بلا أصدقاء بسبب مرضي النفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أصابني مرض نفسي منذ صغر لم أستطع أن أتعرف إليه إلا بعد وقت متأخر
لا أعرف حقاً إن كنت أستطيع بالتفاصيل والمجريات أن أصف تفاصيل مرضي النفسي خصوصاً بعد تلك السنين الطويلة التي مرت ونقضت في تلك السنين لم يكن هناك شئ طبيعي في حياتي هذا هو المؤكد، لكن سأذكر بعض التفاصيل التي يمكن أن تساعدني في توضيح مرضي النفسي
كان لدي تأخر في النطق ، دخلت المدرسة بسن مبكر ، وكنت أذهب وراء حائط جدران المدرسة أتذكر أمي وأبكي، كنت خجولاً في المدرسة ، عيناي دائماً في الأرض ، علاقتي محدودة بالآخرين ، هادئ ، غير متفوق ، كنت أكره المدرسة حقاً ، تفاعلي معدوم في المدرسة. وكنت أصاب دائماً بالإحراج والارتباك والتعرق عندما يقوم الأستاذ باستدعائي ويجعلني أقف أمام أعين طلاب صفي لتسميع أنشودة أو آية قرآنية
لقد تعرضت للتنمر من قبل طلاب المدرسة البعض منهم ، وأيضاً أتذكر بعض المعلمين الذين كانوا يصرخون بشدة ويعاملونني بطريقة سيئة، وكان يتم اعتماد الجلد بالعصا على الأيدي عقابا لمن يشاغب ، وكانت شخصيتي في المدرسة الطالب الهادئ دائماً.
أتذكر موقف مع أحد المعلمين كيف كان يهددني إن لم أسمع كلامه سينقلني إلى صف الأطفال وقتها قمت من مقعدي وذهبت إليه وترجيته أن لا يفعلها، كان عمري 10 سنين وقتها كنت صغيراً لا أذكر أن شخصاً مثلي هادئ وضعيف الشخصية لا يستطيع أن يأخذ حقه بيده يستطيع أن يفعل شيئاً سيئاً ليجعل المعلم يتصرف هكذا
هذا المعلم كان يرافقني منذ صغري بنفس المدرسة وحتى عندما كبرت كان يتهكم بي أتذكر عندما أرغمني على فتح الجوائز التي استلمتها كتحفيز بعد أن أنهيت دراستي مع أستاذ صعوبات التعلم، من بين الجوائز كانت هناك جائزة مضرب التنس قام بفتحها وجعلني ألعب معه رغماً عني أمام الطلاب
كانت لدي صعوبات تعلم في مادة الرياضيات وكان هناك معلم يأخذني كل يوم، لقد تركت المدرسة نهائياً عام 2009 بعد أن انتقلت إلى مدرسة أخرى رأيت فيها وضع مشابه للمدرسة التي كنت فيها لكن من دون تسلط المعلمين، الأولاد كانوا أكبر مني وكانت تصرفاتهم مزعجة من حولي كانوا يبصقون ويفعلون أمور مزعجة.
بعد أن تركت المدرسة شعرت براحة كبيرة كانت حياتي تنصب على قنوات سبيستون وامبسي ثري في العام الذي تركت فيه المدرسة كان والدي قد قرر أن يرجع إلى مدينتهِ التي نشأ وتربى عليها، تركنا المنزل وقلت انتهى فصل من حكايتي وأغلقت عليه الباب وقلت له وادعاً للأبد
عندما وصلنا إلى مدينة والدي كانت حالتي طبيعية بعد أن بدت سنة جديدة علينا في المدينة الجديدة، أهلي أرادوا مني أن ارجع إلى المدرسة ورجعت أول يوم في المدرسة كان مزعجاً جداً لي، بعد أن استلمت الكتب ورجعت إلى الصف وجلست على مقعدي نظرت من حولي على الطلاب شعرت أنني لا أبدو بخير وكانت أنفاسي مخنوقة .. كنت أحترق بصمت.
