لا أعلم لماذا
مجريات الحياة مخادعة أحيانا وأحيانا لا في نفسي أعلم أن الله يدبر الأمر لكن أنا بعيد كل البعد عن مفهمومه لا أفهم الله ماذا يريد منا مررت بمواقف تبكي وأنا بارد بعد ما تنتهي بأعوام أتذكرها وأفكر كيف صبرت أعيش في قرية البداية حرمت من الأم توفيت لكن في الحقيقة لم أحتاج لها يوما أو أشتاق لها لم أرى أمي قط وهذا ليس سبب لمشكلتي
أذكر أول أنثى ألمسها كانت ممرضة تريد سحب عينة دم كان جلدها ناعم وكأن داخلها قطن ضغطت عليها خوفا من الألم كان عمري 22 سنة
22 سنة لم ألمس أنثى رقم قياسي مصادفة غريبة!! ولدت بضعف نظر كبير لايوجد له علاج كما قالوا تدخل جراحي بعد سن 18 سنة كيف أدرس؟
كنت فاشل لا أعلم كيف تعلمت الأحرف حتى وإن جلست في الأمام لا أرى... اللعنة!! كنت أجلس في الخلف وأنام كنت انطوائي صبرت 13 سنة حتى تخرجت ما الفائدة من هذا؟ في ذاكرتي مشهد عندما رفعت رأسي رأيت أصدقائي يكتبون الدرس وأنا! بمنتصف مسيرتي الدراسية أدركت ما أتعلمه خطأ ومجرد كلام مستهلك أو ربما أنني في المكان الخطأ لايوجد بديل بذلك الوقت
أهرب وقت الاختبارات الشهرية لأن المعلم لايطبع الأوراق يكتب الأسئلة على السبورة وإن حضرت أسلم الورقة فاضية أو أغيب أو يساعدني الشيطان بحل كنت أنجح بجهدي أبذل قصار جهدي آخر السنة وأعدي بجيد أو مقبول كنت مصرا أن علي أن لا أحد يعلم أو أن أعترف أنني لا أرى لأعلم لماذا أرى أني محق ١٠٠%
ومواقف أخرى لا أريد كتابتها بعد التخرج ذهبت لمستشفى في المدينة لم أستفد شيء منهم مواعيد بالأشهر بالآخر أخبروني ما فيه أمل لك بالعلاج بقيت سنوات عاطل أنتظر ولاشيء يحدث زرت أغلب الاستشاريين نفس الرد بعضهم قال زراعة عدسات ولن تكون طبيعي سوف يكون هناك نقص كبير يوما قال لي أحدهم سوف ترجع طبيعي كنت مبسوط بذلك الشهر إلى أن اكتشفت أن ليس لديه حل
سافرت وعملت عملية بسيطة كلفت 400 دولار رجعت طبيعي تقريبا نظري الآن ناقص درجتين لم أشعر بالفرح لا أعلم لماذا شعرت أنني كنت مخدوع طوال السنوات يقول الطبيب أنه هناك حل بعد العملية الأولى استمر على النظارة سنة وارجع لي بالليل تشوش الأضواء أشعر بالخوف أنا في الحقيقة لم أعد أحتمل شيء
أنا مدمر كليا بهذا الوقت أدخن كثيرا بدون سبب ولا أصلي حاليا متصالح مع نفسي ما عندي جلد الذات أكون صداقات قوية إلى أن يرتبط بي وأهرب لا أعلم لماذا لا أطلبه أي شيء أو مصلحة مزاجي لا أريد الخروج فقط عندما أرى جثث الحروب أو الأمراض المزمنة يأتيني شعور الإلحاد أو أي شيء يشبه هذا لدي معتقد أن من ينجب طفلا في هذه الحياة يعتبر جريمة حتى لو أمن له كل شيء كل شيء
أريد أن أغير شخصيتي للأحسن وأن أبدأ من جديد
وأن أهتم بحياتي الخاصة وأن أكون سعيد
7/7/2019
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
بداية رسالتك هو بياناتك الشخصية: بدون اسم٫ بدون وظيفة٫ بدون هوايات٫ بدون أنثى.
تبدأ الاستشارة بعد ذلك بسرد عاطفي وفلسفي الإطار لمشاكلك الشخصية والصحية والحرمان الذي عانيت منه عبر رحلة حياتك إلى الآن. ولكنك في النهاية تسأل عن:
تغيير شخصيتك للأحسن
البداية من جديد
الاهتمام بحياتك الخاصة
العثور على السعادة.
وكل احتياجاتك الناقصة مطالب مشروعة٫ ولكن بصراحة من يسد هذه الاحتياجات والمطالب هو أنت فقط لا غير.
قصة حياتك صعبة ولكن هناك قصص أكثر صعوبة منها لأفراد واجهوا التحديات وتغلبوا عليها.
تعاني من ضعف البصر٫ وهناك من هو محروم من هذه الحاسة تماما٫ وواجه التحديات وصارعها وتغلب عليها.
