نفسية...
السلام عليكم ورحمة الله ما عارفة أبدأ من وين والله أنا طالبة عمري 17 سنة. أنا ضائعة وما عارفة كيف أعبر عن مشكلتي... بحس أن عندي مشكلة في التفكير. (ممكن تكون مشكلة عقلية أو خلل في وظائف الدماغ). مثلا لما أكون أريد أتكلم ما بعرف أصلا أنا شو بدي أقول وما قادرة أفهم الأشياء الطبيعية في الحياة مثل كل الناس.... ما بعرف أتصرف كيف في أي موقف في الحياة... وما بعرف أتكلم... ما قادرة أتفاعل مع الحياة بالشكل الطبيعي مثل كل الناس.. بحس رأسي فارغ وما بعرف أتكلم في أي شيء مع شخص.
يعني مثلاً لما شخص يقول لي أي شيء أنا ما بعرف أصلا أنا شو بدي أقول ما بقدر أتفاعل مع الشخص.. وده السبب اللي خلاني ما أقدر أتواصل اجتماعياً مع الناس وما بقدر أتكلم مع شخص في أي حوار حتى لو كلام بسيط. لدرجة الشخص الثاني يعتقد أني مملة بس أنا والله ما بكون عارفة شو أقول أحاول بقدر الإمكان أظهر أني طبيعية بس دائماً بفشل وما بعرف أصلا أنا بدي أعمل شو أو بدي أصل لشو من الكلام. ممكن تقول أن عندي فقدان للبصيرة في الحياة وفقدان للتعامل مع الواقع وإدراكه وفقدان للوعي والتفكير. وإذا بتعرف أعراض اضطراب الفكر والسلوك أنا عندي أغلب هذه الأعراض.
تقريبا عندي مشكلة في العمليات المعقدة في الدماغ لأني أنا تفكيري في أي شيء في الحياة مجرد تماماً وبكون تفكير متبلد وخالي تماماً من البصيرة.. بحس أن تفكيري فيه مشكلة.. بحس أن عندي تخلف عقلي لأن ما بقدر أفكر طبيعي.. مثل كأن في حاجة مغطية مخي وما نعاني أفهم أي شيء في الحياة بشكله الطبيعي وأنا فاقدة للبصيرة تماما في الحياة وما قادرة أفكر وأفهم أي شيء بالشكل الطبيعي.
يعني أنا بفكر في أي حاجة في الحياة بطريقة مختلفة عن الناس وبكون تفكير متخلف ومتخبط تماماً. بحس مثل كأن عندي تخلف عقلي واضطراب في الإدراك وتبلد ذهني أو هكذا شيء... ما قادرة أفهم شيء يعني في خلل في مخي متأكدة.. حاسة نفسي ضائعة تماماً.... وسلوكي غريب أمام الناس لأن بكون حاسة نفسي ضائعة تماماً حتى نفسي ما قادرة أفهمها طبيعي بسبب المشكلة التي عندي... حتى لما أكون في شخص بحكي معي ما بعرف شو أقول ولا شو بدي أحكي ما بكون عندي ردة فعل وتفاعل تجاه الكلام مثل ما كل الناس تتفاعل مع الكلام .... فبحاول أرد للشخص بأي كلام حتى لو كان ما عند معنى وما منطقي وما مناسب للموقف (دائماً كده.. ) بس والله ما بكون عارفة شو بدي أقول فبحاول أقول أي كلام عشان ما أتحرج أمام الشخص.. وبتعب كثير عشان أرد على أي كلام والله العظيم...
