وسواس شذود جنسي يقتلني!!
أنا مراهق عمري 16 سنة أسكن في الجزائر بدا الأمر حينما كنت أشاهد مقطع فيديو في اليوتيوب وكان الفيديو يتضمن أغنية أنا شاذ فجائتني فكرة هل أنا شاذ؟ ثم تذكرت أني عندما كنت أقترب من صديقي تأتيني فكرة أن أقبله ثم أسارع بمحوها من مخي لأنني أكره الشواذ ولا أريد أن أكون شاذا وأفضل الموت عن كوني شاذا ثم بدأت أفكر وأسأل نفسي وأفكر وأفكر ثم بدأت بممارسة العادة السرية بجنون حيث إنني أمارسها من 4 إلى 6 مرات في اليوم فهي التي تريحني وتطمئنني أن توجهي الجنسي طبيعي.
وبعد أيام بدأت أتصفح عن وسواس الشذود الجنسي وبعد قرائتي لمقالات كثيرة رأيت أن بعض المصابين لديهم قشعريرة المؤخرة وقلت في نفسي الحمد لله ليست لدي هذه القشعريرة لكن بعد مرور الأيام ومن الوسواس القاتل أصبحت أشعر بقشعريرة في مؤخرتي دون أن أفعل شيء.
وبعدها قرأت مقالا عن شاب عندما يرى شابا وسيما يحدث له انتصاب فبدأت كلما رأيت شابا وسيما أدقق في وجهه لأطمئن نفسي أنني لا أنجذب إليه وصرت أدقق وبخوف على كل رجل أراه في الانترنت وأرى جسمه لكي أطمئن إنني لا أنجدب إلى الرجال ومن الخوف أصبحت هناك قشعريرة خفيفية جدا في رأس قضيبي عندما أرى رجل وتصاحب هذه القشعريرة خوف كبييير من الشذود فأنا والله لا أريد أن أكون شاذا وهل هذا يعتبر شذوذ مع العلم أنني أتقزز من أي فعل لواط أراه وأكره الشواذ وكرهت العادة السرية التي تضر صحتي وأريد تفسيرا لقشعريرة الدبر التي ظهرت عند بمجرد أن عرفت أن الوسواس يحتوي على قشعريرة الدبر وأن هذه القشعريرة متعلقة بانتفاخ البروستاتا لأنني قرأت أن البروستاتا يحدث لها احتقان من كثرة العادة السرية.
وأرجوكم لقد كرهت حياتي.. أريد المساعدة ومع العلم أنني عندما كنت صغير وبنية بريئة مارست اللواط مع أحد أصدقائي حيث أنه هددني..
أرجو أن تجاوبني!
24/11/2017
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "إسلام" حفظه الله_ تعالى_.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد/جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا على شبكتنا.
هذه الأفكار التي سيطرت عليك حول الشذوذ الجنسي هي في الحقيقة أفكار وسواسية، وحين نرجع إلى تعريف الوسواس القهري نجد أنه: عبارة عن فكرة أو خاطرة أو خيال أو صورة عقلية أو فعل طقوسي أو أفكار يتم اجترارها أو مخاوف تكون متسلطة على الإنسان بالرغم من قناعة الإنسان بسخفها، ولكنه لا يستطيع أن يردها أو يتوقف عنها، وإذا حاول ذلك يزيد عنده القلق، والبعض يحدث لهم بعض التطبع والتواؤم للدرجة التي يقل فيها القلق، وهذه نعتبرها ظاهرة سلبية، أي: إذا قلَّ القلق المرتبط بالوساوس فهذه تدل أن الوساوس قد تمكنت من الشخص للدرجة التي تصعب معه الوسائل العلاجية.
وأنت - بفضل الله تعالى – أرى أن وساوسك حول موضوع واحد وفي نفس الوقت درجة القلق لديك مرتفعة، وهذا يعني محاولتك لمقاومة هذه الوساوس ورفضها.
