الخُنثى المشكل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم صلِ وسلِم وبارك على نبينا محمد، من فضلكم لدي استشارة نسأل الله التوفيق لكم بالإجابة عليها
باختصار قصتي كـالتالي.. ولدتني أمي أنثى.. ولكن في مراحل صغري تحديداً بعمر - 5 سنوات - كنت أشعر أني ولد عندما كبرت قليلاً دخلت المدرسة أتذكر جيداً لم أندمج مع الفتيات كنت وحيداً مُختلفاً عن البقي ووصلت إلى مرحلة الإعدادي - المرحلة المتوسطة - وكنت أستغرب من نعومة بعضهن ناعمات رقيقات كيف يفعلون ذلك؟.. وانجذبت لفتاة وكانت مشاعري كاملة إني رَجُل أُريد تلك الفتاة زوجه لي.. تلك الفترة لم أخبر أحداً بما أعانيه من صراعات داخليه لماذا شكلي رَجُل.. إحساسي كامل رَجُل ولماذا يعاملونني أنثى؟
لماذا لدي صفات خارجية ذكرية وأنثوية؟ هل أنا مزدوج الخلقة؟ تلك الأسئلة والانجذاب القوي للنساء ومُغالطات المجتمع بنعتي - مسترجلة + سحاقية .. وأنا والله أكره أن تلمسي فتاة وأنا على وضعي الطبي هذا .. لكن مظهري الرجولي يوحي للمجتمع الإشاعات.. ساءت نفسيتي جداً جداً من الاتهامات الغير صحيحة لماذا لاتوجد توعية وإظهار الفروق الشاسعة بين المترجلة والخنثى المشكل؟.. أدت بي تلك الاتهامات إلى التفكير بالانتحار مِراراً وتكراراً لكن تداركتنا رحمة الله بهداية ونور نسأل الله لا ظلام ولا ضَلالة بعدها.. ~
عندما ساءت نفسيتي في المراهقة.. أخبرت أمي.. لا أشعر بأي أنوثه أبداً.. وذهبت بي أمي للمستشفى وفحص الدكتور أعضائي التناسلية وقال عيب خَلقي وانتهى الموضوع بوقتها..!
تلك البداية..!
مأساتي بدأت عندما واجهت أخي الكبير بشعوري الذكوري وكل أهلي من بعد المُصارحة قاطعوني.. خافوا على أطفالهم مني بحسب قولهم - إني مجنونة - لأني أشعر أني ولد.. أخذت عذاباً من أهلي والمجتمع ما الله به عليم..!
لم يكن احد يصدقني.. أمي فقط كانت تصدقني رُبماً عطفاً منها لان لم يبقى لي أحد سواها..!
تلك نبذة قصيرة عن حياتي:
الآن أنا في منتصف الثلاثين شكلي الخارجي رُجل.. وكل ما تقدمت في السن تظهر ملامح رجوله أكثر.. منذ فترة قصيرة ذهبت إلى المستشفى لعل وعسى أن تظهر الحقيقة أني مظلوم في عالم النساء الذي لا أنتمي إليه.. أمانةً ((أنا معجب في عالم النساء الجميل ولكن لا أنتمي إليه))
المهم تلك الدكتورة فحصتني وقالت:
صوتي صوت رَجُل.. رقبتي رقبة رَجُل.. الجذع جذع رَجُل.. وقالت لدي فقط علامتان أنوثة وباقي العلامات ذكورية وأني كـ شكل خارجي بين الجنسين بسبب أن لدي ثدي امرأة وعضو تناسلي أقرب للمرأة لذلك أنا بين الجنسين بحسب كلامها وهي لا تعرف السبب لماذا أنا مزدوج الخلقة.. ولكن إلى الآن منتصف الثلاثين أنا مُصر برجولتي أنا شعوري بالكامل رَجُل.. لا أميل للرجال أبداً أبداً حالي حالهم رَجُل مثلهم هذا ما أشعر به..!
المهم:
المشكلة كانت تلك الدكتورة مؤمنة بقضيتي أني رَجُل أستحق التصحيح.. لكن أجرت لي فحص الكروموسومات وكانت النتيجة أنثى.. سبحان الله ولله في خلقه شؤون..!!
وفقدت الدكتورة كل إيمانها بي.. وانتابها شك كبير إني أتعاطى هرمونات ذكرية خارجية.. لأن صوتي ذكوري وأيضا لدي لحية وقالت الدكتورة مستحيل الكروموسومات أنثى وصوت ذكوري ولحية!! سامحها الله هي لم تصدقني وأنا طبيعي هكذا مولود الله خلقني هكذا مزدوج الخلقة والحمد لله..!
