ضعف التفكير والإدراك والبلادة
السلام عليكم/
أنا شابة أبلغ من العمر 23 عاما أعاني من اضطرابات نفسية عديدة منها ضعف الثقة بالنفس والشعور بضعف في القدرات العقلية والإدراك والخوف من المستقبل وضعف التصميم والإرادة فضلا عن وسواس قهري بخصوص الأمراض العصبية والخطيرة، بدأت هذه المشكلة بالظهور جليا عندما أصبحت طالبة في المرحلة الثانوية فقد كنت أنوي الالتحاق بالفرع العلمي ولكن أمي أصرت على أن ألتحق بقسم الإدارة المعلوماتية واضطررت للرضوخ لرغبتها حيث أنني كنت أشعر بضعف في النفس والقدرات وخوفا من الفشل إذا التحقت بالقسم الذي أريده وكانت هذه بداية ظهور المشكلة وأتممت المرحلة الثانوية بنجاح وحصلت على معدل 91.2 % ولم أكن أبذل الكثير من المجهود في الدراسة وقد كانت والدتي وأقربائي معجبين بتفوقي وبعده تم قبولي بقسم هندسة البرمجيات في الجامعة،
وهنا بدأت أعاني كثيرا فقد كنت ضعيفة الشخصية أمام زملائي وغريبة الأطوار ولم أكن أتجرأ على المشاركة في المحاضرات إلا نادرا وكنت أصاب بالخوف الشديد وكانت علاماتي بالمواد العلمية ضعيفة وأحيانا أذهب إلى الامتحان من دون مذاكرة ولكن لم يحدث إن رسبت إلا في مادة واحدة وقد عانت أمي الأمرين بسببي حيث كنت أصاب بنوبات من الخوف ليلة الامتحان وكانت أمي تضطر إلى أخذي إلى الطبيب وكنت أثناء العطلة أراجع طبيبا نفسيا وقال لي أنني أعاني من وسواس قهري أتوهم به ضعف الفهم والاستيعاب ووصف لي دواء ما لبث إلا أن تخليت عنه وحاولت مقاومة مخاوفي وحدي ولكن من دون جدوى وزادت حالتي النفسية سوءا وبدأت أتصرف بغرابة شديدة لدرجة أنني كنت أسمع بعض الشبان في الجامعة ينعتونني بالغباء والحماقة ولم أكن أتجرأ على الانخراط في النشاطات الطلابية خوفا من أن يلاحظ الآخرون اختلافي وغرابتي وكانت إحدى هذه النشاطات هي نادي للمبرمجين من طلاب أقسام قسم تكنولوجيا المعلومات وكنت أود بشدة الانضمام إليه ولكن كنت أشعر بأنني أقل ذكاءا من زملائي ولا أمتلك مهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي فلم أتجرأ على التقدم خطوة واحدة.
ومن الجدير بالذكر أنه ذات مرة طلب المدرب المسؤول عن صيانة الحاسوب مني أن أفتح له على شاشة ما من نظام التشغيل وقد اضطربت بشدة وظهرت علي علامات الارتباك وفقدت التركيز وقد لاحظ الجميع ذلك وعندما عدت إلى المنزل أصبت بنوبة من البكاء والكآبة الشديدين وأصبحت أتعمد الغياب عن التدريب والمحاضرات وعندما كنت أتجرأ على البوح لأمي بما يحدث معي تقول لي بأنني لا أعاني من أية مشاكل إنما هي مجرد أوهام وأنني أتحجج في ذلك حتى لا أقدم على أي عمل وقد انتهت الجامعة منذ عام تقريبا وقد كنت طيلة السنة الماضية أتجنب البحث عن عمل بسبب ما أعانيه وغالبا ما كانت أمي توبخني فأضطر إلى التقدم لعمل لأرضيها وأذهب إلى المقابلات العملية وأتمنى أن لا يتصلوا بي بعدها خوفا من أن ينفضح أمري.
ومن الجدير بالذكر أنني أعاني خجلا وانطوائية منذ طفولتي ولكن كنت أسيطر عليها وألعب مع الأطفال وكنت من المجتهدات والمتفوقات طيلة سنوات الدراسة من الصف الأول إلى الصف العاشر وكانت معلماتي يمتدحنني لوالدتي دائما وأجدت القراءة والكتابة بسن أقراني وكنت متفوقة على بعضهم أما الآن فالجميع متفوق علي وأصبحت أعاني من صعوبة في فهم ما يقال لي وأتجنب الحديث مع الآخرين كما أنني الآن بصدد الالتحاق بعمل اضطررت إلى القبول به لأن الجلوس في المنزل لن يحل المشكلة أبدا على الرغم من أنني أرتجف خوفا وأخشى أن يلاحظ الموظفون ذلك أو أن لا أفهم ما يمليه علي المدير خصوصا أن مدير الشركة من معارف خالتي وأخشى أن أتصرف بغباء أمامه أو أن يخبر خالتي عن ما يحصل فأنا أتجنب أن يعلم الأقرباء بهذه المشاكل التي أعانيها .
