مشاكل مع زوجتي ومع نفسي
أتمنى لو وقت دكتور سداد كافي إنه يجاوبني علي الاستشارة .. دائما ردوده بتكون مريحة وفيها تحليل للأمور بطريقة منطقية وسهلة الفهم بالنسبة لي ...
بداية من سن المراهقة وكنت في ظروف عائلية مليئة بالمشاكل من النوع الثقيل.. زاد المشاكل دي انطوائية شديدة وكانت محاولاتي دائما للتواصل مع البنات بتفشل وكنت أوقات كثيرة بتكلم على الشات مع مثليين الجنس... وكنت بختار دائما الدور السالب أو المتشبه بالبنت.. لما أمارس فعليا إلا مرة واحدة فقط وفي البداية الأول قبل الممارسة وقفت ومشيت نتيجة إحساس شديد بالتقزز والقرف.. من الناحية الأخرى دائما علاقاتي العاطفية مع الجنس الآخر كانت فاشلة.. وعلاقاتي مع الأصدقاء كانت فاشلة.. يمكن الإحساس بالوحدة كان هو أكثر إحساس ملازم لي.. الاكتئاب والتوتر.. وصلت أوقات لبعض الهلاوس السمعية.
بدأت العلاج النفسي مع طبيب نفسي متخصص في مدينتي.. استمريت معاه سنة ونصف.. وصف عقاقير ضد الاكتئاب وكان تفسيره إني مش مثلي ولكن ده نوع من أنواع التوحد مع أمي بالإضافة إلى مرض اكتئاب .... بلا بلا بلا إلخ..
لم أكمل العلاج... كنت بحس إني حقل تجارب للطبيب المعالج... وما كانش في طريقة حل فعلية (في وجهة نظري)... ولكنها كلها تجارب ...وحاليا وأنا بقيمها لاحظت أنها كانت بلا أي إدراك حقيقي لمشاعري وانفعالاتي... مجرد استراتيجيات مختلفة تعتمد علي التجربة والفشل
بعد كذا محاولة للارتباط الرسمي فاشلة... اتزوجت وربنا رزقنا بأطفال هم قرة أعيننا... بدابة الزواج فيها مشاكل كتير وخصوصا من عدم التوافق الجنسي... جسمها كان غير جذاب لي... من حيث الشكل واللون والرائحة... ضيق المهبل... مع ضعف في الانتصاب من عندي... مع اكتئاب وتوتر من ناحيتي، أعتقد أن الزواج ماكان بيدل على إننا أفضل اتنين مناسبين لبعض... ولكن كان دائما اختيار استمرار العائلة ومصلحة الأطفال هو اللي بيقودني أنا وزوجتي أننا نكمل المسيرة... وكان بالنسبة لي (الحب) بعتبره أنه (قرار) أكثر ما هو (نتيجة) للأحداث إللي عايشها... وبعد فترة من المشاكل قررت إني أحبها... مع أنه قرار صعب :) .. يحتاج أن الإنسان يحب نفسه بالقدر الكافي أولا ..
كانت معظم المشاكل في الحياة بقابلها بالاستمرار في الشات مع المثليين علي إني مثلي .. أوقات الفرجة علي الأفلام الجنسية بكل أنواعها وخصوصا مع عدم التوافق الجنسي... طوال كل السنين لم أقابل شخص مثلي في حياتي ولم أمارس... ولكن دخلت دائرة الإدمان للشات الجنسي بالطريقة النمطية لأي إدمان... وخصوصا في وجود (اللوم القوي الحاد)..
اكتشفت أن زوجتي بتكلم شباب علي الإنترنت وكانت صدمة لي... صدمة صعبة جدا... الكلام ماكانش فيه كلام جنسي لكن كان فيه هزار موش متقبله... وكان فيه رسائل كتير بتجيلها مش عجباني... معرفتش أحاسبها لأني بعمل الأفظع من كده... لكني كنت قلقان... إذا كان العقاب من جنس العمل فيا ترى هي وصلت لأنهي مرحلة بالظبط ؟!!! انكسرت جامد من جوا... لكن محبتش إن جو الشك والتخوين إللي موجود في معظم حياتنا يكون في بيتي مع أقرب الناس لي، أنا مكتفي في شغلي وبلدي جو من التخويين والفساد... تجاهلت الشك حتي وإن كان له أدلة مادية تثبت تورطها في أي شيء..