هناك تأزم عصابي تعاني منه حول الوجود والعقيدة حالك حال الأكثرية من أقرانك٫ ولكن الغالبية ينتقلون إلى مرحلة جديدة في حياتهم.
تتحدث عن صفات شخصية تجنبية٫ وهذا لا يعني بالضرورة بأنك تعاني من اضطراب نفسي أو اضطراب شخصية ولا يجب أن يمنعك ذلك عن مواجهة تحديات المرحلة.
ماذا يجب أن تفعله؟
تراعي صحتك وتحرص على إيقاع يومي منتظم.
ان لم تكن لك هواية فابحث عن واحدة وتمسك بها.
الأهم من ذلك تبحث عن عمل مهما كان حتى وإن كان تطوعيا.
تخرج من عزلتك وتتفاعل مع الناس وتشاركهم مشاعرك.
هذه هي الحياة ملعبٌ تواجه فيه تحديا جديدا اليوم بعد الآخر وما عليك إلا أن تدخل هذا الملعب وتلعب فيه.
وفقك الله.
التعليق: منذ سنوات وأنا أتابع استشارات الموقع فى صمت لم أفكر قبلا فى كتابة اي رد كنت أعشق فقط قراءة المشاكل والتعرف على نوعية جديدة من المشكلات والهموم وأشياء كثيرة تعرفت عليها من خلال هذه الاستشارات .
وبعد كل هذه السنوات هذه هي المرة الاولى التى اكتب فيها ردا عندما قرأت كلماتك شعرت أن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بيننا مع بعض الاختلافات البسيطة وما استفزني حقا للكتابة أن رد المستشار سفه من المشكل ولم يعطه حقا مع كامل احترامي الشديد للمستشار الذى أجاب .
أنا مثلك توفي والدي منذ نعومة أظافري لا أعرفه ولا أذكره ولم يلمسني رجل في حياتي لم أشعر أبدا بحنان الأب ذاك الذي يتحدثون عنه ولم أجد لا خالا ولا عما يعوض ولو ٠،٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠١% من ذلك الحنان المفقود وأنا مثلك أيضا عانيت في دراستي مع اختلاف بسيط أنت عانيت من ضعف في النظر وأنا عانيت من ضعف في السمع أذكر مرة في إحدى الامتحانات في الثانوية كان الجميع منشغلا بالاجابة عن الامتحان وأنا كان أكبر همي معرفة ما هي أسئلة الامتحان وأذكر أني في تلك السنة رسبت وكانت أول مرة أرسب فيها وكان طعم الفشل مرا خصوصا أني بذلت أقصى ما أستطيع
وأنا مثلك أيضا كنت فتاة انعزالية في حياتي كلها لم يكن لدي أصدقاء لم يفتقدني أحد يوما لم يسأل عني أحد يوما ولم يفضلني أحد يوما كنت دائما في مقاعد الاحتياط مهمشة ومنبودة لا أحد يريد مصاحبتي أجلس وحدي دائما أبقى في الفسحة وحدي وأكثر ما كنت أكرهه الاعمال الجماعية لم يكن لدي أحد مثلك تماما حتى في رؤيتك لله والدين نتشابه أحيانا أشعر بالسخط والغضب وأحيانا أشعر أن الله غير عادل وينصف الظالم على المظلوم ولا يفي بوعوده التي يقطعها لكني لم ألحد يوما أعرف أن لهذا الكون خالق.
ما جعلني أكتب ردا أني شعرت بالألم الذي تشعر به الوحدة والفراغ والعمر الذي يسرق منك في العدم والحياة المليئة بالألم والتي ليس لها طعم أو لون عدم الانتماء والعزلة وعدم القدرة على تكوين روابط وعلاقات اجتماعية حتى لو بسيطة الإحساس بالفشل والرغبة في الموت ربما السيد المستشار لم يقرأ كل هذه المشاعر في الرسالة ولم ينتبه إلى أن صاحبها قد فاض به الكيل وربما هو يفكر في الانتحار وبالتالي اختزل المعاناة في ضعف البصر وختمها بكلام سخيف عن صعوبة حياة آخرين فقدوا بصرهم تماما ومع ذلك تفوقوا ربما أراد رفع معنوياتك لا أعلم بالنسبة لي شعرت بالغصب وكأنه يسفه من الأمر لا أعلم لمَ وضعت نفسي مكانك وسمحت لنفسي بشعور وكأن الرد موجه إلي ربما لأني رأيتك في قصتك شبها من قصتي ورأيت في ألمك شيئا من ألمي لا أعلم
كل ما أتمناه من المولى عز وجل أن يفرج كربتك فأنا لا أملك لك إلا الدعاء مع الله لم يستجب لي أبدا ولم يحقق لي ولو أمنية واحدة على مدار السنوات ومع ذلك لا أملك إلا أن أدعو لك ربما حظك معه أفضل من حظي.