محبة الناس..!؟
تحية طيبة وبعد
شكرا لكم على هذا الموقع وأرجو أن أجد الجواب الشافي عندكم
مشكلتي تكمن في عدم محبة الناس لي ولا أدري ما السبب وهذه المشكلة ليست وليدة فترة بسيطة إنما هي منذ فترة طويلة أيام ما كنت صغيرا، وأنا أشعر أن الناس لا تحبني علما بأن شكلي جميل وطويل.
لا يوجد لي أصدقاء أبدا
أنا أحافظ على الصلوات في المسجد وكذلك أصوم بعض النوافل
أحيانا أشعر أن زوجتي لا تحبني...... فقط محبتها لى لأنها زوجتي
إخواني لا يحبونني أهل زوجتي لا يحبونني أقاربي كذلك
في النهاية استسلمت إلى الأمر الواقع في أنني شخص غير مرغوب عند الناس وأنني غير قريب على القلب عندما تصارحني زوجتي تقول لى أنك إنسان غير قريب للقلب
الخوف كل الخوف أن تكون عدم محبة الناس لى هي دليل على عدم محبة الله عز وجل لى كما في الحديث القدسي التالي: قال رسول له صلى الله عليه و سلم:
((إن الله إذا أحب عبدا، نادى: يا جبريل أحب فلانا فيحبه جبريل، ثم يحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)) رواه البخاري ومسلم
علما بأني أحيانا أصادف بعض الأشخاص غير الملتزمين دينيا ولا يصلون ويفعلون المنكرات وتجدهم محبوبون عند الناس لا أدري ما السبب
أرجو الإفادة
واقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير
4/10/2004
رد المستشار
أخي الكريم عندما قرأت رسالتك تذكرت عدة مواقف استفزت عقلي وأثارت فكري لكي أجيب عليك
فتذكرت.. موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبره أحد الرجال أنه يحب رجلا قد مر عليهم لتوه فحثه الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يخبره وأن يبث حبه له فذهب وقال له إني أحبك وكان الرد الشهير أحبك الذي أحببتني فيه _أي الله_
فلعل عينيك لم تقعا إلا على من تتخيل أنهم لا يحبونك وأخفتا عنك من يحبونك لأنهم لم يتعلموا بعد أن يقولوا إني أحبك
تذكرت.. الأنبياء وما ذاقوه من بلاء وإيذاء ومؤامرات وحقد وسخرية فلو كانوا فكروا مثلك لما خطوا خطوة على طريق الرسالة
تذكرت ..أننا عندما نرى رساما قد أجاد نقل منظر الغروب عند التقاء صفحة السماء بالبحر ... أننا نقول أنه رائع ولديه شفافية عالية، وننسى أن نقول أن هذه صورة جميلة خطتها يد ماهرة تستحق الشكر والثناء
تذكرت..أنه قد يحب المرءُ المرءَ لأنه أهل للعلم أو لأنه يتمتع ببعض الصلاحيات والمناصب، أو لكونه خلوق، ورغم أن البشر يعلمون عن الله ما يجعلهم يتنفسون عشقه لأنهم قرؤوا قوله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) صدق الله العظيم (البقرة:165)
تذكرت..أن الأهم هو أن تتيقن من حبك أنت لله
تذكرت..بعض الأمور التي قد تغيب عنك فأردت أن أسردها عليك:
.إسداء الجميل يوجب الشكر وهو شعور قد يطول وقد يقصر، ولكن تكرار الجميل على مدار الأيام واختلاف الأحوال يورث الحب
لا تضن بفضلك عندما يطلبه من قد سألك من قبل ونسى..
للحب داع مهم اسمه الإبهار فالنفس تبهرها أشياء حاول أن تكتشف إحداها عندك لتبرزه، فيتودد إليك الناس..
قد يكون ذلك مدخل للشيطان إليك بعد أن أعيته سبل أخرى للوصول إليك واستخدم الحديث معك لخدمة غرضه....
من يحبك لجمالك أو طولك لست في حاجة إليه لأن من يصدقك حبه هو من يحبك أنت يا أحمد! .....
تحتاج أنت لأن تحب نفسك أكثر من ذلك، وليس معنى ذلك الأنانية أو الغرور ولكن ما بداخلك سيخرج حتما للآخرين .......
لو أن الله يسارع للإنسان بكل ما يهوى لهلك الإنسان، فقد لا يُعَظِّمُ شأنك غدا إلا ما يضايقك اليوم.....
غَيِّر العين التي تنظر بها إلى من حولك،.. وقلْ في نفسك هم يحبونك فعندها ستترجم تصرفاتهم بشكل آخر .......
..لكل إنسان مفتاح لشخصيته فإذا أردت أن يحبك الناس فعليك البحث عن هذه المفاتيح، قد يكون العقل، قد يكون القلب، قد تكون خفة الظلِّ، قد تكون الهدية..... قد تكون الثقافة .... ابحث
ألا تشغل بالك كثيرا بغيرك من الناس فلا أحد يستطيع أن يقسم أنه يقرأ رسائل الله بدقة متناهية، وإلا بما تفسر قبول الله للباغية عندما سقت حيوانا ظمآنَ في لحظة من لحظات حياتها التي عاشتها في البغاء أو قول النبي صلى الله عليه وسلم أن ساقي سيدنا عبد الله بن مسعود أثقل في الميزان من جبل أحد عندما ألمح بعض الصحابة إلى دقتها ....
هل تستطيع أن تعطيني مثلا واحدا لشخص أحبه كل الناس وهضمه كل الناس وكان قريبا من قلب كل الناس إن علمته فأرسله لي...!
حاول أن تنقل نفسك من خانة المنتظر إلى خانة المبادر فالحب علاقة والعلاقة تبادل وأخذ وعطاء فَارْوِها أنت أولاً حتى تنبت نبتة الحب...