عذابات تحولت لخيالات جنسية مزعجة
السلام عليكم، تحية طيبة وشكراً لإتاحة الفرصة للحصول على رأي خبير في مواضيع حساسة وشائكة يصعب الذهاب للعيادات لطرحها دونما إطالة مررت بتجربة زواج أليمة استمرت عشرين عاماً إلى أن انفصلنا منذ عامين، لا أبالغ إن ذكرت أنها كانت قاسية بشدة على عدة نواحي لحد أني لا أعلم كيف تحملتها وربما الخوف على الأطفال من التشرد وحبي له هما ما كانا يشحذاني بالصبر.
ومن ضمن ما تعرضت له في تلك الزيجة هي مصارحته لي منذ مرحلة الخطوبة أنه معجب بجمال شقيقتي وكان ينقل لي كلاماً بلسان الغير لامتداح شكلها وقوامها وفي المقابل لا أتذكر مرة زوجي امتدحني أو أثنى على أي شيء يمس أنوثتي سواء كان شكلياً أم معنوياً، وصل الأمر لعبارات غير مقبولة وخارجة عن إطار الآداب والذوق العام ثم استمر الأمر بامتداح غيرها لاحقا بأمور حساسة كان يقوم ببعض التصرفات التي توضح لي أنه يتخيل غيري عندما يكون معي ويتجنب النظر لي دائماً.
مع العلم بأني جميلة بقدر معقول ومتوسط على الأقل من الناحية الظاهرية ولي حسنات معنوية كثيرة يمتدحها الغير سواه لقد عشت إلى جانبه مكسورة القلب والخاطر لكنني لم أفكر بخيانته مطلقا بأي شكل رغم ما اكتشفه لاحقاً من صدمات أدت في آخر المطاف للانفصال، الآن لي قرابة العامين منفصلة ولا أفكر بالارتباط لما تراكم داخلي من جروح غائرة بنفسيتي من عالم الرجال بسبب تجربتي السابقة مع أني أعلم بأن أصابع اليد مختلفة ولكني لا أزال أشعر بالرغبة الجنسية بشكل طبيعي التي تزداد بين الحين والآخر.
أحياناً أحلام الليل تخففها وأحياناً ألجأ بكل أسف للمتعة الذاتية ولكن ليس بشكل مفرط فقط عندما تزداد الحاجة المشكلة التي أطرحها عليكم أني تغيرت أمور بنفسيتي وصارت تطرأ علي أشياء غريبة فقط تظهر وقت المتعة الذاتية ألا وهي أني لأصل للمرحلة النهائية لابد وأن أدخل أجواء خيالية غريبة مثل أن أتصور نفسي رجلاً - مثلاً طليقي وهو مع أخت زوجته ويقول لها كلمات مشابهة لتلك التي كانت تجرحني وما يماثلها - وهذا ما يسبب لي هيجانا شديداً أرتاح جسدياً بعدها ثم أدخل في مرحلة الخجل من ذاتي لأني أشعر أن هذه أمور مخجلة ولا أعلم هل هي شذوذ أم لا لا أميل لجنسي خارج هذه الخيالات المحدودة ولا أتصور نفسي رجلاً بأي شكل في حياتي لكن ساعة حاجة الجسد تنزل هذه الخيالات باستمرار ويكاد ألا يوصلني سواها وهذا شيء مزعج لي خاصة أني ملتزمة بالصلاة والصوم والحجاب ولم يسبق لي أن دخلت في أي نوع من العلاقات العاطفية مع أي طرف عدا زوجي السابق.
الآن أود أن أتخلص من هذه الهواجس وأود أن أفهم لما تسيطر على ساعة الحاجة الجسدية؟ خاصة أني لا أظن لدي ميول شاذة ولا أعلم لماذا صارت هذه الوسيلة الوحيدة للراحة؟
أشكركم
وتقبلوا اعتذاري لو كان بعباراتي ما يخدش
16/6/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ما تشيرين إليه في استشارتك ليس بغير المعروف في الممارسة المهنية، ولا يتم التصريح به بسهولة، ومصدر إزعاج مستمر للمراجع بين الحين والآخر. هناك مصطلحات عدة لوصف هذه الهواجس، وجمعها تقع ضمن التأثيرات المتأخرة للصدمات. زواجك كان صدمة مزمنة والعلاقة الزوجية كانت علاقة قسرية تستهدف السيطرة على الزوجة وإهانتها. هذه العلاقة القسرية تصل الذروة إذا شملت العلاقة الحميمية الزوجين.السلوك الذي تتحدثين عنه إطاره ومحتواه استرجاع الحياة الماضية للأسباب التالية:
١- شدة صدمات الماضي.
٢- عدم وجود الفرصة للتعبير الصريح عن آلام الحاضر والماضي.
٣- غياب السند الاجتماعي.
٤- احتياجات ناقصة متعددة لم يتم تلبيتها.
٥- الشعور بالذنب بسبب ما حدث في الماضي.
٦- الشعور بالذنب بسبب الاكتئاب.
يحدث استرجاع الماضي وآلامه أحياناً أثناء السلوك الجنسي للإنسان وممارسة المتعة الذاتية.
التوصيات:
١- معرفة مصدر الهواجس وعلاقتها بالماضي يساعد الكثير على التخلص منها تدريجياً. تميل هذه الهواجس إلى فقدان قوتها تدريجياً مع الوقت.
٢- عند الوصول إلى المرحلة التي تداهمك بها الهواجس لا تحاولي مقاومتها، ولكن إدخال خيال إضافي يصاحبها.
٣- عدم الشعور بالذنب بعد ممارسة المتعة الذاتية بسبب الهواجس.
٤- إذا سنحت لك الفرصة للحديث عن الماضي وآلامه وعلاقته بالحاضر، فعليك أن تفعلي ذلك.
٥- حاولي مراجعة ظروفك الاجتماعية والتواصل مع بقية البشر ولا تدعي الماضي يشل حياتك.
٦- إذا كنت تعانين من أعراض اكتئابية فعليك بمراجعة طبيب نفساني.
وفقك الله.