طلب استشارة فيما يخص جعل أي فتاة تنجذب إلي
أهلا دكتور:
أولا أود أن أقدم نفسي: اسمي نضال وعمري 21 سنة، أنا طالب جامعي في السنة الثالثة، شخص بسيط من عائلة بسيطة، أعاني من مشكلة هو أنني كلما أعجب بفتاة، أواجه مشكلة في مصارحتي لحبي لها مع العلم أني أريدها بشدة، فتصبح عندي رغبة جامحة لامتلاك قلبها ويبقى أمر إفصاحي لها بحبي مجرد فكرة،
فلما آخذ مدة من التفكير وأقرر الذهاب إليها، أجد نفسي قد فات الأوان وقد تم اصطياد قلبها من طرف شخص آخر، فأحبط إحباطاً شديداً، حتى يصل بي الأمر إلى التدخين ومشاهدة الأفلام الجنسية والفتشية وممارسة الاستمناء، علماً أن لدي تاريخ مشرّف بصفتي كنت المتفوق في دراستي بدرجة امتياز، هذا الأمر جعلني أفشل أكاديمياً.
هذه العادات السيئة لا تكون حاضرة إذا كان تفكيري منصباً على الفتاة، لكن يصير التفكير السلبي يسيطر علي بعد الشعور بالإحباط.
أحيطك علماً يا دكتور أنه منذ صغري وأنا أعاني من اضطهاد والدي الذي كان يبرحني ضرباً لأتفه الأسباب: النتائج الدراسية أحياناً والعادات السيئة أحياناً كالكذب...
وسعياً مني إلى تغيير هذه الصورة التي أنا عليها وانطلاقاً من معاناتي منها،
فأنا أترجاك يا دكتور أن تعطيني حل لهذه الوضعية الصعبة التي أعاني منها.
أريد جعل أي فتاة أطلبها تتعلق بي.
25/5/2018
رد المستشار
صديقي
أولا هناك فارق كبير بين الإعجاب والحب.. تقول "كلما أعجب بفتاة، أواجه مشكلة في مصارحتي لحبي لها مع العلم أني أريدها بشدة"... ثم تحبط إذا
سبقك إليها أحدهم وتبدأ في تدمير نفسك أو في صب غضبك على نفسك ثم تحاول تخفيف الضيق بالتدخين ومشاهدة الجنس والاستنماء... كلمة "كلما"
في بداية الجملة تعني أن هذا يحدث مرارا وتكرار أو على الأقل أنه قد حدث أكثر من مرة.
ما تفعله هو أسلوب طفولي.. من التي تريد الارتباط بطفل؟؟
من ناحية أخرى، ما الذي يعجبك في البنت التي تريد مصارحتها بإعجابك؟؟ ماذا لاحظت فيها؟ ما هي اهتماماتها؟ ما هي هواياتها؟ ما هو الأسلوب الذي تفضله في الحوار؟
من يسبقك إلى اصطياد قلبها (في الحقيقة هو يسبقك إلى بدء الحوار معها فقط) لا بد وأن يكون قد انتبه إلى الفتاة بالقدر الكافي كي يلاحظ ما سوف
يعجبها وكيف يبدأ معها الحوار.. حتى وإن لم تكن مشاعره صادقة ويريد فقط التلاعب بها ولكنه انتبه بالقدر الكافي لكي يعرف كيف يتقرب إليها ويقول لها ما يعجبها.
ما تفعله أنت هو أنك تركز على نفسك فقط وتطلب المستحيل.. أن تعجب بك كل فتاة تطلبها.. اختلاف الأذواق شيء طبيعي بين البشر وما تطلبه أنت لم يحظَ به أي إنسان ولا حتى الأنبياء.
أنصحك أن تثقف نفسك في مهارات التواصل والحوار.. ابدأ بداية جديدة ومختلفة... لما سوف تسمح أنت لفتاة معينة بالدخول في حياتك؟؟... ما هي
مواصفات شريكة الحياة المثالية بالنسبة لك.. أكتب (بالورقة والقلم وليس في ذهنك ولا على الكمبيوتر) ثلاثون صفة على الأقل للفتاة التي تريدها في حياتك بما فيها تعليمها وهواياتها واهتماماتها... إن لم تستطع فلست مستعدا للحب والارتباط حقيقة وتريد فقط أن تعجب بك الفتيات بدون سبب..
قد يبدو كلامي غريبا ولكن في الحقيقة إذا ركزت فقط على نفسك فمن الأفضل أن تترك بنات الناس في حالهن.
ثقف نفسك أيضا عن الحب.. ما هو الحب؟ وما الفارق بينه وبين الإعجاب أو الانجذاب؟
الإعجاب والانجذاب في الأغلب تكون مسألة بيولوجية وممكن أن تحدث مع المئات والآلاف من الفتيات.. أما الحب فيحتاج أربعة أشياء بالتبادل ما بين الطرفين ونمو مستمر فيها: المعرفة (أو الحميمية وهي لا تعني الجنس وإنما القرب النفسي والروحاني والفكري)، الاهتمام (أو الشغف)، الاحترام، المسؤولية (الالتزام)
مسألة الحب والارتباط الناجح ليست مجرد مهارة اصطياد القلوب وإنما أيضا مسألة بناء الشخصية والعلاقة الإنسانية.
ثم ماذا سوف يحدث وماذا سوف تقول بعد أن تقبل بك إحداهن وتبادلك الإعجاب؟ ما هي الخطوة التالية ؟ فيما سوف تتحدثان؟ ماذا ستفعلان معا؟
لماذا؟.. أغلب الظن أنك سوف تريد ممارسة شروطا وتحكمات على الفتاة لكي تثبت حبها لك أو أن تتفانى أنت في إثبات حبك لها مع أن الحب لم يحدث بعد.. هذا لا يؤدي إلا للمعاناة.
تحل بالصبر وافهم أولا ما تريد تحديدا ولماذا قبل أن تبحث عن الارتباط السريع لتطمئن على أنك مرغوب فيك.. لا تقلق.. هناك الكثيرات ممن سوف يحببنك ويرغبن فيك ولكن ليس قبل أن تجد أنت في نفسك صداقة ومحبة مع نفسك أولا.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير و الصواب