أريد الخروج من وسواس الكفر قبل أن أجن أو أموت
أنا أعاني منذ شهور تحديدا منذ أول نوفمبر 2017 بعد زواجي بشهر ونصف وأنا أعاني من وساوس فظيعة جدا كفرية، أرجو منكم سعة الصدر.
أولا: في يوم من الأيام قرأت أن سب الدين كفر وشعرت بأن هذا حدث مني في إحدى المرات في الماضي ولست متأكدا 100% فندمت ندما شديدا واستغفرت ثم بعد فترة تذكرت أنني لم أتشهد قبل التوبة فندمت مرة أخرى على السب وعلى عدم الانتباه إلى أننى لابد أن أتشهد، وقمت بتجديد عقد زواجي على مذهب الإمام أبي حنيفة، وبعد ذلك بدأت المعاناة تزداد.
أولا..... أنت تبت لأنك تريد أن يكون زواجك حلال ليس لله عز وجل، فأرد على نفسي لا أنا خائف من الكفر ولا أريد إلا الإسلام دينا وليس سب الدين من عادتي ودائما أنكر على من يفعله وقد وقع مني ربما سبق لسان دون انتباه.
ثم إنني ندمت وأيضا إذا كنت لا أهتم إلا بالزواج فلماذا أفعل ذلك الذي يرضى بالكفر لا يهتم بكون زواجه حلالا أم لا..... فترد نفسي لا أنت ندمك ضعيف..... فأرد لكني أشعر بالضيق والحزن، ترد على لكن ذنبك عظيم ولا يمكن أن يكون ندمك هذا كافي بل لابد أن تجد حسرة وألم أكبر من ذلك بكثير فأبكى بحرقة من هذا الكلام الذي يدور في نفسي فترد على نفسي أنت نادم على عدم ندمك لا على الذنب نفسه، أنت تمثل فأقول لا والله أنا لا أمثل
فترد على نفسي لماذا تقول ذلك هل تريد والعياذ بالله أن تقول ذنبك ليعلمه الله..... فأرد لا طبعا أنا مؤمن أن الله سبحانه يعلم كل شيء ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكون لو كان كيف كان يكون .
ثم بعض ذلك تأتيني أفكار قبيحة جدا عند الذكر أو الصلاة وأخاف أن أذكر حتى لا تأتي الأفكار القبيحة .
وعندما أريد أن أنطق الشهادة يأتي كلام لا يليق فأشعر بأنني لابد من أن أنطق الشهادة وفي نفس الوقت لا أستطيع نطقها لأن الأفكار ستأتي عند النطق .
هناك وسواس آخر..... عندما أقوم بعمل أي ذنب..... مثلا شرب السجائر
يأتي في ذهني أنني أفعل هذا الذنب عنادا واستكبارا، فأرد بالنفي فترد على بالمنطق أنت تعلم أن هذا الذنب حرام ومع ذلك تصر عليه إذن أنت تفضل هواك على اتباع الدين.
إذن فهذا الذنب عندك أفضل من دينك وهكذا ولا أستطيع دفعها بالمنطق ولكنى أنفي وأقول إنني لا أقصد ذلك.
أمر آخر عندما أفعل ذنب وأنا لوحدي..... تحدثني نفسي أنك عظمت الناس ولم تعظم الله عز وجل وهو العظيم وهذا كفر، فأرد لا..... أنا أعظم الله ولكني إنسان لست بالقوي الإيمان للأسف فأقع في الذنوب بسبب هواي أو شهوتي وليس على هذا النحو وأيضا أريد أن يأتي اليوم وأتخلص منها خاصة ما أحبه منها وأعلم أنه حرام وأقبل بذلك قطعا لأنه شرع الله وهو أحكم الحاكمين.
وأيضا يغلب على ظني أن الله سيرحمني وبسترني إن شاء الله بفضله، ولا أريد أن أشجع غيري على أي خطأ صغير أو كبير والناس تستر.
أمور أخرى مثلا عندما أقرأ قرآن كريم، أحيانا تأتي بداخلي كلمات مثل لماذا هذا الأمر حرام مثلا فأقول هذا هو الصواب وأتهم عقلي وأتيقن بأن القصور عن فهم الحكمة في عقلي وحكمتي قاصرة فكيف لي أن أدرك الحكمة الغير محدودة.