رجعت إلى البيت متضايق ومهموم أستمر هذا الحال 4 أيام بعدها انفصلت من المدرسة نهائياً ولم يعد لي قبول فيها، والتزمت البيت حتى يومنا هذا ، كنت أقضي حياتي أمام الحاسوب مستمتع كنت أظن أنني سألقى الراحة الأبدية لكن ما وجدته أنني أعاني، ليس لدي حياة طبيعية ليس لدي خصوصيات ليس لدي هاتف عليه أرقام أشخاص أعرفهم وأتصل بهم ليس لدي مكانة واضحة في الحياة
ليس لدي أصدقاء ليس لدي شعور الإنسان الطبيعي الذي يحاول أن يقول ما يشعر به بصراحة ، وجرأتي بنفسي وبصوتي معدومة بشكل تام حتى الآن
كانت حالتي تزداد سوء كنت أصرخ أؤذي نفسي وأبكي بصوت مرتفع تدهورت حالتي وذهبت إلى عيادة نفسية في جدة لكل جلسة أجلسها مع المستشار النفسي كان تكلفتها 300 ريال، أول جلسة جلستها مع المستشار شعرت وكأنني في كرسي الاعتراف كان يسأل وأنا لا أستطيع أن أجيب عليه ومرة خرجت من غرفته أرجعني وكان يخيفني بجلسة كهربائية إن لم أسمع كلامه... أدت في النهاية تلك الجلسات إلى فشل فعاليتها معي ولم أستطيع أن أتجاوب معها... لكن حصلت على بعض الأدوية المضادة للاكتئاب واستمريت عليها حتى تركتها ولم أعد أخذ منها
حتى انتبهت لي والدتي وأصرت على أن أرجع وآخذ الدواء بعدها عدت وأخذته أحسست بألم شديد وضربات في الجسم شاهدتني وأنا أتألم بعدها وافقت على ترك الدواء مرت السنين وأنا بمزاج متقلب بسوء حالي وصعوبة السيطرة على نفسي، شديد الانفعال ، متعصب ، ويصرخ ، ويؤذي نفسه ، حتى تفاجأت بقرار رحيلي إلى مركز إعادة تأهيل عقلي وسلوك نفسي
كنت مصدوماً جداً من هذا القرار لم استوعبه وكنت خائف جداً مما سيحصل معي في هذه التجربة، حان الوقت لكي أذهب للمركز اشتريت ملابس جديدة وأحذية جديدة لأنني سأمكث في المركز سنتين والدتي قالت أنني سأمكث فيه شهرين وستعود لكي تأخذني
لكن هذه الكذبة البيضاء التي اتضح كانت وسيلة لكي أرضى وأتقبل عندما يحين وينكشف لي الأمر الواقع، فتحت لنا أبواب المركز دخلت وجلست قرب والدتي وكنت أقول لها .. أمي هل سيطول بقائي هنا ! ، قالت لي لن يطول إن شاء الله !
ذهبت والدتي أول يوم في المركز كنت أبكي بشدة لم تكن لدي رغبة في الأكل وكان في المركز أشخاص لا يفهمون عن الحياة شيئاً، كانوا فقط يأكلون ويشربون وينامون ليس لهم في الحياة هموم مما جعلني أتعاطف معهم وأقدر إحساسهم وأحاول أن أفهمهم
مرت الأيام على المركز وبدأت أتقبله رغماً عني كنت كئيب المنظر ولا أبتسم ودائماً أقف عند النافذة وأبكي استمريت على هذه الحال شهور طويلة، تعرضت للضرب ، وسوء المعاملة ، والتقليل من الذات ، ساءت تصرفاتي وأصبحت شخص سيئ يفتعل المشاكل وأحياناً تأتي بنفسها إلي تلك المشاكل
الطبيب النفسي التي تم توكيله لأجل مناقشة حالتي وحالة كثيرين غيري أمر بتغير الدواء وقت أن غير الدواء وقمت بأخذ الدواء الذي وصى به حصلت لي نتائج عكسية بعد أن أنهيت العشاء وأخذت الدواء استلقيت على السرير لكي أنام أغمضت عيني وشعرت أن الدواء رائحته تخترق أنفاسي نمت واستيقظت في ساعة متأخرة والكل نائم
كان رأسي يتضارب مع الألم كان فعلاً ألم شديد وقع على رأسي لم أستطع أن أنام رددت بنفسي .. أريد أن أنام فقط أريد أنام
. مضى الليل كله وأنا مستلقي في السرير استقبلت اليوم الجديد مع شروق الشمس وكان الجميع يظن أنني كنت نائم شكيت للمسؤول لدي وقال أنه سينظر في أمري عندما حان وقت الإفطار لم أستطع أن أضع شيئاً في فمي كنت أحاول فعلاً أن أجعل اليوم يمر دون استفهامات أو ملاحظات قد تجعلني تحت الأنظار لكني أخذت من الملاحظات شئ قاسي جداً لم يستطع أحد أن يفهمه وأنا لم أستطع أن أوضح أن هذا بسبب الدواء تعرضت لتسلط وأنني مثل الأطفال لا أستطيع أن أكل مضت شهور على ذلك بين ترقب شديد من مسؤلي المركز خسرت 30 كيلو غرام من وزني وبكيت بعدها
لكن تلك الشهور الصعبة عدت وعدت أكل كما في السابق وكنت محبط حزين وأبكي كما العادة، كانت تقام رحلات في المركز لم أكن متحمس لها كثيراً البعض منها كان ممتعاً لكن سرعان ما أشعر أنني أعاني كل يوم وأبكي كل يوم وأشعر بالعجز والضعف كل يوم مهما كانت هناك لحظات ممكن أن تخدرني لبعض الوقت
نسيت أن أذكر أنه في الزيارة الأولى لأهلي تعرضت لصدمة نفسية بعد أن غبت عنهم لمدة سنة كاملة وعدت لكي أراهم، كان شعوراً غريباً جداً وكان هناك صوت عالي يخرج من رأسي أشعر بقوته لم أستطع أن أتحسن لذلك رجعت مرة أخرى.
