أحببتهم ولم يقدروني
اعتدت على قول كلمة (قدري ونصيبي) وكأني أعلم المستقبل والحاضر.. (أعلم أن غدي كأمسي وأن هذا القدر لن يتركني سعيدة أبداً) ...فأشعر كثيراً من الأحيان أنه لا كيان لي ولا أثر لي في أي مكان.. لقد أحسست باللامبالاة مع نفسي.. وكأنني موجودة لخدمة أخي الصغير فقط على قول أمي لا أعلم إذا ما كان مزاحاً أم جداً لأنها قالتها عدة مرات أمام أصدقائنا وضيوفنا لكن هذه إحدى أبسط المواقف التي تعد يومية في حياتي.
لكن مشكلتي الأكبر حالياً هي أختي وأنا أكره ذكر هذه الكلمة لأن مفهوم كلمة الأخت هو المودة والتسامح وحفظ الأسرار والحب والحنان ومشاركة الأحزان والتعاون لحل المشكلات.. كل هذه الصفات لم أجد حتى صفة واحدة في أختي تنم عن إننا أخوة.. قد لا يصدقني البعض عندما أقول إنني عندما كنت صغيرة كنت أحب إخواني حباً لا يصدق حباً لا يقاس بمقياس لدرجة أنه لو خيروني أن أموت أو أن يتوجع أحد إخوتي أختار الموت ومن دون حتى التفكير.. لكنهم مجانين لم يقدروا حبي هذا إلا بتفضيل أختي التي تكبرني بسنتين عني وليت المشكلة وقفت لهذا الحد بل أيضاً أمي وأبي أخذوا يحبونها أكثر مني
قد أسأل نفسي أحياناً كثيرة لماذا هي الأفضل فلا أجد أي سبب ولو تافه يجعلهم يفضلونها عني ويكرهونني مع إني الأصغر في الأسرة ومن المفترض إني المدللة.. لقد كنت دائماً أنفذ أوامرهم من دون نقاش لأني أحبهم حتى ولو كانت أوامرهم من الممكن أن تودي بي إلى الحرق أو الكسر والمشقة والتعب بل كنت أكون فرحة عندما يطلبون مني شيئاً وكانت طلباتهم كثيرة جداً إلى حد لا يوصف وكنت أنا مطيعة كثيراً..
وها أنا قد كبرت ورأيت ما أنا فيه من مشاكل ولوحدي:
1- راشدة محتاجة إلى النصح والتوجيه.
2- إنسانة وحيدة لا يحبها أحد.
3- فرد من الأسرة غير مرغوب فيه.
4- شخصية غير لافتة للانتباه.
5- إنسانة كئيبة وحزينة تتظاهر بالسعادة.
6- معتمدة على الله ثم على نفسي فقط.
هذه هي الأسباب التي وجدت نفسي أمامها أواجهها وأنا لا أملك حتى أدنى فكرة عما أنا فيه.. والمشكلة الأكبر إنني كلما حاولت التعبير عن رأيي ظهرت أختي تعترض طريقي وتتهمني بالكذب حتى وإن كنت أتحدث مع أصحابي تكذبني وأنا أتحدث معهم.. كم من موقف محرج مررت به بسببها وأنا أبكي بلا دموع وأستغيث بربي فقط وحتى إن شكوت همي لأمي تحاول إبعادي عن هذه الهموم,, فقط لأنها تحب أختي ولكن إذا كان العكس فقد ينتهي الأمر بسبي وضربي وجرح مشاعري من قبل إخوتي وأبي وأمي..
لقد اعتدت على مثل هذه الأمور لكن الذي لا يمكن أن تسكت عليه أي فتاة أبداً هو أن يتهمها أحد في صونها وشرفها قد تقول أختي كلاماً عن شرفي أمام أمي ولا يعلمه أبي وأنا لا أظهر لها أي انتباه وأحاول تجاهل ما تقوله ليس لأن هذا الكلام صحيح بل لأنني لا أريد مشاكل .... بكل اختصار كل هذه المواقف تمر بشكل يومي علي وليست هذه فقط بل هناك العديد من المشكلات حتى أصحابي لم يسلموا من لسانها إذا اتصلوا بي ردت عليهم بقلة أدب وليس من الصعب عليها أن تسبهم أيضاً ولكن إن اتصلوا أصحابها أكلمهم بكل احترام.. وأيضاً تسبني أمام أصحابي في الباص والمدرسة وعلى الهاتف..
أنا الآن أكرهها كرها والله لو وزع على العالم 10 مرات لكفاه وأصبحت أكره إخوتي أيضا لأنهم مثلها تماماً.. وإذا رددت لها أنا كلمة قالتها عني تكلموا هم قبل أن تتكلم هي.. هم ليسوا واحدا ولا اثنين بل هم 4 ومعهم أمي أصبحوا 5 أما أبي فهو في الغالب معها.. ولقد رزقنا بطفل جديد أصغر مني بعد أن كنت أنا الأصغر في البيت وكنت فرحة به جداً وما زلت فرحة به لأنه الصدر الحنون الذي أشكو إليه همي ويستمع إلي.. أنا أعتني به كل العناية وكأنني أمه أعرض نفسي لمواقف كثيرة لأجله ولأجل حبه لي لأنه الأمل الوحيد في حياتي..
مشكلتي الآن هي أن أمي وأختي أصبحتا معاً وأصبحتا وكأنهما أعدائي وأنا أقصد هذه الكلمة بكل معناها ومفهومها وأنا أصبحت عاجزة أمامهم خصوصاً أن أختي تسبني بألفاظ غاية في السوء وأمي لا تقول شيئاً ولا أستطيع الآن أن أشكو لأحد..
أرجوكم جدوا لي الحل وأعدكم أني سأعمل به وبكل حرف فيه وأن يكون حلاً أرتاح به طوال عمري ولكم مني أرق التحيات..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
10/9/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلاً وسهلاً بك على موقعنا مجانين ونشكرك على ثقتك، أعانك الله على معاناتك وخفف عنك وهداك طريق الصواب.
من الصعب جداً يا ابنتي أن تستمرَّ علاقتك بأهلك على هذا الشكل من الاضطراب، وأحسب أنك تكتبين لنا وأنت في غاية الانفعال، وربما بالغت بعض الشيء في وصف مشاعرك أو سلوكياتهم، لا أستطيع استبعاد هذا الاحتمال لأنني لم أسمع إلا من طرف واحد هو أنت،
لذلك أنصحك أولاً: بقراءة ما تقود إليه الروابط التالية:
نفسي في أم غيرها: أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة مشاركة
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة
ربما رأيت فيما سبق من إحالاتٍ نماذج لمن هو أسوأ حالاً، وربما وجدت تفسيراً لبعض ما تجهلين تفسيره، وربما أصبحت على معرفة أكبر بجوانب المشكلة التي تعيشين، كذلك من المهم إلى جوار اعتنائك بأخيك الأصغر أن تكوني مهتمة بدروسك فدورك الأساسي الآن أنك طالبة علم، وكذلك عليك أنت بما أنك استشرتنا أن تدركي أن الكرة في ملعبك، وأنصحك بأن تستشيري الأخصائية النفسية أو الاجتماعية في مدرستك،
وربما تدخلت لتساعدك إن كان بمقدورها واقرئي :
بين مذاكرتي ومشاكل أهلي
أمهات وآباء: مع إيقاف التنفيذ
فإن لم تجدي أن علاقتك بأهلك تحسنت بعد كل ذلك فإن فتح موضوع حاجتك لطبيب نفساني مع الأسرة يصبح واجبا عليك وتابعينا بالتطورات.