من عدة سنوات وكانت خلال ممارسة الجنس بتكون هي غير مستمتعة... إلا لو كانت هي المتحكمة والمسيطرة... بدون إيلاج... وبدون مداعبات مني... ولكن فقط هي من تداعب وكأنها هي المتحكم بالكامل... وأنا لا حول بي ولا قوة... أوقات أنا بكون مستمتع بكده... لكن بيليها مباشرة بعد الانتهاء من الجنس درجة عالية من اللوم والندم لنفسي... وأوقات تانية مش بكون مستمتع بالموضوع ده على الإطلاق ولكن بجاريها لأن دي بتكون رغبتها وبتكون مصرة عليها... وغير كده مش بتكون مستمتعة ...
أوقات بنمارس الممارسة الطبيعية من حيث الإيلاج... وبيعيش كل منا دوره الطبيعي كرجل وكامرأة... وبعدها بكون فعلا راضي ... ولكن مش دائما الممارسات دي بتحصل... وخصوصا مع ساعات العمل الطويلة والتوتر من مشاكل الحياة والعمل الطبيعيين... ومعاها هي كمان ومشاكلها الشخصية ..
حاولت مؤخرا إني أخرج من دائرة الإدمان دي... بطلت ندم ولوم لنفسي... بحاول أتقبل نفسي... قد يكون جزء من نفسي فيه فعلا أنثى ... قد يكون الجزء إللي مخليني حساس زيادة وحنين... بتضايق وخصوصا إني نفسي أكون الصورة النمطية للذكر الشرقي البطل المغوار المحتكم ... إلخ ... لكن برجع تاني وأقول قد يكون في حكمة من نفسيتي بالشكل ده... قد تكون في رسالة من تصرفاتي ورغباتي دي بس أنا موش عارف أقراها... وفي كل الأحوال أنا بعتبر بداية الطريق للحل هو التقبل لوضعي والاعتراف به...
مش عارف أضع سؤالي في صياغة مناسبة... لكن سوف أسأل الأسئلة اللي دائما بتردد وبتحير في الإجابة عنها...
- هل أنا مثلي التوجه؟؟ وخصوصا إني لا أستثار من الذكور على الإطلاق... بالعكس... ممكن أشعر بالتقزز من تخيلي لهم... طيب ليه بستمر في الشات معهم؟؟! مش عارف.. دايما الشات بيكون متصور نفسي فتاة أو حتى سيدة.. ولكن الموضوع بيبقي أبعد ما يكون عن الشخص اللي بتحدث معه.. بيكون هو بمثابة كومبارس بيساعدني علي التخيل ..
- هل أنا عندي مشكلة في الهوية الجنسية ورؤيتي الداخلية لنفسي.. أري نفسي كأنثي أحيانا؟؟ وهنا لا أقصد جنسيا .. وللكن اقصد الأحاسيس والمشاعر.. أحيانا يحدث هذا.. لكن هل ده نوع من الاضطراب النفسي ..؟؟ أعمل إيه ..؟؟ هل مجرد التوافق مع الأحاسيس ديه ؟ أوظفها بطريقة تسمح بالاستفادة منها والبعد عن مشاكلها... لكن إزاي؟؟؟؟
- ليه زوجتي بتاخد الدور التسلطي التحكمي ده خلال الجنس؟ وخصوصا إنها بتكون مستمتعة.. وازاي أرجع العلاقة للطبيعية بين الزوجين كرجل وامرأة.. وليس كرجل مستلسم وامرأة متسلطة.. هل ممكن تكون هي بتقوم بالدور ده لأنها كده بتتأقلم على وضعي؟ ولا هي ممكن تكون عندها مشاكل من نوع اخر في حياتها وهي بتفرغ شحنتها من خلال التحكم وأوقات الضرب...
- قنوات التواصل مع زوجتي موش قوية بالقدر الكافي... هي بتتجنبي كتير الخروج معظمه مع أصحابها أو عائلتها علشان تتجنب (الملل - أو العصبية) إللي بتخرج مني... بقالنا سنين هي بتنام علي سرير منفصل... أنا بحاول كتير إني أتغير وإني أبعد عن أي دور كان بيكون ليها مشاكل نفسية... بحاول كتير إني أتعاطف معها وأعرف مشاعرها وأكون مستمع جيد... بقابل الكتير من المقاومة لكني متقبل المقاومة ديه... وبحاول أتغلب علي المشاكل ...
- أنا اتعديت مشاكل كتيرة في حياتي، أتمنى أني أنضج وأتعدى المشكلة المزمنة دي... وتكون مجرد ذكرى وانتهت... بس مش عارف الطريق إيه..
لو لي رغبة واحدة، فهي إني أعيش في سلام... بعد كل علاقة جنسية بالشكل ده بشعر بالألم النفسي والندم... بقرف من نفسي بعد الشات ده.. بتمنى أكون قدوة لأسرتي وأكون الشخص المناسب للي وضعوا فيه ثقتهم... بكره الدورين المتناقضين إللي أنا عايش بينهم ...