حتى لما أجلس مع مجموعة من الناس ما بقدر أتفاعل معهم في أي موضوع يعني بكون كأني ما موجودة وبحس نفسي ما قادرة أعمل ولا قادرة أقول أي شيء (أنا حاولت كثير أغير الحالة دي بس بدون أي فائدة)... بحس أن تفكيري مضطرب وتفكيري في الأشياء مختلف تماماً عن الناس (ما بقصد مختلف بمعنى إيجابي.. بس ما بقدر أفهم الأشياء طبيعي حتى كلام الناس وأحاديثهم ما بقدر أفهمها وأدركها بالشكل الطبيعي وما بقدر أستجيب للشخص في الكلام بشكل تلقائي (والله ما عارفة كيف أشرح الحالة هذه؟؟!).. ما بقدر أتكلم مع الناس بتلقائية وأغلب الوقت بكون صامتة... أصبحت أحاول ما أجلس مع الناس وأتجنبهم لأني ما قادرة والله العظيم أغير هذا الوضع... أتمنى لو تساعدوني مع العلم أني داخلة على الجامعة وبدي أجمد السنة الأولى لأن ما حقدر والله العظيم
آسفة كثير على الكلام المتخبط والغير مرتب بس ما بعرف أتكلم والله... حاولت أشرح لكم حالتي والله العظيم بس لسه حاسة أني ما قادرة أعبر عن مشكلتي منيح بس مشكلتي ما قادرة أفهم وأفكر طبيعي ولا قادرة أعبر....
شكرا كثير على الاستشارة...
.... وربنا يوفقكم إن شاء الله.
27/7/2018
رد المستشار
لم تحوي رسالتك أي شيء عن حياتك وظروفك التي لربما لها دور كبير فيما تعانينه. وردت برسالتك بعض المصطلحات الطبية مثل فقدان للبصيرة في الحياة، وفقدان للتعامل مع الواقع وإدراكه، وفقدان للوعي والتفكير، وتخلف عقلي واضطراب في الإدراك...، لست أدري إن كنت تدركين ما تحمله هذه المصطلحات من معاني.
إليك بعض التعريفات لهذه المصطلحات التي تعرفها معاجم الطب النفسي وبشكل بسيط.
التفكير : تعبر الكلمة عن التفكير والتأمل، وهو أحد العناصر التي يتم فحصها في اختبار الحالة العقلية، ومن المفترض أن التفكير عملية تشمل تتابع الأفكار نحو غرض معين، وتفسير الرموز والأمور بما يؤدي إلى استنتاج منطقي، ومن أنواع التفكير الطبيعي التفكير المجرد، أما اضطرابات التفكير فإنها تؤدي إلى خلل العملية أو الشكل أو المحتوى، وهي علامة على اضطراب العقل. فأنت لا تعاني من خلل التفكير
البصيرة : يعني الاستبصار في الطب النفسي مقدرة المريض على فهم الأسباب الحقيقية والمعاني وراء المواقف، والمثال على ذلك رؤيته لحالته المرضية: هل هو مريض فعلاً ؟ وما هي طبيعة مرضه؟. فأنت لا تعاني من خلل الاستبصار أو البصيرة والدليل أن رؤيتك لحالتك المرضية
الإدراك : يضمن الإدراك تفسير ما تستقبله الحواس مثل ما نراه وما نسمعه، وتعني عملية الإدراك تحويل المنبهات الحسية إلى معلومات في نطاق الوعي، ومن اضطرابات الإدراك الهلاوس بأنواعها، والخداعات، وتوجد اختبارات إدراكية لاكتشاف الخلل في وظائف الإدراك الحسي والحركي. فأنت لا تعاني من اضطرابات الإدراك أي أنك لا تعاني من الهلاوس.
التخلف العقلي : هو نقص معدل الوظائف العقلية والمهارات قبل أن يصل الشخص إلى عمر 18 عاماً. فأنت لا تعاني من التخلف العقلي والدليل أنك مقبلة على دخول الجامعة بعد تجاوزك كل المراحل الدراسية .
الوعي : يشمل الوعي وظائف الإدراك والتفاعل مع المؤثرات الداخلية والخارجية، وتؤدي اضطرابات الوعي إلى درجات متعددة من فقدان هذه الوظائف عند الإصابة بخلل في الجهاز العصبي. فأنت لا تعاني من وظائف الإدراك والتفاعل مع المؤثرات الداخلية والخارجية أي لا يوجد خلل في الجهاز العصبي. فالانتباه هو توجيه النشاط العقلي لموضوع ما، عندما تظهر علامات الانتباه في وجه الفرد وفي توجيه بصره إلى الأمر المقصود، وفي إصغائه ومتابعته إلى حديث الآخرين. هنا المشكلة في عملية الانتباه والتركيز أيضا .... ...
