تصفح الاستشارات والردود
| الأسئلة المتكررة FAQ   | طلب استشارة | بحث مفصل | تصفح الاستشارات بالتصنيف

تعليقات الأعضاء

العنوان: يا سلام على رد الدكتور أحمد عبد الله
التعليق: السلام عليكم أعجبني ردّك يا دكتور أحمد عبد الله ، فقد سرحتَ بالعقل فيها في دياليز نفسية واجتماعية كما العادة وأحب أن أضيف أنّ تجارب الحبّ نعيشُها على أنّها تجارب "وحي وإلهام"! بمعنى أنّنا نضع ما شعرنا به من حب وفقد مقام الدليل الساطع على "الصواب والأحقيّة"!
وبلحظة تأمل سريعة، نعلم أنّه لا ارتباط أبدا، تبقى التجربة من التجارب المؤلمة، لكنّ فكرتنا عنها قد تكون خاطئة، فليس كل ما نحبّ ونفتقده سيكون مصدر سعادة لنا وشيئا صحيّا بالنسبة لمستقبلنا. أنا لا أزعم أن زواجك من الخطيب السابق سيكون فاشلا، أبدا، لكني أنبّه عن احتمالية ذلك أيضا، فلا أنت ولا نحن عرفنا كيف سيكون الزواج، اللهم إلا إحساسك القوي بالحب اتجاهه، وكفى به دليلا عند معظم البشر!
طبعا التركيز على ما تعيشه أختنا من مشاعر الحب والفقد والحنين، صعب أن تجد ضده دلائل لغياب العشرة، أو على الأقلّ لم تعش حياة حقيقة مع الشاب، لدرجة تأخذ فيها المشاعر طابعا معقولا بعيدا عن الهالة والأسطورة mystification، مشاعر تأخذ حظّها من الإشباع فتصير كأي شعور وحاجية نفسية أو جسدية، فيعود لنا وعينا وتتصاعد عتبات إدراكنا وتمتّعنا فنصير أقلّ تحسسا وتضخيما للأمور العادية والتفاعلات الطبيعية، ويعود لنا حسّنا النقديّ وقلقنا الوجودي الذي يشكّل توازنا بين الانبهار والتعلق المفرط بالحبيب وبين التشكيك في صلاحيته وكماله ! كل ذلك صحيّ ما لم يتغلّب جانب على الآخر ! وهكذا نحن في حالة أقرب للتيار المتناوب، تموجات وشوق وفوران ثم إشباع وفتور، ثم تليه دورة أخرى
نتساءل مع الأخت مُنى عن مركزية الحبّ عندها لدرجة أنها دعتْ ربّنا أن يهبَها إياه ! مطلب مشروع، لكن أن يكون الحب عطاء وكأنه الأول والآخر، دون تخصيص الدعاء "الحبّ النافع"!، هذا يوحي بنظرة الإنسان عموما، والبنات خصوصا للحب والرومانسية وأثرها وتأثيرها على الحياة "الجميلة" التي نتخيلها فقط بالحب لا غير. لا شك أن الحبّ ضروري لحياة سعيدة، لكنّ وجوده لا يعني البتّة أننا خطونا أول خطوة لنا في الطريق الصحيح والحياة الهانئة. وهذا هو الخطر الذي يكاد يُعتبر مسلّمة عند الناس !! يكفي أن أقع في الحبّ وكل شيء وكل إعاقة نفسية (من الشريكين) وكل نقص في المهارات وكل فساد للأخلاق وكل غياب للتوافق، وكل عادات سيئة.. كل ذلك سيختفي بالحبّ ؟
أو أنّ الحب غال لدرجة ندفع من أجله ضريبة غالية جدا جدا في حياتنا، لا نفضل أن نقدّم مثلها إن كان الحب هو المضحّى به، على حساب حياة هانئة سليمة خيّرة ! كل ما قد تُنصحين به أختنا منى قد قاله الدكتور أحمد، وأهم نصيحة في نظري هي: أن القلب يحب أكثر من مرّة، وأن إنكار ذلك ربما يأتي من مثالياتنا كبشر إذ نعتبر تجديد تجربة الحبّ نوعا من الخيانة ومن الابتذال الذي لا يليق ب"جلالة الحبّ" كما تعلمناه، وأن الحب يكون أو لا يكون بالمرّة، وأن العلاقات التي تبدأ بالحب والشوق والبكاء خير ولا بد من علاقات تبدأ بالتعقل والاحترام والراحة، ثم الحب بعد الزواج، وبالأحرى "حُسنُ بناء وتطوير ذلك الحبّ"

وأحذّرك أختاه من اختلاط مشاعر الضيم تضييع الهدف وتسلط الأهل مع حبّك وتعلق، لأن بكاءك وحسرتك لها نصيب من ذلك، فأن يمنعنا أحد من اتخاذ قرار مصيري وخاص بنا، دائما يترك جرحا حتى لو كان مجرد دخول معهد أو كلية، مما ليس فيه حب ولا عشق !
حاولي عقلنة ردود أفعالك وفتّشي في تقلباتك المزاجية ودوافعها، وإياك أن تُدمني على البكاء والتحسّر كحالة تعويضية عن الفتور العاطفي، لأن البكاء والتهيّج يصنع حالة رضى بعد ذلك، وبعض الناس يحبّ أن يعيش تقلبات عاطفية عنيفة يشعر بها بأنه حيّ ولوجوده معنى، حتى إن كان ذلك بالحزن لا بالفرح ! وأتمنى لك السعادة والتوفيق، ولا أريد أن أعظك بالجملة الأبدية، لكنها (لحُسن الحظّ) حقيقة: كل شيء سيفوت وسيلتئم الجُرح، خصوصا إن أحسنّا طريقة التعامل معه
تحيّتي .. ,أعتذر عن الإطالة
أرسلت بواسطة: حسن خالدي بتاريخ 02/01/2018 06:08:29
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول أولاً أو الاشتراك إذا كنت غير مشترك

المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © Powered By GoOnWeb.Com