القشعريرة التي تشعر بها في رأسك ناتجة من انقباضات في عضلة فروة الرأس، وهي عضلة كبيرة جدّاً، كذلك قشعريرة الدبر، ناتجة عن الانقباضات التي تحدث في هذا الجزء من الجسم بسبب التوتر المصاحب للأفكار الوسواسية عن الشذوذ الجنسي، ومن المعروف أن التوتر النفسي ينعكس كثيراً على بعض عضلات الجسم ويؤدي لانقباضها، وهذا الانقباض هو الذي يؤدي إلى هذه القشعريرة في الدبر أو الرأس، وقد يؤدي أيضا للشعور بالصداع، أما انتفاخ البروستاتا فهو ناتج عن الاحتقان نتيجة ممارسة العادة السرية بكثرة.
أخي الكريم: أؤكد لك أن الوساوس القهرية يمكن - إن شاء الله تعالى – علاجها، ويتمثل هذا العلاج في مقاومة فكرة الوساوس وفي تحقيرها، ويجب أن تعلم أن ممارستك للعادة السرية كانت هي المحفزة أو من الروابط التي كونت هذا الوسواس لديك، فابتعادك عن العادة السرية، وتحقير هذه الفكرة، وعدم مناقشتها كثيرًا هو أيضًا من الوسائل المهمة والمطلوبة في مثل حالتك، كما يتوجب عليك أن تتأمل في الإيجابيات العظيمة في حياتك لأن تذكر الإيجابيات - إن شاء الله تعالى – يتغلب ويطغى على سلبيات مثل هذه الأفكار الوسواسية.
على النطاق العام في الحياة: من المهم جدًّا أن تكون لك أنشطة ويجب أن تتخلص من الفراغ، وركِّز على دراستك، ومارس الرياضة، وكن حريصًا على أداء الصلاة في وقتها ولاشك أيضا أن الإكثار من الاستغفار وأن تستعيذ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم وأن تسأل الله تعالى أن يُبعد عنك هذه الوساوس، هذا أمر مطلوب دائماً، وهو -إن شاء الله تعالى- من معينات العلاج المثبتة والضرورية.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وأرجو أن يسعدك أن تعرف الوساوس القهرية والأفكار الاجترارية تستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة وممتازة جدّا، والسبب في ذلك أنه يُعتقد - ومع مؤشرات علمية قوية - أن هنالك بعض الاضطرابات في بعض المواد الكيميائية في المخ تسمى بالموصلات العصبية ربما يكون هنالك نوع من الضعف في إفرازها أو عدم الانتظام في إفرازها، والأدوية - بفضل الله تعالى – تعالج هذه الاضطرابات الكيميائية، وهي أدوية سليمة وحديثة وممتازة جدّاً، وقليلة الآثار الجانبية، وبجانب أنها تعالج في إزالة القلق والوساوس، هي أيضاً مزيلة للمخاوف ومحسنة للمزاج.
أرى أن العقار الذي يعرف علمياً باسم (فلوكستين)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك)، سوف يكون عقاراً مناسباً جدّاً
لحالتك، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة يومياً بعد الأكل لمدة أسبوع ، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى واجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.الذي أنصحك به هو أن تلتزم التزاماً قاطعاً بتناول الدواء؛ لأن الانتظام يضمن لنا - بإذن الله تعالى – أن البناء الكيميائي سوف يكون بصورة صحيحة، وهذا بلا شك سوف ينتج عنه السيطرة على المسارات البيولوجية والكيميائية المضطربة وإرجاعها إلى وضعها الصحيح مما يزيل هذه الوساوس.
بالطبع إن تمكنت من مقابلة طبيب نفسي فهذا سوف يكون جيدًا، والبديل هو ما ذكرته لك من إرشادات، مع تناول الدواء الذي وصفته لك
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونسأل الله لك العافية.