مرت الأيام حتى حانت الزيارة الأخرى، عندما أقترب موعد سفري فرحت كثيراً وكنت مستعجلاً للعودة حتى أتى اليوم المنتظر كنت مرتبكاً ومحتاراً ومكتئباً من هذا المكان لا أريد العودة إليه أبداً أبداً .. حتى قدر الله تعالى لي أن تكون هذه الزيارة الخلاص الوحيد لي من المركز .... الحمد لله بقيت ثابت في البيت وكانت تراودني كوابيس عن المركز
عندما سمعت أهلي يتناقشون حول إعادة إلى المركز ذهبت وصرخت عليهم عندما قالوا نحن نفعل ذلك لمصلحتك ذهبت وتركتهم .... بعدها ذهبت لغرفة أختي نظرت في وجهها مسكت رأسي وخرجت أصوات مني لا أريد المركز لا أريد المركز مصحوبة بانفعالات غريبة التفت حوالي وقالت بسم الله
بعد أن مرت الأيام تلك واطمئن قلبي وعقلي أنني لن أعود اتصلوا المركز وقالوا أن كان لي نية في العودة قلت أبدا لن أعود ..
نسيت تلك الأيام المريرة والصعبة بعدها أصبحت كوابيس المركز قليلة جداً لكنها مزعجة حقاً
لقد عادت حياتي لكنها أفضل من السابق بقليل فقط بقليل . لكني أشكو من العزلة والوحدة وأن ليس لي حياة شخصية أو حتى صديق يصدقني ويكون بجانبي دائماً ولا يتخلى عني
أقول لنفسي كيف حصل ومر كل هذا في حياتي كيف استطعت أن أتحمل كل هذا وحدي دون أن أخبرعنه أحد . من كان معي ومن كان حقا سيقدر عنائي ومدى صبري الكبير
كنت أبكي رغم ما بقيت عليه كنت استمر في البكاء وكنت أبحث عن صديق من خلال الانترنت ليس لدي أي خبرة في الحياة الاجتماعية أو حتى في أمور الصداقة
لذلك بقيت وحيداً وفكرت أنني غير مرغوب وغير مهم كونت تلك الصورة عن نفسي أنني لم أعد أصلح لأي شيء لا أحد سينظر في أمري أو يعتبرني موجود أو حتى يقول أنه وجودي مهم له
لقد مررت بصدمات نفسية كثيرة أثرت على حياتي ، وجعلتني غير قادر على مواجهة ما يحصل معي حتى ولو كان شيئاً بسيطاً. كل ما أراه في نفسي الآن، أنني خسرت نفسي،، لقد انتهى طعم الحياة بنسبة لي.، حتى الصديق لا أظن أنني حقاً سأجده ، كل شيء انتهى بشكل غريب جداً وأنا شخصياً لم أعد أفهمه لم يعد هناك شيء لأجلي،،
كل ما علي فعله هو الانتظار حتى يحين موتي
ماذا علي أن أفعل . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
30/6/2018
رد المستشار
قرأت كتابك لأكثر من مرة... اعتصرني ألم كبير وشعور بالحزن، عندما قرأت عبارتك " كل ما أراه في نفسي الآن ، أنني خسرت نفسي ،، لقد انتهى طعم الحياة بنسبة لي" . وأنا اقرأ كلمتاك شعرت بغصة العين فانهمر دمعي... وبغصة الحلق فتهدج صوتي ..... كم هي الحياة هينة حين تصبح الحياة غير محتملة وعديمة القيمة بل وأكثر من ذلك حين تصير الحياة عديمة الجدوى..