تقدم لخطبتي لكنه أبكم/أصم
السلام عليكم أنا شابة عمري 23 سنة, عزباء ومغتربة مع أهلي. أعاني من مشكلة في اتخاذ قراري فيما يخص مستقبلي والحياة الزوجية, في يناير بعد وفاة جدتي بمدة قصيرة عندما كانت أمي في البلاد تقدم لي ابن خالها لخطبتي, هو إنسان أبكم/أصم وفي 24 من عمره تربطني به علاقة طيبة جداً لأننا نشأنا مع بعض منذ الصغر إلى أن سافرت في 16 من عمري. بعد التفكير وافقت عليه مبدئياً بدون
أمور رسمية وقولت لما لا إنسان محترم خلوق يعمل ويملك بيته الخاص ومستعد للزواج, بحكم أني مغتربة لم نتقابل بعد وبقينا على تواصل إلكتروني والتكلم بالإشارات وهكذا إلى أن نلتقي في الصيف, في وسط العلاقة قتلني التفكير في المستقبل والأولاد وهل سأكون صبورة؟ وهل سأقدر على التواصل معه في الأمور الرسمية؟ وشعرت أني لست مرتاحة معه رغم هو كان سعيد والعائلتين كانوا يخططون لحفل الخطوبة إلا أن ما أحس أني فرحة ولا كأني أنا التي على وشك الارتباط بشخص في ظرف سنتين.. صليت استخارة إلا أني دخلت في حالة اكتئاب حاد وتمنيت أن لا أتحدث معه وأنهي القصة. فكرت وفكرت وقررت أقطع علاقتي معه وفعلاً وقتها كأنه هم كبير وثقل كبير كان على قلبي في لحظة اختفى.
مرت الأشهر وقبل رمضان بأيام كلمته لتهنئته بهذا الشهر الكريم مع العلم قطع اتصالاته معي وتوترت العلاقة وبعد رسالتي بقينا نتحدث وأحسست بالذنب لأنه دخل في فترة سيئة بعد العلاقة فقررت أعطي فرصة ثانية ونتحدث فقط لكن للأسف هو تفكيره اتجه على أساس أني موافقة عليه.. هو يعجبني كشخصية ولكنه ليس الإنسان الذي أتخيله كزوجي أو الذي سأتقاسم حياتي معه فأنا إنسانة مرحة أحب التحدث والضحك والنكات وفي نفس الوقت عصبية وكتومة يعني لو صارت مشكلة مستقبلاً كيف سيفهم غضبي أو حزني وكلماتي التي أريد إيصالها؟ فلغة الإشارات صعبة بعض الشيء لتوصيل المقصد إلا بعد محاولات كثيرة
ماذا أفعل؟ المسألة فعلا أتعبتني جانب الواقع والعطف يقتلاني.. أتمنى أتلقى الإجابة الصحيحة والنصيحة التي ستساعدني
19/6/2018
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرحب بكي على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لكي لمشكلتك، استشعرت من طرحك لمشكلتك أن لها شقين أتمنى أن يوفقني الله في مساعدتك فيهما، ألا وهما الشق الأول يتعلق بثقتك بنفسك وكيفية تنميتها لأنها ستنعكس إيجابياً عليكي بإذن الله في حياتك المستقبلية، الشق الثاني وهو كيفية اختيار شريك الحياة، أو المحاكاة التي تساعدك على اختيار شريك الحياة بكفاءة.
بادئ ذي بدء سأتناول معكي الشق الأول من مشكلتك وهو ثقتك بنفسك وكيفية تنميتها، فتذكري قول الله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (سورة الرعد:11).
وتعالي نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيداً عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، لاحظت في كلامك أن لديك نظرة متدنية لذاتك ومفهومك لذاتك أيضاً، فمن خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبياً.
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به وهو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصلي عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبعي العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابياً على المحيطين بكي، فعليكي أن تبحثي داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فأنتي وصلتي إلى مرحلة التعليم الجامعي فلست فاشلة دراسياً، فأنتي لديك القدرة على الإنجاز.
وليس هناك إنسان عنده ثقة كاملة بنفسه، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر.
الشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعاً ما، عندما يكون أمام تحدّ جديد، كلقاء الناس الجدد عليه.
هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، ومنها ما يلي:
حاولي أن تتعرفي إن استطعت على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو بوجود من يكثر انتقادك، لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحياناً مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.
تذكري بأنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاولي أن تتعلمي بعض الدروس من أخطائك، وتجنبي الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحياناً لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل.
مما يعزز الثقة بالنفس كثيراً موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهل أنت تتقنين بعض الأعمال، أو هل تتحلين بالروح المرحة، أو تتقنين هواية من الهوايات؟
اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك، كما قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم" (سورة إبراهيم: 7)، فحاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وأن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.
ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكري الله عليه، وانظري في المرآة، وابتسمي لنفسك، وقولي الحمد لله على ما وهب!
حاولي أن تعبّري عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، في بعض لحظات الضعف، لا بأس أن تتصنعي أو تتظاهري بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، تصرفي وكأنك أكثر فتاة لديها ثقة بنفسها، ولماذا لا؟!
تذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا، ولاشك أن الاكتئاب الذي تعانين منه يمكن أن يفسّر الكثير من ضعف الثقة بالنفس.
أما بالنسبة للشق الثاني المتعلق باختيار شريك العمر؛ إذ إن اختيار الزوج المناسب هو أول خطوة من الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، فعادة ما يتقدم للفتاة عدد من الشباب الخاطبين، تختار من بينهم مَن تعتقد بأنه الأنسب لها طالما أمكنها ذلك، وخير ما تختار هنا، هو ما أشار إليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، والحياة بتجاربها الواسعة التي نراها أمام أعيننا يومياً،
أثبتت أهمية عامل الدين في اختيار الزوجة للزوج، والزوج للزوجة؛ إذ إن صاحب الدين والخلق يحافظ على زوجته ويحسن معاملتها ولا يظلمها، فالدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهو أمر تستقيم معه معظم الأمور الحياتية،
ومن الأمور المهمة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوج المناسب، توفر التكافؤ بين الطرفين والذي يتمثل بالتوافق والتقارب الاجتماعي والتقارب العلمي والثقافي والنفسي أيضاً، الانسجام الفكري مهم كذلك، ويمكن اكتشاف مدى توافق الزوجين الفكري خلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بحياتهما المستقبلية (الأمور المالية – إنجاب الأطفال – العلاقات الأسرية والاجتماعية – قضايا العمل وغيرها) كما أن هذه النقاشات تفسح المجال للتعرف على مدى تقبل كل منهما لآراء الآخر، خاصة مع وجود اختلاف في وجهات النظر، عنصر آخر مهم رغم تهميش الكثيرين له إلا أنه أساسي، وهو الجانب المادي، وهو من الأمور التي يجب أن تلتفت لها الفتاة عند اختيارها الزوج المناسب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة نفقات الزواج وإمكانية إعاشة الرجل للمرأة،
والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة الرجل على الإنفاق، فليس محموداً أن تقبل الفتاة بأي شاب يتقدم لها مجرد اقتناعها بفكرة الزواج، أو وجود مزايا جانبية أخرى، فيجب أن يكون لديه على الأقل ما يكفيه ويكفي زوجته، وهو ما يوفّر الكثير من الخلافات التي قد تنشأ بعد الزواج، ولا نقصد على أية حال أن يكون الزوج ميسوراً وغنياً، فيكفي القدرة على النفقة ليكون كفؤاً للزواج، ولنا في الآية الكريمة موثقاً من الله في ذلك، حيث يقول _تبارك وتعالى_: " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (النور/32)، أتمنى لكي التوفيق في اختيار شريك حياتك مستقبلاً وان تستمري في تواصلك معنا من خلال موقعنا لنطمئن عليكي.
اقرئي على موقع مجانين:
توكيد الذات،إثبات الذات
كيف تؤكد الذات؟
التعليق: للأسف لم تفدني الإجابة, كنت اتمنى معرفة القرار الصحيح أو التوجيه ولكن كل الذي قرأته نصائح حياتية معروفة لكن أشكركم على وقتكم ..
ولو في أحد من القراء لديه نصيحة فليكتبها وشكرا