وسواس قهري
السلام عليكم, أعاني من الوسواس القهري. تراودني أفكار بإيذاء أبنائي كقتلهم باستخدام السكين ويرافقها صور في دماغي.
عند دفع الفكرة وإيقافها أشعر بضيق شديد وكأني أرغب فعلاً بها وأصبحت في حيرة
12/9/20178
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم البنين" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أتفهم معاناتك يا "أم البنين" وأتمنى أن أتمكن من مساعدتك، الشكل الذي تعانين منه من أشكال الوسواس هو من أكثر أشكال وسواس العدوان انتشاراً.... ولذلك فإن الحيل السلوكية المستخدمة في علاجه مجربة ومثبتة الفعالية، ولا أدري من أين جئت أنت بوقف الفكرة Thought Stopping كطريقة تعامل مع الفكرة الوسواسية فهي آلية جربت في السبعينات ونادرا ما صار يتذكرها أحد في أواخر الثمانينات لسبب بسيط هو أنها لم تلق نجاحا ولم تثبت فعالية حقيقية في مساعدة المرضى.
المطلوب ليس وقف الفكرة بل تتفيهها وأهمالها .... ثم التعرض التدريجي لما يثير الوسواس (وهو هنا مثلا أن تستخدمي السكين في وجود الصغار) ومنع الاستجابة ألا تهربي من مثل هذا الموقف رغم تعاظم القلق والمخاوف داخلك وألا تتجنبي استخدام السكين في وجود الأطفال.
عليك بداية أن تكتبي قائمة بكل الاحتياطات التي تتخذينها لدرء الوسواس ثم قومي بترتيبها بداية بما يمكنك التخلي عنه بأكثر سهولة ممكنة ونهاية بما يصعب عليك جدا أن تتخلي عنه ثم تبدئين بالتدريج في العمل كما شرحنا في مقالاتنا عن العلاج السلوكي للوسواس القهري.
وأما ما تشتكين منه من حيرة حيث بدأ الوسواس يعبث بك وأنت لا تدركين ....... فالموسوس إذا فتش في دواخله أو حاول استبطان مشاعره الداخلية فإنه كمن يفتح الباب على مصراعيه لعبث الوسواس وتلبيسه.... فالوسواس يستطيع أن يجعلك تشكين فيما تشعرين به من مشاعر وما تعتقدين من أفكار، بالتالي بينما تحاولين أنت إيقاف الفكرة من خلال التأكيد على أنك لا يمكن أن تؤذي أبنائك بالسكين ولا يمكن أن ترغبي في ذلك.... يشعرك الوسواس بأن حجتك غير صحيحة ويوسوس بأنك ترغيبين في ذلك فعلا وهنا تسقطين في الحيرة.... ونصيحتي هي أن تكفي عن أي تدخل مع الفكرة خاصة
لم تشيري إلى محاولاتك العلاجية ولا شك أن العقاقير تستطيع مساعدتك لكنها يجب أن لا تستخدم وحدها بل ضمن علاج تكاملي سلوكي معرفي مدعم عقاريا.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات
واقرأ أيضًا:
الصور العقلية التسلطية (الوسواسية)