الآن: من فضلكم استشارتي هي.. هل يوجد تحليل يُثبت براءتي ورجولتي؟! وماذا أقول للأطباء حتى يهتمون لقضيتي؟ أنا لا أعلم ما هو إسم حالتي الطبية إلا أنني أعلم يقيناً أني مزدوج الخلقة..!
سابقاً حاولت إخبارهم في المستشفى أني رَجُل وضحكوا علي استهزاء واستخفاف وقالوا لي أذهب لمستشفى المجانين -الطب النفسي- ..! لم يفحصوني حتى.. لا أعلم ((لماذا يعطون مهنة الطب الشريفة لأطباء ليسوا شُرفاء مهنة ))..!
ملاحظة: بخصوص الطب النفسي في بداية العشرين عندما ذهبت للمستشفى حولوني للطب النفسي والطب النفسي عملوا لي فحص الرنين المغناطيسي وقال الدكتور المبيض اليمين يوجد خلل ينتج هرمونات ذكرية ولا نعرف السبب وأيضا كان هناك دكتور استشاري من العراق أتى زيارة للمستشفى جلس معي وتحدث معي وقال أني رَجُل لكن لا يحضرني اسمه الكريم للأسف.. لكن أهلي لم يقتنعوا بكلامه وأوقفوا ذهابي للطب النفسي ولكن أتذكر قالوا لأمي عندما أجروا لي اختبار قالوا لها أن ذكائي بمقدار ذكاء شخص جامعي ..!
كم أشعر بالظلم أُريد حقي كـ إنسان له حق أن يعيش سعيداً ويموت سعيداً.. لستُ مجنوناً أنا في نظر المجتمع الغاشم مسجون بين عالمين.. وهم لا يعلمون إني مُجرد رَجُل مُتهم بريء يسعى للبراءة..
أرجو توجيهاتِكم الحكيمة والإجابة الشافية منكم.. رجاءاً لا تهملوني كما أهملوني الأطباء والمجتمع سامحهم الله أجمعين..
اللهم صلِ وسلِم وبارك على نبينا محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
15/3/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ملخص الصحة العقلية للاستشارة
أعراض موجبة
لا يوجد
أعراض سالبة
لا يوجد
أعراض معرفية
لا يوجد
التوازن الوجداني
هناك تنافر وجداني مزمن حول الهوية الجندرية والتأزم مع الأهل. هناك أيضاً إشارة إلى أفكار انتحارية.
ملخص الأبعاد الأخرى للاستشارة
مشاكل السلوك
لا توجد معلومات لسلوك انتحاري أو عدواني.
الاستبصار
هناك قناعة شخصية بأن الهوية الجندرية غير الهوية البيولوجية منذ الطفولة.
مواد كيماوية
لا إشارة إلى سلوك إدماني كيمائي
الصحة الجسدية
لا توجد معلومات وافية
التعليق
الرد على استشارتك يجب أن يكون واقعياً وبعيداً عن النظريات والإحكام الشخصية. تعرفين نفسك كذكر رغم أنك أنثى بيولوجيا. بعبارة أخرى هناك قناعة شخصية لا يمكن تغييرها بعد منتصف العقد الرابع من العمر بأنك ذكر وليس أنثى.
لو كان هناك اضطراب عضوي وإفراز هرمونات غير طبيعي لظهرت أعراضه بوضوح. لو كنت حقا تعانين من مرض ما في المبايض لتم التداخل الجراحي خلال أيام. الحقيقة هي أنك مصابة باضطراب الهوية الجندرية ولا جدوى من محاولة هذا الطبيب وذاك بتفسير حالتك باستعمال فرضيات بدون براهين.
بالطبع لكل مجتمع قواعده الاجتماعية وبصراحة لا أستطيع الحكم على تفاعل الآخرين معك الآن وفي المستقبل مع أي رحلة علاج يقترحها الموقع.
التوصيات
• لابد اولاً الحديث مع طبيب نفسي له خبرة في اضطراب الهوية الجندرية.
• لديك القناعة التامة بأنك رجل ويجب أن يرشدك الطبيب إلى الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا المجال.
• حاولي الاتصال بمجموعة التحول الجندري والحديث مع من يعانون من نفس الاضطراب ورحلتهم بالعلاج.
• سيرشدك الطبيب إلى الهرمونات التي يجب استعمالها والعمليات الجراحية المتوفرة في هذا المجال.
• ليست لدي معلومات حول ما هو متوفر في قطر ولكن ما هو معروف بأن إيران ولبنان تقدمان خدمات طبية جراحية في هذا المجال بدون حرج.
• التحول الجندري الجراحي والهرموني أمره شديد اجتماعيا وطبيا.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
خلل الهوية الجندرية Gender Disorders