أريد تغيير حياتي كلها..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..بارك الله فيكم.. سأحاول سرد حياتي بتفاصيلها ما أمكن لأنه كما تعلمنا منكم أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
أولاً أود منكم أن يطلع على استشارتي هذه الدكتور علاء مرسي لو أمكن .
1- مثل أي طفل كنت ألهو وألعب ولكن بلا ألعاب لأن الحالة المادية كانت صعبة.. ذهبت إلى الحضانة قليلاً ثم أخرجوني منها لكي أرعى أختي الأصغر لأن أمي تعمل مدرسة وأبي كان يعمل أيضاً عملين في اليوم.. كان مستواهما الثقافي عالي وجميل.. بل كان أبي يعلمنا الآداب والتجويد والقرآن وكنت أجلس وأنا صغير مع أخي الأكبر وعمي الذي تربى معنا لقرب سنة منا.. ولكن كان أبي عنيفاً فكثيراً ما كان يضرب أمي ضرباً شديداً أمام أعيننا.. كنت سريع الحفظ نبيها لدرجة أنني كنت أحفظ جميع الإعلانات لجلوسي في البيت لأرعى أختي.. وكانت أمي تلاحظ أنه ربما أنسى نفسي وأختي وأنا جالس أمام التلفاز.. كنت أحس بالحرمان عندما تأتي أمي ولا أجد معها شيئاً..
2- دخلت المعهد الأزهري وأنا ابن 6 سنوات و8 أشهر.. وكنت طالباً نجيباً إلا أن عنف أبي ازداد حتى شملني - مع العلم أنه كان يضربني أيضاً قبل ذلك- فكان يضربني وينهرني كثيراً.. ربما يومياً أو يوماً بعد يوم.. وأذكر أنه ضرب أمي أمامنا وصعد على قدميها.. لكن كان يتخلل ذلك بعض المرح أو الخروجات.. وكنت أحفظ القرآن وكان أبي حريصاً على ذلك إلا أنه هوائي فكنا نشاهد سوياً الأفلام الأجنبية.. فرأيت مشهداً من فيلم تعرض فيه البنت أحد مفاتنها على رجل.. كنت في سن العاشرة.. فأحسست بإحساس غريب يمتزج فيه الخوف بالصدمة..
وبعد الفيلم رقدت على وجهي على كومة ملابس ومكثت أفكر في الأمر ونبضات قلبي تتزايد ويزيد الخوف وأطيل التفكير فقلت لعل هناك بعض المقاطع التي تحتوي على هذه الأعضاء اللامعة.. وكنت أشاهد الساعة التي يعرض فيها ال showtime على التلفزيون المصري لأشاهد المصارعة وما فيها من المقاطع الساخنة.. قبل أن أنسى : كان عمي وزملاؤه يجعلوني وأخي نمارس الأشياء الجنسية من غير ممارسة كاملة- يجعلني ألعق عضوه مثلاً - عذراً على التصريح.... كنت أتشاجر أنا وأخي كثيراً.. وأخي أكبر مني بسنة ونصف وأقوى مني فكان يضربني.. وكنت أستفزه.. ولم أتذكر مرة أن صالحنا أبي أو أمي مصالحة رقيقة بل كانوا يزيدون الطين بله..
3- مارست العادة السرية لأول مرة في سن الثانية عشرة عندما كنت أستحم ولم أكن أعلم ما الذي أمارسه.. بل كانت عندي شهوة كبيرة.. ثم أصبحت أمارسها كل ما سنحت الفرصة... دخلت الإعدادي وكنت أدرس 18 مادة منفصلة وكنت أذاكرها بانتظام.. أضع الكتب تحت الكنبة من كثرتها مقسمة وكنت أذاكر في الصالة لأن أخي كان في الأول ثانوي فكان يذاكر في الغرفة..
هدمنا البيت ثم جلسنا بشكل مؤقت أعلى بيت جدتي مدة سنتين لأن أموال البناء نفذت.. كنت أجلس في السيبر تقريبا 8 ساعات يومياً.. كثرت ممارستي للعادة.. كانت الحياة صعبة والجو بارد وأنا مشغول بالبناء لأن أبي كان لا يذهب إلى البناء ولا يفعل شيئاً ولا يحمل مسؤولية.. وكان أخي الأكبر في بيت خالتي لأنه كان في الشهادة الثانوية.. تأخرت في الدراسة.. - ولم أعيد سنة في حياتي الحمد لله - ..ثم سرعان ما استجمعت نفسي وتفوقت على الجميع في الصف الثالث الإعدادي..
