الوسوسة
السلام عليكم/
أعاني من وسواس في الطهارة منذ تقريباً 13 سنة، وكل فترة يزداد ويخف ويتشكل، أما الآن فـسؤالي هو أنني رأيت على طرف كم العباءة اليمين أثر لون بني، وأنا أشك ما هذه البقعة هل هي بقعة طاهرة أم نجسة؟؟!، الإشكالية في أنني كنت أضع ملابس للسفر وكانت علي هذه العباءة وكنت أفتش في سائر الدولاب أي أني عبثت بكل الملابس التي داخل الدولاب بيدي اليمنى والتي بها هذه البقعة،
ثم بعد أن وضبت أغراضي وأمسكت العديد من الأشياء ومصابيح الإنارة والمفاتيح وكل شيء في المنزل، أتاني شعور أن أقوم بغسل كل شيء، لأني أشك أن البقعة هي نجسة التي على كمي، ولكن الأشياء كثيرة وتحتاج إلى يومين تقريبا لأغسل كل الملابس التي بالدولاب وأطهر كل شيء في المنزل، ملابسي تغسلها الخادمة وأنا أشك هل هذه البقعة هي من أحدثتها لأني قد أنهكتها بكثرة الغسيل فأنا أبدل ملاسبي كثيرا، أم أن هذه البقعة نتاج غسلها لعبائتي مع ملابس أطفال، فلا أعلم هل هي نجاسة أم طاهرة، أرى أن كل شيء الآن نجس، ما الحل؟؟!
الأمر الآخر هو أنني
تطهرت مع صلاة الظهر واغتسلت كاملاً فأنا أغتسل كلما أردت الذهاب للحمام خصوصاً عند الحدث الأكبر، وعندما أردت الوضوء لصلاة العشاء وجدت نقطة بنية صغيرة جدا في زاوية الأظفر أظن أنها تسمى ودن الأظفر في زاوية الأظفر فتخلصت منها، واختفت الآن أنا أشعر أنا كل شيء مسكته بيدي اليسرى هذه نجس وخصوصا كونها مبلولة ولا أستطيع حصر الأشياء التي أُمسكتها فما الحل؟؟
يعني إن المشكلة هي في أن الأشياء أراها كنقطه مثلا أو أي شيء أمامي ولكن أشك هل هو نجاسة أم لا! فمثلاً أرى أحدهم يدخل إلى الحمام وأظافره طويلة قليلا ثم أثناء حديثي معه الحظ أنا تحت أظافرة نقطة وإذا لمسني أو لمس جزء من أغراضي قمت بغسله حتى لو كان جهازاً إلكترونياً!!!
أيضاً إذا دعست في الشارع على مناديل وكان فيها لون بني أو غامق أقوم بغسل كل شيء حتى حذائي، لأنني مرة رأيت امرأة تركت حفاظ طفلها في وسط طريق المارة!!! فلذلك قمت أشك بكل بقعة،
كيف الحل مع هذي الحالة ؟؟!
وأنا أرى البقع بعيني كالأظافر والمناديل في القصتين الأخيرتين.
12/1/2018
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحباً بكم على شبكتنا، شاكرين لكم ثقتكم، وتوجهكم لنا للاستشارة.
الأخت الفاضلة، إن ما تصفينه عبارة عن حالة نمطية من الوسواس القهري، حيث ينشغل الشخص انشغالاً ذهنياً مفرطاً بأمر ما، وفي حالتك فهو انشغال مفرط بالنظافة والطهارة، وهذا يجعل الشخص المنشغل بالتفكير بهذه التفاصيل يستعرض في ذهنه احتمالات متعددة لما سيحدث بسبب بقعة قد تكون نجسة، فيتعامل مع البقعة النجسة –رغم أنها ليس بالضرورة أن تكون كذلك لكنه افترض نجاستها- فيتعامل مع البقعة الصغيرة على أنها (ناقلة للنجاسة) وكأنها ستنشر النجاسة لكل ما يلمسها أو يمسها، وهذا من المبالغة المعروفة في أسلوب تفكير الموسوسين، فأسلوب تفكير الموسوسين يتميز بعده أشكال من التفكير،
وفي استشارتك نستطيع تمييز عدد منها:
ـ التفكير الحرفي: حيث أن وصف النجاسة حرفي لديكِ، لا يفرق فيه القدر الكبير عن نقطة صغيرة لا تذكر وتريدين التعامل مع النقطة الصغيرة جداً بحسب أحكام النجاسة للبقعة الصغيرة، رغم أنه قد عفي عن القليل من النجاسة.
