أضئ أنوار بيتك لترى من تحبك وتحبها م
لست حزيناً لكنني أشعر بالفتور..
السلام عليكم ابتداء، قضيت فترة زمنية طويلة منذ آخر رسالة أرسلتها لكم تجاوزت فيها العديد من المشاكل والعقد ولعل أهمها وأكثرها إيلاما تلك التي لازمتني منذ الثانوية حيث حصلت على معدل مقبول ولم أتمكن من نسيان ذلك رغم طول السنين.
العلاج النفسي الجماعي الذي أمارسه منذ ما يزيد على ٧ سنوات دفعني مجدداً لتخطي حاجز الثانوية فأعدته وحصلت على امتياز فيه وكان لذلك الأثر العظيم في نفسي حيث جعلني أكثر استقراراً وطمأنينة ومحبة للناس.
المشكلة الآن أنني في حالة فتور على عكس الشحنة العظيمة التي كانت لدي عندما كنت أعيد الثانوية بهدف الطب. قيل لي من قبل المحلل النفسي أن الطب ليس اختياراً حكيماً في سنك وأنا مقر بذلك لكن أجد في نفسي شيء من المرار لا أعرف سببه.
أبحث عما أفني فيه ذاتي لكن لا أجد وهل العلم طريق جيد لذلك؟ أتعلم ولا زلت أتعلم لكن هل أبحث في التعلم المستمر عن حيازة المجد وأي مجد أريد؟ لا أجد الدافع الذي يمكن له أن يحركني لأبدأ رحلة البحث عن تخصص جديد أو التقدم في تخصصي الحالي.
أين الدافع؟ أين التحليل النفسي من إيجاد معنى مستمر للحياة وإيجاد الدافع الدائم للشعور بلإنجاز. ينتابني شعور عارم بالإحباط من التحليل النفسي المدرسة التي لطالما اعتقدت أنها تمثل العلم في التعاطي مع النفس لكن النظرة الواقعية للأشياء تفرض نفسها. كنت أكثر سعادة أثناء دراسة الثانوية مرة أخرى وأكثر رغبة في الحياة وبمجرد الانتهاء ارتشفت شيئاً من الأنس في نفسي لكنني أفتقد تلك المشاعر التي كنت أشعر بها في غمرة الإنجاز والامتحان.
أشعر بالكفاءة واحترام الذات، كما أشعر بالانتماء والمحبة وأفهم أن الحياة قانون ومسؤولية والتزام لكن أفتقد الحنين والشعور بالدافع ولا أعرف إن كانت دراسة الطب ستجدي في عمري أو إن كانت ستعطيني الدافع فلدي إحساس أن الدافع مرتبط بشدة بمنطقية الأشياء.
الحمدلله الذي حباني بالنعم وأسأل الله الإعانة على الشكر.
أيضاً شكراً للدكتور سداد جواد التميمي الذي أثمن ما يقوم به.
هذا جزء من ما أشعر به، في غمرة استقرار عارم.
24/2/2019
رد المستشار
شكراً على استعمال الموقع.
ما تتحدث عنه في البحث عن هدف جديد وتحديات تعليمية ووظيفية وشخصية حق مشروع ويراود كل إنسان بين الحين والآخر. إن كنت ترغب في دراسة الطب فهناك العديد من الذين يتوجهون إلى كليات الطب بعد عمر ٣٠ عاما بل وحتى أعرف من هم في منتصف العقد الخامس من العمر. لكن عليك أن تدرس هذا الموضوع جيداً لأن رحلة دراسة الطب طويلة ومتعبة وكثيراً ما مملة وقد تصل إلى تقاطع طرق حول اختصاصك بعد أكثر من ١٢ عاماً.
والكثير وفي نهاية الأمر قد يصل إلى طريق مسدود وليس تقاطع طرق.توقف عن العلاج النفسي وحاول البحث عن تحديات جديدة في عملك وتنافس الجيل الجديد على عمل مثل عملك أكثر بكثير من دراسة الطب في عصرنا هذا .
ثم هناك عائلتك وحياتك اليومية والبحث عن البهجة والسرور في ما تملك ومع من تحب.
يسعى الإنسان التوجه صوب أحلامه ولكن هناك حلم يستحق ذلك وحلم يجب تجنب المسير إليه.
وفقك الله.