لا أجد حلاً لمشكلتي..
السلام عليكم...بارك الله فيكم على هذا الموقع الطيب والجميل الذي يسمح لنا بطرح مشاكلنا .
أنا اسمي عبدو أبلغ من العمر 27 سنة لم يسبق لي الدخول في أي علاقة أو حب أو صداقة مع أي فتاة ولا أعلم السبب .
أصدقائي كلهم متزوجين ولديهم أطفال وأنا لا أستطيع الزواج بسبب ظروفي المادية السيئة (أبي توفي وأنا شاب في 15) ووقع على عاتقي مسؤولية أسرى كاملة، حياتي بالكامل عبارة عن عمل لكي ألبي احتياجات الأسرة.
مشكلتي أني لا أستطيع الزواج وبدأت أشعر باليأس لأني حتى لا أستطيع التفكير في الزواج وأشعر بفراغ عاطفي في حياتي فهي بلا معنى، ولأصبحت لأتحسس من لأصدقائي ولأشعر بالغيرة فكلما نجتمع مع بعضنا البعض يبدأون في التحدت عن زوجاتهم وأبنائهم وماذا فعلوا وأين ذهبوا وحتى العلاقة الخاصة يتحدثون عنها بالتفصيل ويقولون لي متى ستتزوج وأصبح يتردد هذا السؤال كثيراً .
(وسامحوني على هذه الكلمات أصبح الجنس غول في داخلي ولا أستطيع إيقافه)أصبحت أنظر إلى نفسي باحتقار وضعف وبدأت أكره أهلي وأكره أصدقائي وأكره الناس وأحب العزلة والبقاء وحدي، في موضوع الزواج أنا لا أملك شيء من سيارة أو منزل فكل شيء يذهب إلى أسرتي مابين مصاريف والخ.....
فما العمل وما لحل وألاحظ تزايد هذه الحالة شيئاً فشيء أرجوكم أفيدوني نفسيتي مدمرة وأشعر باليأس والفشل والوحدة ولا أجد أحد أشكي له أو يفهمني،
وبعد الله عز وجل لا يوجد أحد أستطيع أن أخبره هذا الشيء إلا موقعكم الكريم أفيدوني .
30/8/2018
رد المستشار
السلام عليكم أخي "عبدو"، ومرحبا بك في موقعنا مفضفضاً ومستشيراً وكلنا آذان صاغية لك.
في الحقيقة تأسفت لحالك، يبدو أنّك فعلاً محاصَر. لكني سأتحدث مع عن الجنس، لماذا تطلب العفو من قولك "غول بداخلي". الكل عنده ذلك الغول والكل يتعامل معه بطريقة معيّنة، هي دماء تجري في بني آدم فلا تتحرّج منها، لأنّ ذلك لن يزيدك إلا بؤساً وتأنيباً للضمير ولن يزيدنا إلا فصلاً من فصول التمثيل والتمسرح في مجتمعاتنا التي تعتبر إنكار بشرية الإنسان فضيلة في حدّ ذاتها !
من جهة أخرى، أحيّيك على تحمّل المسؤولية وعدم التهرّب منها، والوقوف في صفّ أسرتك، فهذه شهامة منك ونُبل حتى إن كلّفتك الكثير، بل ما كان ثمن الشهامة إلا كبيراً. فعلاً أحيّيك ونفخر بأمثالك، وعند الله الكريم الوهاب تجد كدّك وإيثارك أضعافا مضاعفة.
لكن كما ترى من ضرائب القيام على حاجيات الناس دون حاجياتك، تدهورُ حالتك النفسية ودخولك في دوّامة تستنزفك وتمنعك من الانطلاق في الحياة كما تحبّ وكما تحتاج. ما تصف به حالتك يدل على أنّك تغرق في الاكتئاب، مشاعر اليأس والغضب وتأنيب الضمير وحب العزلة وغياب المعنى من حياتك، تشعر بأنك ضائع ودخلت إلى زقاق مسدود. لكن لماذا لا تجد من تتحدث معه في الموضوع إلا نحن؟ ألم تناقش عائلتك؟ هم معنيون بهذا الأمر.