ـ التفكير بالانتشار السحري: وهو يعني أن الشخص يظن أن يسير النجاسة قد ينتشر على كل ما قد يقوم بلمسه ويحتك به، وهذا أيضاً غير معقول.
ـ التضخيم والتهويل: فتهويل الأمر كأنه معضلة ما بعدها معضلة.
ـ التفكير القطبي: وهو تفكير إما أبيض أو أسود، وفي حالتك افتراض أما تكون النظافة 100 من 100 أو أنه سيكون كل شيء نجس.
إن التفكير الوسواسي عبارة عن عدسة مكبرة، يتم النظر فيها لأي أمر بأسلوب المبالغة واللامنطقية، فما كنت تريدين معرفته هو حكم النجاسة القليلة التي تفترضين أنها موجودة كبقعة ثوبك أو درن أظافرك، لكن أسمحي لي أن أغير السؤال، ليكون كالتالي: أعاني من هذه الحالة، فيا ترى ما هي؟
والجواب هذه حالة وسواس قهري، تحتاج لعلاج ومتابعة، حيث أن المشكلة ليست في البقعة التي على الثوب، لكن المشكلة في طريقة التفكير في البقعة التي على الثوب، وطريقة تحليل الأمر، وطريقة التصرف بناءً على ذلك.
فما تحتاجين له الآن البدء بعلاج الوسواس القهري، ليس بغسل البقعة، لكن بعلاج عمليات التفكير الناتجة عن الوسواس القهري، ويكون هذا العلاج من خلال العلاج الدوائي من جهة، ومن خلال العلاج السلوكي المعرفي من جهة أخرى.
من المهم أن تكسري حلقة تنفيذ الفكرة أو الفعل القهري وتتبعي التعرض للأشياء التي تخافينها، وهذا ما يطلق عليه بمنع الاستجابة، ويوجد فيما يلي بعض الخطوات في محاولة فعل ذلك.
اطلبي من عائلتك أن تساعدك وذلك بأن لا تعرض طمأنتها لك وأن تتأكد من أجلك أو بأن تخبرك بأنك لست نجسة أو أن ملابسك ليس عليها نجاسة، ومن الممكن للطمأنة بأن توقفك عن مواجهة ما تخافه حقاً.
ـ أطري على نفسك حينما لا تنفذي الفعل القهري أو النشاط المحايد (نشاط إزالة المفعول للنجاسة) وتعد هذه خطوة مهمة نحو الأمام.
ـ احتفظي بملاحظة ما إن تقومي بتنفيذ العلاج بالتعرض لتظهر كيف أن قلقك يبدأ بالانخفاض، على سبيل المثال، ترك هذه البقعة دون غسل لعدة أيام.
ـ
ـ لا تستبدلي الأفعال القهرية القديمة بأخرى جديدة، على سبيل المثال، تستبدل فرك اليدين بشكل مستمر بغسل اليدين.
ـ إن أوقفت جميع السلوكيات القهرية مرة واحدة فإن هذا يبدو أمراً مستحيلاً، حاولي أن تقللي بشكل تدريجي من الوقت الذي تمضيه على السلوك أو عدد المرات التي يحدث فيها.
ـ إن استخدمتِ هذا النهج فسيقل قلقك بشكل تدريجي.
هذه بعض التوجيهات السريعة للتعامل مع الوسواس القهري، فأنت بحاجة للتعامل مع الوسواس وليس ما تظنين أنه نجاسة.
ـ لا تترددي في معاودة التواصل معنا، وأهلاً بك على شبكتنا دائماً.
واقرئي أيضًا:
وسواس التلوث والتنظيف : علاج الغسيل القهري1