طفولة بائسة وفقدان الحب وقسوة الحياة على طفل أحالت طفولته إلى جحيم. لم تنعم بطفولة بريئة، فليس ذلك ذنبك... بل ذنب أسرتك ومدرستك اللتان لم ترعيا طفولتك. البكاء والمهانة والضرب وسوء المعاملة ، والسخرية ، والاستهزاء والحط من قدر طفل... طفل لا يستطيع أن يدفع عن نفسه الأذى .. براءة الطفولة تحطم وتنتهك وتسلب وتهان لأي سبب... ثم يأتي المدرس ليصرخ ويعاقب ويهدد ويجعل من هذا الطفل أضحوكة ليسخر منه أمام أقرانه... يكره المدرس ويكره المدرسة،... فيتركها... ليعود مرة أخرى لمدرسة أخرى ثم يتركها نهائياً... ازداد وضعه سوءاً...ذهب إلى عيادة نفسية لعمل جلسات نفسية وأعطي علاج للاكتئاب... لم تساعده الأدوية ولا الجلسات.
واتفق الجميع على أن مصلحته تتطلب إدخاله مركز تأهيل .. بكى وتوسل واستنجد ليجد نفسه بعيداً عن منزله لمدة سنتين. عانى وتألم وظل يصرخ، لم يصغي له أحد، وكان جزائه ضرباً ومهانة وسوء معاملة. لا الطبيب ولا المسؤول استطاعا فهمه. وتمر الأيام والأشهر. وهو مع أقرانه في مركز التأهيل، الذين ليس لهم في الحياة هموم سوى أنهم لا يفهمون عن الحياة شيئاً، فقط يأكلون ويشربون وينامون. مرت الأيام في المركز وبدأ يتقبله. كان رهين مركزه الذي قيل أنه يؤهله، بل حقيقة الأمر كان سجنه الذي نامت عواطفه فيه. فكانت الكآبة رفيقته يرى فيها حبس ضيّق مضافاً إلى سجنه، لا يرى إلا اليأس والإحباط اللذان تولدا من كآبة سجنه. ولم تكن كآبته علة في نفسه أو التوق إلى الرفاق واللعب معهم، بل كآبة علتها أسرته ومعلمه وبيئته اللاتي أوعزت إليه بالإنفراد و التوحد. فكانت حياته خلوا من الراحة والاستكانة. أمضى الليالي ساهراً وليس له مسل غير الدموع ولا معز غير أمل برجوعه إلى أهله الذين لم يحفلوا بزيارته في المركز إلا مرة واحدة خلال سنتين.
عندما أقترب موعد سفره فرح كثيراً وكان مستعجلاً للعودة ونسى الأيام المريرة والصعبة واطمئن قلبه وعقله بأنه لن يعود إلى المركز.
لكنه عاد غريباً يشكو لنفسه عزلته ووحدته وليس له حتى صديق، يشكو له همه وكآبته. في رسالته يحكي أن لا أحد إلى جواره.... لا خبرة له في الحياة سوى الألم والعذاب ، من سينظر في أمره وسيقدر عنائه ومدى صبري الكبير أو يعتبره كائناً حياً أو حتى يقول بأن له كيان ووجود. ويستطرد قائلاً تحملت الإهانة والضرب والهوان والذل في فجر طفولتي لربما كان السبب "تأخر في النطق"...ليس ذنبي...هذا ما حكاه صاحب الرسالة...... yousef..
yousef... ذكرت في مطلع رسالتك "لقد أصابني مرض نفسي منذ صغر لم أستطع أن أتعرف إليه إلا بعد وقت متأخر كان لدي تأخر في النطق"..... إن كان تأخر النطق ما كنت تعانيه في طفولتك.. أجزم الآن بأنك تجاوزت هذا المرحلة... وواضحا من رسالتك أعراض الكآبة والإحباط واليأس "إنني خسرت نفسي ،، لقد انتهى طعم الحياة بنسبة لي،، الانتظار حتى يحين موتي ،، بقيت وحيداً وفكرت أنني غير مرغوب وغير مهم،، مرت السنين وأنا بمزاج متقلب يسوء حالي وصعوبة السيطرة على نفسي،، أعاني كل يوم وأبكي كل يوم وأشعر بالعجز،، العزلة والوحدة وان ليس لي حياة شخصية أو حتى صديق،، غير قادر على مواجهة ما يحصل معي حتى ولو كان شيئاً بسيطاً".
