التبلد بسبب الأدوية النفسية والهروب في النوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
أنا بنت عمري 17 عاما كنت أعاني من الوسواس القهري وما زلت ولكن الآن خف الحمد لله لحد ما وسواسي هو في الصلاة والوضوء والشك في انتقاض الوضوء وما زال أكثر ما يتعبني حقا ويفرق بيني وبين الآخرين الوسواس في استحضار النية للصلاة فإني أقف رافعة كفي بلا جدوى لا استطيع الدخول في الصلاة وأعيد في استحضار النية في سري إلى أن يشاء الله حتى ادخل في الصلاة هذه هي مشكلتي الأولى.
أما مشكلتي الثانية هي التبلد الشديد الذي أصابني بعد تناولي لدواء انافرانيل 75 وابيليبكس 7،5 والمشكلة أن ذلك التبلد يأتيني مع الصلوات صرت لا أجد الضيق الشديد في نفسي لإضاعة الصلاة ومستواي الدراسي انخفض.
والمشكلة الثالثة التهرب في النوم فللأسف كثيرا ما أضعت العشاء بسبب أني أنام مبكرا جدا وأواصل حتى الفجر واستيقظ في الوسط وبلامبالاة أنام مرة أخرى وأنوي تأجيل الصلاة.
فهل هذا ناتج عن الدواء أو هل هذا مشكلة نفسية أصلا أم هو مجرد ضعف إيمان؟؟؟
لكن أنا حقا تغيرت تغير شديد وجزاكم الله خيرا
13/2/2018
وفي رسالة أخرى أرسلت تقول:
مذهب أبي حنيفة في خروج الريق للشفتين.
السلام عليكم/
أنا أرسلت استشارة منذ يومين تقريبا ولم يرد ولا أعلم متى يتم الرد بموقعكم ولكن لدي سؤال آخر قرأت استشارة لأستاذة رفيف الصباغ تشير فيها إلى أن مذهب الحنفية يجيز ولا يفطر خروج الريق إلى الشفتين وابتلاعه مرة أخرى ولكن معظم المواقع الموثوقة تفيد بعكس ذلك بل وتستدل بجزء من كتبهم (وكذا جاء في الجوهرة النيرة من كتب الحنفية: وَإِنْ فَتَلَ الْخَيَّاطُ الْخَيْطَ وَبَلَّهُ بِرِيقِهِ ثُمَّ أَمَرَّهُ ثَانِيًا وَثَالِثًا فِي فِيهِ وَابْتَلَعَ ذَلِكَ الرِّيقَ فَسَدَ صَوْمُهُ، وَصَارَ كَمَا إذَا أَخْرَجَ رِيقَهُ ثُمَّ ابْتَلَعَهُ، وَلَوْ سَالَ لُعَابُ الصَّائِمِ إلَى ذَقَنِهِ وَهُوَ نَائِمٌ أَوْ غَيْرُ نَائِمٍ فَابْتَلَعَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ لَا يُفْطِرُ. اهـ) فأريد ردا على ذلك لأني كنت أعاني من ذلك الأمر ولا أستطيع الكلام أو قراءة القرآن أثناء الصيام.
16/2/2018
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بنيتي.
فعلًا الأدوية تسبب تبلد المشاعر، وأنت بين قلق الوسواس المبالغ فيه، أو تبلد حس من الدواء!! ونصيحتي أن تلغي الاحتكام إلى مشاعرك، فأحكامها إما مبالغ فيها أو معدومة!!
عندما تقفين لتصلي، لا داعي أن تشعري بالنية، قولي (الله أكبر) وابدئي صلاتك حتى إن لم تشعري أنك نويت ولم تقتنعي أنك دخلت في الصلاة... هذا سيسبب لك مشاعرًا مبالغًا فيها من القلق ولهذا ليست هي الميزان، وإنما القرار العقلي المجرد، والحساب يوم القيامة يكون على قرارات العقل واختياراته، أما المشاعر فهي أمر غير اختياري، ولا حساب عليها.
