خوف غير طبيعي..
في ليلة من الليالي قمت وأنا متوترة وذهبت بابني للحمام وعندما خرجت شعرت بتيار كهربائي يسري في داخلي وانتابتني حالة غريبة وصعبة جداً فشعرت أنني سأموت وأثبتت التحاليل أنني سليمة وأنه عرض نفسي المهم أن الحالة استمرت معي قرابة الشهر أشعر فيها بقلق شديد وخوف وتنميل في الوجه وسريان شيء غريب في جسمي ولذت إلى الله وقراءة الأوراد فخفت حالتي,
وكانت تتكرر بين فترة وأخرى متباعدة ألاحظ أنها تأتي بعد فترة انفعال داخلي وأقوم في كل مرة بمدافعتها حتى أتخلص منها وأعود إلى طبيعتي وأمارس حياتي بشكل طبيعي,
وبعد سنة من توقفها كنت في الصلاة في السجود فسرى شيء بداخلي وتوقف لساني عن الحركة وشعرت بدنو الموت وبعد محاولة لمدة دقيقة استطعت نطق الشهادة ثم عادت لي حالة القلق والخوف غير الطبيعي القديمة ثم توقفت الحالة لمدة ثلاث سنوات ولله الحمد لكن قبل ثلاثة أشهر عادت حالة سريان الشيء الغريب وتوقف اللسان لمدة ثواني فجأة وأنا في زيارة لإحدى الأخوات,
لكن حالة الرعب والخوف بعدها لم تستمر إلا لمدة أسبوع فقط عدت فيها إلى نشاطي وحيويتي ثم عادت لي الحالة بعدها بشهرين وقد كنت وقتها مرتاحة نفسياً سوى تعب قليل من العمل. لكن هذه المرة استمرت مع المغالبة ومدافعة الحالة ومحاولة عدم الاستسلام لها والقراءة المستمرة للأذكار والرقى الشرعية صباحاً ومساء.
الخوف الذي أعيشه هو عدم معرفتي أسباب ذلك الالتواء في اللسان وعدم القدرة على النطق لثواني, علما أنني مبتسمة دائماً ومحبوبة من الجميع ومن زوجي وأبنائي وفاعلة في عملي في الجهة الخيرية التي أعمل فيها وموضع التقدير والاحترام من كل من يعرفني إلا أنني مع جرأتي ومحاولة دخولي في النشاطات الاجتماعية المختلفة
عندي حالة قديمة منذ الصغر من الاضطراب الداخلي عند ملاقاة الآخرين لا يشعر به الكثير سوى من يعرفني عن قرب فأشعر بتعرق في اليدين وتسارع في ضربات القلب وشعور ببرودة واصتكاك في الأسنان بشكل دائم حتى قبل إصابتي بالحالة لأول مرة لكنني لا أعير لها اهتماماً وأمارس حياتي بشكل طبيعي,
أفيدوني بخطوات علاجية سلوكية أتجاوز فيها هذه الحالة واستمر في عطائي وإنجازي, وأتغلب فيها على مخاوفي بشكل دائم والله المستعان. نفع الله بكم
21/8/2018
رد المستشار
الأخت العزيزة حياك الله ما أروع مقاومتك وإصرارك على المكافحة الشخصية لما تعانين من أعراض القلق المزمن، والتي يبدو أنها بدأت معك منذ سن صغيرة مثلما يتضح من قولك: (عندي حالة قديمة منذ الصغر من الاضطراب الداخلي عند ملاقاة الآخرين)، فهذا ربما يشير إلى درجة ما خفيفة من درجات الاضطرابات الانفعالية ذات البدء النوعي في الطفولة والمراهقة Emotional Disorders with Onset Specific to Childhood،
ولعلها مثلت الخلفية النفسية المعرفية التي ظهر عليها ما قد يكون شكلاً من أشكال نوبات الهلع أو النوبات الشبيهة بها، والفصل في ذلك يحتاج إلى تفاصيل كثيرة يستطيع الطبيب النفسي معرفتها من خلال المقابلة الإكلينيكية المباشرة معك.
إلا أن حالتك بشكل عام تمثل حالة نموذجية من حالات خلطة القلق والاكتئاب الشائعة، وما يلفت النظر فيها أكثر من الأعراض المرضية هو قدرتك على استخدام بنائك العقدي السليم في مقاومة تلك الأعراض، إضافة إلى ما نستطيع تسميته بالأساليب السلوكية، فواقع الأمر أن استخدمت كل ما يمكن إرشادك له من أساليب سلوكية في مواجهة ما تعانين من أعراض بحيث طبقت بحق مقولة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا هبت أمرًا فقع فيه !،
وأما تفسير ما تطلبين تفسيره من معرفة أسباب توقف اللسان لثواني أو حسب كلماتك (الالتواء في اللسان وعدم القدرة على النطق لثواني) فإن التفسير الوحيد الممكن من خلال الإنترنت هو أنها بعض أعراض القلق الجسدية، وهو ما لا نستطيع تأكيده دون فحص طبي نفسي عصبي شامل.
ولا أستطيع إلا استنباط أنك في حاجة إلى مساعدة من طبيب نفسي متخصص وليس إلى خطوات علاج سلوكي تقومين بها مع نفسك فأنت تحتاجين أيضاً علاجاً معرفياً يتم فيه تعريفك بالأعراض الجسدية للقلق، وأعراض الجسدنة وغيرها، إضافة ربما إلى علاج عقَّاري حسب تقييم طبيبك المعالج، إذن عليك بعرض نفسك على طبيب نفسي وموافاتنا بخطوات التحسن القريب إن شاء الله.
لا مناص إذن من زيارة الطبيب النفسي، وتابعينا بالأخبار.
التعليق: كتخمين يبدو أن الأخت لم تفصح كثيراً. وأغلب حالات القلق اللامنطقي في السعودية مصدرها الأوهام والخزعبلات كالخوف من العين والحسد والسحر والتلبس وخصوصاً خرافة المس العاشق تنتشر لدى النساء. ولذا يا اختي لا تلتفتي لأي كلام من هذا النوع أبداً أبداً