أريد حقوقي الحب والاهتمام
أنا فتاة عازبة عمري 30 سنة، أعمل معلمة بمنطقة بمدينة غير عن مدينتي التي نشأت بها.
طفولتي مدللة ومازلت مدللة لأني الصغيرة بين أخت وثلاث شبان متزوجون كلهم وأنا أعاني مشكلة السمنة وانتقاد الآخرين لكني جميلة الوجه وهذا يعطيني بعض الثقة.
مشكلتي أني حساسة جدا لا أتحمل المسؤلية بعض الأحيان لكني كريمة وحنونة وطيبة القلب لدرجة السذاجة.
أصبحت بالآونة الأخيرة أشعر بالكآبة والوحدة القاتلة رغم أن أبي وأمي معي بالمدينة التي أعمل بها وهذا يجعلني أشعر بالذنب |أنهم تركوا مدينتهم المفضلة من أجلي.
كذلك أحببت شخصا متزوجا واستمرت علاقتي معه 4 سنوات ولكن لم أخرج معه أبدا، أحببته لدرجة العشق ولكنه عاد لزوجته بعد أن حطم قلبي كانت علاقتنا حبا عذريا والنظرات من بعيد لكن خاب ظني به فقد أحببته بصدق، أعلم أني أخطأت لكن كنت أحبه لغرض الزواج بس لم يحدث وأحمد الله أني حافظت على نفسي.
بعدها تقدم لي شاب وتم عقد القران وكنت له نعم الزوجة المحبة كنت أدلعه وأغني له وأضحك معه قدرت ظروفه المادية وساعدته في الحصول على عمل كنت الزوجة والحبيبة والصديقة لكن قبل الزفاف بدأ يطمع بي ماديا لدرجة أنه طلب مني شراء سيارة له عندها طلبت الطلاق وتطلقت قبل الزفاف وأيضا أحمد الله أنه لم يمسني.
أشعر بخيبة أمل كبيرة لقد تحطم قلبي، صرت أكره الحياة ونفسي والرجال، صرت لا أثق بأحد ولا أريد أن أحب أو أتزوج لقد أعطيت قلبي وما قصرت بشيء بس ما وجدت أبسط الأشياء وهي الحب والاهتمام.
أشعر أني بلا حظ إني غير مرغوبة من أي رجل، أشعر أنه لا أحد يريد حتى أن يشعر بي أو يحبني أو يسمعني، أحس بالوحدة، أنا مؤمنة بالله وبالقضاء والقدر لكن حتى الناس يتحدثون أني مطلقة وعانس.
وبلاحظ إني أريد أن أحب نفسي كما هي، أريد أن أتقبل الواقع، أشعر أني أريد أن أحب وأن أحدا يحبني لكن لم أجد ذلك وهذا سبب تعاستي، كيف أستطيع تقبل الواقع وكيف أستطيع أن أحب نفسي؟؟
ملاحظة:
أتعاطى عقار eltroxin للغدة الدرقية
18/12/2017
رد المستشار
الأخت العزيزة "سهى"أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، سؤالك الأخير كيف أحب نفسي سؤال جدير بالنقاش، كيف يحبُّ الإنسان نفسه؟ وبصراحة هذا سؤال صعب... ويحسن أن أرجىء الإجابة أو محاولة الإجابة المفصلة عليه،
طبعا هناك تلال من النصائح والمعلومات والإجابات لهذا السؤال لكنني أرى الإجابة صعبة ما تزال؟ وأحسب باختصار أننا في ثقافتنا وهي ثقافة متدينين نحب أنفسنا من خلال حبنا لإرضاء الله والخلاص من كل شعور بالذنب وذلك من خلال تقييمنا لأنفسنا في إطار علاقتها بالله، ومعيارنا السلوكي هو الحلال والحرام والرضا بالقضاء، بشر نحن وقد نخطيء في ذلك كله لكننا عادة ما ننجح حين نكونُ في حالتنا النفسية والمعرفية الطبيعية، وأكتفي بهذا طريقا لكي يحب الإنسان المتدين نفسه.
وتسألين أيضًا كيف تتقبلين واقعا تشعرين أنه تكرهينه، خاصة وأن تغييره ليس بيديك، أيضًا هذا سؤال صعب، إلا أن المشكلة هي أن الإجابة عليه ليست هي ما تحتاجين إليه الآن، فإنما أسئلتك تلك بعد الحكي قليل الكلمات كثير الشجون الذي سبقه، أسئلتك تلك هي زفرات يأس وضيق بسبب أحوالك ومشاعرك وربما بعض أفكارك المضطربة وأفكار المجتمع الذي تعيشين فيه.
المشكلة الأجدر بالتدخل الآن هي اكتئابك الذي تبدو المهيئات له كثيرة، فمن المجتمع المفتقر إلى أي اتزان قيمي، إلى الحالة الاجتماعية التي تفتح عليك أبواب اللوم والقيل والقال رغم أنك حتى لم تقبضي لذلك ثمنا من السعادة الكاملة على الأقل في حينها، إلى اضطراب علاقتك بجسدك وصورته وغالبا بمأكولك أيضًا وإلى مرضك بنقص نشاط الدرقية والذي استدعى علاجا بهرمون الثيروكسين العقَّاري وهو مرض عضوي قد تكونُ له علاقةٌ بكل من بدانتك واكتئابك وكلها أسباب قد تهيء المرء إلى الاكتئاب، وأحسب أن اكتئابك هذا المشار إليه هو الاكتئاب المضاعف أي اضطراب الاكتئاب الجسيم في شكل نوبة، على خلفية من اكتئاب خفيف مزمن نسميه عسر المزاج، وهذا يا أختنا يحتاج إلى علاجٍ نفسي معرفي إضافة إلى علاجٍ عقاري للاكتئاب، وعند النجاح في العلاج ستكونين بفضل الله قادرة على رؤية حالك بشكل أفضل وعلى الرضا بحالك وما احتالك في هذه الناس وهذا الزمان.......وبالتأكيد إن شاء الله ستتابعيننا بأخبار طيبة.
وأنصح لك بأن تقرئي الروابط التالية بتمعن متابعة ما بداخلها من روابط مسلسلة، الآن لتعرفي معاني ما ذكرت من اسماء اضطرابات نفسية أثناء الرد ولتعرفي بعضا من المفاهيم المغايرة لما تعتقدين أنه الصحيح، وربما تقرئينها أيضًا أثناء مسيرة العلاج :
واقرئي أيضا:
عسر المزاج ، والاكتئاب
أسيرة الفكرة والصورة
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين.