخص الموسوس ويظن أنه هو السبب فيما يفكر فيه، كون أن هذه أفكار تخطر له، ولكن هنا يكمن السؤال، فهل يا ترى كل ما يخطر في بالنا هو من صنعنا؟
يعتبر التفكير الوسواسي عملية ذهنية تدل طبيعية حيث توجد درجة من الوساوس الطبيعية والتي نطلق عليها الأفكار الاقتحامية، ولكن تتميز عملية الاقتحام هذه بأنها غير مزعجة، وغير ملحة، وغير مسيطرة، ويمكن تحويل الذهن عنها لموضوع آخر، لكن في حالة أصيب الشخص باضطراب الوسواس القهري فإن حال الأفكار الاقتحامية يتغير، وسبب التغير أن الشخص يرفض أن تخطر على باله هذه الأفكار بحيث يحاول منعها أو مقاومتها، أو أنه يسترسل معها وينفذ تعليماتها حتى تصبح مسيطرة، وكمثال على ذلك الوساوس الدينية فهي عملية طارئة على الذهن قد تخطر لأي شخص كان في وقت الصلاة أو قراءة القرآن.. لكن في حال تحولت من أفكار اقتحامية لتصبح وسواسية قهرية فإنها تخطر للشخص وتلح على ذهنه وتضايقه ولا يستطيع تحويل تفكيره عنها لموضوع آخر بسهولة، وهنا يبدأ الشخص في عملية ( التعامل الخاطيء) مع الأفكار إما بمقاومتها ورفضها، أو بأن يجاريها ويسترسل معها، وكلا هاتين الطريقتين تعزز الوسواس وتقويه، ولماذا تقويه؟
لنقم بهذه التجربة: هل تعتقد أن العبارة التالية تناسبك:
(أنا لا أؤمن بالله) أو أن العبارة الأنسب هي (أنا منزعج من فكرة تخطر لي تقول أنني لا |أؤمن بالله) أي العبارتين أنسب؟
(أنا أشتهي المحارم) أو أن العبارة الأنسب هي (أنا منزعج من فكرة تخطر لي تقول أنني أشتهي المحارم) أي العبارتين أنسب؟
(أنا شاذ جنسياً) أو أن العبارة الأنسب هي (أنا منزعج من فكرة تخطر لي تقول أنني شاذ جنسياً) أي العبارتين أنسب؟
في حالة الوسواس القهري، ستجد أن العبارة الثانية هي الأنسب لتصف ما يحصل معك، فأنت منزعج من فكرة، أي كان تشخص حالتك الذهنية بأنها (الانزعاج من الأفكار) لما تحويه هذه الأفكار من موضوعات مرفضة بالنسبة لك، ولا تريد أن تفكر بها، لكن حتى لا تفكر بها ولا تعود لإزعاجك فإنك تحتاج أن تتعامل مع هذه الأفكار بطريقة صحيحة، ولأن التعامل معها كأفكار عادية سيزيدها، لكن التعامل معها على أنها أفكار وسواسية مزعجة فسوف تستخدم طرق علاجية تساعدك على خفض مستوى إزعاج هذه الأفكار لك.
ما ستحتاجه هو التعامل مع ما تفكر به من هذه الأفكار كوسواس قهري، أي أن الأفكار لا تدل على جوهرك الشخصي، بل بالعكس فإن انزعاجك منها يدل أنها مرفوضة ولذلك ففرط الانزعاج منها جعلها وسواسية، فلو كانت هذه حقيقتك فلن تنزعج منها حينها.
ما تحتاج عمله أولاً هو الكف عن تنمية هذه الأفكار أو تنمية الخوف منها، فأنت بمتابعتك الأفلام الإباحية ستزيد وتعمق وساوسك والإلحاح الوسواسي، وحقيقة قد تغير نمط تفضيلك الجنسي، فحتى الإنسان الذي لا يوجد لديه وساوس لا يجب أن يتابع الأفلام الإباحية لأنها تغير نمط التفضيل الجنسي، حيث سيتأثر بالنماذج الجنسية التي يشاهدها مع المدة وقد تصبح مستجلبة للذة أو لديه رغبة بالتجريب كون أنه مع المتابعة لنمط جنسي قد تأثر بالنماذج المعروضة وأسلوب الممارسة الذي يتابعه، لذلك توقف مباشرة عن هذه الأفلام لأن طلب العلاج يحتاج لجدية في إتباع التوجيهات العلاجية.
ثم تنبه أن ما يخطر لك إنما هو وساوس قهري، وهذا لا يعني أن تتقبل الفكرة، ولكن أن تتقبل أن مصدر الفكرة هو مرض الوسواس وليس أنت، ومن يريد التخلص من مرضه سيحتاج لمعرفة طبيعة هذا المرض، ويتعامل معه بحسب الطرق الموصى بها للتخلص من الحالة المرضية،
لذلك يوصى بعدة خطوات للتعامل مع الفكرة:
ـ ما يسمى العنونة، أي أن تعنون الفكرة الوسواسية حينما تخطر ببالك فتقول لنفسك (هذا وسواس، وهذه أفكار وسواسية).
ـ لاحقاً تحتاج لطمأنة نفسك حول حقيقة هذه الأفكار (هذه أفكار ملحة ومزعجة لكنها ليست مني، لقد خطرت لي مرات لكن لم أقم بشيء خاطيء).
ـ ثم إعادة التطمين (لم يحصل سيء سابقاً، وهذا يعني أنه لن يحصل شيء الآن).
ـ ثم إعادة الاستقرار (أنا متوتر وقلق بسبب هذه الأفكار، لأنتظر قليلاً دون إزعاج نفسي أكثر فسيخف هذا الانزعاج بالتدريج) وهذا يعني أن لا تقلق بسبب قلقك من الأفكار، ولا تنزعج بسبب إزعاج الأفكار، حيث أنه في حال لم تتفاعل عاطفياً مع الأفكار ـ ستبدأ بالانخفاض بالتدريج في مستوى إزعاجها في البداية ثم بالتدريج تذهب الفكرة.
هذه توجيهات سريعة بما يتسع له مقام الاستشارات المكتوبة، وتستطيع متابعة بعض الإجابات على استشارات أخرى على شبكتنا لمزيد من الفائدة، نتمنى لك الشفاء العاجل، وننصحك لزيادة مستوى التحسن بزيارة طبيب ومعالج نفسي.
التعليق: وعن استشارة من ثلاث أيام متى يتم رد عليها