4- بعد ما نقلنا للبيت المبني الجديد تم توصيل النت.. وأصبحت أشاهد الإباحية بشراهة.. ثم هداني الله تعالى إلى الالتزام والصلاة والعلم والدروس النافعة وكنت أدرس التجويد والقراءات بعدما ختمت القرآن - وكنت طول حياتي مصدر احتفاء بين عائلتي لتفوقي في المسابقات - .. بعد التزامي أصبحت أشاهد الإباحية كل فترة -أسبوعين مثلاً - كنت أحزن وأتوب ثم أشاهد بعد فترة.. انتظمت في الثانوية حتى حصلت على مجموع عالي سنة 2011 ودخلت كلية الصيدلة
5- أثناء فترة الأجازة من الثانوية شاهدت الإباحية بكثرة.. لم يكن لي برنامج يومي أسير عليه.. أحسست باللافائدة تركت صلاة الفجر.. ثم دخلت الجامعة .
6- سكنت في القاهرة مع زملائي.. كنت أرجع للبيت كل أسبوع ومعي الكتب.. لكني لم أكن أفتحها بل تضيع الأجازة في اللاشيء وأكون متضجر وأغضب كثيراً.. وجدت أن الجلوس مع العوام مضر.. لست مستريحاً.. عدد كبير وخلطة.. وكنت متعوداً على العزلة والجلوس على السطح وأحب ذلك.. إلى جانب ما عليه الشباب من سجائر وكلام بنات حتى الملتزمين كانوا يدخلون في مهاترات سياسية وكنت أكرهها... انتقلت إلى معهد علمي به طلاب أكثرهم أجانب..
7- كنت مسروراً.. إلا أني تأخرت في الكلية.. كنت أساعدهم لمهارتي في العربية وجودة خطي وكان منهم شاب تركماني جميل الوجه رقيق الصوت متكسر الحركات مع تكسره بالعربية.. المهم أنه سكن معي 8 أشهر.. في آخرها كنت أحس بخوف وروعة إذا اقترب مني أو لمست يديه لأني كنت أحبه.. واكتشفت ذلك بعد ما انتقل من السكن.. فكنت لا أستطيع المذاكرة ولا الصلاة ولا النوم.. فقرأت فإذا هو العشق.. فقرأت عنه كثيراً في كل مكان.. في (الداء والدواء )وفي غيره..
ورجع هذا الشاب إلا أنه سكن مع أحد آخر في غرفة غير غرفتي وأصبح لا يكلمني وإذا رآني يدير وجهه.. فاشتدت لوعتي وجعلت أدعو الله تعالى وأستمع إلى القرآن كل ليلة.. ثم تركت المكان ورجعت إلى البيت لأصب شقة أخي لأنه التحق بالجيش كضابط..
8- ثم انتقلت إلى مكان آخر لأطلب العلم فجلست مع صحبة طيبة وكنت كل مرة أرجع للبيت أنتكس وأشاهد الإباحية..
9- الصف الثالث في الكلية سكنت في ستة أماكن وكنت أول مرة أتعامل وجها لوجه مع الناس فوقعت في أخطاء كثيرة أهمها أني كنت ساذجاً وضعيفاً.. وحمدت الله أني مررت منها بسلام.
10- رجعت في إجازة الصف الثالث إلى البيت مثقلاً بجراحات معاركي الفاشلة وتفرغت لمراعاة تشطيب شقة أخي وللتفكير!!
فكرت في أسلوب أبي وزاد كرهي له وياليتني ما فكرت :
في أحد المشاجرات بين أبي وأمي وبعد اعتداء أبي على أمي - وكان عمري إذ ذاك - 21سنة ونص - صحت في وجهه وهددته فقام إلي فضربني ثم وقعت الواقعة وضربته.. ضربت أبي برجلي في كتفه! وصعدت وعاود أبي الاعتداء على أمي.. فنزلت ورميته بالحذاء وشتمته.. ومن ساعتها وأنا في دوامة..
11- صالحت أبي بعدها بيوم.. ثم ذهبت لأسكن مع زملائي لطلب العلم فإذا السكن فارغاً.. فتفرغت لنفسي ورتبت حالي وارتقيت واكتسبت إرادة قوية وبرنامج يومي جيد ثم رجعت إلى البيت فإذا مشكلة مع جيراننا الذين كانت بيننا وبينهم مشاكل بسبب أبي.. فانشغلت بهم ونسيت برنامجي.. وكانت هناك بقية من الإرادة موجودة إلا أني كنت مستهتراً.. فشاهدت الإباحية واستمنيت وعندها قلت لنفسي : أنا إنسان فاشل وعمري ما هنفع. قلتها مراراً وتكراراً..