لم تخبرني بعدد إخوانك ووضعك في المنزل وهل فيه متّسع، وهل لديك إخوان يستطيعون العمل ولا يعملون أو يعملون ولا يساهمون بنفس القدر من المسؤولية مثلك، أم أنّك وحيد أمّك ؟ هذه أسئلة مهمّة حتى نعرف كيف نقدّم نصائحَ لك مع أنها ستكون توجيهات أنت أعلم بأثر تطبيقها على حياتك.
قد تتزوج وتبقى مع أهلك، وتعيش معك زوجتك في مستواك الحالي، هناك من ستقبل، وهم كُثر، لكن ما لا تقبله النساء أكثر هو انعدام خصوصيتهنّ في البيت أو أن تكون خادمة على باقي أفراد البيت وتدخل نظام معيشة (عادات وسلوكات) لا تتحملها ولا تقبلها، فضلاً على أنّ المخاطرة كبيرة لأن التعايش كأفراد أسرة واحدة بين الزوجة وبين أهل الزوج يكون صعباً، بل بالكاد يستطيع الأزواج تدبير نزاعاتهم وهم لوحدهم، فكيف إذا دخلت أطراف أخرى الله أعلم بمدى حكمتها وصبرها وطبيعة أخلاقها.
لذا إن اتخذتَ هذا القرار قد لا يكون أقلّ إيلاماً وتعباً من حالك اليوم، مع زيادة المسؤولية وإنجاب أطفال، هذا على فرَض أنّه يمكنك أن تتزوج وتجلبها لبيتكم.
لذا لن أستطيع أن أجزم بالنصيحة المثلى لك، خصوصا أنّك مقطوع الجناحين، فلا تملك أجرة خاصة بك فتطمع بالسكن مع زوجتك في بيت لها مع بقائك العائل لها، ولا أنت تملك منزلاً خاصاً بك ودخلاً صغيراً يمكنك أن تتعاون مع زوجتك الموظفة وأنتما مستقرّين. وعموما 27 عاماً لا تزال البركة في العمر للتغيير، ومن الرجال من يتزوج بعد الثلاثين بسنوات ولا يضرّه ذلك ما دام قد وطّن نفسه واستغل سنوات العزوبية لإصلاح وضعه الاجتماعي والاقتصادي.
لكن يبقى هناك جانب مهم يجب أن تُغيّره، وهو استسلامك للاكتئاب وحالة الضياع وعزلتك، يجب أن تخرج منها، ليس لك أي هوايات (غير مكلّفة مادياً) بدأت في اعتزال أصدقائك بتركيزك على زواجهم فقط، بدل أن تتمتع معهم بالصحبة والمزاح والخرجات، أعط لنفسك الحق في التمتع والاستجمام،
وأفترض أنّك لم تدرس شيئاً أو تطوّر من مهنتك (التي لا نعرفها) أو تقرأ عن تقنيات لتحسين مبيعاتك أو مصنوعاتك حتى تزيد من دخلك، أو تبحث عن وظيفة أفضل. فقد صدمتْك الحياة صغيراً بتحميلك المسؤولية كاملة، ولم تجد وقتا لتطوير نفسك والرقيّ بها، لكن لم يفُت الأوان، يجب أن تحاول الخروج من هذه الدوامة فليس لك حلّ آخر. فحتى إن أردت أن تقيم علاقات خارج إطار الزواج فلن تكون إلا مؤقتة ولن تزيدك إلا حيرة وقلقا في حالتك.
وتابعنا بأخبارك وضعنا في سياق ظروفك بشكل مفصّل، وأتمنّى لك الفرج يا أخي "عبدو".