شكرا لوقتكم الثمين
12 فبراير 2018...
12/2/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وثقتك به.
هناك بعض المعلومات الغائبة في سيرتك الشخصية وهذا ما يدفع كل من يجيب عليها البحث عن الفقرة الأولى للإجابة، هذه الفقرة ستكون زواجك.
الزواج حدث كبير في حياة كل إنسان قد ينقله من موقع إلى آخر، ولكن هناك من البشر من لا ينتقل إلى موقع جديد، تستمر أزمات قبل الزواج ويتم صياغتها في إطار جديد هو أزمات بعد الزواج ولكن محتواها لا يختلف أبداً. بعبارة أخرى يمكن القول بأن الإنسان يحمل أزمات قبل الزواج في حقائب ينقلها إلى بيت الزوجية، بعد فترة زمنية تقصر أو تطول يتخلص الإنسان من هذه الحقائب ينفسه أو بمساعدة زوجته وأحيانا تقوم الزوجة بالتخلص منها، لم يحدث هذا معك لسبب واحد هو تأزمك مع زوجتك إلى آلان.
الصراحة هي أن زوجتك لم تسد احتياجات عاطفية ونفسية ناقصة في كيانك بسبب ظروفك البيئية ما قبل الزواج، وأنت بدورك لم تعطيها الفرصة لعمل ذلك، ظروفك البيئية بعد الزواج لم تتحسن كثيراً واستشارتك تشير إلى عدم السعادة في:
1- حياتك الزوجية.
2- حياتك الجنسية.
3- حياتك المهنية.
4- حياتك الاجتماعية.
ولكن هناك حقيقة واحدة لا يمكن غض النظر عنها وهو أنك رجل على مقدرة عالية من الفطنة والحرص على عملك وأطفالك وحتى على زوجة لم تقتنع بها كامرأة إلى اليوم.هذا التأزم بدوره بدأ يدفعك نحو البحث عن تعليل لحالتك وفي الممارسة المهنية يحدث ما يلي:
١ـ يبحث الزوج عن تفسير لوجود علة دائمية في شخصيته ويتصدر التوحد قائمة الاضطرابات النفسية هذه الأيام.
٢ـ تبحث الزوجة عن تفسير لحالة زوجها وكذلك يتصدر التوحد القائمة.
٣ـ تراجع الطبيب النفسي ويبحث عن اضطراب وجداني أو اضطراب شخصية أو التوحد أيضاً.
عملية البحث والتنقيب هذه لا تختلف تماما عن العثور على آثار منقوشة بكتابة لا يعرفها الباحث ويحاول تفسيرها مع الاستعانة بالخبراء الذين هم بدورهم لا يملكون القدرة على إقناع الناس جميعا بل وحتى على من عثر على هذه الآثار.ما هي التوصيات؟
١ـ بدلا من البحث والتنقيب عن الآثار يُفضل الانتباه والتركيز على الحاضر.
٢ـ بدلا من البحث والتنقيب عن عالم الخيال والفضاء والإنترنت يفضل التوجه نحو الواقع
٣ـ لا يوجد أي دليل على توجهك المثلي، عانيت كما يعاني الكثير من الارتباك في التوجه الجنسي وأحيانا الهروب من الواقع نحو الشك في الهوية الجنسية والأخلاقية، يتم حسم هذا التنافر بسرعة في أعوام المراهقة ولكن ذلك لم يحدث معك ربما بسبب ظروفك البيئة وصفاتك الشخصية.
٤ـ الواقع الذي تعيش فيه تستوطنه زوجتك ولكنك بصراحة لا تسمح لها بان تكون شريكتك ولا عشيقتك، رغم ذلك ما هو واضح من رسالتك بان لديها بعض المبادرات لتحسين العلاقة الحميمية، عليك بالحديث معها والتخلص من أفكارك السلبية نحوها والتصريح لها بكل مشاكلك، تحرص على أن يكون هناك الوقت المنتظم لتستمع إليك وتستمع لها، والقيام بخطوات لتحسين العلاقة الحميمية.
٥ـ الخطوة الأولـى النوم في فراش واحد وتحرص على التنزه معها بصورة منتظمة.
٦ـ لا يوجد حل آخر ولن تتخلص من أزماتك لو عثرت على امرأة غيرها.
٧ـ تتوقف عن متابعة الإنترنت وستكتشف بعد يومين بأن الحياة أفضل بكثير بدون شاشة لا تستقبل من خلالها سوى الإشعاع.
وفقك الله.