ومنذ ذلك الحين إلى هذه اللحظة وأنا أشتم نفسي كلما تذكرت موقفا محرجا ب : أنا فاشل أنا سيء أنا حمار أنا خبيث وكثيراً تكون بأسلوب : أنت إنسان سيء.. وكثيراً ما أتذكر المواقف المحرجة في حياتي - وكذلك كثير من مدمني الإباحية حين سألتهم-...من ساعتها وأنا فاقد الإرادة مكتئباً... ثم طلبت من أبي تكاليف غرفة في أعلى البيت لأجلس بها بدلاً من التنقل بين الشقق في القاهرة.. لكي أستريح.. ففاجأني بقوله لو معك اعمل وتركني وقام.. مع العلم أنا أموال مسابقاتي أخذها ليفتح مشروعاً.. فأحزنني وزاد من اكتئابي.. فأصبحت كالميت...
12- في أجازة النصف الأول من الصف الرابع شاهت الإباحية طيلة أسبوع كامل.... ثم مع بداية الدراسة قال لي الشيطان : فاتتك الآخرة فالحق الدنيا.. فأقبلت على المذاكرة واجتهدت واستفدت وحصلت على تقدير عالي.. مع كل أجازة كنت أشاهد الإباحية.. كنت أجلس في غرفتي لا أخرج منها إلا لكي أذهب للجامعة... مع العلم أن أخي لا يقترب مني ولا يحدثني إذا جاء أجازته.
13 - دخلت الجيش فتحسنت في الاختلاط والكلام مع الناس لكثرة الاختلاط وكانت الأجازة جلوس على الإباحية فقط .
14- تم التصعيد من الأفلام العادية إلى صور الشباب الذكور ثم إلى مشاهدة اللواط.
15- الآن بعد استلام العمل كلما أرجع للبيت أتذكر الأحداث القديمة وأهرب إلى الإباحية.
16 - أصبحت متوترا جداً في البيت كثير التبول شديد الحساسية للأصوات.. أريد هدوء تاماً.. وسريع الغضب مع عدم السيطرة على النفس.. فقد كنت سأقلب الثلاجة علي وعلى أمي.. وبعدما سافرت للعمل اتصلت عليها واعتذرت وكالعادة تقبل اعتذاري وتدعو لي.. وبعدها بأسبوع لما رجعت غضبت فكسرت المطبخ بيدي...
لا أعرف كيف أفرح.. لا أستطيع وضع برنامج يومي.. لا أستطيع التخطيط.. مظهري الخارجي محرج لعدم وجود ملابس كافية.. أريد تغيير حياتي كلها والتعافي من الإباحية...
وصل الأمر إلى أني كنت أشاهد الإباحية يوم الجمعة ثم أغتسل وأذهب أخطب الجمعة ثم آتي أشاهدها!!!
عذرا على الإطالة..
في انتظار نصائحكم بارك الله في سعيكم.
26/8/2018
رد المستشار
انتهيت للتو من إجابة بعنوان: أنا وأمي: حياة مسمومة- مقادير خلطة الترياق أرجو أن تطلع عليها.
نفس البؤس رأيته في رسالتك ليس بسبب مشاهدة الإباحية فقط، ولكن محدودية العالم!!
يبدو أن عالمنا ضيق جداً يا عزيزي في دنيا صارت واسعة جداً بفضل الله، وتراكم جهود البشر، وبخاصة العلماء، والمبدعون!!
هل الأسرة هي العالم؟!!
أبي وأمي وأخي وبيتنا، والدراسة وقصص السكن، والحرمان من تلبية الاحتياجات في بيئة لا تعبأ إلا بالطعام والشراب والتعليم من أجل التوظيف، وتأجيل الزواج، وربطه بالقدرة المالية حتى تمر السنون والشهوات والرغبات في عنفوانها مكبوتة حتى يحصل الزواج فتحصل تلبية محتملة لهذا الاحتياج، وربما يفشل المشروع كله!!
الأب القاسي، الأم الطيبة، والحياة المحدودة مثل الآخرين، وانتظار الفرصة ليحصل الانتعاش المادي، ومعناه لدينا أن نقتني بيتاً، وسيارة، وأجهزة حديثة، وتظل دنيانا محدودة فقيرة، وحياتنا بائسة!! لا أدري ماذا تنتظر أو تتوقع منا تعليقاً على سردك عن حياة تشبه الملايين!!
ولا أدرى هل تساعدك المنحة الدراسية على إعادة اختراع الحياة أم ستدفنك في نفس القبور التي سبقك إليها من ذهبوا قبلك!!
لي صديق مسافر إلى العمل في الخليج، واستثمر أغلب راتبه في الادخار ثم السفر حول العالم!!
اكتفى بشقة جيدة في حي هادئ ولم يشيد بيتاً واسعاً للأبناء والأحفاد، بل لا يبدو مهتما بالإنجاب!!
لا أعرف طبيعة التغيير الذي تريده في حياتك، ولا أعرف اتجاهه بالضبط!!
ولا أعرف هل تريد التمرد على النظام الاجتماعي السائد كما أحاول الإشارة إليه، أم تريد تحسين أوضاعك بداخله!!