فأصبحت حياتي يلفها السواد من جميع النواحي.
أرجوكم ساعدوني
18/2/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكراً لتواصلك على شبكتنا، وثقتك بنا، بالنسبة لموضوع استشارتك فهو يدور في محور المعاناة من القلق والتوتر، فما وصفته يدل غالباً على المعاناة من القلق الاجتماعي، والقلق الاجتماعي هو مصطلح يستخدم لوصف درجة عالية من عوارض الخوف المرتبط بالتواجد بين الناس أو بزيادة مفرطة في مستويات الخجل.
ومما لا شك فيه، فإن كل واحد منا يشعر بالخجل أو القلق في بيئات اجتماعية معينة، ولكن بالنسبة لبعض الناس، قد يكون الأمر شديداً بعض الشيء، وحينما يكون الأمر على هذا النحو، فسيحمل الأمر أثراً مضاعفاً للغاية في حياتهم، ويوقفهم عن فعل الأشياء التي يرغبون بفعلها. على سبيل المثال، قد تؤثر على ثقتهم في الذهاب إلى الجامعة كما وصفتِ أو العمل، وتؤثر على ثقتهم في تكوين الصداقات والتمتع بهواياتهم.
وتشمل المواقف التي عادة ما يواجه الناس قلقاً اجتماعياً فيها ما يلي:
ـ الحديث أمام جمع من الناس.
ـ التحدث مع الشخصيات ذات النفوذ.
ـ التحدث مع مجموعة من الناس أو إلى فرد.
ـ تناول الطعام في الأماكن العامة.
ـ أي أداء قائم على المواقف.
وقد يكون الأمر مقتصراً على قلق اجتماعي محدد من مواقف محددة وهو ما نسميه بقلق الأداء (القلق من تقديم محاضرة، قلق الامتحان..).
وحينما يوضع الأشخاص في مواقف مشابهة، فإنهم عادة ما يشعرون بالعديد من الأعراض الجسدية غير المريحة،
وهذه الأعراض المميزة لوجود حالة للقلق تشتمل على:
ـ تقلبات في المعدة.
ـ تسارع في خفقان القلب.
ـ احمرار وسخونة الوجه والأذنين.
ـ التعرق.
وهم عادة ما يشغلون بالهم بأن الآخرين سيلاحظون تلك الأعراض ويحكمون عليهم كنتيجة لذلك بطريقة سلبية، كما يشعر الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي عادة بأنهم محط الأنظار، ويعتقدون بأن الجميع يفكرون بهم بطريقة سلبية، وكما أنهم عادة ما يحملون معتقدات تسيطر على تفكيرهم بأنهم ليسوا جيدين اجتماعياً، مملين، وبأن ليس لديهم أي شيء ممتع ليشاركون به الآخرين، أو أنهم أقل من غيرهم.
وبعد مضي الحدث الاجتماعي، فهم يميلون إلى اختيار وتذكر الأجزاء التي يعتقدون أنها سارت على غير ما يرام ويعاقبون أنفسهم بسببها، رغم أن هذه الأجزاء لا تمثل كافة الموقف الاجتماعي، فقد تكون هنالك أجزاء جيدة وسارت على ما يرام لكنهم لا يركزون عليها.
وللتعامل مع القلق الاجتماعي، يميل الناس عادة إلى تجنب المواقف الاجتماعية إن أمكن ذلك (مثلاً، الأماكن العامة والمكتظة، المتاجر، التجمعات، إلخ)، وإن لم يتمكنوا من تجنبها، فإنهم يميلون إلى المحاولة وأن يبقوا في الخلفية ويسعون إلى إقصاء الانتباه عنهم على قدر ما يستطيعون (مثلاً، يخففون كثيراً من كلامهم).
فكما ترين فإن عناصر المشكلة الأساسية هي: أسلوب التفكير والقناعات تجاه الآخرين/ والذات، عوارض الخوف والقلق الجسمية، التجنب للمواقف.
لذلك يعتمد العلاج على عملية تعديل الأفكار تجاه الآخرين والذات، مع خفض مستوى العوارض الجسدية، ومنع التجنب، ومن أفضل الطرق العلمية العلاجية الموصى بها هو أسلوب المواجهة.
لعمل المواجهات تحتاجين لمساعدة أخصائي متمرس في أسلوب المعالجة بالمواجهة والتعرض، لأن هنالك شروط حتى تتم المواجهة بشكل صحيح، لذلك أنصحك بمراجعة أخصائي نفسي للوقوف على طبيعة تشخيصك، وللتأكد أيضاً من وجود وساوس قهرية، ثم العمل على برنامج مواجهة وتعرض.
نتمنى لك الصحة والسلامة، ولا تتردي بمتابعة استشارتنا إذا لزم ذلك.
واقرئي على مجانين:
نفسي عصابي رهاب اجتماعي Social Phobia
قلق وضعف الذاكرة...بل كروب حياتية
القلق والرهاب الاجتماعي والاكتئاب
القلق والأرق ... وذاكرة تحترق !