أمر أخر..... كفرت نفسي بسبب وجود القرآن الكريم في الموبايل ووجود أفلام وأغاني في نفس الموبايل وربما فيديو ديني وآخر غير ديني فقمت بفصلهم عن بعض.
في إحدى المرات قال لي عقلي لو شربت سيجارة تكون كافرا لأنك معاندا فرددت داخليا عليه هشربها عندا فيك وأقصد الوسواس فقال لي عقلي أنت بذلك كفرت .
لقد تعبت جدا جدا وبدأت الناس تلاحظ عليّ في عملي أنني شارد الذهن وأتحدث مع نفسي بالإشارات، ولا أعلم كيف أخرج مما أنا فيه.....؟؟
أحب الله وأحب الدين والنبي وأعلم أن الله أحكم الحاكمين، ولا أستطيع أن أعلم هل أنا من يتكلم أم لا
.
المشكلة الأخيرة عندما أنام أحيانا أحلم بأمور فيها كفر فأستيقظ في لحظة الاستيقاظ بين النوم واليقظة تلفظ بهذه الكلمة فأفيق كذا قلت ولماذا وأنا أؤمن بعكس ذلك مثل مثلا والعياذ بالله، الله لا يعلم والعياذ بالله من ذلك، كانت في الكابوس وعند لحظة اليقظة نطقت ولا أعلم كيف ولماذا وأنا لا أؤمن بذلك ولا أريد ذلك ولا أحب ذلك.
أريد حلا فلا أتصور أن أكمل حياتي وأنا أشعر إني والعياذ بالله كافر فكل شيء في الدنيا لم يعد له طعم.
أرجو عذري على الإطالة فأنا أريد حلا لأني في حالة صعبة جدا جدا وأحيانا أدعو وأقول يارب اغفر لي وأقبض روحي رحمة منك يا الله فلا أريد أن أعيش كافرا ولو لحظة بل مرحبا بالموت عاصما من الكفر.
أرجو أن يتسع صدرك لهذه الرسالة وترد عليّ في أسرع وقت إن شاء الله
وشكرا مقدما
4/5/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبا بك أخي على شبكتنا، وشكرا لثقتك باستشارتنا،
سأبدأ من نهاية رسالتك، وطلبك بإيجاد حل لمشكلتك، فرغم أنك وصفت طبيعة مشكلتك وتشخيصها بدقة، إلا أنك لم تذكر إذا ما كنت قد راجعت الطب النفسي لعلاج هذه المشكلة، فالحل الحقيقي لمشكلتك المرضية يكمن في طلب العلاج الطب نفسي والعلاج النفسي، فالوسواس حالة من الاضطراب والمرض النفسي، وليس حالة انزعاج أو ضعف إرادة، لذلك فالحل الأساسي هو من خلال الخضوع للعلاج المتخصص.
ويبدو مما كتبت أن أسلوب تعاملك مع الأفكار الوسواسية يزيد من شدة الوساوس بشكل كبير، فمحاورة الفكرة، أو السعي للإقناع المنطقي، أو الجدل مع الفكرة، كل هذه الأساليب تزيد من قوة الفكرة الوسواسية والإلحاح الوسواسي، فالأفكار الوسواسية يجب التعامل معها – بغض النظر عن شكلها- بتجاهلها وزيادة تحمل الإلحاح الداخلي والضيق، طبعا إن التجاهل والتحمل هما أساس برنامج العلاج الذي من خلال مراحلة المتعددة ستصل في النهاية إلى تحقيق الهدف، بأن تصبح قادراً على تجاهل وتحمل إلحاح الأفكار الوسواسية.
إن الوسواس كما العملة يحمل وجهين، فكما يبدو أن الوسواس يعكس لك خوفك من الوقوع في الكفر، لذلك تبالغ في تحليل السلوكات الصادرة منك على أساس وجود كفر فيها، إلا أنه في الوجه الثاني نرى حرصك الشديد على نقاء سريرتك وكما ديانتك، فما يعكسه الوسواس حقاً أنك تسعى للحفاظ على دينك وتدينك، وإلا فلماذا تقلق كل هذا القلق تجاه كمال دينك وتدينك.
أتمنى لك الشفاء العاجل، وتذكر بأن الوسواس عبارة عن اضطراب يحتاج لعلاج متخصص.
واقرأ على مجانين:
الوسواس القهري معنى تتفيه الفكرة م