هل تريد أن يظل العالم –عالمك- مقتصراً على علاقتك بأبيك، ودعوات أمك، ورغباتك المكبوتة، واندفاعاتها!! أم أنك ترى لك عالماً أوسع تبحر فيه داخلك لتعرف حقيقة ذاتك، وتتجول حولك لتشاهد الكون بما فيه من تجارب، وخبرات؟!
لا أظن أن مفردات بيئتك المحيطة ستتغير، ولكن أنت من يمكنه الحركة داخلياً وخارجياً لتعرف عالمك، وتستكشف حقيقة وجودك في هذه الحياة الدنيا.
هذا كلام قد يبدو لك غريباً وسط ضجيج أصوات المسارات المعتادة، والسائرين فيها نياماً يظنون أنفسهم يقظى.
علاقتك بوالدك ستتحسن جداً بمقدار ما يكون لك حياتك المستقلة التي يمكن أن تمتلئ.. لأنه كلما أدركت ذاتك ومعنى ومحتوى وجودك كلما استطعت أن تدخل طرفاً في علاقات متكافئة تكون إضافة لك.وعندما تتعرف على ذاتك سيقل ترددك وتشوشك.
اتجاهك وتكرار عودتك للإباحية فيه محاولات لإشباع احتياجات الشغف، والتجديد، والحميمة، وربما احتياجات أخرى إضافية، واستكشافك لطرق إشباع أخرى لهذه الاحتياجات هو السبيل لإقلاعك، وليس مجرد الشعور بالذنب، والعزم على التوبة، والتوقف لفترةّ!! ثم العودة، وهكذا!!
الغربة تمنحنا فرصة لتغيير مفردات البيئة المحيطة بنا، واستطلاع فرص جديدة لحياة جديدة تحتاج إلى التدرب على مهارات نفسية وعملية جديدة.والاستقلال عن الأسرة ومواجهة أعباء الحياة يحمل تحدياً يمكن أن يكون مدخلاً لإعادة اختراع حياة ذات جودة أفضل، وهو يحمل بالطبع ضغوطاً جديدة، والتجربة مفيدة بشكل عام في كل الأحوال... تحتاج إلى ترتيب وقتك، وتوسيع عالمك،
وتحفيز طاقاتك واستثمارها خارج نطاق الأسرة والدراسة ومجموعة الرفاق الضيقة، وربما تسعفك المدن أكثر من القرى في الحصول على فرص حياة أوسع.
إذا تميزت في دراستك، وتميزت في هذه المنحة قد يفتح لك هذا مجالاً للسفر إلى خارج العالم العربي، وهي خبرة جديدة أيضاً، وتفتح تحديات جديدة، وعوالم أوسع، وفرص مادية أفضل ربما، وهذا كله يمكن استثماره لمصلحة إنضاجك، وترقيك الإنساني.
أندهش وأتحسر حين أراني أو أرى أي إنسان يعيش رهين المحابس التي فرضتها عليه حياته الأولى وسط بيئة محدودة بدأت بالأسرة، ويمكن أن يظل دائراً في متاهات هذه البيئة المحدودة الآمنة نسبياً عوضا عن الضرب في أرض الله الواسعة.
يدهشني الوالدان حين يفرضان على الأبناء –والبنات أكثر– حياة محدودة الآفاق ذات سقف طموحات، ومعرفة، وخبرات فقيرة، وأدهش من ذلك أن يستسلم الأبناء والبنات لهذه الرغبات الوالدية الضارة!!
ويؤلمني أن تضيع سنوات الطاقة والقدرة وعنفوان الشباب في معارك طواحين الهواء، أو في مرئيات ولطميات: فعلوا بنا، وأجرموا في حقنا، وأفقدونا كيت وكيت من المهارات!
وقديماً كنت أسمع: ليس الفتى من يقول كان أبي، ولكن من يقول: ها أنا ذا... وهي تقال والمقصود منها الفخر بالنسب على حساب الإنجاز الشخصي، ورأيت أنها أيضاً قد تقال من باب الشكوى والحسرة وتعويق النفس، أي بمعنى فعلوا بنا، وفعلوا....
تحرك فأنت في أوان الحركة والإقدام قبل أن تصيب مفاصلك الجسدية والنفسية تصلبات الخوف من التجارب الجدية، وشيد العالم الجدير بك!!
الدنيا تنتظر الشباب، وحركة الشباب، وطاقة الشباب فلا تتأخروا، وتابعنا بأخبارك، والسلام.
واقرأ أيضًا:
تحديات المهجر: اغترب تتجدد، وتتعلم، وتنضج.
ويتبع >>>>>>>>>: أهلا بك : قصتنا: الدنيا الميتة، وإعادة اختراع الحياة م