اضطراب القلق
أريد أن أشكر حضراتكم علي المجهودات المبذولة لمساعدة الغير جزاكم الله كل خير،
أنا سيدة متزوجة ولديّ أولاد الحمد الله وزوجي إنسان متفهم وحنون لكن أنا أحس إني دائما في قلق أبدأ أولا من الطفولة فأنا عشت طفولة صعبة نوعا ما لأن والدي كان صارما جدا لدرجة القسوة فكنا نخاف منه جدا فكان لا يقبل الخطأ لكن في نفس الوقت كان لدينا مساحة كبيرة من الحرية فعشنا في عزلة عن الأطفال الذين في عمرنا كما سبق وقلت والدي متشدد جدا لا يقبل اختلاطنا مع الغير كنا نسكن مع أولاد خالتنا فكانوا هم الأصدقاء الوحيدون ووالدي كان كثير الشجار فتشاجر مع أهل والدتي والأقارب فلم نكن نذهب لأحد ولا أحد يزورونا وانقطعنا عن الناس وكان كثير المشاجرة مع والدتي ويستعمل معها العنف الجسدي واللفظي فأنا لغاية اليوم أتذكر هذه الشجارات ورسخت في ذهني برغم صغر سني وقتها.
وأنا بطبعي إنسانة حساسة جدا فآثرت علي نفسيتي فصرت أخاف من كل شيء ودائما عندي قلق اتجاه جميع الأمور سواء كبيرة أم صغيرة وفقدت الثقة في كل شيء حتى دراستي لم أكن أستطيع التركيز برغم من أني كنت ذكية جدا لكن خوفي وعدم ثقتي بنفسي وعدم اختلاطي بالناس وعدم قدرتي علي اتخاذ قرار طبعا من الخوف أن يكون القرار غير صواب، وأنا لا أتحمل الصدمات كنت لا أختلط مع زميلاتي في المدرسة خجلا وخوفا وعدم ثقة بالنفس فكنت أفكر كثيرا وأنا في سن صغيرة في المشاكل المنزلية وأتمنى أن أجد حلول فبات كل تفكيري في المشاكل فلم أكن أقدر توفيق بين التركيز في المدرسة وشرح المعلم حتى لاحظ لذلك وقال لي لماذا أنت دائمة التفكير فلم أستطع أن أكون صداقات في المدرسة كان الموضوع صعب حتى وصل الأمر حتى أصبح الاختلاط بالناس ومواجهة الحياة عبء كبير والشيء الوحيد اللي أتذكره، أنه كان عندي تشتت الانتباه خصوصا عند الخوف ونسيان وعدم تركيز لغاية اليوم والتركيز عندي ليس جيد وعندي لا مبالاة للأمور وفي بعض الأحيان برود من ناحية الأمور ولما تحصل مشكلة مع أي أحد خصوصا الزوج،
لا أدافع عن نفسي أو لا أجد العبارات المناسبة لحظتها وأصاب بالإحباط والاكتئاب والحزن وأنا لست اجتماعية فهذا سبب للي الكثير من المشاكل خصوصا بعد الزواج وبالنسبة للعلاقة مع الزوج فيتضايق من كثرة نسياني للأمور وبرودي في بعض الأمور وعدم التركيز والغلط المتكرر كما يقول وأنا متسرعة في أغلب الأمور خصوصا في الكلام فأفهم غلط في أغلب الأمور لا أحب كثرة النقد لأنه بطبعي حساسة لكن صدقني دكتور كل التصرفات التي ذكرتها فهي غصب عني أحاول جاهدة أن لا أنسى وأبذل جهد أكثر من المعتاد لكن لا أستطيع مما تسبب في عدة مشاكل في الحياة الأسرية خصوصا أني أعتمد على زوجي في جميع الأمور خوفا من الغلط والفشل ولا أستطيع أن أحسم المواقف ليس لديّ ثقة بنفسي إطلاقا لا يعجبني شكلي إطلاقا ولست راضية علي كل تصرفاتي وأحس إني إنسانة غير قوية
وثقتي مهزوزة ودائمة الحزن خصوصا أني أسكن في دولة أوروبية لكن لا أبيّن ذلك لمن حولي وأحس دائما أني غير مرغوبة ومحبوبة هذا شعور من الطفولة،
وأنا لا أحد يحبني حتى الألوان لا أحب أن ألبس الألوان أحس إني لو لبست غير اللون الأسود والرمادي والأزرق الغامق سوف يكون شكلي غير لائق، لا أستطيع أن أتصرف بحرية حتى لو في بيتي أعمل حساب لجميع الناس لكي لا أحد ينتقدني لأني أتعذب لو أحد انتقدني أحس بالإحراج ولما تكون نفسيتي سيئة أحس بتعب وليس لدي رغبة في أي شيء ويحصل لي عدم القدرة وخمول برغم أنني في طبعي لست كسولة أحاول دائما أحافظ علي شعور الآخرين، وأخاف يزعلوا لكن لا أحد يبادلني الشعور فأنا فعلا من جوايا لست قاسية أنا مرهفة الحس وكل الناس بيصعبوا عليا ولم أحظى بالحنان من أحد في حياتي وأحب الحنان والعطف لكن للأسف لا أجده قصتي طويلة وكثير من الأحداث المؤلمة لم أذكرها لأن ليس كل شيء يذكر،
آسفة علي الإطالة
أرجو المساعدة برغم أنني أعرف نوع الاضطراب وشكرا
11/3/2018
رد المستشار
السلام عليكم أيتها السائلة الكريمة.
أشكر لك استخدامك للموقع وأرجو أن أفيدك.
رسالتك الطويلة مغزاها معرفة نوع الاضطراب الذي لديك. ألمح فيما كتبت ما نسميه بالرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي وهو اضطراب نفسي يتميز بأنه يؤثر على ويعقُد العلاقات الشخصية والعمل والدراسة.يتعرض المريض لأنواع مختلفة من المواقف الاجتماعية تؤدي إلى شعور شديد بالقلق وخصوصا خلال المقابلات الرسمية أو مواجهة الجمهور أو الأطباء أو الأشخاص الآخرين من ذوي السلطة ويمتد الشعور بالقلق الاجتماعي إلى التعامل مع الأسرة والزملاء فيصبح أي شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي البسيط في العمل أو المدرسة بمثابة جبل من الهموم وبالتالي يبدأ الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي في تجنب المواقف التي يعتبرونها مؤلمة بالإضافة إلى عزل أنفسهم عن كل المحيطين كما في مثل حالتك. ينطوي القلق الناتج عن الرهاب الاجتماعي على الشعور بالخوف من التعرض للإهانة والخجل أو الانتقاد من قبل الآخرين، وتعرف هذه المخاوف بأنها غير واقعية، وإلى حد ما، لاشعورية أو أوتوماتيكية مما يستوجب استهدافها بالعلاج المعرفي في كثير من الأحيان.
جدير بالذكر أنه يصاحب هذا النوع من القلق أعراض جسمانية كالتعرق والرعشة والخفقان وغيرها.
تحتاجين إلى متابعة الطبيب النفساني من أجل تقييم أكثر عمقا لحالتك والتنسيق من أجل جلسات علاج نفساني إذا تطلب الأمر.
وفقك الله وتابعينا بأخبارك.