حالتك التي خبرتها في فجر طفولتك و ما تعرضت له حداثة طفولتك في مدرستك ومركز التأهيل، جعلك تفقِد الأمل في الحياة "إنني خسرت نفسي،، لقد انتهى طعم الحياة بنسبة لي،، الانتظار حتى يحين موتي"، وهذا الشعور بالكآبة والإحباط واليأس أدى بك إلى فقد "شهيّة الحياة".
yousef كيف يمكنك أن تكون سعيداً وأنت تحيط نفسك بكل أسباب الحزن والأسى والحسرة والعزلة... صحيح أن ما مر بك حدث يُؤسف له، لم ترعاك أسرتك وتحتضنك بالرغم مما ذكرت أنهم أدخلوك مركز التأهيل.. لكن يبدو أنهم لم يمنحوك الحب الذي أنت كنت في أمس الحاجة له كطفل... هكذا ترك الأمر. فكان الإحباط الذي تعرّضت له كطفل و وقفت مكتوف الأيدي لا تحرّك ساكناً. ولأنك كنت طفل لم تستطع مواجهة الإحباط من خلال شعورك بالانهزام وشعورك بالعجز. كما أن تعرضك لكثير من المضايقات، جعل منك إنساناً مشحوناً يفتعل المشاكل "تعرضت للضرب ، وسوء المعاملة ، والتقليل من الذات ، ساءت تصرفاتي وأصبحت شخص سيء يفتعل المشاكل" في المدرسة و المركز.
yousef.. أنت الآن عاطل وفي البيت ولا صديق لك..
عليك أن تتحدّث مع نفسك بصراحة حول المشكلة التي تعاني منها الآن. إجعل مما خبرته في طفولتك أمر يدفعك ويساعدك على تخطّيها الآن.لا أريد منك معرفة السبب لمشكلتك في فجر طفولتك وحداثتها، السبب واضح. ما كان انتهى ومضى. وحاول ترتيب أفكارك، مثلاً: لماذا لا أسيطر على مشاعر الاكتئاب، وأستعيد ثقتي بنفسي؟ إذا كانت الأسرة أو غيرها عامل رئيسي فيما أنت فيه من فقدان الثقة بنفسك، فما عليك إلا أن توقف هذا الشعور، وهذا يساعدك في استعادة الثقة بنفسك، واستعادة الثقة بالنفس، يساعدك أن تتجاوب مع الأسرة والغير، وإقامة علاقات رائعة معهم. ابدأ ذلك مع الأسرة الآن إفتح نقاش معهم، لا تخجل، عبر عن مشاعرك وأحاسيسك ببساطة. رسالتك تحمل كثير من المعاناة والمشاعر الجياشة؛ وعن طريق قراءة الكتب والإطلاع ومعرفة تجارب الآخرين لتتعلم منهم كيفيّة تخطّو معاناتهم وتجاربهم المؤلمة وكيفية مقاومتهم لها؛ وهنا تستطيع أن تطور وتحسن وتنمي معلوماتك؛ ومن خلالها تستطيع التواصل مع الآخرين وأن تكسب أصدقاء، وهنا تبدأ أول خطوة في نجاحك.
إن أخفقت في تحقيق شيءٍ ما، فهذا شيء طبيعي. لكن، لا تبحث عن مبررات تُثبّط من عزيمتك. لا يعني الفشل أو الإخفاق في تحقيق هدف ما يجعلك منعزلاً ومحبطاً، لذا يجب أن تدرك وتعي جيداً لكيفيّة التخلّص من الإحباط والعمل على حل كلّ ما يضايقك، بأن تقّوي عزيمتك لأنك قادر على قهر الإحباط. أي لا تستسلم. وإن لم تستطع، لا عيب في استشارة طبيب نفسيّ، لا تدع سنوات عمرك تمر هدر.
لك تقديري
وأهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وتابعنا بأخبارك