إن كنت تريدين مرضاة الله فاتبعي أمر العقل والأحكام الشرعية، وكبري للصلاة، واعلمي أن هذا كافٍ للدخول في الصلاة ولاعتبار النية وقبولها عند الله تعالى، فالله الذي يعلم السر والعلن، ويعلم ما يخفى في الصدور، عالمٌ ولا شك أنك وقفت في مواجهة القبلة لكي تصلي صلاة الفجر أو الظهر أو غيرها...، لا داعي لأن تشرحي له ماذا تريدين أن تفعلي، إنه يعلم ذلك قبل أن تقفي، بل قبل أن تولدي.
إذا وقع منك ذنبٌ، فأضعت الصلاة، أو غير ذلك، ولم تشعري بشيء، فلا تخافي، المشاعر والأحاسيس عندك ليست على ما يرام، فاتبعي أمر العقل: استغفري وإن لم تشعري بالحزن، واقضي الصلاة، هناك من يفقد الإحساس في الجلد فتجرحه السكين، أو يحترق جلده ولا يشعر، ولابد في حالته من اتباع العقل والطب، نقول له: ابعد عن النار، لأنها تضرك، حتى إن لم تشعر.
الصعوبة تكمن في ضعف الدافعية لتطبيق حكم العقل والشرع، فالمشاعر هي التي تحفز الإنسان وتسهل عليه العمل؛ لكن كل شيء بثوابه، هناك من يجد صعوبة في الصلاة بسبب فقد بصره، أو عضو من أعضائه، وأنت تجدين الصعوبة بسبب خلل في المشاعر.
هروبك إلى النوم رد فعل طبيعي لمعاناتك، ولضجرك من المحاولات اليائسة، لا بأس..، نامي... لكن لا تضيعي الصلاة، إن اتبعتِ ما نصحتك به من التكبير دون انتظار شعورك بتمام النية، ستجدين الصلاة سهلة، ولن تنامي عنها، صلِّها كيفما كان (في نظرك)، أفضل من تركها بالكلية.
وأما ما تسألين عنه من مذهب الحنفية: فإن ترطب الشفتين باللعاب أثناء الكلام، أو تلاوة القرآن، ثم دخول هذه الرطوبة وهذا اللعاب مرة أخرى إلى الفم لا يفطر لأن للشفة وما عليها من لعاب صلة بالفم، ومثله ما لو خرج اللعاب من الفم وسال كالخيط إلى ذقنه ولم ينقطع بل بقي متصلًا من فمه إلى ذقنه.
أما لو انقطعت صلة اللعاب بالفم بسيلانه إلى ذقنه وعدم اتصاله بلعاب الفم، أو لو أدخل الشخص سواكًا، أو خيطًا إلى فمه، ثم أخرجه، أصبح اللعاب الذي على الخيط، أو على السواك أو على الذقن، أصبح كل ذلك جسمًا غريبًا لا علاقة له بالفم، فإذا دخل إلى الحلق لأي سبب كان، كان مفطرًا.
وهذا ما يبينه النص الذي جئتِ به: (وَإِنْ فَتَلَ الْخَيَّاطُ الْخَيْطَ وَبَلَّهُ بِرِيقِهِ ثُمَّ أَمَرَّهُ ثَانِيًا وَثَالِثًا فِي فِيهِ وَابْتَلَعَ ذَلِكَ الرِّيقَ فَسَدَ صَوْمُهُ..) لأنه أدخله أول مرة، ثم أخرجه، فانقطعت صلة لعاب الخيط بلعاب الفم، ثم إذا أدخله ثانية فكأنه أدخل جسمًا غريبًا فإذا ابتلع ريق الخيط فسد صومه، وإن بصقه لم يفسد.
(وَصَارَ كَمَا إذَا أَخْرَجَ رِيقَهُ ثُمَّ ابْتَلَعَهُ): أي إذا أخرجه على كفه، أو على منديل، وانقطعت صلته بالفم ثم أعاده.
(وَلَوْ سَالَ لُعَابُ الصَّائِمِ إلَى ذَقَنِهِ وَهُوَ نَائِمٌ أَوْ غَيْرُ نَائِمٍ فَابْتَلَعَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ لَا يُفْطِرُ): وهذا الذي شرحته لك: سال اللعاب لكنه بقي كخيط متصل بالفم، ولم ينقطع، فإنه لا يفطر.
هل اتضح الأمر لك الآن؟
بانتظار انجازاتك في مخالفة الوسواس، وتابعينا بأخبارك.