ليس فيما ورد من مصطلحات هي مشكلتك، حاولت من خلالها أن تعبري عن معاناتك، فمشكلتك تكمن في عملية الانتباه. يبدو من خلال رسالتك أنك تشكين من تشتت الانتباه عندما تحاولين التركيز على ما تقومين به من أعمال أثناء محادثة أو الإصغاء للآخرين حيث يصعب عليك المتابعة.
أعراض تشتت الانتباه وضعف التركيز واضحة من خلال ما ورد في رسالتك (ما قادرة أفهم الأشياء الطبيعية...أي شيء أنا ما بعرف أصلا أنا شو بدي أقول.... وما قادرة أفكر وأفهم أي شيء بالشكل... ما قادرة أفهم شيء يعني في خلل في مخي ... حتى لما أكون في شخص بحكي معي ما بعرف شو أقول ولا شو بدي أحكي ...ما بكون عندي ردة فعل وتفاعل تجاه الكلام... ما بقدر أتفاعل معهم في أي موضوع يعني بكون كأني ما موجودة وبحس نفسي م قادرة أعمل ولا قادرة أقول أي شيء... ما بقدر أفهم الأشياء طبيعي حتى كلام الناس وأحاديثهم ما بقدر أفهمها وأدركها بالشكل الطبيعي وما بقدر أستجيب للشخص في الكلام بشكل تلقائي)..
ويبدأ تشتت الانتباه مع الفرد منذ الصّغر، بحيث يصبح الفرد غير قادر على التركيز في الأمور . ومن هنا كان يصعب عليك إدامة انتباهك وتركيزك على موضوع الحديث أو الإصغاء واستخلاص المعاني التي يحتويها الموضوع المراد الانتباه إليه بسبب تشتت الانتباه لديك. وما أريد أن أطمئنك أن تشتت الانتباه لا يُصنّف على أنه واحد من صعوبات التعلم، والدليل أنك تجاوزت كل المراحل الدراسية ومقبلة على الالتحاق بالجامعة بل يتمّ التعامل معه على أنه واحد من المشكلات السلوكيّة. إحساسك أو شعورك بأن تفكيرك متبلد (تفكير متبلد وخالي تماما من البصيرة) أو أنك متخلفة عقليا (بحس أنو عندي تخلف عقلي) أو غير قادرة على التفاعل مع الآخرين (حتى لما أجلس مع مجموعة من الناس ما بقدر أتفاعل) أدى إلى نوع من الخوف وتجنب أي نشاط اجتماعي (أقدر أتواصل اجتماعيا مع الناس... أصبحت أحاول ما أجلس مع الناس وأتجنبهم) وهنا يأتي إحساسك بالوحدة( حاسة نفسي ضائعة تماماً).
وهذا مما لا شك فيه يكون أثر كبير في حياة الفرد، لربما يؤدي إلى صعوبة في التخطيط وتحديد الأولويّات وإحساس بالقلق والتوتر المستمر وضعف الثقة بالنفس، وصعوبة في التعامل مع المشاكل المختلفة كما هو تماما في رسالتك. كوني قوية...
لا تدعي هذه الأفكار أو الوساوس (فقدان للبصيرة في الحياة، وفقدان للتعامل مع الواقع وإدراكه، وفقدان للوعي والتفكير، وتخلف عقلي واضطراب في الإدراك... وغيرها.) تتمكن وتسيطر عليك وتجعلك فريسة لمصطلحات لا تمت لحالتك بشيء.. بما أن مشكلتك واضحة فما عليك إلا أن تبذلي قليلا من الجهد في عملية الانتباه وأن تحاولي التركيز قدر الإمكان. لا تيأسي مهما كان الأمر...
وأنصحك بزيارة طبيب أو اختصاصي نفساني لمساعدتك...
لك احترامي...